أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - مسعى صهر ترامب المحموم لإنقاذ بن سلمان














المزيد.....

مسعى صهر ترامب المحموم لإنقاذ بن سلمان


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 05:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قلّ ما شهد التاريخ مثل المشهد الذي انجلى أمام أعيننا منذ عدة أيام: يكاد لا يشكّ أي عاقل على الإطلاق بمسؤولية وليّ العهد السعودي الشخصية عن جريمة قتل جمال خاشقجي البشعة. ومع ذلك لا تجرؤ أي دولة على البوح بما ليس سرّاً على أحد، خشية من أن يتسبّب الأمر لها بخسارة اقتصادية إزاء المنافسين لو خرج محمد بن سلمان من الورطة التي أوقع نفسه فيها، فظلّ ماسكاً بزمام الحكم في مملكة آل سعود.
لا بل لم يجرؤ أحد من أبناء آل سعود، أولاد عبد العزيز وأحفاده، على الإجهار بالحقيقة ودعوة الملك سلمان علناً إلى تنحية ابنه من المنصب الذي تربّع عليه قبل سنة وبضعة شهور وهو لم يكمّل بعد الثانية والثلاثين من العمر. هذا بالرغم من أنه لم يعد من شكّ لدى أحد في أن الشاب محمد غير أهل للدور الذي يقوم به والذي يتعدّى ولاية العهد إلى ممارسة السلطة الملَكية بوكالة شبه مطلقة من أبيه. والحال أنه راكم الأفشال منذ تولّيه إدارة شؤون البلاد بما في ذلك ارتكاب الجرائم التي ليس قتل جمال خاشقجي سوى أكثرها دوياً، أما مأساة اليمن فأخطرها على الإطلاق، وقد شملت أفعاله الفشل الذريع في محاولة إخضاع إمارة قطر لمشيئته.
وقد استعرضت كافة وسائل الإعلام العالمية أفشال بن سلمان في كشف حساب كارثي لسلسلة أعمال رعناء، كان اغتيال خاشقجي فيها بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في المثل المألوف. فما أغفله وليّ العهد هو أن ما يستطيع أن يقوم به حاكم سلطوي مثل فلاديمير بوتين، أو من يستند إليه، لا يستطيع أن يقوم به بالسهولة نفسها من يرتهن بالولايات المتحدة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، لم يعد أي عاقل قادراً على الشكّ في مسؤولية بوتين المباشرة عن محاولة اغتيال العميل الروسي المرتدّ التي جرى تنفيذها في بريطانيا قبل ثمانية أشهر. ومع ذلك لم يهزّ ذلك الحدث عرش قيصر روسيا الجديد على الإطلاق، ذلك لأنه لا يرتهن بأحد ويملك مقوّمات السلطة كاملة، بل ومقوّمات القوة الدولية التي يوظّفها في دعم أمثال آل الأسد في سوريا.
أما المملكة السعودية، وإن كانت ثروتها المالية عظيمة وحتى لو أخذت تنفق على تسليحها في السنوات الأخيرة ما أوصل ميزانيتها العسكرية إلى المرتبة الثالثة عالمياً بعد أمريكا والصين، وهو أمر يكاد يكون مضحكاً لولا أن هذه الأموال الطائلة نتاج ثروة نفطية كان ينبغي أن يعود ريعها بالخير على الأمة العربية جمعاء بدءاً بشعب الجزيرة العربية، فالمملكة إذاً، وبالرغم من ثروتها ونفقاتها العسكرية الضخمة، لا تعدو كونها محمية أمريكية مرتهنة بحاميها وحراميها الأمريكي ارتهان القن بمولاه. وهذا مصدر مناعة للمملكة، لكنه أيضاً مصدر هشاشة تنجم عن كعب أخيل القوة الأمريكية، ألا وهو كون الولايات المتحدة دولة ديمقراطية خلافاً لروسيا.


ذلك أن الرئيس الأمريكي ليس حاكماً مطلقاً على طراز زميله الروسي، ناهيكم من زعمائنا العرب، بل يخضع لنظام «الرقابة والتوازن» الدستوري، تنضاف إليه «السلطة الرابعة» وهو اللقب الذي يُطلق على الإعلام لتأثيره الكبير في الحياة السياسية الأمريكية. وتلك السلطة الرابعة، التي أغفل ابن سلمان أن خاشقجي كان أحد معاونيها المفضّلين في الشأن الخليجي، هي التي حالت دون تمكّن آل ترامب من توفير الغطاء لابن سلمان بالرغم من المساعي المحمومة التي بذلها صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وكيل اليمين الصهيوني بامتياز في واشنطن.
وقد روت صحيفة «فايننشال تايمز» عن هذا الأخير قبل ثلاثة أيام ما يلي: «قال شخص مقرّب إلى السيد ترامب أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره، «مرعوب» (terrified) بكيفية إنقاذ علاقة الإدارة بالأمير محمد إثر الحادث. وقد طوّر السيد كوشنر علاقة شخصية بالأمير محمد في بداية ولاية إدارة ترامب وعقد آماله على حلّ النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني بمساعدة سعودية». وقد صدف أن نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في اليوم ذاته مقالاً لدانييل شابيرو، سفير أمريكا السابق لدى إسرائيل، عنوانه: «لماذا يشكّل اغتيال خاشقجي كارثة لإسرائيل». وفحوى تعليق شابيرو يقوم على النقطة التالية: «بالنسبة لإسرائيل، هذا الحادث البشع يشير إلى احتمال أن مرتكز الشرق الأوسط الجديد الذي سعت وراء الترويج له، وهو ائتلاف إسرائيلي ـ عربي سنّي تحت مظلّة أمريكية لمواجهة إيران والجهاديين السنّة، لا يمكن الاعتماد عليه».
والحقيقة أن لولا استمرار دونالد ترامب، بحفز من صهره، بالسكوت عن وليّ العهد السعودي لسقط هذا الأخير. أي أن الملك سوف يتخلّى عن ابنه لا مُحال لو خسر التغطية الأمريكية في حين غدا موضع كراهية باقي آل سعود وفقد حتى ثقة أقرب مقرّبيه بسبب جعله بعضهم، أولئك الذين انكشف ضلوعهم المباشر في جريمة قتل خاشقجي، أكباش فداء رعونته. والسؤال اليوم هو هل يستطيع كوشنر وحموه ترامب أن يستمرّا في التغطية على بن سلمان وأن ينقذاه من السقوط السياسي، بينما لا يني الإعلام الأمريكي يكشف يوماً بعد يوم ملابسات الجريمة، سواء المعلومات التي تتسرّب لديه من الأجهزة الأمريكية أو تلك التي قطّرتها حكومة رجب طيب اردوغان في تسريبات مدروسة منذ وقوع الجريمة بما أوحى بمسعى لتصعيد الثمن في مزاد إنقاذ الأمير السعودي.
وكل من ظنّ أن الرئيس التركي كان سوف يكشف «الحقيقة العارية» في خطابه يوم الثلاثاء كما وعد، ساورته الأوهام. فقد اكتفى اردوغان بإعادة تأكيد ما بات معلوماً وطالب بمحاكمة مقترفي الجريمة في تركيا، وهو يعلم تمام العلم أن المملكة لن تسلّمه إياهم مثلما ما كان هو ليسلّم مواطنين أتراكاً للمملكة لو حصلت الأمور بالمقلوب. فكعادته مارس اردوغان العنتريات أمام جمهوره مثلما مارسها في الأمس إزاء بوتين، ومثلما يمارسها زميله الأمريكي يومياً أمام جمهوره الخاص به. أما الحقيقة فلا زالت تنتظر من يفصح بها رسمياً بينما تستمر الصحافة الأمريكية، مصدر الخطر الأكبر على ابن سلمان، بالضغط مطالبةً بمحاسبته.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة كبرى يُعدّ لها في قضية اختفاء جمال خاشقجي
- في منافع مدح بن سلمان ومخاطر هجائه
- استقلال العراق: عيدٌ بأية حالٍ عُدتَ يا عيدُ…
- عن التوتّر في تواطؤ روسيا مع إسرائيل في سوريا
- في الجدال حول عسكرة الثورة السورية
- من قُم إلى البصرة… الصراع ضد الظلم ينبذ الطائفية
- السقوط المشين لنهج الاتكال على أمريكا
- بوتين وسوريا ودبلوماسية الرقص
- جردة حساب تاريخيّة
- في صدد المساواة بين الجنسين في الميراث
- ما وراء الحملة السعودية المسعورة على كندا؟
- الدولة الصهيونية وأقصى اليمين ومعاداة اليهود
- دونالد ترامب… الإمبراطور عارياً
- بريطانيا وأزمة العولمة النيوليبرالية
- «صفقة القرن» واستكمال النكبة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
- تأمّلات في الانتخابات التركية
- أعراض مَرَضية: ما الذي عناه غرامشي وكيف ينطبق على عصرنا؟
- «أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا
- مشهد سنغافورة ومنطق ترامب السياسي


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - مسعى صهر ترامب المحموم لإنقاذ بن سلمان