أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟














المزيد.....

أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 08:32
المحور: سيرة ذاتية
    


1. النشاط الأول يتمثل في المطالعة غير المنظمة وغير المختصة وغير المختارة بداية من سن الستين بعد مسيرة علمية دراسية ومهنية، يوميا ساعة أو أكثر قليلا.
2. النشاط الثاني يتمثل في الكتابة الرقمية والنشر على النت دون أجندا إيديولوجية أو سياسية، يوميا خمس ساعات أو أكثر قليلا.
3. النشاط الثالث والأهم يتمثل في حب الناس. أحب أيضًا الحياة دون التمتع بملذاتها التي لا أقدر عليها حتى ولو هفّت لها نفسي ككل البشر العاديّين "لألبسَنّ لهذا الأمرِ مِدْرَعَةً، ... ولا ركنتُ إلى لذّاتِ دنُيايا". الله يمهل ولا يهمل الإنسان الذي لا يخشاه في أخيه الإنسان، والدنيا تهمل ولا تمهل من يتجاهلها أو يستخف بنواميسها، وهي إشكال الإنسان على أخيه الإنسان، إشكالٌ وجب عليه حله وإلا جَرَفَه التيارُ. أعملُ لدنيايا كأنني أعيش أبدا وأعملُ لدنيايا أيضا كأنني أموت غدا، لأن العمل للدنيا هو في الوقت نفسه عملٌ للآخرة، والله غني عن أعمالنا كلها، تكسُّبًا أوعبادةً. تُرى ماذا عملتُ في دنيايا خلال ستة وستين سنة حتى أخجل منه في آخرتي؟ لم أسرق في طفولتي إلا بعض العَنَبات وخمس خوخات من واحة "جمنة" الستينيات، وفي عملي كأستاذ أخذ ابني من محفظتي مرة أو مرتين بعض أصابع الطباشير دون علمي. لم أكذب إلا في بعض الحالات لِسَتْرِ عيوب أقاربي وأصدقائي. لم أخرج على الموضوع إلا بالعين وهي المسكينة مغلوبة على أمرها لأن النورَ مفروضٌ عليها ولا ينبعث منها كما يعتقد الكثيرون، بل يأتيها من محيطها وينعكس على شبكيتها غصبا عنها ما دامت مفتوحة، فيترجم المخ هذا النور ويدركه جمالاً ربانيًّا أخّاذًا. فما ذنبُ العين إذن إذْ أتاها الهوى من حيث لا تدري؟ وما ذنبُ المخ الذي لا يمكنه أن يدرك الجمالَ إلا متأخّرًا بعد أن ينقله إليه العصب البصري ذبذبات كهروكيميائية، أي "بعد ما الفأس وقعت في الرأس". لم أجامل إلا في بعض الأحيان حفاظًا على العلاقات الإنسانية الذاتية غير المصلحية، كالأخوّة والقرابة والزمالة والصداقة. لم أشرب إلا بعض السوائل التي لا تُسكِر ولا تُفقد العقلَ ولا الوقارَ الأستاذيَّ. درستُ 27 سنة ودرّست 37 سنة، كنت فيها طالبًا وأستاذًا في نفس الوقت. صُنْتُ أمي وأختي الضريرة ورعيتهما بعد موت أبي وأنا في سن الخامسة عشرة. لم أخاصم يوما أقاربي. لم أقاطع يوما إخوتي أو أخواتي. لم أرفع يدي يومًا على أحدٍ، لكنني أخطأتُ في شبابي ورفعتُها أحيانًا على أولادي وبعض تلامذتي. حَرَمْتُ نفسي، جوّعتُها وأطعمتها كأس "بسيسة" خلال تحضير الدكتوراه في فرنسا من أجل أن أرجع لأبنائي محمَّلاً بالهدايا واللُّعَبِ والشكلاطة الرفيعة. بهذه الأعمال الدنيوية العادية البسيطة، أرى أنني عملتُ لآخرتي أكثر مما عملتُ لدنيايا، وسوف أقابلُ وجهَ ربي يوم القيامة مطمئنَّ القلبِ قريرَ العينِ.

إمضائي
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- -الفِتنةُ- لم تكن فتنةً!
- بتصريحاتها العنترية الأخيرة، يبدو لي أن النهضة بدأت تهدد أرك ...
- دفاعًا عن منهجيتِي وأسلوبِي في الكتابةِ والنشرِ
- أشياءٌ كنتُ بالأمسِ معها وأصبحتُ اليومَ ضدها!
- بطاقة تعريف مواطن العالم محمد كشكار
- فكرةٌ مخالفةٌ للسائدِ: هل حقًّا إن المرأةَ العربيةَ المسلمةَ ...
- نساء مناضلات في جمنة الستينيات
- جمنة وروزا؟
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- جولةٌ علمية داخل المخ صحبة دليلٍ عالِمٍ اسمه جان دِيدْيي فان ...
- حضرتُ اليوم بحمام الشط حفلاً دينيًّا بَهائيًّا
- عركة حامية الوطيس بين المخ والقلب!
- أحداثٌ طريفةٌ وَقعت لِي أثناء ممارستي لمهنة التدريس؟
- كِذبة هجرة الفقراء من الدول الإفريقية إلى الدول الأوروبية!
- هويتي: هويةٌ واحدةٌ أم هويةٌ متعددةٌ؟
- تمجيدٌ ودفاعٌ عن مجانية الخدمات.
- ردٌّ وديٌّ وموضوعيٌّ على نصيحةٍ صادقةٍ قدّمها لي زميلٌ متديّ ...
- عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة ال ...


المزيد.....




- إعصار ميلتون تحدى التوقعات وجلب عواصف عاتية.. فلوريدا على وق ...
- أسامة حمدان: إسرائيل تسعى لحرب إقليمية لإنقاذ ما تبقى منها
- ما هو السلاح الروسي -السرّي- الذي سقط في يد أوكرانيا؟
- انطلاق حملة -الإمارات معك يا لبنان- المجتمعية لدعم الشعب الل ...
- شاهد.. خزان غاز يندفع بسرعة هائلة ويقتل 4 أشخاص عقب انفجار ف ...
- -قوة ردع- بمصر.. رسالة موجهة لإسرائيل
- رئيس البرلمان الإيراني يندد بـ-جرائم إسرائيل- من موقع الغارة ...
- الاحتلال يفصل شمال القطاع عن مدينة غزة
- الروبوتات المفخخة.. براميل نارية إسرائيلية لإبادة شمال غزة
- مشاهد لاستهداف القسام قوات الاحتلال شرق جباليا بقذائف الهاون ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟