أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصيدة وطنٌ في محل مفعولٍ به














المزيد.....

قصيدة وطنٌ في محل مفعولٍ به


صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)


الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


وطنٌ في محل مفعولٍ به

صلاح حمه أمين

وطنٌ
تُطاردهُ رياحٌ
وبساطيل غُزاةٍ
بعد كل إنكسار ..
وطنٌ
يحلم
فتختالهُ
تتارٌ ،
أتراكٌ ،
أعرابٌ ،
عجمٌ ،
وأقزامٌ
وأشباهُ رجال..
وطنٌ
بلا كفن
بغيٌ
في كل ليلةٍ
يولجهُ عابرون
ويمضون
ينامُ في سريره
غُزاةٌ
قوادوون
وبغايا
برلمانيون
وأحزاب ..
حكامٌ خلف الأبواب
يقبضون في كل ليلةٍ
ثمناً ممنْ يولجهُ ..
كلابٌ تحرسُها كلاب
وطنٌ
منذُ عقود
يفتشُ عن جنةٍ
تُدعى وطن
عن كذبةٍ كبيرةٍ
تتيهُ في الصحراء
يشربُ في كل ليلةٍ
نخب دموعٍ وشقاءٍ
و سيل دماء..
وطنُ
أحزابٍ وعمائم
يُطأطيءُ رأسهُ
بعد كل إنكسار
يزني به
دولٌ
تحالفاتٌ
حكوماتٍ
وبرلمانيون ..
وطنٌ
يُسحلُ شهدائهِ
بعد كل إنهيار
سماءٌ شاحبةٌ
وغيومٍ شريدة
قمرٌملطخٌ بالدماء
بركة دماءٍ
وأخطبوط ..
وطنُ
ساعاتٍ رمليةٍ
توقفت حباتها
من النزولِ
ومن الصعودِ
منذُ قرون
هبوطٌ
يعقبهُ هبوطِ
وهاوية..
وطنٌ
يترنحُ خارج حدود
الزمان والمكان
يتصفح جحيم دانتي
ومسخ كافكا
جمجمةٌ محشوةٍ
بالهذيان ..
وطنُ تُكتُك
يحملُ نعش شهيدٍ
ومشنقةٍ
ويدفنُ نفسهِ
في أرائكٍ من جثث
جنرالٌ مُتكرش
يُمشطُ صلعة شهيدٍ
ويُعلق فوق صلعتهِ وسام
مرآةٍ تُتوجُ
ملكاً
وجنرال
كلابٌ تنبح
وقططٍ تموء
كمانٌ يَصدح
ونايٌ
وأراملٍ تنوح
تملأُ الكون عويل
وشعبٌ نائم
لاتوقظهُ دقات طبولٍ
خرمت أُذن الكون
وطنٌ
لايَفصلُ بين نصرٍ
أو هزيمة
يُفصّلُ من النصر
مِعطفاً يقي حُكامه
من البرد
والرصاص
ومن بصقِ الـــ .....
و يُفصّلُ من الهزيمةِ
قمصان نومٍ
ومايوهاتٍ
لبكارات عصر السبايا
ولأراملِ جنودٍ فارين وشهداء
بطونٌ تُقبر
وأعراضٍ تُنتهك
شهداءٌ يسألون شهداء
(أَلَم يَأتِكُم نَذيِر)(1)
هزيمةٌ
تعقبُها
هزائم
جنودٌ
وطيورٍ
يفرون بعد كل هزيمةٍ
تُصنعُ من جلودهم
طبولاً تُقرعُ
لحروبٍ قادمةٍ
وترمى جثثهم للكلاب
طبولٌ تتمزق
بعد كل حربٍ
وهزيمة ..
وطنُ
عناكبٍ
سماءٌ عاريةٍ
وقنابلٌ تلمع
أصواتُ مراكبٍ تشقُ البحار
نافورةٌ تضخُ الدماء
تفتحُ ممراتٍ للجريان
وطاحونةٍ تطحنُ شهداء
مخالبُ تيهٍ
وإستأصالٌ للذكريات
ندمٌ مُحتضر
حروفٌ واسطرٍ
فوق سبورةٍ
وفي صفحات كتابٍ
خرمتهُ الأرضة
وطنٌ
مع كل هزيمةٍ
يحتسي نخب النصر
يخلعُ سروالهِ
ويُعلقهُ فوق نصب شهيد
ويفتحُ سيقانهِ للقادم
جدارٌ
يُعلقُ فوقهُ صورة الرئيس
ويُطلقُ في ظلهِ رصاصاتٍ
على جسد
في ظلهِ يفضُ بكارات
فتياتٍ
وسبايا
وتُرمى عظاماً
وجثث ..
تُرابٌ يوطئهُ رُحلٌ
ويمضون
يزرعون في أحشائهِ
أحزاناً
وجثثٍ تتناسل
كوابيسٌ
وطواحين هواء
أفواهٌ مُكممةٌ
جثثٌ تحملُ صُلبانها
وحُلمٍ يفتحُ سيقانهِ للعابرين ...


1 ) القرأن الكريم سورة المُلك الآية (8)



#صلاح_حمه_أمين (هاشتاغ)       Salah_H_Ameen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة رّذاد بلد
- قصيدة يوميات شاعر / 4
- قصيدة صقيعُ غياب
- قصيدة يوميات شاعر / 3
- قصيدة يوميات شاعر / 2
- قصيدة (يوميات شاعر)
- وكلاء المواد الغذائية بين مطرقة فساد وزارة التجارة وسندانة غ ...
- قصيدة ظل
- قصيدة مطر
- قصيدة نَّشيجُ بلد
- قصيدة ليلٌ .. وأزرارٍ مفتوحة
- قصيدة فحيح رغبات
- قصيدة واوٌ طاءٌ نونٌ
- قصيدة 2018
- قصيدة إعراب وطن
- قصيدة توهج جلدٍ ملتصقةٍ بالجدار
- قصيدة لهاث خلف العدم
- قصيدة طنينُ وطن
- قصيدة ( ومضات مفتتة )
- قصيدة عبث


المزيد.....




- موضة شرقية بروح أوروبيّة معاصرة.. إطلالات نانسي عجرم في كليب ...
- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...
- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصيدة وطنٌ في محل مفعولٍ به