أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد الاخرس - حرب اهليه ..... ام صراع مسلح للقوى سياسيه ؟















المزيد.....

حرب اهليه ..... ام صراع مسلح للقوى سياسيه ؟


عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثرت التصريحات فى الاونه الاخيره حول بوادر الحرب الاهليه او وقوعها فعلا من ساسة ورجال دين عراقيين وغيرعراقيين وتناقلتها وسائل اعلام كثيره عراقيه و اجنبيه ، فعجبا لماذا يسمونها حرب اهليه والجميع يعلم انها لم تكن الا صراع مسلح لقوى سياسيه ! الم يكن ضروريا سادتى ابعاد مسمى الرعب هذا * الحرب الاهليه * عن الاهالى او المجتمع العراقى العشائرى والكل يعلم انهم لم يكونوا طرف فيه .
فمفهوم الحرب الاهليه صراع اجتماعى مسلح مبنى على صدامات عرقيه اودينه او مذهبيه تدعمه قيادات فكريه معروفه ومؤثره و تدور رحاها على مستوى قتالى جماهيرى واسع بين مختلف الفئات و بكل درجات الثقافه والوعى وتكون اسبابه مبنية على تركة وتراكمات احقاد سببتها خلافات فكريه وعقائديه ذات صله بالعرق او الدين او المذهب وعلى امتداد تاريخى طويل ، وهنا لابد من السؤال ... فهل يوجد اى من تراكمات الاحقاد هذا فى المجتمع العراقى ؟
ان القتل حسب الهويه والتهجير القسرى الحالى لايترتبط باى صله بالمجتمع المدنى العراقى وانما اعمال غاياتها سياسيه بحته القصد منها منع تشكيل حكومه وعدم استقرار البلد .....الخ ومرتبط بصراع القوى السياسيه ولايمثل اى صراع مذهبى ، وكذلك تفجير الكنائس ورسائل التهديد للعوائل المسيحيه او الاقليات الدينيه الاخرى لها نفس الغايات ولاتمت باى صله بالصراع الدينى ، وحتى الصراع الطويل للجيش العراقى مع المقاومه الكرديه فى شمال العراق لم يكن ابدا صراعا عنصريا وانما صراع من اجل الحصول على حقوق الشعب الكردى مع انظمة حكم دكتاتوريه تعارض ذلك ورغم طول الصراع لم نسمع يوما ابدا بمصطلح الحرب الاهليه هذا ، اى فى كل الحالات الثلاثة لاتوجد الظروف الموضوعيه المرتبطه بالمجتمع وافراده والمتعلقه بمظاهرالحقد والاحتقان سواءا كان عرقيا او دينيا او مذهبيا لاحداث الحرب الاهليه ولكن كل الاحداث لها ارتباط مباشربقوى غاياتها سياسيه .
اما االتفجيرات والاغتيالات والاختطاف وتزايد وتيرتها والتى على اساسها يحدد الساسه والاعلاميين فى الساحة العراقيه والعالميه بوادر الحرب الاهليه لم تكن الا مجرد حوادث مبنيه على صراعات ومصالح قوى سياسيه ينفذها حصرا المجاميع والافراد المرتبطين بهم فقط وليس بالضروره ان تمثل عامة الشعب والاهالى ، اى بوادر لصراع سياسى واسع ليس الا ، واما سبب استخدام هذا المصطلح اى الحرب الاهليه بقصد او غير قصد فهو لايخدم الامن يسعون لتعميق وتوسيع مدى حالة الصراع السياسى المسلح هذا وليكن اكثر شموليه ، اى ان هناك فرقا كبيرا بين صراع القوى السياسيه المسلح والذى يجمع بين السياسه والسلاح .... وبين الحرب الاهليه .
فالاقتتال الدائر فى العراق واضح ومحدد و مبنى على اسس صريحه من خلافات المصالح و المحاصصات والمقاعد الانتخابيه واستلام السلطه وبعضها تصفيات ثأريه ........ الخ ، لا على اختلافات بالدين او العرق او المذهب ، فاين الصراع العقائدى والفكرى فيها لنسميها بالحرب الاهليه ؟ عدا ما يحاول اطراف الصراع تفسير اقتتالهم وربطه قسرا بهذه الخلافات كى يبرروا صراعهم السياسى هذا وليوسعوا دائرته وقواعده واشراك الجماهير وعامة الناس به ليكون وقودها اهل العراق وعشائره (واشير الى العشائريه هنا لان العراقيين جميعا تخندقوا تحت حماية مظلة العشائر بعد فراغ السلطه وتدهور الوضع الامنى ) .
وهنا انا لاانكر انه توجد بعض اشكال الخلافات المذهبيه والغير جوهريه والتى لاتتعدى ان تكون خلافات تفاسير واجتهادات لايبرر وجودها ظهور حالة الاقتتال والحرب الاهليه وبهذه البشاعه ابدا ! اضافة الى حبكة وذكاء رجال الدين الذين تمكنوا من السيطره على الظروف الموضوعيه لمبررات حدوث هذه الحرب فى ظل فراغ السلطه القائم منذ ثلاث سنوات واثبتوا خلالها انهم اسمى وارفع من هذه الخلافات البسيطه .
اما عن هذا النزف المتواصل من دماء الشهداء الابرياء فاكثرالضحايا لاصله لهم بهذه الحرب عدا القلة ممن يشاركون فى هذه الاحداث ويكونون من ضحيتها ، وحتى هؤلاء فان انسياقهم اليها لم يكن الا بسبب الجهل او الفقر واعنى هنا سهولة شراء الذمم من قبل القوى السياسيه المتصارعه بسبب تردى الوضع الاقتصادى ، فهل هذه حرب اهليه ام تصفيات قوى سياسيه يخوضها ازلامها بعملائها او مرتزقتها او وكلائها وكل التسميات التى تصلح لمدفوعى الثمن للمشاركه بها ، ومن هنا فلابد من تسميتها ببوادر الحرب السياسيه المسلحه لتمييزها عن الحرب الاهليه ذات الصراع الفكرى العقائدى و التى تكون المشاركه فيها طوعيه ايمانيه .
هذا هو واقع الحال فى العراق الان فحيث من يشارك فى الصراع الدائر فعلا فى الساحة العراقيه الاحتلال ( الامريكان والبريطانيون ) يخوضها اقتصاديا وهاهو يسرق خيرات هذا البلد ، القوى الخارجيه ( سوريا وايران ...الخ ) تخوضها لابعاد شبح مصيبة اميركا عن بلدانها ، القوى الدينيه ( التكفيرين ) متطرفين متشددين ولديهم مفاهيم مغلوطه و يسيئون للاسلام ، القوى الداخليه ( الاحزاب الشنيه ) صراع كراسى ومقاعد انتخابيه واخرهم ( المتضررين من ازلام النظام السابق ) وهم اناس عاشوا ساده لفتره من الزمان وخسروا هيبتهم ويريدون ان يعيدوا امجادهم ، فاحد من هؤلاء هو المسؤو ل عن سفك الدماء هذا والجميع لو تمعنت بها جيدا تخوض الصراع لتحقيق اهداف و اغراض سياسية او اقتصاديه فاين الحرب الاهليه واسسها الفكريه والعقائديه واين اهلنا فى العراق البعيدون كل البعد عنها والبريئون من تفجيراتهم وقتلهم العشوائى او الاختيارى المبنى على اسس صراع القوى . فاين وبالتحديد الشعب او اهل العراق وعشائره من هذا الصراع ولماذا هذه المحاولات البائسه لشموليته و تسميته قسرا بالحرب الاهليه؟
فياهلنا فى العراق الجريح لاتقعوا فى فخ المصطلحات ذات الاهداف اللعينه لتعميق وتوسيع دائرة الحرب السياسيه هذه فانها حرب مصالح وسياسيين ليس الا ، ولنسنخدم مصطلح حرب القوى السياسيه الواسع بدلا من مصطلح الحرب الاهليه حيث يقينا هذا كثيرا اشراك جماهير العامه فى هذه الحرب وابعاد شبحها المظلم عن مجتمعنا المدنى المتحضر ذا المفاهيم الذى لايمكن حمل السلاح واستخدامه بهذه البشاعه و الارهاب و الاباده البشريه ولانها اساليب مجرده من الانسانيه ولايمكن ان يقدم عليها المجتمع العشائرى فى بلدنا ، ولاتكونوا طرفا فى صراع القوى هذا حتى لو حاولو اشراككم به قسرا ، الا من فكر ان يخدم العراق واهله بعيدا عن كل مفاهيم التعنصر والطائفه ولتعيشوا شعبا موحدا بكل اعراقه واديانه وطوائفه وكما عاش ابائكم واجدادكم على امتداد الاف السنين .



#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنصرخ جميعا ! اه وطنى ..........بدلا من اه عرقى اومذهبى
- خطورة تداخل الصراعين السياسى و الدينى فى المجتمع المعاصر
- رساله مفتوحه الى السيدة الاولى فى الخارجيه الاميركيه - رايس
- ضرورة التمييز بين رجل الدين ورجل الدين السياسى
- سادتى .. نرجوكم ! .. اوصدوا الابواب بوجه السفاحين
- صولاغ ..... الدليمى .....اسئلة تؤرقنا !!!! فهل من مجيب
- نداء استغاثه للرئيس الطالبانى و لساسة العراق الجدد !!!! اوقف ...
- ساسة العراق الجدد فى المحاصصه منهمكون ونزيف الدم العراقى الط ...
- الانظمه الدكتاتوريه والطائفيه الشوفينيه وجهان لعمله واحده


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد الاخرس - حرب اهليه ..... ام صراع مسلح للقوى سياسيه ؟