المصيدة

الفحلي طيب

الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 23:28
المحور: المجتمع المدني
    

بعد أن إنتهيت من قراءة كتاب فلسفي جميل، حملت محفظتي، أغلقت الباب بإحكام، وذهبت لأتجول في المدينة، لا شيء تغير، نفس الوجوه البئيسة -الكئيبة تمشي في جانب الطريق، وكثير من المعاتيه يتربصون بذوات المؤخرات المكتنزة لعلَّهم يظفرون ببعض اللّحظات التي تٌنسيهم الواقع المُؤلم، لكن هؤلاء المساكين لا يعرفون أن نشوة عُمرها ثوانٍ معدودة، محدودة، لن تزيد الأمور إلاّ تعقيداً..


أخطو خطواتي بحذر، مُستعداً لأَية مُفاجئة لأَن بلدنا بلدٌ المُفاجآت..... غير السارة بطبيعة الحال..

لمحت فتاة، و إمرأة كبيرة في السن.. المرأة تنظر في محفظتي السوداء..إمرأة في الخمسين من العُمر تقريباً. ملامحها تُوحي بأن لها خبرة كبيرة في مجال رُكوبِ الأَمواج، مؤخرتها التي تتمايل يميناً ويساراً، تبيّن أن خبرتها جعلتها تُتقن اللَّعبَ جيداً خصوصا إذا كان الحصان قوياً وذا خبرة مثلها..أردافها الكبيرة المتدلية توحي بأنها فقدت بكارتها مبكرا، فمها الكبير دليل أن جحرها أكبر منه، هذا ما يُقال، إذا كان المُلَوَّن بالصباغة كبيراً فذا الشَعرِ الكثيفِ يَكُونُ كَبيراً أيضا ..عيناهاَ ذَابلتانِ، يبدو أن المسكينة لا تنام كثيراً..ربما لديها زبائن كُثر، لكن من ياتُرى سَََََيَركَبُ دراجة مُهترئة والدراجات "النيّو" موجودة في الأَسواق بمقابل هزيل بسيط وفي أحيان كثيرة بدون مقابل ..

تقترب تقترب...ها هي أمامي.. على الأقل عندما كانت بعيدة كانت تظهر جميلة بعض الشيء أما الآن فهي خنزيرة كاملة الأَوصاف ..تُشبهها حتى في الأرداف ..
-سيدي انتظر ..انتظر أريد أن أتكلم معك !
*ليس لدي وقت!

أسرعت خطواتي وذهبت بعيداً .. لا أثق في النساء خُصوصا أن هذه المرأة كانت معها فتاة قاصر تم تزويقها بعناية.. نعم ..إنها مصيدة وُضعت بإحكام للإيقاع ببعض الرجال وأيضاً بالذُكور عُشاق اللحم الطري..
ولأنني على دراية بالشخصية المغربية تخيلت بسرعة السيناريو المرسوم من طرف أُولئك وهو كالآتي :"يتم استدراج أحد الرجال بطريقة لا يمكن أن يَشُك بأن وراءها ما وراءها وعندما يقف أمامهن تقبضن عليه وكأنهن شرطة بدعوى التحرش.. وتُخيّرانِه بين الدفع أو الذهاب به إلى الشرطة ...خصوصا أن بعض العصابات التي تنهج هذا النهج تكون في اتصال مع الشرطة أو الدرك فيقتسمون الغنيمة "..
هذه طريقة من طرائق كثيرة يتم استخدامها للإيقاع بالرجال وقد يزداد الأمر سوءاً بعد صُدور قانون التحرش.. والذي سيكون ضره أكثر من نفعه لأَسباب سنتحدث عنها فيما بعد..

#الفحلي_طيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات