أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - خطاب الانتحار السياسي















المزيد.....

خطاب الانتحار السياسي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للتعاطي مع الاحداث المفصلية طقوسه في المنطقة العربية ، تبدا بتجاوز الخط الفاصل بين الخيال السياسي والهذيان السياسي ، ولا تنتهي بالاتكاء على الوهم لتسويق الخطاب المجتزا ، وتغليب الفكرة على المعطيات لدى البحث عن النتائج المحتملة .
وفي منطقتنا تبرر النوايا الحسنة التي تقف وراء الخطاب السياسي الوقوع في الخطا التحليلي ، والعودة الى اتباع ذات القواعد التي قادت لذلك الخطا في استهانة واضحة بعقول المتلقين ، ودون مراعاة لاختلاف اولوياتهم بين مفصل واخر .
وعلى هذه الارضية يذهب المحللون بعيدا وهم يقراون السباق الايراني ـ الاميركي نحو تكريس وقائع جديدة على الارض .
فهناك من يجد في دعوات ايران للتعامل معها كقوة اقليمية ما يعوض شعوره بالهزيمة الحضارية ، و يبرر له الاندفاع نحو الشعارات التي تغلف هذا الطرح دون تفكير بالتوازنات الدولية ، و يتجاهل تفاصيل علاقة طهران مع عواصم الاقليم حين يدعو لدعم الموقف الايراني ، ويكاد ان يغفل عن النظرة الايرانية التي لا ترى في المنطقة العربية سوى بؤر ملتهبة تتيح فرض وقائع جديدة لتعزيز الموقع التفاوضي مع "الشيطان الاكبر" الذي يتحول الى محاور يمكن التوصل لاتفاقات معه عندما تقتضي الضرورة .
ورغم التجربة التي راكمتها خصومات القطب الكوني الوحيد مع مشاريع اطراف اقليمية خلال السنوات العشر الماضية هناك من يصر على تجاهل شروط اللعبة التي يعد الخروج عليها مغامرة يضطر المازومون للقيام بها ، وقد تؤدي الى الانتحار السياسي .
وقد تكون اعادة شحن الذاكرة امرا ملحا للحيلولة دون العودة لقراءة الحدث من نقطة ما قبل الوقوع في خطا التحليل .
فهناك ما يكفي من المؤشرات للتاكيد على استعداد طهران للقيام بدور وظيفي في المنظومة الكونية المشيدة على ركام الحرب الباردة اذا اتيح لها الاحتفاظ بهامش واسع من الحركة في المنطقة .
ومن بين المؤشرات التي لم تزل عالقة في الذهن لقاء المصالح الايرانية ـ الاميركية بعد الحادي عشر من ايلول ، والذي تمخض عنه التعاون الثنائي في افغانستان .
فلم يمض الكثير من الوقت على الدور الذي قامت به ايران من خلال تحالف الشمال ، والتسهيلات التي قدمت للحملة الاميركية على طالبان ، ومبادرتها للاعتراف بالنظام الافغاني الجديد .
وبهذه الخطوات التي لم تخل من ابعاد طائفية ومذهبية ينص عليها الدستور الايراني قدمت طهران خطاب حسن نوايا لواشنطن وهي تندفع بكل قوتها لتصفية الظاهرة الاصولية .
واختلفت منطلقات النظام الايراني بعض الشئ لدى مساهمته في الاطاحة بالنظام العراقي السابق .
فقد كان مدفوعا بتشدده القومي وهو يدير لعبته السياسية التي اتسمت بالحذر والمراوغة في ذلك الوقت .
وفي الحالتين كان النظام الايراني قلقا من الخطر الذي يهدد وجوده في منطقة تعيش حالة تحول قد تمتد الى عمق الجغرافيا السياسية .
واثبتت التطورات اللاحقة لسقوط نظامي طالبان وصدام ان الاداء الايراني مع هاتين المحطتين يعبر عن منهج سياسي في التعاطي مع الازمات جوهره الاستفادة من التحولات في تقوية الدور الاقليمي .
ففي البداية حرصت طهران من خلال عمقها السياسي في العراق على التهدئة مع القوات المتعددة الجنسية لتتاح لها فرصة توسيع نفوذها الى اقصى الحدود ، ثم انقسم اداء السياسة الايرانية الى محورين ، يتمثل الاول في تكريس النزعة الانفصالية ، والثاني في تغييب حضور العرب السنة .
واخذ التعاطي الايراني مع الملف العراقي طورا ثالثا مع تصاعد التوتر الدولي والاقليمي الناجم عن الازمة التي اثارها البرنامج النووي .
فقد دفعت طهران باتجاه توسيع حضورها بين المليشيات الشيعية المسلحة لتشهد المرحلة الراهنة تدفق المزيد من ضباط المخابرات وقادة الحرس الثوري لتدريب عناصر جيش المهدي واعدادهم بالشكل الذي يزيد من مصاعب الوجود الاميركي في الاراضي العراقية .
وبدخول التيار الصدري الى دائرة الخدمة الايرانية تحكم اجهزة الامن والحرس الثوري سيطرتها على الاسلام السياسي الشيعي في العراق .
ولم يخل الامر من سعي لتصفية احتمالات نهوض مستقبلي عراقي حيث عكف عملاء المخابرات الايرانية في العراق على اغتيال العقول العراقية ، وسرعان ما اتسعت دائرة الاغتيالات لتشمل الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية ـ الايرانية .
والى جانب تجاهلهم لهذه التفاصيل اهمل المتحمسون للدور الايراني التصريحات التى ادلى بها صقور طهران حول الادوات الايرانية في لبنان وسوريا ، والتهديدات المبطنة الموجهة الى دول الخليج العربية ، والتلويح باغلاق مضيق هرمز الامر الذي يؤكد بان المنطقة العربية ستكون في المرحلة المقبلة ساحة لتصفية الحسابات بين ايران والمجتمع الدولي .
واللافت للنظر ان خلل القراءة السياسية للعلاقة الايرانية ـ الاميركية لم يبدا من نقطة التصعيد التي اعقبت اندلاع ازمة البرنامج النووي الايراني .
فالتحليلات التي كانت ترى بامكانية التقاسم الوظيفي الايراني ـ الاميركي ثبت فشلها مع ظهور ما يدلل على ان جوهر العلاقة بين الطرفين في المرحلة الماضية اقرب الى الاستخدام المرحلي ، وتبادل المنافع في احسن الظروف ، ومثل هذه العلاقة لا يمكن وضعها في اطار الشراكة السياسية .
فالولايات المتحدة التي لم تترك للنظام العراقي السابق فرصة ابتلاع الكويت والتحول الى قوة اقليمية تتحكم بالنفط لا يمكنها تجاهل تكرار الحالة وابقاء عصب الحياة رهينة لدى طهران .
والتسريبات المرتبطة بلائحة العقوبات الدولية ، وتحديد مواقع ايرانية لضربها بطائرات الـ " بي 52 " و " الشبح " واخرى لقصفها بصواريخ بعيدة المدى تؤكد جدية الادارة الاميركية في معالجة هذا الملف بالقوة اذا اقتضت الضرورة ، ولم يعد التفاهم ممكنا .
ومن خلال هذه المعطيات يتضح ان السباق الذي تخوضه طهران وواشنطن لفرض وقائع جديدة في المنطقة قبل الحوار المرتقب في العراق لا يعني ابعاد احتمالات الحسم العسكري ، والاتفاق ـ ان حدث ـ لن يكون في صالح العواصم العربية ، الامر الذي يعني ان العرب سيدفعون فاتورة النجاح والفشل .
وتملي هذه الحقيقة على قادة الراي العام العرب النظر الى الصورة من مختلف الزوايا والكف عن استخدام خطاب الانتحار السياسي الذي ثبت فشله في اكثر من منعطف .
فالنوايا الحسنة ، والرغبات ، والاحتقانات لا تصوغ رؤى سياسية قادرة على البقاء ، وان تمكنت من دغدغة المشاعر لبعض الوقت .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز


المزيد.....




- مع انتظار رد نتنياهو على مقترح بايدن.. مظاهرات تطالب بالإفرا ...
- الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وحاملة الطائرات -إيزنه ...
- مظاهرات في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة تبادل فوري للأسرى ...
- تأييد عربي لمقترح بايدن ونتنياهو يؤكد على شروطه لإنهاء الحرب ...
- تظاهرات في باريس دعما للفلسطينيين
- محلل أمريكي: الأوكرانيون يغادرون بلادهم هربا من التعبئة
- مكتب نتنياهو: لن نغير شروط إنهاء الحرب
- حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا ...
- تظاهرة حاشدة في تل أبيب دعما لمقترح بايدن للإفراج عن الرهائن ...
- لندن تستنفر أمنيا مع خروج مسيرات


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - خطاب الانتحار السياسي