أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميثم محمد علي موسى - خاشقجي -ورأس المملوك جابر-














المزيد.....

خاشقجي -ورأس المملوك جابر-


ميثم محمد علي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 20:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خاشقجي "ورأس المملوك جابر"
عام 1970 كتب المسرحي السوري الراحل ( سعد الله ونوس 1941-1997) مسرحية ( مغامرة رأس المملوك جابر) والتي يرويها على المسرح حكواتي لزبائن مقهى في بغداد القديمة . وللمسرحية إسقاطات فكرية عديدة وذكية تحث على التمعن فيها ، ويعتمد على القاريء أو المشاهد إلتقاطها . ولأهمية كل تلك الجوانب في المسرحية فقد تم تقديمها في العراق ومصر وبلدان عربية أخرى في فترات مختلفة .
وملخص الحكاية التي تجري في بغداد ان صراعاً ينشب بين الخليفة وكبير وزرائه ، ويفكر الوزير بالإستعانة بالأعداء العجم للإطاحة بغريمه الخليفة ، ولكن مايعيق إرسال رسالة إلى ملك العجم وجود إجراءت تفتيش مشددة للغاية حول المدينة على كل خارج منها وحتى الهواء.
كان للوزير مملوكاً مخلصاً و طموحاً يعشق جارية إسمها زمرّد ويحلم بالزواج منها بعد ان يمتلك وإياها الحرية والمال . يتفتق ذهن المملوك جابر عن فكرة ويقترحها على الوزير وهو أن يتم حلق شعره وكتابة الرسالة على رأسه ، ثم الإنتظار حتى ينمو الشعر ، فيخرج حاملاً الرسالة ، ولايمكن العثور عليها ، على أن يمنحه الوزير الخائن مقابل ذلك مكافأة الحرية الجاه والجارية زمرّد.
يُحلق شعر رأس جابر وتكتب الرسالة ويمضي الوقت ، وينمو الشعر ، فينطلق المملوك مسابقاً الريح لينقل رسالة سيده الوزير إلى ملك العجم . لكن شيئاً من أحلامه لم يتحقق على الإطلاق ، فحين يتم حلق شعر رأس المملوك جابر ، يكون الوزير قد كتب حاشية صغيرة في نهاية الرسالة أن إقطع رأس حامل الرسالة كي يبقى الأمر سراً. فلا ينال جابر المجد ولا الحرية ولا معشوقته زمرّد ولاتتحقق أحلامه ، ويطير رأسه ثمناً لفعلته !
هذه الإسقاطة تُعرض علينا اليوم في قضية خاشقجي . فرغم ان خاشقجي هو أحد أعمدة الإعلام والسياسة السعودية لسنوات طويلة ، وحلقة الوصل بين النظام والعديد من الحركات الإرهابية في العالم ، لكنه لم يفلت من غضب أسياده في المملكة عندما إختلف معهم.
ماطلت السعودية 18 يوماً بعد قتلها مواطنها الصحفي خاشقجي ببشاعة في أروقة قنصليتها في تركيا ، وادعت ان خاشقجي غادر القنصلية ، ولم تستطع أن تقدم أدنى إثبات لمغادرته بناية القنصلية المحروسة بكاميرات مراقبة عديدة في نفس يوم دخوله وهو 2 أكتوبر . وأنكرت السعودية في البداية بشدة و رسمياً وفي وسائل إعلامها ما نشرته الصحف التركية في 7 أكتوبر عن ان جثة خاشقجي تم تقطيعها ونقلها في صناديق خارج القنصلية . وكالعادة بالنسبة لهذه الأنظمة فقد جندت وسائل إعلام وشخصيات سياسية عربية وأجنبية لدعم روايتها في انها حقاً لاتعلم ما الذي جرى لخاشقجي ( بعد مغادرته القنصلية!) . واحتارت السعودية في اختيار رواية مقنعة ومقبولة لدى الحكومات الصديقة والعدوة والمؤسسات الدولية ، ولكنها حين حوصرت وأثبتت التحقيقات التركية بالأدلة ان خاشقجي قد تم قتله وتقطيعه ، خرجت على العالم ( برأس المملوك جابر ) حيث إدعت ان عدد من مواطنيها ( 18 من موظفيها ! ) قد قتلوا خاشقجي في شجار داخل القنصلية ، وقامت بإقالة أحمد عسيري من منصبه كنائب لرئيس الإستخبارات السعودية والمتحدث الرسمي بإسم مايسمى القوات المشتركة التي تقصف اليمن . والعسيري أشبه مايكون برأس المملوك جابر ، الذي نفذ ما أراده له أسياده ، لكن خاتمة الرسالة ( تنفيذ الجريمة في هذه الحالة ) مأساوية بالنسبة له ، بل ولرؤوس أخرى تنتظر ان يتم التضحية بها لإنقاذ ماء وجه النظام السعودي وولي العهد محمد بن سلمان .
هكذا كان يفعل كل طغاة العرب في كل الأزمان ، يقتلون من ينفذ أوامرهم فيما بعد بحجة أنهم لايعلمون بأفعالهم . الطاغية صدام حسين كان يفعل ذلك ، فيطيح برؤوس منفذي أوامره حين تنتهي مهمتهم ، وهكذا كان يفعل القذافي أيضاً ، ففي 15 أبريل 1986 إنطلقت ، بأمر من الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان ، طائرات أمريكية من قواعد بريطانية وقامت بقصف أهداف في العاصمة طرابلس منها بيت العقيد القذافي ومدينة بنغازي. على إثرها وحين شعر القذافي برخو الأرض تحت قدميه وأراد ان يكسب ود شعبه ، خطب في مديرية الجوازات في طرابلس وإدعى أنه لم يكن يعلم ان هناك من هو ممنوع من السفر من المعارضين ، وحمل حفنة من جوازات الممنوعين بيده ورماها إلى المواطنين مدعياً انهم يستطيعون السفر والحركة دون عوائق ، وألبس القضية المسؤلين ( موظفيه أنفسهم ) ، ليبدو نقياً وديموقراطياً.
هكذا هو سيناريو السعودية اليوم ، كما هو سيناريو كل حكام العرب على مر الزمن ، حيث يكون واحداً من ضحاياهم ، من يقوم بخدمتهم وتنفيذ أوامرهم ، ولكن ماكان يتم إخفاء آثاره في الماضي لم يعد ممكناً اليوم في هذا العالم المتطور تكنولوجياً وزمن وسائل التواصل الإعلامي والإجتماعي الأسرع.
والحكمة ان الأذكياء ينؤون بأنفسهم ولايمنحون رؤوسهم كالمملوك جابر.



#ميثم_محمد_علي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوتنا الأعداء !
- من مصادر موثوقة؟
- ديانا ، مايكل جاكسون ، والمؤامرة ..
- نيلسون مانديلا – من الكراهية إلى الحب.
- فتوى : لاتشرب - البيبسي-
- إعادة الحياة إلى ستالين في جورجيا
- ( يونامي) وغوبلز عراقي يدعو لمزيد من القتل
- لنمضي معاً –قصة قصيرة
- لمن الوفاء للوطن أو الملك؟ هولندا مثلاً !
- (( أبناء ميدان الشرف))
- أولئك الذين يُقبّلون الأيادي والأقدام!
- موت الشيوعي ماقبل الأخير ..
- تركيا ( تطلق سراح كتب معتقلة) !
- حروب سلفية - وهابية علنية
- مجزرة سنجار بين ألاسلام وألبوذية !
- زمن البعث وقائمة باسماء المغفلين والحمقى
- لماذا يُشتم هذا الكاتب مثلاً ؟هل عاد خلف بن أمين؟
- مصير القادة/هل من يتعض؟
- مازالت هولندا تغلي على مِرْجَل - علي!
- ماذا دهانا ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميثم محمد علي موسى - خاشقجي -ورأس المملوك جابر-