حبيب النايف
الحوار المتمدن-العدد: 6066 - 2018 / 11 / 27 - 21:21
المحور:
الادب والفن
البحر
يتثاءبُ البحرُ بخجلٍ
يغسل وجهَهُ بالرذاذ المتطايرِ من موجة منفلتة
يفر هارباً باتجاه الحدود التي رسمتْها ,
قواربٌ قلقةٌ اتعبَها الترحالُ .
الطبيعة حينَ رسمته بحلته التي نراها ,
حشدتْ كلَ قواها ,
واختزلت ما تفكر به
كيْ يحتفظَ بأسرارهِ
وتأخذ بيده للكتمانِ .
يلم قلقه ,
يجذب قبائلَ من التساؤلات.
الغموض الذي يحيط به ,
يغلقُ عينيهِ
ويمد خيطاً يوصله بالسماءِ .
اللؤلؤُ الذي يغوينا بأسراره ,
نبحث عن منفذٍ يوصلُنا به
الطرقُ التي نسلكُها
لا تؤدي الى نقاط الضوء
التي تنبعث من ثقوبهِ المتناثرةِ .
الموتُ الذي ينتظر في اعماقه
شراكٌ منصوبةً للمغفلين ,
والمغامرين
والذين ضاعَ منهم مقودُ العمرِ ,
فظنوا ان القعرَ ملاذٌ امنٌ
يقيهم جزعَ الحياةِ .
النوارسُ التي تمارس طقوسَها المعتادةَ
تخر خاويةً,
لتقبلَ وجهَهُ النديَ
وتعود مسرعةً
تثيرُ شهيةَ العشاقِ المنتظرين على الضفاف .
#حبيب_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟