أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - خليك عالخط














المزيد.....

خليك عالخط


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخي المواطن:
"خليك عالخط"، "أحلى هدية"، "عالرنة بغنيلك"، "شاركهم في وحداتك بتحلى أوقاتك"، "خدمة الرنة بغنية"، "نحن بانتظارك"، لا تتردد أتصل الآن ، نحن في خدمتك دوماً. "صار فيك تهدي وحدات لمن تحب"، فما عليك أخي المواطن سوى الاتصال بنا، فنحن في شوق شديد إلى نقودك..وسيبقى شوقنا إليك مستمراً طالما أن جيوبك مازال فيها بعض النقود..الخ
أخي المواطن:
أين المفرُّ ؟ أينما توجهت أو ذهبت، تسير في الشارع، تركب الباص أو السيارة، تذهب إلى البيت، تقرأ جريدة أو مجلة، تسمع الراديو أو تفتح التلفاز.. فأنت محاصر بتلك الإعلانات والدعايات المتلاحقة التي تروجها شركات الخلوي التي تدعوك إلى التغيير واستهلاك كل جديد بغض النظر عن مضمونه وبدون أية قيود، ويفرضون عليك سماع أو مشاهدة فنٍ رخيص مبتذل..
إنه احتيال منظم، وكذب مبرمج هدفه تشويه عقول الناس، وإطلاق غرائزها لتعيث فساداً بدون عقل ينظمها ويعقلن شهواتها، وتخريب الذوق والقيم الأخلاقية والروحية عبر نشر ثقافة الاستهلاك ولاشيء غير الاستهلاك، والأطباق على جيوب الناس وسلب ماتبقى فيها من نقود.
وتستمر شركات الخلوي بصرف الملايين على الإعلانات والدعايات تدعو فيها الناس إلى تشجيع استخدام الهاتف الخلوي في الثرثرة والاشتراك بالمسابقات وتنزيل صور الفنانات وأغانيهن المبتذلة، وتبادل النكات والصور الفاضحة، وليس هذا فحسب، بل أخذت تستغل الدين في ذلك حين تسمع عن الترويج لخدمة الأغاني والأشعار الدينية..الخ والهدف من تلك الدعايات والإعلانات واضح وصريح هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس لجمع المزيد من المال من خلال السطو على جيوب الناس وسلب ما تبقى فيها من بعض الدراهم،علماً أن هذه الملايين كافية لأن تجعل الاشتراك في الخط مجاناً وأجور المكالمات في حدها الأدنى، وان تحسن من وضع شبكة الاتصالات الخلوية وترفع من سوية خدماتها السيئة.
ويبدو أن وزارة المالية كانت على حق في فرضها "لضريبة الرفاهية "على الاتصالات الهاتفية عندما تناهى إليها أن المواطنين وبخاصة الفئات العمرية الشابة "طلبة المدارس والجامعات"، وحتى الموظفين من ذوي الدخل المحدود، وغيرهم من العطالين البطالين يسيئون استخدام الهاتف النقال والثابت في أغلب الأحيان، حيث وصلها أنهم يتبادلون الرسائل والصور والنكات الفاضحة، ويقضون أوقات طويلة على الهاتف الخلوي يثرثرون بأحاديث لاطعم لها ولا لون، كأن تسمع مثلاً: ( شفتي هيفا شو كانت لابسة؟ "شو بدك تطبخي اليوم؟" "دقيلي حتى يعرفوا زميلاتي في العمل أنو عندي أصدقاء..؟" "عرفتْ مبارح طبقت الصبية لي قلتك عنا، وصارت تبتعلي رسائل على الموبايل"، "وينك بعتلي شي صورة على كيفك" ..الخ من الثرثرة التافهة وأمتد هذا الأمر إلى الهاتف الثابت أيضاً، فتسمع عن صبايا وشباب وحتى كباراً يقضون أوقات طويلة على الهاتف في ملاحقة البرامج والمسابقات والطبخات، وقضاء أوقات حارة مع المحطات الساخنة.
وأعتقد أن تلك الأمور كانت من بين الأسباب الموجبة التي دفعت وزارة المالية إلى طرح مشروع فرض ضريبة الرفاهية على الاتصالات الهاتفية على مجلس الشعب الذي كعادته وبدون تردد أقر فرض تلك الضريبة. وترك المجال لشركات الخلوي كي تستمر بجمع الأموال ووضعها في حسابات لدى البنوك الأجنبية.
وبعد ماذا ننتظر أكثر من ذلك ؟! هل نترك ثقافة الاستهلاك تطغى على سلوكنا وسلوك أولادنا ؟ لإن من شأن استمرار هذا السلوك المنفلت والمبالغة في استهلاك وإساءة استخدام أي شيء قادم من الخارج، سوف يقودنا في النهاية إلى طريق الذل والعبودية لذلك الأجنبي، ويجردنا من هويتنا وذاتنا حتى نصبح بلا هوية، بلا قيمة همه الوحيد الركض ثم الركض وراء الاستهلاك، وإشباع شهواته الغرائزية ..
ولن نستطيع التخلص من هذا السلوك الطائش إلا من خلال إعادة الاعتبار للعقل كي يأخذ دوره في ترشيد سلوكنا وإدارة شؤوننا بتفاعل بعيداً عن الاتكال والتلقي الأعمى، ونعيد الاعتبار للعقل وحرية الفكر والتفكير والبحث العلمي، ونبني مجتمعاً ينتفي فيه الظلم، ويخيّم العدل عليه ويسود فيه القانون على الجميع حكاماً ومحكومين .
دمشق في 9/2/2005






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - خليك عالخط