(مساج) العقل (3)

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة
(Asmaa M Mustafa)

الحوار المتمدن-العدد: 6069 - 2018 / 11 / 30 - 18:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

(مساج) العقل* / 3

ـ أسماء محمد مصطفى


تتعدد مصادر الثقافة والإبداع ، أهمها الوجع الخلّاق .

****

الجمال العميق غاية المرأة العميقة الخلاقة . حين تتمتع به لن تكون غايتها منه الحصول على الإطراء ولن تسعى اليه . ستحترمه طبعاً ، لكن جمالها من نوع ليس هدفه نيل إعجاب الآخرين بمقدار إشاعة الجمال في الحياة .

*****

أنت ، الإنسان الكوني .. لاشيء غير إنسانيتك منطلقك لتمنح الآخرين الكثير من الحب ، حتى لفرط محبتك لاتعنيك من الآخر هويته القومية او توجهه الديني او لغته او نسبه .. الخ ، الكل سواسية في قلبك إلاّ من يقتل ويؤذي وينشر الكراهية بشتى أشكالها وصورها .
الكون كله وطنك ، تحلق في سماواته برؤيتك النقية .. لاتعترف بالخرائط والحدود وهويات الأحوال المدنية وجوازات السفر فهي عندك مجرد حلقات في سلسلة تنظم الحياة المدنية لاأكثر .. وخارج هذا المفهوم جواز سفر الشخص الإنساني هو قلبه وخلقه وأفكاره الحرة التي تبني عالما أجمل وأنقى ..
قد لاتتوقف عند مايعظمه آخرون ، فيتوهم صغار العقل أنك كافر مادمت خارج سربهم ، لايعلمون بأنك أكثر ايمانا منهم ، بل أكثر رفقا بهم من أنفسهم .
وحيث أنك لاتهتم بتوافه الأمور ولاتقف عندها ، فإنّ عقلك غير مشغول قيد أنملة بصنع الكراهية او نشرها بين الناس ، وقلبك وحده كونٌ متكامل لكل المحبين الإنسانيين بل حتى لمن يبغضون كونيتك وإنسانيتك أيضا .

*****

أنا .. إنسان هذب روحه عبر سني الوجع ، كي تعانق سماوات الرُقي حباً ورغبة بنشر المحبة ، فكان أن تجاوزت الروح كل ماسمى الإنسان نفسه به تحت ظلال القوميات والأديان والحدود والجغرافيات واللغات والموروثات حتى نسي الاسم الأهم له : إنسان .
وأنا إنسان .. سليلة إنسان .. أمٌ لإنسان .. لايعنيني منك سوى أنك إنسان .

*****

كل مانتخذه في حياتنا من مواقف إيجابية ، لاسيما تلك التي تتضمن تضحية بشيء لنا من أجل شخص آخر او قيمة عليا ، يشبه الشجر ، يرسل لنا ثماره على طول الطريق بين حين وآخر ..سواء أأدركنا أنّ هذه الثمرة او تلك تمثل نمو بذرة نحن زرعناها أم لم ندرك .

*****

مع كل تجربة حياة قاسية تمرّ بها ينكسر شيء في قلبك ، حتى تمر بك السنون وتكثر التجارب بأفراحها وعذاباتها ، وينكسر المزيد من القلب ، ولكن في لحظة ما ستنظر الى قلبك وتجده موجودا وبخير .. ويتأكد لك أنك بتَّ أقوى وأنضج وأعقل .. ولكن القوة لاتكتمل فيك فعلاً إلاّ إذا وجدت قلبك مازال يحب ويمنح ربما أكثر مما كان عليه قبل أن يمر بتلك التجارب .. تلك هي القوة الحقيقية لاتكتمل إلاّ بالمحبة والعطاء.

*****

الانتصار لقضية ما لايحتاج الى ترويج أكاذيب ، لصناعة تعاطف معها . بل إنّ الأكاذيب تطعن بمصداقية القضية .

*****

حين نتأثر بما نقرأ ، فإنّ ذلك لايعني أننا سنعمل او نفكر مثلما ذهب اليه المؤلف او الكاتب بالضرورة او نتبع أفكاره عن عمى .. بل نعيد التفكير بقناعاتنا وهي إعادة قد تؤدي بنا الى الاقتناع برؤية الكاتب او البقاء على قناعاتنا كما هي او الخروج بقناعة جديدة بين قناعته وقناعاتنا .. في كل الأحوال ثمة تغيير إيجابي .. تحريك للفكرة الراسخة او للماء الراكد .. ذلك ماتفعله القراءة المتعمقة للكتب النوعية .


* مساج العقل .. زاويتي الصحافية الثابتة في مجلة (دنيا) الورقية

#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل