أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - مريم أمجون..نابغة من محيط قارئ














المزيد.....

مريم أمجون..نابغة من محيط قارئ


عبد الله النملي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمكنت الطفلة المغربية مريم أمجون، التي تدرس في الابتدائي، و البالغة من العمر 9 سنوات، الثلاثاء الماضي، من الفوز بلقب بطلة " تحدي القراءة العربي "، في النسخة الثالثة من المسابقة التي شهدت مشاركة أزيد من 10 ملايين طالبة وطالب من 44 دولة. وهو مشروع يأخذ شكل منافسة للقراءة، ويهدف إلى تنمية حب القراءة لدى الأطفال والشباب في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة تعزز الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم بما يساعدهم على تنمية مهاراتهم في التفكير التحليلي والنقد والتعبير. وقد استطاعت الطفلة المغربية من البلوغ إلى مراحل المسابقة النهائية بعد أن تفوقت على أكثر من 300 ألف تلميذ وتلميذة على الصعيد الوطني، مثلوا 3842 مؤسسة تعليمية، وعلى خمسة متسابقين في النهائي، و 16 متسابقا في الدور النصف نهائي، كأصغر مشاركة في المسابقة، كسبت قلوب الملايين بفضل موهبتها الفذة وطلاقة لسانها الفصيح، وقدراتها المعرفية، في جائزة تعد الأكبر في العالم العربي في مجال التحفيز على القراءة.
وقال لحسن أمجون، والد الطفلة مريم أمجون، في تصريحات صحفية " إن مريم متفوقة جدا في دراستها، ومهووسة بقراءة الكتب والقصص والمجلات الفكرية "، لافتا إلى " أن هذا الهوس أوصلها لقراءة 200 كتاب في مختلف المعارف والعلوم في وقت وجيز ". وزاد المتحدث موضحا أن " حب القراءة نعمة منحها الله إلى مريم في سن مبكرة، وساعدها في صقل موهبتها وسطها العائلي المثقف، والذي وفر لها مناخا صحيا للتعلم والقراءة، حيث إن والدتها تدرس مادة العلوم بإحدى الثانويات بمنطقة تيسة ضواحي مدينة تاونات، في حين يدرس والدها مادة الفلسفة بذات المنطقة ". وعن حياتها خارج البيت، أكد والدها أن " مريم تحب خشبة المسرح وتؤدي عروضا متنوعة في هذا المجال "، مشرا إلى أن " المسرح منح مريم قوة الشخصية وحب التواصل مع الآخر " . وأشار في الأخير أن " هذا التتويج هو احتفاء بكل المغاربة الشغوفين بالقراءة " .
لقد كدنا أن نفقد الأمل في استعادة روح القراءة بالمغرب، لولا هذه الهبة الربانية التي جاءت من الصغيرة مريم لتبث الروح والأمل في فعل القراءة ببلادنا، في وقت يحصل فيه بعض الطلبة المغاربة على شهادات عليا، دون أن يكونوا قد قرأوا ولو كتابا في السنة الدراسية، لدرجة وصل معها الأمر أن تلاميذا في التعليم الثانوي وطلابا في الجامعات يَعْجَزون عن رسم بعض الكلمات باللغة العربية أو نُطْقها دون لَحْن، و صاروا يجهلون أغلب معاني كلماتها الفصيحة، وينطقون حروفها بالكاد، أو يَتَهَجّوْنها مثل الغُرَباء المُبْتَدئين، وصار أكثرهم يُحس عند تعلمها كأنه شخص غريب عنها أو غريبة عنه. والأخطر من هذا كله، أن شبابنا صاروا من أصحاب الشات والمسنجر والفايسبوك، ولم تعد لديهم صلة كبيرة بالقراءة و الكتاب ومواقع الفكر والثقافة، في ظل تصدر المشهد الإعلامي، رموز الكرة والفن الهابط، وصارت سياسة البلاد، ضخ مزيد من الأموال الطائلة في صناعة نجوم الرياضة، علما أن الرياضة هي أكبر مجال لخساراتنا، لكن هذه النابغة المغربية جاءت لتذكرنا بالنبوغ المغربي الذي أفرد له العلامة الراحل عبد الله كنون مؤلفا في القرن الماضي، و بأمجاد أمتنا حينما كانت تحمل مشعل الحضارة، وكان السلف الصالح يقبلون على اقتناء الكتب وقراءتها على نور الشموع، حتى عُرف من السلف عُشّاق للقراءة، صاروا مضرب المثل في ذلك، ولهم أخبار عجيبة أكثر من أن تُحْصى في حب القراءة وملازمة الكتاب. ومنهم الجاحظ الذي كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للقراءة، وما رُئِي وإلا في يده كتاب، و يقال أنه " مات " تحت كتبه.
وعلى الرغم من أن القراءة بالمغرب كما في معظم الدول العربية ليست عادة أصيلة و تعيش وضعا بئيسا لا يبعث على الإرتياح، والمغاربة لا يرون في الكتاب والقراءة ضرورة للروح كما يرون الرغيف ضرورة للبدن، استطاعت الطفلة مريم تحقيق إنجاز غير مسبوق، لتقول لنا جميعا، عليكم تشجيع فعل القراءة، وتغيير وضع الكتاب الذي رَكَنّاهُ جانبا، لنُعيد فتحه من جديد، ليدخل نور المعرفة إلى البيوت فيجلو العقول، كما يدخل نور الشمس إليها فيجلو الأبصار. صحيح أن مجتمعات العالم الثالث أرهقها الفقر، فتنازلت عن الكتاب مقابل الخبز، لكن، ومن خلال تجربة الطفلة أمجون وتصريحات أسرتها، يتضح أن القراءة عادة لا تولد مع الإنسان، ولا يمكن أن نكتسب عادة القراءة، إذا لم نجد مثالا بشخص قارئ في الأسرة أو في المدرسة. فالكثير من القراء ارتبطوا بعالم القراءة، بسبب وجودهم في أسر تحتضن الكتاب، والطفل إذا عُوّد وعُلّم على شيء حسن منذ الصغر، نشأ على حب هذا الشيء. فلو رأى الطفل أباه وأمه أو أحد إخوته محتضنا لكتاب يقرأ فيه بين الفينة والأخرى، فسيعمل عاجلا أم آجلا على محاكاتهم. وحبذا لو كانت هدايا الآباء إلى أولادهم في بعض الأحيان كتبا وقصصا مختارة، حتى نحسن نسبة القراءة في المغرب، التي لا تتجاوز اثنين في المائة للكتب، بمعدل قراءة لا يتجاوز دقيقتين في اليوم. فتحية لكل الأسر المغربية التي تشجع أبنائها على القراءة.



#عبد_الله_النملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختفاء خاشقجي..جريمة في حق الصحافة
- آسفي المدينة التي تُنتج الثروة ولا تستفيد منها
- الدارجة تقتحم معاقل الفُصحى
- فؤاد طيطان.. فنان يُحَول حَفْنات الرمال إلى عروض مُبهرة
- الإجرام يواصل حصد مزيد من الضحايا
- في الحاجة لحماية المبلغين عن الفساد
- غازات كيماوية سامة تخلف رعبا كبيرا بآسفي
- أيها البرلمانيون..إخجلوا من أنفسكم
- ميلاد جمعية الصفاء بآسفي
- الفيتو الأمريكي.. اصطفاف مع العدوان الصهيوني
- في الذكرى السابعة للشهيد عماري.. الحادث والمسار
- الموظفون المجازون بالجماعات .. حيف و حكرة
- تجزئة الصفاء بآسفي.. مشروع متوقف ينذر باحتقان كبير
- -المداويخ-.. وصف مريع في الخطاب السياسي
- ضحايا تجزئة الصفاء بآسفي يواصلون الإحتجاج
- التطاول على الأنبياء لا يندرج تحت مُسمّى حرية الفكر
- في الحاجة لتغليظ العقوبات على المجرمين
- تجزئة الصفاء بآسفي.. شكايات بالجملة واحتجاجات غاضبة
- مشروع سكني متعثر يغضب المنخرطين بآسفي
- متى تخرج الإدارة من قفص الإتهام؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - مريم أمجون..نابغة من محيط قارئ