حطمت نفسها بنفسها

الفحلي طيب

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 19:00
المحور: المجتمع المدني
    

"حطمت نفسها بنفسها "


أول خطوة يجب أن نخطوها لتحقيق النجاح هي إعلاء المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة ...وخير مثال هو ما حدث مع دولة اليابان التي دمرت في الحرب العالمية الثانية لكنها إنطلقت فيما بعد كالصاعقة ،أبهرت الكل ،ولا زالت ...
سبب هذا الإزدهار الذي لامثيل له هو رهان اليابان على العنصر البشري بالدرجة الأولى من خلال السهر على تربيته أحسن تربية ،وتكوينه أحسن تكوين... ،وهاهي الآن تحصد مازرعت ...وهذا ينطبق علينا نحن العرب لكن بالمقلوب ،فها نحن نحصد مازرعنا ،وبئس الزرع ،فعوض أن نهتم بالتعليم والبحث العلمي بالدرجة الأولى كان إهتمامنا منصبآ على أشياء أخرى تافهة :الأكل ،الجنس،الغناء ،الرقص ...إلخ
والغريب العجيب هو أن العرب لا زالوا يدمرون أنفسهم بأنفسهم ،ويلقون باللوم على الآخرون ،وأغلبيتهم لايدرون أن السياسة تقتضي ذلك ،فشيء عادي أن تحاك المؤامرات من طرف دول ضد أخرى ،ومن الطبيعي أن تسعى دولة للقضاء على الأخرى .. هذا شيء عادي لأننا في السياسة ،والسياسة كلها مكر وخداع وألاعيب... فعوض أن تلقوا اللوم على الآخرون راجعوا الكتب الفلسفية والسياسية وكتب التاريخ والجغرافية وسير العظماء ... لتفهوا مايجب عليكم فعله ،عوض أن تجلسوا قرب الحيطان وتشربون الشاي وتكثرون من الأكل حتى أصبحت بطونكم فوق ظهوركم ،وعوض أن تقضوا ليال لاحصر لها فوق الأسرة ،على الأقل إستعملوا عقولكم ولو لمرة واحدة في حياتكم ،وافتحوا كتبآ وإطلعوا على مايتم كتابته هنا وهناك لكي لا يتم خداعكم ألم تسمعوا #جيفارا وهو يقول" الأمم التي لا تقرأ يسهل خداعها".
وأنا بالفعل أستغرب ،لأن هذه الأمة لا زالت تظن أنها خير أمة أخرجت للناس . بالفعل هذا صحيح هي خير أمة أخرجت للناس لكن ليس في الحاضر بل في الماضي ،وشتان بين أمة البارحة وأمة اليوم ،في الحقيقة إنها مهزلة ،بل مهزلة المهازل ،فكيف يمكن إقناع أحد اليوم أننا خير أمة، ونحن إجتمعت فينا كل الخبائث :الفساد بمختلف أنواعه سواء الإقتصادي ، السياسي ،الإجتماعي :الفسق ،الزور ،السرقة ،النصب والإحتيال ،الظلم ،الكذب والبهتان،الدعارة -في واضح النهار-الإجرام بمختلف أنواعه ،الرشوة ...وهي الأخطر بلا شك ،الرشوة هي سبب المصائب والكوارث ، هي التي حطمتنا ولا زالت تحطمنا ، جعلت الحق باطل والباطل حق ...

#الفحلي_طيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل