زمن نيتشه

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 12:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الحاضر عبر الآن _ هنا ....زمن نيتشه أيضا

متعة ، بل سعادة أن يصل عقلك وتفكيرك إلى هناك ! بعيد جدا .
حيث لأول مرة تصل حتى في خيالك .
ربما لم يصل أحد قبلك بعد !
قراءة نيتشه تحمل البعض إلى هناك بالفعل ، أحيانا بالطبع ، حيث أصغر من لا شيء مع أكبر من كل شيء وخلال عبارة واحدة ! بل فكرة يتعذر فصلها أو تجزئتها ...
الدهشة مصدر الفلسفة ... تكرر العبارة بذهول ، وبعد مرور كل ذلك الزمن !
الدهشة أن تتجاوز حدودك ، مزيج الفكر والشعور والصحو بكلمة ....السحر .
يعرف نيتشه ، بل كان على يقين ، أن كتابته و بعض أفكاره _ ومشاعره أيضا _ ستكون برفقة أفضل عقول القرن 20 ، وربما هذا القرن وما يليه ....!؟
لماذا نسينا كتابة ونصوص وأفكار... فرويد ويونغ وماركس ومكسيم غوركي وغيرهم ، وما يزال نيتشه يتنفس بيننا وكأنه يكتب من الشارع المقابل !
الصدق نعم .
لقد كان نيتشه أصدق شخص ، مثقف وكاتب ، في القرن 19 ...بينه وبين فرويد خطوات .
نيتشه حقق التجانس بين نواياه واتجاهه وموقفه بالفعل ، لقد اقترب من التطابق !
يوجد الكثير من التناقضات والأخطاء القاتلة ، في كتابات نيتشه ، وفي حياته الشخصية أكثر بدون شك .
لكن المصداقية ، والتجانس ، بين نواياه ومواقفه وحياته اليومية ، ما تزال حلم أستاذة علم النفس ويصعب تفسير ذلك أو فهمه .
عماد جنيدي وعلى الجندي ورياض الصالح الحسين وغيرهم أيضا ، في سوريا ، ساروا على ذلك الطريق لكن بضع خطوات واحترقوا بطرق مخيفة ومحزنة .
وبقيت دروبهم فارغة ، وموحشة ، ....يتقدمهم جميعا نيتشه .
....
بعد مرور وقت طويل ، وجدل وحوار وثرثرة ....حول فكرة الزمن وطبيعته ، واتجاهه خصوصا الخطأ الذي تعلمناه جميعا .
ما يزال 9 من عشرة بين أصدقائي يرفضون الفكرة ، وقبل أن يفهموها !
اتجاه الزمن من الحاضر إلى الماضي ، بالعكس من اتجاه الحياة من الماضي إلى الحاضر .
وهذه الملاحظة ، البسيطة منطقيا وعقليا ، تتكرر بشكل ثابت وهي تقبل التجربة والتعميم وبلا شروط ... أكثر من قانون الجاذبية ، عداك عن النسبية وبقية النظريات المعقدة بالفعل
ولسبب واحد فقط ، أن من يقول هذه الفكرة هو منهم وبينهم !
ولا استطيع منع نفسي من تكرار عبارة ويلهام رايش وحسرته :
لشدة ما تحتقر نفسك يا صغيري ،
لا تستطيع التصديق أن الذي يجلس بجوارك ، يمكنه القيام بأعمال عظيمة .
....
البعض يكتفي بالعمل أو باللعب لوحده ، بشكل منفصل ومفرد !؟
الأخلاق دائرة ومساواة .
القيم تسلسل وتراتب .
يوجد تشابه مع التزامن والتعاقب ، أو التقسيم المبدئي الذي أقامه النقاد العرب القدامى ، للتمييز بين الفعل والفاعل بصورة عامة .
وبمصطلحات اليوم ، التمييز بين الحياة ( النبات والحيوان والانسان ) وبين الحدث ( الأعمال والأفكار والآثار بالعموم ) .
....
" الطريقة التي يمتلك فيها نيتشه الشجاعة على قول الأشياء !
تصور أن تتمكن من القول أن الأمل هو أعظم الشرور ! وأن الله ميت ! وأن الحقيقة خطأ لا يمكننا أن نعيش بدونه ! وأن أعداء الحقيقة ليست الأكاذيب ، بل القناعات ! وأن الجائزة النهائية للموتى هي أنهم لن يموتوا ثانية ! وأن لا يحق للأطباء حرمان رجل من أن يموت بملء إرادته ! الأفكار الشريرة ! ناقش نيتشه كل موضوع منها ، لكنه كان جدالا زائفا : ففي أعماق قلبه ، كان يعرف أن نيتشه محق " .
الفقرة تدور حول التفكير الذاتي للدكتور جوزيف بريوير ، بعد جلسة طويله مع مريضه فريدريك نيتشه ، من رواية عندما بكى نيتشه ص 111 إرفين د . يالوم ت خالد الجبيلي .
....
هذه الفقرة الصغيرة والمستقلة ، كم تحتاج قراءتها من الاهتمام !؟
الاهتمام الحقيقي ( يتضمن أربع عناصر بالحد الأدنى : وقت ، جهد ، سلطة ، مال ) ، من خلال منح الوقت الكافي واللازم بالتزامن مع بذل الجهد العقلي والنشاط الذي تحتاجه القراءة المتأنية ، بالطبع مع إعادة القراءة والتأمل ...والبحث إذا لزم الأمر ، بقدر ما يلزم لفهم فقرة محدودة واستيعابها عقليا وعاطفيا !؟
خصوصا أنها فقرة من رواية ، مشوقة للغاية ، وتتمحور حول حبكة شديدة التماسك والتوتر والاغواء.... مثل رواية بوليسية متقنة ؟
لا أعرف كم سأحتاج لقراءتها بالفعل ، وكما تستحق .
أنا لا أعرف .
....
القرار الشخصي أو المبادرة الفردية ، أو المقدرة على التفكير والتوجه والسلوك ، بشكل يختلف عن البرنامج الجيني _ البيولوجي الذي ورثه الفرد عن الآباء والأسلاف ، والذي يتوافق مع البيئة الاجتماعية أيضا ، وقد يصل _ القرار _ إلى التناقض الفعلي مع الغريزة ومع البيئة والمجتمع بالتزامن ....مثلما يحدث في حالة العبقرية _ أيضا بحالة الجنون ، وبشكل غير مفهوم إلى يومنا هذا 30 / 11 / 2018 ....
القرار صفة خاصة بالفرد الإنساني الحر ، امرأة أو رجل ....اليوم وكل يوم
....
الزمن أصغر من لا شيء
أيضا
الزمن أكبر من كل شيء
والمعنى !؟
الزمن هو معيار موضوعي في الكون
مطلق وجميل
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات