أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الفحلي طيب - بعد أن إنخفض ثمن المليون مشاهدة














المزيد.....

بعد أن إنخفض ثمن المليون مشاهدة


الفحلي طيب

الحوار المتمدن-العدد: 5465 - 2017 / 3 / 19 - 05:16
المحور: الادب والفن
    


كنا نحكم على الأعمال الفنية من خلال تحليلها ،وبيان مدى اهتمامها ومناقشتها للقضايا التي تهم شرائح المجتمع، مع إلقاء نظرة على عدد المبيعات ،وهكذا كنا نستطيع معرفة الفنانين الحقيقين ،ومعرفة المتطفلين على الميدان ،لكن الآن بعد هذا التطور التكنولوجي ظهرت طرائق أخرى للحكم على العمل (الفني)من خلال الإستناد- بالدرجة الأولى -إلى عدد المشاهدات على موقع إلكتروني معين ،هذه الطريقة -الوهمية-هي التي سهلت الطريق أمام غليظو الرؤوس ليصلوا إلى أماكن لا يستحقونها .
وبعد أن شاهدت المبالغة التي لامبرر لها في عدد من الفيديوهات التي لا تستحق ولا مشاهدة واحدة ،أعدت من جديد طرح السؤال التالي :هل فعلآ تلك المشاهدات حقيقية أم مجرد وهم وخداع ؟
وفي سياق بحثي عن إجابة لهذا السؤال صادفت مقال في إحدى الجرائد يتحدث عن هذه القضية حتى أنه جاء بثمن المليون مشاهدة ،وإنخفاض هذا ثمنه في الآونة الأخيرة لأقل من النصف بعد أن كثر عدد المشترين-عديمو الضمير-،وبعد ذلك قمت ببحث عميق لأتأكد من صحة هذا المقال الذي ناقش نقطة سوداء يتجنبها الأغلبية ،لأجد أنه فعلآ يتم شراء المشاهدات وتوهيم الجمهور بأنها حقيقية ،والخطير في الأمر أن هذه الطريقة الحيوانية،اللافنية -التي تبين المستوى الرديء والتافه الذي وصل إليه ممارسوها -قد جعلت المتطفلين ،أصحاب الرؤوس الغليظة الملأى بالتفاهه ،والحماقة ،والبلاهة... ،باﻹضافة إلى المكر والخداع ...جعلتهم في الواجهة ،وأبعدت الفنانين الحقيقين .
ولأن أغلب الأشخاص يسيرون سير القطيع ولايعملون عقولهم لتمييز الفن من اللافن ،فإنهم يشجعون هؤلاء ويتتبعون أخبارهم ،وينشرون تفهاتهم ،والغريب في الأمر أنهم يضعون صورهم على حسباتهم الشخصية ،وعندما يظهر معتوه ما يتحدثون عنه كأنه صنع صاروخ عابر للقارات،
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال اللافنية لاتهتم بالمواضيع المهمة التي تهم المجتمع بمختلف شرائحه ،بل تكتفي بسرد كلمات مشوهة في أغلب الأحيان-إن لم أقل في كل الأحيان-حول الحب والجنس ،بمعنى :يكتفون في تفاهاتهم بالحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة في شقها الجنسي بالدرجة الأولى ،مما يؤكد سيطرة الغرائز والرغبات والشهوات المكبوتة عليهم ،لأنه من المعلوم أن ما يحس به الشخص وما يعيشه ،هو مايحاول التعبير عنه في شكل عمل (فني).
نسي هؤلاء أن الفن له أدوار كبيرة جدآ ،وأن المواضيع التي يجب أن يناقشها ويهتم بها أكبر بكثير من الحب والجنس الطاغيان على أغلب الأعمال ،فهناك قضايا وإشكالات تتخبط فيها المجتمعات ك:الحرية ،خصوصآ حرية التعبير ،الميز العنصري ،العنف،الظلم،التدين ،القضايا الوطنية كذلك ،العلم والثقافة،الفقر ...
لأن الفن في الأصل هو تهذيب للروح وليس حكايات جنسية لإثارة الغرائز.
وما لاحظته في الآونة الأخيرة هو غياب تام للحياء في التلفاز المغربي الذي أصبح مثيرآ للتقزز والإشمئزاز ،وطغى عليه الكلام الفاحش والسب والشتم ،باﻹضافة إلى القبل التي أصبحت شيء عادي في مجتمع لم يعد يحترم نفسه .
قلدوا الغرب في كل ما هو تافه ،ولم يعملوا -ولو لمرة -على تقليدهم في علمهم وإخترعاتهم ...بل فقط قلدوهم في لباسهم وكلامهم الفاحش وسلوكاتهم اللاإنسانية ...،وبهذا أصبح المجتمع عبارة عن قطيع من البله والحمقى لهم رؤوس لا يستفيد منها إلا الحلاقون كما يقول المثل الشعبي المعروف .
لهذا يجب أن نعيد النظر في كل شيء ،في أنفسنا ،ثقافتنا ،تديننا،أخلاقنا ،تفكيرنا ...فلقد أصبحنا عالة على العالم .



#الفحلي_طيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطمت نفسها بنفسها


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الفحلي طيب - بعد أن إنخفض ثمن المليون مشاهدة