أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - كتب اثرت فى حياتى مدبرة المنزل والاستاذ














المزيد.....

كتب اثرت فى حياتى مدبرة المنزل والاستاذ


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 09:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتحدث الرواية عن "أستاذ جامعي، مدرِّس الرياضيات الذي أُصيب بحادث مروري أدى إلى فقدانه الذاكرة. يعيش بذاكرة قصيرة لمدة ثمانين دقيقة فقط يومياً، بعدها يحدث له شرود ذهني. إلِا أنّ ذهنه لا يزال متقداً ومليئاً بالمعادلات الرياضية "إن الجذر التربيعي للعدد 100 هو 10، والجذر التربيعي للعدد 16 هو 4، والجذر التربيعي للعدد 1هو1، لذلك فإن الجذر التربيعي للعدد1- هو.... لم يضغط علينا، بل على العكس درس تعابيرنا بتلهّف حيث أمعنا التفكير في المسألة. قلت في النهاية مترددة "ليس هناك مثل هذا العدد". قال "نعم، يوجد" وهو يشير إلى صدره. إنه هنا في الداخل. إنه النوع الأكثر سرية من الأرقام، لذلك فإنه لا يظهر حيث يمكن رؤيته، لكنّه هنا. لقد التزمنا الصمت للحظة، محاولين تصور الجذر التربيعي للعدد ناقص واحد في مكان بعيد ومجهول. وكان الصوت الوحيد هو صوت سقوط المطر من خارج النافذة..".
في آذار مارس عام 1992 أرسلت وكالة أكيبونر للتدبير المنزلي المدبرة لأول مرة للعمل في خدمة الأستاذ؛ وكانت حينها أصغر إمرأة مسجلة لدى الوكالة التي تقدم خدماتها في مدينة صغيرة على بحر إنلاند. تمتلك المدبرة خبرة في العمل لأكثر من عشر سنوات، حاولت خلالها الانسجام مع أنواع أصحاب العمل كافة، حتى عندما تقوم بتنظيف الزبائن الأكثر صعوبة. تفتخر لكونها محترفة على الإطلاق فهي لا تشتكي أبداً. وفي حالة أستاذ الرياضيات فإن نظرة واحدة على بطاقة الزبائن يمكن أن تمنع مدبرة غيرها من قبول المهمة، حيث يتم ختم ظهر البطاقة بنجمة زرقاء كل مرة يتم فيها تبديل مدبرة المنزل. وعلى بطاقة الأستاذ كانت هناك تسعة نجوم!!. نقرأ على لسان بطلة الرواية: "عندما ذهبت لإجراء المقابلة، استقبلتني عجوز نحيفة وبسيطة ذات شعر بنّي مصبوغ ومرتّب على شكل كعكة، وتلبس ثوباً محبوكاً وتمشي على عكازة".
لدى الأستاذ مشاكل في ذاكرته، ليس خرفاً، بل إن عقله يعمل جيداً. لكنه أُصيب قبل سبعة عشر عاماً برأسه في حادث سيارة، ومنذ ذلك الحين لم يكن قادراً على تذكر أي شيء جديد. توقفت ذاكرته عام 1975. يستطيع أن يتذكر إحدى النظريات التي قام بتطويرها قبل ثلاثين عاماً، ولكن ليس لديه فكرة عن ماذا أكل في العشاء الليلة الماضية. كما لو أنه يمتلك شريط فيديو واحداً لمدة ثمانين دقيقة داخل رأسه، وإنه عندما يقوم بتسجيل أي شيء جديد عليه أن يسجّلها فوق ذاكرته الموجودة. "تستمرّ ذاكرته ثمانين دقيقة تماماً لا أكثر ولا أقلّ".
لم يكن الأستاذ يصرّ دائماً على أنه المعلّم. وكان لديه تقدير كبير لمسائل ليس لديه معلومات عنها. كان متواضعاً. وعندما يحتاج مساعدة المدبّرة فإنه يطلب منها بطريقة مهذبة جداً حتى في أبسط الطلبات. يبدأ دائماً بـ"أنا آسف جداً على إزعاجك ولكنْ...".
درس الأستاذ، وهو الأخ الأصغر في العائلة، علم الرياضيات في جامعة كامبرج. عندما توفي والداه تولّى أخوه الأكبر، زوج العجوز، العمل في معمل العائلة للنسيج، وقام بتوسيعه وتولّى تكاليف تعليم أخيه الذي يصغره بنحو اثني عشر عاماً. وعندما توفي الأخ الأكبر فجأة بمرض التهاب الكبد الحاد، مباشرة بعد أن حصل الأستاذ على شهادة الدكتوراه ووجد وظيفه له في معهد الأبحاث. وقررت الأرملة التي ليس لديها أطفال إغلاق المعمل وشيّدت شقة على أرضه وتعيش على الإيجارات التي تحصل عليها.
من بين الأشياء التي جعلت الأستاذ معلماً ممتازاً هي حقيقة أنه لا يخاف من القول "لا أعرف". فبالنسبة له ليس هناك خجل من الاعتراف أنه ليس لديه جواب. كانت خطوة ضرورية نحو الحقيقة، وهي بأهمية تعليم المجهول أو فوق معرفة البشر. كما لو أنه يقوم بتعليم ما هو محقّق وموثوق تماماً. "إذا لم تنتهِ الأعداد مطلقاً يجب أن يكون هناك دائماً المزيد من الأعداد المزدوجة أليس هذا صحيحاً؟" يسأل الأستاذ.



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب اثرت فى حياتى برتقال اسماعيل كلير حجاج
- كتب اثرت فى حياتى شجرتى شجرة البرتقال الرائعة
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة6
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة7
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة5
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة3
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة4
- كلودى الاخرى
- من مات ومن قرر النجاه ؟كلودى
- كيف نخلق من جديد؟
- اندريانا 2
- اندريانا2
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة2
- اندريانا
- وفاء بلا روح
- الروح انها هناك فوق الانديز ..مارجريت
- كسل الروح اوليفيا
- مارجريت الرحالة٢
- مارجريت الرحالة
- ظل اخى


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - كتب اثرت فى حياتى مدبرة المنزل والاستاذ