أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصيدة طنينُ وطن














المزيد.....

قصيدة طنينُ وطن


صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)


الحوار المتمدن-العدد: 5566 - 2017 / 6 / 29 - 09:03
المحور: الادب والفن
    



وطنٌ ...
من أعصارٍ
و طوفان
تنام في ثنايا جلدهِ
حروبٌ مغلفة ٌ
ببيادق جُندٍ
وبيارق سلام
قُبتهُ هامة الموت ،
من بين شِعابهِ
ينزلقُ ملاك ٌ أعمى
مُكدساً وقتهُ للهلاك
حولهُ جنرالاتٌ
ونياشين
يمشطون بالنار
أتربة الروح ....
وأحلاماً مزقتها الدماء ،
بين ظلالهِ
أبحثُ
عن راس سلامٍ طري
أقود حشود أحلامي
صوب مستنقعٍ
فيه تتمزقُ أشلاؤنا
من كوته
تطل الروح على أنين أوتار الحياة
وعلى وطنٍ
بلا سقفٍ
ولا رأسٍ
ولا....
( حمراء تحت الشمس
يملأها طنين الناس والذباب ) (1)
يمرُ على مقبرة الشهداء
يدنو بعيونٍ عمياء
صوب وطنٍ
يزحفُ
على
بطنه
نحو الصباح ....

وطنٌ
لرياحه
أجنجة ٌ تغطي مماليك الجنرالات
لرياحه
عويل أراملٍ
وخوذٍ
وطبول حروبٍ
لاتنتهي أبداً
لرياحه
أشرعةٌ
و
بوصلة
أبداً لاتوصله
لأية ميناء ....

وطنٌ
كلما حُصرت
يعوي جنرالاتهِ
بأناشيدٍ وطنية
يلتهمون لحمهِ
ويقذفون عظامهِ
لفوهات مدافعٍ تحاصره

وطنٌ
منذُ عقودٍ
يزرعون في أحشائه
ألغامٌ
وقنابل موقوتةٍ
لاتنفجر
إلا
بهِ .....

وطنٌ
لاتتركه طنين الذباب
وفوهة القناص
أن يواصل حلمهُ

وطنٌ
ينفي كل يومٍ
أقماره

وطنٌ
يفتشً كل يومٍ
عن حلمٍ يأويه
ويُسجلُ أحلاماً في سجل الوفيات

وطنٌ
( يركضُ كحمارٍ
في ناعور الدنيا
عطشانٌ
يصبُ الماء
بغير سواقيهِ ) (2)

وطنٌ
يتفسخ
يرمي جثث قتلاه
في كوةٍ من أنين

وطنٌ
يكرسُ كل صباح
جُلّ وقتهِ للقتل
و
الذبح

وطنٌ
يغزوهُ كل يومٍ
تتارٌ
و
أعرابٌ
و
عجمٌ
و
أتراكٌ
و
بساطيل جنودٍ
و
عمائم

وطنٌ
يتشظى كل صباحٍ
فوق مقابرٍ
و
كواكبٍ
و
قارات
يُقبلُ كل يوم
أحذية غُزاتهِ

وطنٌ
يتكأ على عكازٍ
من النفط
يستجدي كسرة خبزٍ
وأمان

وطنٌ
مفعولٌ به
يركض حافياً في الطرقات
باحثاً عن خبر
كان وأخواتها

وطنٌ
يُهاجرُ كل يومٍ
يُقذفُ من نوافذ الغربة
فينكسر

وطنٌ
يُحملُ كل يومٍ
نعشهُ فوق الأكتاف

وطنٌ
منذ عقود
يبحث عن جلاديه

وطنٌ
( يجرفهُ الكناسوون
مع القمامات في أخر الليل ) (3)

وطنٌ
يستلمُ الهول والموت
حِصصاً عبر بطاقات التموين
(يُصْرفُ الموتُ بأسعار البارحةِ) (4)
وحلٌ
يُنبتُ أشباه رجالٍ
وصعاليك
وحولٌ أَسنةٌ
تتجمعُ فوق الأرصفة
وفي الشوارع
والأزقات
وطناً للبعوض
والخُبُلِ
والأسافل .

وطنٌ
( دعائمه الجماجمُ و الدمُ
يُعمرُ الدنيا
ويتهدمُ ) (5)

وطنٌ
لا وطنٌ
ولا
ضريح
سحبٌ تُمطرُ
بِغالاً
ونِعاج

وطنٌ ....
بلا
واوٌ
ولا
طاءٌ
ولا
نونٌ

و
طـــــــــــــــ
ن

ٌ
وطـــــــــــــــــــــــــــــــــن
_________________________
1 ) إستفادة من مسرحية (الذباب) للكاتب والمفكر الفرنسي جان بول سارتر
2) إستفادة بتصرف من الشاعر عدنان الصائغ
3 ) إستفادة من قصيدة (الى بدر شاكر السياب ) للشاعر محمد الماغوط
4) إستفادة من الشاعر سليم بركات
5) إستفادة بتصرف من الشاعر عبدالمحسن عقراوي



#صلاح_حمه_أمين (هاشتاغ)       Salah_H_Ameen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ( ومضات مفتتة )
- قصيدة عبث
- قصيدة متاهة
- قصيدة مما تراكم مني
- قصيدة موطيء حلم
- نحو إصلاحات جديدة للحكومة العراقية
- قصيدة (بعد 2000 عام )
- قصيدة (مركب أخر )
- ضوء على مسيرة الحركة التشكيلية في مدينة كركوك
- الراحل جليل القيسي
- قصيدة إغراق حلم


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصيدة طنينُ وطن