أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فتحى سيد فرج - من يصنع التاريخ؟















المزيد.....

من يصنع التاريخ؟


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 6064 - 2018 / 11 / 25 - 13:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


درج كتبة تاريخ السلطة، وبعض الأكادميين الرسميين بكتابة التاريخ لتمجيد الملوك والرؤساء وكبار المسئولين بالدول باعتبارهم من يصنعون الاحداث ويسيرون التاريخ، كما فرض كتبة المقررات التعليمية تدريس هذا التاريخ فقط فى مناهج التعليم، والذى يطلب من الدارسين فى كل المراحل التعليمة حفظه وتقديسة وعدم التعرض له بالنقد أو التفنيد، ولكن منذ أسس المؤرخ الأمريكي "هوارد زن" - Howard Zinn) أغسطس 1922- يناير 2010‏) - مدرسة التاريخ الشعبى ظهر بشكل واضح ان الشعب هو من يصنع التاريخ، وذلك من خلال قادته الحقيقيون ومشاركة كل الفئات والطبقات الاجتماعية فى صنع وتحريك الأحداث، فهم الأصل وهم المؤثر الحقيقى فى تسيير التاريخ .

واننى أرى إن أعتى وأخطر حرب قد تشتت وعى أمة وتضعف مستقبلها، وتقلل معرفة الشباب والاجيال القادمة بتاريخها الحقيقى، هو التركيز على التاريخ الرسمى وأهمال تاريخ الشعوب، فالتاريخ الرسمى يحوى قدرا من الأنحاز والتمجيد لسدنة السلطة فى كل العصور، وقدرا من العبث بمن يحرك التاريخ، فالعبث بالتاريخ يولد مجتمعا ممسوخا غير ذي قاعدة ولا تأصيل، ويقطع الصلة بين الماضى والحاضر والمستقبل، ويخلق اذدواجية بين كيانات الأمة، كما ان هذا التاريخ يركز على حركات وشخصيات لم تكن فاعلة فى التاريخ، ويهمل حركات وشخصيات كانت هى الفاعلة والمؤثرة فى حركة التاريخ، فكم من ثورات شعبية تم طمسها أو تسميتها بأنها مجرد تمردات أو عنف ضد السلطات أو الاحتلال الأجنبى، وكم من أحداث سلطوية بلا وزن اعتبرها كتبة التاريخ الرسمى سببا فى التقدم والنهضة دون حق ودون سند واقعى .

بينما التاريخ الشعبى يوضح البعد الحضارى لكل قوى الشعب، ويطرح روح الهوية الوطنية بصدق واخلاص وقوة، ويساهم فى تشكيل الانتماء الحقيقى بالوطن أرضا وشعبا، وأبراز الوحدة الوطنية بين كل الفئات وألأعراق والتيارات الفكرية السياسية والثقافية فى المجتمع، والتزاوج بين التراث والقيم وبين الماضى والحاضر من أجل صنع المستقبل، لذلك فأن التعريف السليم للتاريخ هو دراسة أحداث الماضى فى حدود ظروفه، واستخلاص دروسه من أجل تحسين ظروف الحاضر، والتخلص من مسالبه كى يكون المستقبل أفضل .

وتختلف اتجاهات كتابة التاريخ فى مصر بين من يركزون على دور الملوك والحكام، وبين من يهتمون بأبراز دور الشعب كصناع للتاريخ، فالكتبة الرسميون الذين يسبحون فى عبادة وتقديس الحكام، وكذلك أغلب الأكاديميون وكتاب المقررات التعليمية يتجهون لكتابة سير التاريخ من قبل الحكام، وهم يمثلون غالبية الكتاب وتفتح لهم دور النشر ووسائل الإعلام المجال الواسع فى تدبيج وتوزيع أفكارهم وكتبهم، ولكن هناك اتجاه أخر تأثر بالمدارس الشعبية يمكن الأشارة إلى رموز منهم مثل د /حسين فوزى، د / محمد أنيس، د / خالد فهمى، دة / نيلى حنا، د / عماد أبو غازى، وأ / صلاح عيسى، أهتموا بتدوين الأحداث التى شاركت فيها الفئات والطبقات الاجتماعية ولعبت أدوار بارزة فى صنع التاريخ .

واستمرارا لمسيرة هؤلاء الأفذاذ فى تأصيل روح الشعب كصانع لأحداث التاريخ، سوف نرى كيف ارتفع مصطفى ابراهيم طلعت فى هذا الكتاب بأختيار الموضوع، الأحداث، الشخصيات، الأهداف، فأختار "تاريخ الحركة الوطنية المصرية" كموضوع لشرح نضال فئات الشعب المصرى ضد الاحتلال الأجنبى، وسجل أحداث متفردة لم يسبق لغيره تسجيها من قبل، وركز على دور شخصيات مختلفة فى المستوى الاجتماعى والثقافى ولكنها مشتركة فى قدرتها النضالية واستعدادها للشهادة من أجل تحقيق حرية الوطن واستقلال أراضيه، ولم ينسى دور المرأة المصرية فى مسيرة هذه الحركة الوطنية كمناضلة وشهيده .

كما حدد هدفا كبيرا لهذا الكتاب وهو أبراز صفحات نضالية لم يسبق سردها من قبل بقدر من الدقة والشجاعة والموضعية العلمية والتوثيق التاريخى كى تتعرف الأجيال الحالية والمستقبلية على الدور الذى لعبته الأجيال السابقة ومقدار ما قدمته من تضحيات، أملا فى ان تستمر الأجيال فى كل المراحل بدون كلل أو تهاون ومهما صعبت الظروف فى تقديم نفس المستوى من التضحيات لرفعة وتقدم مصر ووصولها للمكانة التى تؤهلها كوطن كان سباقا فى بناء الحضارة الانسانية .

كان هذا الكتاب قد تم نشره على صفحة الفيسبوك الخاصة بمصطفى طلعت فى حلقات بلغت 12 حلقة خلال عامى 2017و2018 بالأضافة إلى تقديم تاريخى قدم فيه مجموعة من الحكايات المجهولة كمدخل لاحداث الثورة بدأها بالرجوع مائة وأربعة سنوات منذ صعود محمد على باشا لحكم مصر 1805 مارا بثورة عرابى والاحتلال البريطانى وبداية حركة المقاومة ضد هذا الاحتلال .

فى الحلقة الأولى والتى أفردها عن اغتيال ابراهيم الوردانى لرئيس الوزراء بطرس غالى لأنه خائن واعترف بشجاعة "نعم قتلت رئيس الوزراء: أطلقت عليه ستة رصاصات ..الاولى لرئاسته محكمة دنشواى والحكم بالاعدام والجلد على الفلاحين . والثانية لتوقيعة أتفاقية السودان 1889 والثالثة لعرضه مشروع قناة السويس ومد امتياز الانجليز للقناة حتة 1968واخفاء الامر على الشعب و الرابعة لآصداره قانون المطبوعات وتضيق الحريات والخامسة لآهانته للحركة الوطنية ووصفه انها همجية والسادسة لخيانته لمصر .

فى الحكاية الثانية يطرح قضية نضال الاقباط ضد الفتن الطائفية ودور بطرس غالى كبطل للوحدة الوطنية، وهكذا فى الحكايات التالية يدخل فى أحداث ثورة 1919 ليتحدث عن عبد الرحمن فهمى مؤسس التنظيم السرى للثورة والذى مرغ وجه أنجلترا فى التراب، ثم الدكتور احمد ماهر داهية الجهاز السرى وعقلها المدبر، وخلال خمس حلقا تالية يركز على جماعة اليد السوداء وأسطورتها سيد محمد باشا، ويستمر فى ذكر نضال أبطال المقاومة ضد الاحتلال فيعرض قصة "محمد وجية " الرجل لابس القناع .. عميل الثورة ذو الوجهين، ثم قصة الاسد القبطى "عريان يوسف سعد"، ومعجزة ثورة 1919 القمص "سرجيوس" خطيب الثورة .

ولا ينسى الحديث عن دور المرأة المصرية فى النضال ضد الاحتلال فيقول "يعيب البعض على المرأة المصرية مشاركتها فى مناحى الحياة الاجتماعية بل وهناك من يقلل من شأن المرأة المصرية ويتهمها بكل نقيصة وعدم أحترام ..الى كل هؤلاء أقدم لهم صورة نادرة من البطولة والشجاعة للمرأة المصرية التى لولها ما كان وجودنا اليوم ويكفيها فخراً ان مصر أمرأة" ثم يشرح فى سبيل ذلك كيف أستشهدت شهيدة الحرية شفيقة محمد؟، وما هو دور دولت فهمى ..عذراء الحرية ..منقذة الثوار .

ويختتم الكتاب بشرح "مظاهرات البلح" مؤكدا على دور الفن بذكر لقاء العباقرة "بديع خيرى وسيد درويش" فى تحية الثورة والمشاركة فى النضال ضد الاحتلال، كما برزت أعمال فنية متميزة "تمثال نهضة مصر" وارتقت الحياة السياسة بسيادة حرية التنظيم، فتشكلت الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع الدنى، وأمتزج كل ذلك بأشكال النضال الوطنى، وهكذا استمر الشعب المصرى يقدم التضحيات والشهداء من أجل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة .. وما يزال .

.





#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدهشة الموجعة فى حياة وأفلام يوسف شاهين
- هل قداسة التراث هى السبب الأساسى للتخلف؟
- العنف الامريكى فى مقابل التخاذل العربى 3 / 3
- العنف الامريكى فى مقابل التخاذل العربى 3 / 2
- العنف الامريكى فى مقابل التخاذل العربى 3 / 1
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 4 / 4
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 3 / 4
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 2 / 4
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 4 /1
- تطور اللغة المصرية فى العصر المسيحى إلى - اللغة القبطية -
- محمود طاهر لاشين -رائد القصة القصيرة- تناساه النقاد وتغافلت ...
- التخازل العربى فى مواجهة العنف الامريكى
- عرض الكتاب الحائز على أفضل أصدار فى عام 2017 -تشريح الهزيمة- ...
- عرض الكتاب الحائز على أفضل أصدار فى عام 2017 -تشريح الهزيمة- ...
- محمود طاهر لاشين رائد القصة القصيره المنسى 2/2
- محمود طاهر لاشين : رائد القصة القصيرة المنسى 1/2
- هل تقديس التراث سبب تخلف المسلمون ؟
- الحداثة والتحديث الناقص
- فى ذكرى الغزو العثمانى لمصر
- معوقات تحقيق العدالة الإنتقالية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فتحى سيد فرج - من يصنع التاريخ؟