حركة السترات الصفراء فى فرنسا

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان المحرك الرئيسى لثورات الربيع العربى هو الشباب الثائر الذى لا علاقة له بالبنية السياسية الحاكمة فى اغلب الدول العربية التى قامت بها ومن بينها مصر

ولم تكن للشباب علاقة تنظيمية واضحة بالاحزاب السياسية المتحلقة حول الحكومة ودعنا نتكلم عن مصر هنا

وقد عزا البعض ذلك الى خواء الاحزاب السياسية وضمورها رغم وجودها على المسرح السياسى فى حالة موات اكلينيكى

ورغم صحة ذلك مبدئيا الا انه يبدوا انه فى الافق اسباب اخرى ، فها هى حركة اجتماعية تضم اقصى اليمين واقص اليسار والوسط وفوضوين وشباب ورجال لاعلاقة لهم بالسياسة

وتستخدم اهم الاساليب السياسية فى الاعلان عن مطالبها وهو التظاهر وهى حركة السترات الصفراء بفرنسا والتى لم تخرج من عباءة النظام السياسى الفرنسى ولامن احزابها السياسية

بل هى حركة احتجاجية خرجت من رحم الشعب الفرنسى الذى راى ان فى رفع اسعار الوقود جزء من الحملة النيو ليبرالية الشرسة التى لاترحم المواطن البسيط وتنغص عليه حياته

الا يدل ما حدث على عقم النظام السياسى الديمقراطى الفرنسى وعجزه عن الاحساس بمطالب الشعب من خلال اهم اليات الديمقراطية وهى الاحزاب السياسية ، بل وعقم كل الانطمة السياسية الديمقراطية

وهل تتكرر حركة السترات الصفراء فى فضائنا العربى لتكون اكثر دموية وفوضوية للتعبير عن عجز النظم الحاكمة فى موائمة ادارة البلاد دون انهاك المواطن البسيط

ان ما حدث فى فرنسا يحمل رسالتين
الاولى تخص الانظمة الديمقراطية بعامة وهى حاجتها الى اصلاح بنيتها واهم ادواتها وهى الاحزاب السياسية لتكون معبرا عن مطالب الشعب

الرسالة الثانية تفيد ان الخطأ فى فهم حركة الشارع وهموم المواطن البسيط دون فذلكة سياسية قد يؤدى الى نشوب ثورات وقلاقل اجتماعية وانه لايجب الركون الى صوت السكون فى الشارع فقد يكون هو ما يسبق العاصفة

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل