أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - ائتلاف حماس كاديما وبئس المصير















المزيد.....

ائتلاف حماس كاديما وبئس المصير


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"هل يبدو العنوان غريباً أو لا معقولاً؟ سنرى إن كان مضمونه كذلك أم العكس.

الآن وعلى مرأى ومسمع من الأمة العربية المناضلة بالحناجر والأحزمة الناسفة، تجري على نار هادئة عملية إنضاج النكبة الرابعة للشعب الفلسطيني، كانت النكبة الأولى إعلان دولة إسرائيل وقرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة، والنكبة الثانية رفض هذا القرار، وما تبع ذلك من توسع لحدود الدولة الإسرائيلية على حساب الجزء المخصص للفلسطينيين (محل رعاية الأمة العربية وأشاوسها)، والنكبة الثالثة جرتها الناصرية المصرية والبعثية السورية، تحت رعاية وبتحريض من الاتحاد السوفيتي راعي قوى التحرر العالمي، فكانت نكبة 1967 وسيطرة إسرائيل على كل أرض فلسطين التاريخية، إضافة لما اقتطعته من أراضي الدول العربية، التي أقسمت أن تحرر فلسطين من النهر إلى البحر.

النكبة الرابعة قيد الطبخ بدأت يوم تملص خالد الذكر ياسر عرفات من توقيع اتفاقية كامب ديفيد الثانية، بعدما جبن الزعماء العرب الذين استعان بهم عن مساندته وتشجيعه على مخاطرة السلام، ولجأ إلى تحريض شعبه أطفالاً وصبية على قذف الأحجار ثم الأحزمة الناسفة، لعدم قناعته بما عرض عليه وقتها، ويشكل 98% من الأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة دولة قادرة على البقاء بجانب الدولة الإسرائيلية (المزعومة)!!

على أجنحة الانتفاضة المباركة أتى أرييل شارون بخطته القديمة الجديدة، المسماة بالحل من طرف واحد، وتتمثل في تشكيل حدود مثالية من وجهة النظر الإسرائيلية، وإلقاء الأجزاء المتبقية من الذبيحة إلى أشاوس العروبة والجهاد الضالين في البراري الفلسطينية، ولكي يستطيع شارون أن يدفع بخطته إلى مرحلة التنفيذ، كان العرب كالعادة عند حسن الظن بهم، خير معين لتحقيق أهداف أعدائهم:

· فتحت وابل الاستشهاديين الساعين إلى الجنة وأحزمتهم الناسفة، وجد شارون المبرر لبناء ما سميناه بحائط العزل العنصري، وما سماه الإسرائيليون حائط حماية الأبرياء من التفجيرات الإرهابية، لكنه فوق هذا وذاك كان خط رسم حدود جديدة مثالية لدولة إسرائيل (المزعومة)، ومن الواضح أن خير معين لشارون كان النهج العرفاتي الذي يؤكد للعالم أن الفلسطينيين (أو العرب) لا يعرفون مصداقية الكلمة ولا وفاء العهود، وظاهرت عرفات في نهجه، بل وزايدت عليه أيديولوجية حماس الجهادية وممارساتها، لتمنح العبث السياسي والقتل اللا إنساني غطاء دينياً، يصل بالمنتحر ومحرضه إلى الجنة، ويصل بالشعب والوطن الفلسطيني إلى البؤس والضياع، هذا عن تنفيذ الخطة الشارونية على الأرض.

· على المستوى السياسي احتاج شارون للنهج العرفاتي متعدد الأوجه، ليقنع العالم ولكن بجهد جهيد، أنه لا يجد شريك سلام، لكن الشعب الفلسطيني (المجاهد) أبى إلا أن يسدي لشارون - وهو على فراش غيبوبته – وخطته خدمة جليلة، باختياره لحماس، في انتخابات يقال أنها مثالية الديموقراطية، وقد رد الإسرائيليون على الهدية بمثلها، فاختاروا كاديما بتوجهها الشاروني، ليشكل القطبان المنتخبان ديموقراطياً تحالفاً، يدفع بالقضية الفلسطينية إلى النكبة الرابعة، والتي لا يفيد معها الابتهال أن تكون الأخيرة!!

ماذا تريد كاديما، وماذا تريد حماس، لندعي أنهما يشكلان تحالفاً؟

· كاديما تريد أن تنفرد برسم خريطة فلسطين، وحماس توافقها على ذلك برفضها المشاركة بالتفاوض والاعتراف، حتى لا تتدنس أياديها الطاهرة بمصافحة الصهاينة!

· كاديما تريد أن تثبت للعالم أن الفلسطينيين غير معنيين بالسلام أو بالحصول على حقوقهم، وإنما كل ما يعنيهم هو استمرار القتل والتخريب، مدفوعين بأيديولوجيات الكراهية المسيطرة على الساحة العربية، وحماس المنتخبة من الشعب تؤكد ذلك بإصرارها على ما تسميه جهاداً، وبإعلانها بوضوح وشجاعة تحسب لها، أنها ستقف في وجه كل العالم، متمسكة بخيارها المقدس في القتل العشوائي لكل من تصل إليه أياديها المقدسة!!

· كاديما لا تريد أن تقوم للفلسطينيين دولة قادرة على البقاء، يتحقق لها التواجد في المجتمع الدولي، كما تهدف خارطة الطريق واللجنة الرباعية، وإنما تهدف إلى محاصرة الفلسطينيين في كانتونات متقطعة الأوصال، بلا حاضر أو مستقبل يرتجى، وحماس توافقها على ذلك، بموقفها من المجتمع الدولي، وبجهل وتجاهل بل وازدراء الرؤى السياسية، وتركيزها على كل ما تعرف حصراً، وهو قتل اليهود أعداء الله!!

نحن مقبلون إذن على حل مرحلي، يتحقق فيه نوع من الاستقرار القلق بالمنطقة، قد يمتد إلى عشرين أو ثلاثين عاماً كما تقترح حماس (المتحالفة مع كاديما)، وهو ما نعتبره النكبة الفلسطينية الرابعة، ولا نستطيع الآن أن نستشرف المستقبل بعد هذه الفترة، ولن نستطيع أن نحدد إن كانت مسيرة التاريخ الحالية ستمتد على ذات الخط، فنتجه بعدها إلى نكبة خامسة ثم سادسة، أم أن مجاهدي حماس لديهم خطط مستقبلية لما بعد الفترة التي يعرضونها علينا (20-30 عاماً)، ستتيح لهم عكس مسيرة التاريخ ومسلسل النكبات، لنستعيد الأرض السليبة من النهر إلى البحر!!

لاشك عندي أن مجاهدي حماس الأبرار - ومعهم الشعب الذي اختارهم، والذي لا نشك في وعيه – قد حسبوا المكاسب والخسائر، ولابد أنهم قد وجدوا أن المكاسب – في نظرهم – تفوق الخسائر، ولا بأس - ولو من قبيل التطفل على المجاهدين الأطهار – أن نحاول قدر استطاعتنا حساب المكاسب والخسائر، الناجمة عما ادعينا أنه النكبة الرابعة:

أولاً حساب المكاسب:

· لن يكون العرب مضطرين - في هذه المرحلة على الأقل – إلى الاعتراف بحق إسرائيل في والوجود، وما يعنيه من ضياع للجزء الأكبر من الوطن الفلسطيني.

· سيكون من حق الأجيال التالية، إذا ما توفرت لها ظروفاً أفضل، أن تستأنف النضال المقدس، لتحقيق ما حاولنا قدر جهدنا تحقيقه ولم تسمح لنا الظروف.

· سيظل عدونا الإسرائيلي تحت حصار كل جيرانه العرب والأمة الإسلامية وكل الشعوب المناضلة والصديقة، بما يحرمه من النمو الذي يمكنه من الهيمنة على المنطقة، وعلى العالم.

· سيتحقق لنا بقدر أو بآخر إمكانية استمرار العمليات الاستشهادية، والتي نقتل فيها عدداً – كبر أو صغر – من اليهود أعداء الله.

· لن يضطر قادة حماس إلى التراجع عن أيديولوجيتهم وشعاراتهم المنادية بقتل اليهود وتحرير الأرض من النهر إلى البحر، وما قد يتبع ذلك من فقدان جماهيريتهم، أو حتى انقلاب الجماهير عليهم.

· بهذا الوضع سيستمر ارتباط حماس بحلفائها التقليديين الذين يمدونها بالدعم متعدد الجوانب، سواء كان هؤلاء الحلفاء دولاً ونظماً مثل إيران و سوريا، ومن يحذوا حذوهما من دول عربية أخرى ولكن من تحت الطاولة، أو منظمات خيرية جهادية منتشرة ومنبثة في جميع أنحاء العالم.

ثانياً حساب الخسائر:

· التهام إسرائيل للمزيد من الأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها.

· ضياع فرصة متاحة ومعروضة من المجتمع الدولي لإقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء وتتحقق لها السيادة.

· تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني، وزيادة تردي أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

· فقدان العرب والشعب الفلسطيني للتعاطف الدولي.

· تعرض المنطقة شعوباً وأنظمة للمواجهة مع العالم في نطاق الحرب على الإرهاب.

· فقدان المنطقة كلها لفرص التحديث والتنمية المرتبطة بتحقيق السلام، وبغلق ملف الحروب والدماء والتفرغ للتنمية والإصلاح.

· تفشي ثقافة الكراهية والقتل بين شعوبنا، وزيادة انعزالها وعدائها للعالم، بالإضافة إلى تفاقم ما يجري حالياً من امتداد ثقافة القتل والكراهية بتأثيرها لتدمير الوحدة الوطنية داخل الدول العربية ذاتها.

· توريث الأجيال التالية تركة وبيلة من الدماء والعداء والثأر، بالإضافة إلى واقع مادي وإنساني مترد، بدلاً من أن نورثها واقعاً واعداً بمستقبل أفضل.

نعرف جميعاً أنه لا يوجد وضع يحقق مكاسب صافية دون خسائر، كما لا يوجد العكس، ويبقى الخيار مرهوناً بكفتي ميزان يحدد المحصلة النهائية، لكن الميزان في مثل هذه الأمور لا يؤدي دوره بميكانيكية علمية محضة، وإنما يتأثر جوهرياً بالرغبات والميول الإنسانية، لهذا يختلف تقييم المحصلة باختلاف جهات التقييم وأولوياتها المادية والفكرية والنفسية، والأمر في موضوعنا هذا رهن بتقييم الشعب الفلسطيني بالأساس، لحساب المكاسب والخسائر.

لكننا أيضاً نحن شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم أجمع، لها وعليها أن تساهم في التقييم، مادمنا نشارك في نعيم والوضع وجحيمه!!

على الشعب الفلسطيني إذن أن يتدبر ما هو سائر إليه تحت قيادة حماس أو حتى سلفها فتح العرفاتية، وأن يقرر ما يختار لنفسه، لكن عن وعي وإدراك بالمصير.

وعلى شعوب المنطقة وقادتها، أيضاً شعوب العالم ونظمها، أن تتدبر ما يقودنا إليه تحالف "حماس-كاديما".



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما الشعوب فلا بواكي لها
- الليبراليون الجدد ومقولاتهم المستغربة
- العِلمانية تلك النافذة المغلقة
- ثقافة الذئاب من العراق إلى السعودية
- حسنة لسيدك مشعل أفندي
- خيار المقاومة (القتل) وثقافة اليأس
- وكأن على رؤوسهم الطير
- الرقص على أنغام إرهابية
- الدين والتدين وتبادل المقولات
- أزمة الحداثة في الشرق
- المصريون وسيكولوجية الرعية
- حالة تخلف مستعصية - مشكلة أسلمة القبطيات
- الليبرالية ومسيرة الحضارة
- مصر شجرة لن تموت
- قليل من الإخلاص يا سادة فمصرنا في خطر
- الفوضى الخلاقة مجرد احتمال
- كتابة عبر النوعية: حوار لم يتم
- حنانيك يا د. فيصل القاسم
- يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير 2


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - ائتلاف حماس كاديما وبئس المصير