المثقف

عبد اللطيف الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 19:52
المحور: الادب والفن
    

المثقف
المزيف
يرسم خارطة يومه
على كفه
يمشي كفرس عمياء
خببا
كلما وجد بوقا اعتلاه
ونصب نفسه
أمينا على أسرار النساء
وخبيرا في الأزياء
لكنه سيدرك في الختام
انه مجرد وسيط نمام
فينهار

***********

المثقف
الموظف
يحمل أثقال عمره
في ثقب جيبه
يعيش أبد الدهر
بين قهر وفقر
يتلقى الامر طائعا
وينفذه طامعا
كلما حل بالراتب إكراه
و خر مستنجدا بالدين فغطاه
ادرك ان موازينه اختلت
وأن بشرته تفحمت

فينهار

***********

المثقف
المتكلف
يصرف كل وقته
لإقناع نفسه
بأن أمن البلاد
و أمان العباد
في طاعة الجلاد
كلما ثقلت خطاه
ووهن عظمه أو كاد
أدرك ان لعنة الاوطان
تلاحق كل خرتيت جبان
فينهار

***********
المثقف
المتطرف
يقيم في برجه
وفي ظنه
ان العالم ملك يديه
وأن مفتاح الجنة لديه
ولديه ظلمة العدم
كلما ارتدت عليه فتواه
وانفضت من حوله الأفواه
ادرك أنه قد أفلس
وأنه مجرد شيطان أخرس
فينهار

***********

المثقف
المتعجرف
سيماه على ذيله
و مشيته
صوته أجوف متقلب
رأيه متذبذب
لا حق لأحد في جداله
في فراغ أقواله
في السياسة وعلم الكلام
أو تفسير الاحلام
كلما تغيرت موازين القوى
ادرك ان الكل قد استوى
وأن نجمه قد هوى
و أن اشعاعه المعرفي ذوى
فينهار

***********


المثقف
المتخلف
يقضي سحابة يومه
مرتاحا في سجنه
اسئلته غبية
أجوبته غيبية
يردد بيقين
تخاريف الأولين
كلما صادف موجة واعدة
أدرك انه ضفدع ميت
في بحيرة راكدة
ليس لصدى نقيقه فائدة
فينهار
***********

المثقف
المتصوف
منعزل في كهفه
مثقل بأسماله
تراه تارة عاشقا شاعرا
وتارة تراه حكيما ثائرا
كلما سقط في جلباب الحاكم
و برر المذابح و المظالم
ادرك أنه دنس الطريقة والطريق
وخان الرفقة والرفيق
فينهار
***********

المثقف
المختلف
يحمل جذور محنته
في وعيه
فكره
دوما مشتعل
بهموم الكادحين منشغل
حياته صراع
واقناع واقتناع
لا يهادن أو يجامل
يناضل
يقاتل
ضد اليأس و البؤس
والغموض واللبس
وكلما انشقت اللحظة التاريخية
وانكشفت شمس الكادحين
في ليلة الحسم المبين
أدرك ان التغيير حق
وان ميزان العدل حق
وان حكم الشعب حق
وأن عهد الثورة قريب
وأنه آت لا ريب
فيزهر حدائق عتق
ومزارات عشق
ويواصل...

#عبد_اللطيف_الصافي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل