أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، المتعارض، المنفصم! جزء 1















المزيد.....

سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، المتعارض، المنفصم! جزء 1


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 10:51
المحور: سيرة ذاتية
    


مقدمة:
استوحيتُ خطابي في الهوية وسيرتي الفكرية من كتاب "خطاب الهوية. سيرة فكرية" لعلي حرب، الطبعة الأولى 1996، دار الكنوز الأدبية، بيروت لبنان، 176 صفحة.
يقول الكاتب صفحة 11: و إذا كنت قد أقدمت على نشر هذه السيرة التي نُشرت منها فصول من قبل، فأملي أن يجد فيها القارئ بعض سيرته، وأن يتعرّف إلى ما لم يكن يعرفه من أمر نفسه. وهذا هو غرض كل سيرة: أن يروي صاحبها حياة الكثيرين فيما يروي حياته الخاصة.
سيرة فكرية: خطاب الهوية!
ها أنا يا سيدي، علي حرب، وجدتُ في سيرتك بعض سيرتي وقد سبق لي أن تعرّفتُ إلى ما لم أكن أعرفه من أمر نفسي قبل قراءة سيرتكم الفكرية وأتمنى أن يجد قرّائي وأصدقائي ورفاقي - بدورهم - في سيرتي بعض سيرتهم. وتوصلت بواسطة النقد الذاتي إلى إعادة النظر فيما كنت آخذ من آراء ومعتقدات وأفكار شائعة وسائدة كفكرة الاشتراكية وتعرفت إلى معنى قراءاتي ومطالعاتي النظرية الاشتراكية وبحثتُ في أصول أفكاري المكتسبة من تلك القراءات الدغمائية الأحادية فنقدت نفسي بقسوة وفضحتُ بداهة معتقداتي الاشتراكية ويبدو لي أني نجحتُ في ذلك - ولو بقدر من الاستنتاجات غير العلمية - وسميتُ ما قمتُ به بما لا تجوز تسميته به، سميتُه "الحفر الأركيولوجي في الذات".
فكرتُ طوال حياتي فيما يخرج عن نطاق التفكير السائد لذلك لم أنتم في حياتي إلى أي تيار سياسي ولم أتبنّ كليا أي أيديولوجية ولم أسجن نفسي داخل تنظيم مهما كان نوعه. وقد تكون استقلاليتي هذه هي الدرع الواقي ضد السقوط في أتون التعصب الأيديولوجي والبلادة الفكرية والانضباط الحزبي القطيعي.
ولعلي استلهمتُ أو احتذيتُ بسيرة علي حرب كما رواها في "خطاب الهوية سيرة فكرية".
الإهداء: إلى المرحومة أمي التي كانت تحبني أكثر مما كنت أحبها مهما بدا لي أني أخلصتُ في حبها.
أيقنتُ أخيرا أن هويتي التونسية الأمازيغية العربية الإسلامية الأممية، المحرّرة من سطوة جهلي، هي كل هذا الاختلاف والتعدد، وكل هذا التعارض والانفصام:
أ‌. الطفولة
إيمان العجائز في الطفولة، أتى بعده الشك العلمي الديكارتي في المراهقة، تلته بالضرورة جميع الثنائيات: الثنائية الديكارتية، ثنائية الموروث الحضاري والمكتسب الثقافي، ثنائية الإيمان والشك، ثنائية التقاليد والتقليد، ثنائية الرضوخ والثورة، ثنائية الحرية والمسؤولية، ثنائية الحرام والحلال، ثنائية اللذة والامتناع، ثنائية الواجبات والحقوق، ثنائية الجنس والحب، ثنائية الانتماء والاستقلالية، ثنائية الأيديولوجيا والعلم، ثنائية الوطنية والأممية، ثنائية الإنسانية و الحيوانية.
ب‌. الشباب
ثم جاء بركان الشباب الفائر في السبعينيات، وفي ثورته تسرّبتْ في كياني النظرية الماركسية، وتربعتْ سنينا داخله و اطمأنت لجهلي وأحادية اطلاعي. لكنني لم أطمئن لها يوما (وهذه ليست قراءة بعدية أو نفاقا أو تقية كما قد يتبادر إلى أذهان بعض رفاقي أو بعض إخواني الذين يدعون خطأ أنهم قادرون على الحفر الأركيولوجي في داخلي أحسن مني) ولم أؤمن ولو للحظة في حياتي بالمفاهيم الماركسية الأساسية البالية (Des concepts périmés) التالية:
ب.1. دكتاتورية البروليتاريا: أؤمن بالديمقراطية وأعي نقائصها.
ب.2. الحزب الواحد الطلائعي: أؤمن بالتعددية الحزبية والتداول على السلطة.
ب.3. القائد المعصوم المُلهِم: لم يلهمني في حياتي قائد سياسي واحد مهما كان وزنه ومهما علا شأنه، علمني كبار المبدعين كماركس وفرويد وداروين وسارتر وسيمون دو بوفوار ونوال السعداوي وباشلار وفوكو وهاشم صالح وهشام جعيط وعبد المجيد الشرفي ومحمد الغزالي والطاهر الحداد وحسين مروة وصادق جلال العظم وغيرهم من المفكرين، كثيرين.
ب.4. الحتمية التاريخية: في أطروحتي، تعرضت بالنقد للحتمية بجميع أنواعها وحاولت الدفاع على المفاهيم التالية:
التفاعل L’Interaction
والانبثاق L’Émergence
والتنظيم الذاتي L’Auto-organisation
وما فوق الوراثي L’Épigenèse
ب.5. المادية التاريخية: ليس بالمادة وحدها يحيا الإنسان!
ب.6. المركزية الديمقراطية اللينينية: أؤمن بعكسها، الديمقراطية التي تنبعث من القاعدة وتستفيد منها القاعدة، على رأي روزا لوكسمبورغ المعارضة الشجاعة والشهيرة للينين في أوج قوته.
ب.7. العنف الثوري: أؤمن باللاعنف، أؤمن بنهج غاندي ومارتن لوثر كينغ ومانديلا.
ب.8. العِلم البروليتاري والفكر البروليتاري: لا وجود لعلم أو فكر بروليتاري أو بورجوازي بطبيعته وإنما وُظفت الأفكار والعلوم والتكنولوجيا لغايات لاإنسانية من قِبل الأنظمة الرأسمالية ومن قِبل الأنظمة الشيوعية أيضا. لنقل أن لا وجود لعلم موضوعي مائة في المائة أو محايد مائة في المائة، فكل علم هو ذاتي مائة في المائة وموضوعي مائة في المائة في الوقت نفسه وكل علم هو منحاز بالضرورة لمموليه ومروجيه والمستفيدين منه، هذا لا يعني أن لا يستفيد منه بقية الناس كمستهلكين مضطرين للسلع المعروضة في السوق.
ب.9. الفصل الميكانيكي بين التناقضات الرئيسية والتناقضات الثانوية: لقد ساد هذا الفصل في الفكر الماركسي لعقود من الزمن وما يزال. أما أنا فيبدو لي أن كل تناقضات المجتمع رئيسية ولا وجود لتناقض ثانوي يمكن تأجيله إلى غد وتسبيق آخر رئيسي مكانه. كل التناقضات مرتبطة ببعضها بعضا وتتفاعل باستمرار فيما بينها بطريقة معقدة يصعب معها فصل أحدهما عن الآخر بصفة ميكانيكية فجة كما فعل البلاشفة مع قضية المرأة في ثورة 1917 واعتبروا قضيتها تناقضا ثانويا بالمقارنة مع التناقض الرئيسي بين البروليتاري ومالك وسائل الإنتاج.
ب.10. اعتبار الانتماء الطبقي يفضي بالضرورة إلى الانتماء الأيديولوجي: نجد العديد من العناصر البروليتارية في الدول العربية الإسلامية تدين بالولاء لليمين، عدوها الطبقي والأيديولوجي وتدير ظهرها لليسار، حليفها الإستراتيجي والأيديولوجي.
ب.11. اعتبار الدين بناءً فوقيا يتغير بمجرد تغير العوامل المادية المنتجة له: تبين بما لا يدع مجالا للشك أن التدين هو بمثابة عامل مادي ومعنوي وبناء تحتي وفوقي في نفس الوقت، قد يساهم مساهمة فعالة في تحريك المجتمع تحريكا تقدميا. وينسى أو يتناسى الماركسيون أن ماركس قال: "إنّ التعاسة الدينيّة هي، في شطر منها، تعبيرٌ عن التعاسة الواقعيّة، وهي، من جهةٍ أخرى، احتجاجٌ على التعاسة الواقعيّة. الدين زفرةُ الإنسان المسحوق، روحُ عالمٍ لا قلبَ له، كما أنّه روحُ الظروف الاجتماعيّة التي طُردت منها الروح". ويذكرون فقط الشطر الثاني - من الجملة بمعزل عن الشطر الأول المذكور أعلاه - الذي يقول فيه أن الدين أفيون الشعوب.

ج. النضج
قدمت الكهولة في الثمانينيات من القرن الماضي وجلبت معها شيئا من النضج العقلي. هدأ البركان وهزمت الكهولة الشباب بالضربة القاضية، فشل الانقلاب وحلت محله الشرعية، حل العقل محل النقل الماركسي وأخذ يحتل المحلي مكان المستورَد وبدأ الانبتات في التلاشي والأصالة في التأصّل والتجذر من جديد.
دخلتُ إلى رحاب النظرية الماركسية الفسيح فقيرا ماديا ومعرفيا وتخرجت من مدرستها أفقر ماديا لكن أغنى معرفيا، فزت بجملة من المبادئ الإنسانية واحتفظت بأبهى حلل الماركسية و أفضل مفاهيمها، أورد البعض منها على سبيل الذكر لا الحصر:
ج.1. احترام حقوق الإنسان: الحق في حرية التعبير والإبداع الحر الخالي من كل قيد أو شرط إلا قيود أخلاقيات المهنة والحدود الذاتية التي يضعها المبدع لنفسه، الحق في تعليم جيد وصحة سليمة وشغل محترم وحياة كريمة وبيئة نظيفة وتنمية مستدامة.
ج.2. حرية تقرير المصير للشعوب المستعمرة والمضطهدة وحرية صنع المصير للفرد.
ج.3. تحقيق العدالة الاجتماعية الاشتراكية وتكافؤ الفرص هو حق لكل مواطن وليس منحة أو منة أو مزية من أحد.
ج.4. تحقيق المساواة الكاملة في الحقوق بين الرجل والمرأة والمطالبة بأن لا تُوظف الاختلافات البيولوجية بين الجنسين لتبرير التمييز الجنسي بينهما كمطالبة بعض الجهات بعدم تمكين المرأة من تولي سلطة القضاء أو تبوّء منصب رئيس الجمهورية.
ج.5. منهجية التحليل باعتماد "التفاعلية".
ج.6. نقد الرأسمالية والقيمة المضافة وتفنيد أطروحاتها الأيديولوجية الليبرالية المُبرّرِة لاستغلال العامل بالفكر والساعد من قِبل الرأسمال الأجنبي والمحلي ومن قِبل السلطة التنفيذية للدولة الرأسمالية نفسها.
ج.7. التحالف الأممي بين عمال العالم المستضعفين لتشابه المصير من أجل مقاومة الاستغلال والاستلاب.
ج.8. مساندة القضايا العادلة في العالم بغض النظر عن جنسية المظلومين أو دينهم أو عرقهم أو لونهم أو جنسهم.
ج.9. مناصرة العمال في سعيهم الشرعي وطوقهم إلى امتلاك وسائل الإنتاج وإدارتها بأنفسهم ولصالحهم حتى ينتفي الاستغلال وينقرض كما انقرض داء الجدري من على وجه الأرض بواسطة حملة التلقيح العالمية.
إمضائي
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولةٌ علمية داخل المخ صحبة دليلٍ عالِمٍ اسمه جان دِيدْيي فان ...
- حضرتُ اليوم بحمام الشط حفلاً دينيًّا بَهائيًّا
- عركة حامية الوطيس بين المخ والقلب!
- أحداثٌ طريفةٌ وَقعت لِي أثناء ممارستي لمهنة التدريس؟
- كِذبة هجرة الفقراء من الدول الإفريقية إلى الدول الأوروبية!
- هويتي: هويةٌ واحدةٌ أم هويةٌ متعددةٌ؟
- تمجيدٌ ودفاعٌ عن مجانية الخدمات.
- ردٌّ وديٌّ وموضوعيٌّ على نصيحةٍ صادقةٍ قدّمها لي زميلٌ متديّ ...
- عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة ال ...
- يساريي غير ماركسي وغير ملتزم حرفيا بمقولات اليسار الماركسي ا ...
- محاضرة علمية -هل نُدرّسُ معارفَ أو قِيمًا في حِصَصِ العلومِ؟ ...
- ما هي العناصر المتوفرة في بيئة جمنة الخمسينيات التي تركت أثر ...
- كلمة حق في جار حق: جمنة الخمسينيات تعطي درسا في الجيرة الطيب ...
- شهادة على العصر: تجربتي كأستاذ تونسي متعاون في الجزائر.
- دعوة ثقافية
- جمنة وكل قُرَى تونس الستينيات تعطي درسًا في التنمية المستديم ...
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذي؟
- حذار من مرض السكري؟
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، هم وحدهم تقريبًا الذين يتحمّلو ...
- الضريرة المستنيرة.


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، المتعارض، المنفصم! جزء 1