سكتش مسرحي ( نعمة المياه )

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 15:46
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

سكتش مسرحي بعنوان
نعمة المياه
تأليف : عمر قاسم أسعد

الشخصيات ( أم أحمد ، أبو أحمد ، الأبن أحمد ، موظف سلطة المياه )
( منظر مطبخ يحتوي على مجلى وحنفية وبعض الأواني المتسخة موضوعه على المجلى لتنظيفها ، أم احمد تتجه نحو المجلى للبدء بعملية الجلي )

أم أحمد : اوف اوف اوف ، شو هاظ ، ول عليكم يا اولادي ، شو هالعيشة ، والله نفسي يوم ارتاح من هم الشغل ،
( تفتح الحنفية ـ مع اصدار صوت المياه تخرج من الحنفية بقوة ـ وتبدي بعض الحركات بالاواني لتبدو انها انسانة مهملة ومسرفة ، يرن جرس الهاتف )

ام احمد : الو ... أهلا اهلا ام خالد ... الحمد لله كيفك انتي ؟ ... انتي طمنيني عنك وشو اخبارك ... آه والله قاعدة بجلي ... الله لا يوفقهم اولادي بدهم خدامة مش أم ... لا يختي ما عنا مي امدلك البربيش ... مهي قاطعة عنا مثلكم ... لسة أبو احمد بحكيلي بدو يجيب تنك مي ... يا حسرة أربع خزانات ما بكفونا يومين ... آه يختي غسيل السيارة لحالها بدو تنك والزريعة بدها تنك والغسيل والجلي والشطف بدهم تنك والحمام بدو تنك هاي خلصنا المي ... طيب طيب يختي الله معك بس اخلص شغل البيت برن عليكي .
( تعود لممارسة الجلي بطريقة تبدو انها غير مبالية بهدر المياه ، بعد وقت قصير يرن جرس الهاتف )

ام احمد : وهاي المسخوطة شو بدها ، اهلين ام خليل ... الحمد لله ... لا والله يختي ما عنا مي ، هسة حكت معي ام خالد بدها مي وما عنا ... بعدين يا ام خليل انتي مرة مهملة طول النهار المي تدشع من بيتكم وتعبي الحارة ... والله ... هاي البرك يلي بالحارة من ميتكم ،... منين يختي اجبلك مي مهي قاطعة عنا ... وحياتك ولا نقطة عنا ... دبريلي بس كاسة أشرب والله نشف ريقي .... شو ، شو سامعة صوت مي عندي ... لا يختي هذا صوت برنامج بالتلفزيون عن الشلالات ... ماشي يختي الله معك
( تعود ام احمد للجلي وفي هذا الاثناء يدخل ابنها احمد )

احمد : مرحبا يما كيفك ... شو هاظ يما صدقيني صوت الحنفية سامعة من اول الحارة . خفي ايدك علي المي يما منتي عارفة المي قاطعة ويا دوب يكفي الخزانات

ام احمد : رجعنا لفلسفتك يا ولد ، روح غير اواعيك وتعال ساعدني

احمد : ( يتجه نحو الحنفية ليخفف من هدر المياه )) والله يما حرام فاتحة الحنفية علي الاخر مشان كاستين وصحن ، يا يما الحارة كلها ما فيها نقطة مي

ام احمد : يحرم جلدك يا ولد ، ول عليك شو مفلسف ، ولا شو بدك الدار تعفن

احمد : يا يمة وطي المي شوي . يعني انتي مش سائلة وابوي مش سائل ولا حدا بالبيت سائل ، يا يمة هاي نعمة من الله ليش نهدرها على الفاضي

ام احمد : وليش مالو ابوك ؟ شو ساوى ؟

احمد : كل يوم بقعد اكثر من اربع ساعات وبربيش المي شغال على بوز السيارة وهي بتكون نضيفة ، والله يما بسطل مي بغسل تريلا
ام احمد : روح من وجهي ، هسة بيجي ابوك بلاش ينكد علي بعدني ما طبخت
( يخرج احمد وتبدو عليه علامات عدم الرضا من تصرف والدته / وفي هذه الاثناء يدخل ابو احمد )

ابو احمد : السلام عليكم
احمد وام احمد عليكم السلام ( ويخرج احمد )

ام احمد : الله يعطيك الف عافية يا ابو احمد
ابو احمد : يا مرة كم مليون مرة حكيتلك وطي المي شوي ، عليم الله من اول الحارة صوت الحنفية سامعه ، الخزانات ما ظل فيهم مي يا بنت الحلال

ام احمد : ولو . ولليش معصب . شو خايف على المي ولا علي الفاتورة ، مهو اصرفنا ولا ما اصرفنا دافعين السبع ليرات فش غيرهن . ولا ناسي انك بتسرق المي من خط براني

ابو احمد : ولك يا مرة شو سرقة وما سرقة ، بلا ما حد يسمعك ، حتى لو سرقة يعني ، إسرفي مي بس مش لهدرجة يعني إشي ومنو

ام احمد : ليش ما انتا كل يوم بدك تنك لتغسل سيارتك وهسا جاي تحاسبني على جلي أكم صحن وأكم كاسة وطنجرة

ابو احمد : طيب اسكتي اسكتي يا مرة , يا ويلو اللي بقع تحت لسانك
( يهم ابو احمد بالخروج من المطبخ ، ويسمع صوت طرقات على باب البيت )

ابو احمد : يلا يا مرة خلصينا وجهزي الغدا لاشوف مين على الباب
( يخرج ابو احمد ، ويدخل احمد مسرعا وتبدو عليه علامات الارتباك )

احمد : يما يما هذا تبع المي جاي يكشف على عداد المي ، والله خايف ليكون حد بلغ سلطة المياه عنا عشان خط المي اللي احنا عملناه بالسر
( تغلق ام احمد الحنفيه وترتبك )

ام احمد : اه والله ، ما في غيرها هاي ام خليل الله لا يوفقها
( يدخل ابو احمد وبرفقته موظف سلطة المياه وبيده دفتر الوصولات والمخالفات)

ابو احمد : وهاي المطبخ تفضل اكشف وفتش ، بس ما حكيتلي مين اللي بلغ عنا انه نسرق مي
( يفتش الموظف المطبخ ويتفقد التمديدات المنزلية ، ويكتشف خط مياه لسرقة المياه )

الموظف : شو هاظ يا سيدي . وهاي اكتشفنا خط جديد من ورا الساعة ، وانا بحكي صارلكم سنة على نفس قراءة العداد لا بزيد ولا بنقص ،
ابو احمد : يا رجل وينو ها وينو الخط ، هاذا خط ملغي من زمان ، بعدين احنا اشترينا البيت وهو موجود
الموظف : اتقي الله يا رجل يعني حرامي مي وكذاب ، طيب يا سيدي فهمني من سنه كان رقم العداد 851 وبعد سنة 851 وكل مرة بتدفعو سبع ليرات والله مش معقول يا عالم
ام احمد : اه يخوي معقول وليش مش معقول محنا كنا مسافرين ومبارح جينا

ابو احمد : له له يا رجل هاي ما قبلتها مننك تحكي عنا سراقين المي
( يخرج من جيبه خمس ليرات وينظر الى ام احمد بالاشارة ليبدو انه يريد رشوة الموظف ، ام احمد تشير له بيدها ان يعطبيه عشر ليرات ، يعيد يده الي جيبة ويخرج عشرة ليرات وعشرين ثم يقرر دفع عشرين ليرة ويلوح بها للموظف ليجس نبضه بالرشوة )

الموظف : شو يا رجال يعني حرامي وسراق وهسة بدك ترشيني مشان ما ابلغ عنكم واخالفكم ، يا رجال اتقي الله ، والله لو تعرف نعمة المي علي الناس ما سرقت المي ولا اهدرتها ، يا جماعة نقطة المي بتساوي حياتنا ، يا رجل منتا عارف انه العالم بمر بأزمة ونقص بالمياه ويا دوب الواحد يلاقي مي للشرب ، ولكم يا جماعة احمدو الله انكم لاقين مي تشربو ، ولكم غيركم مش لاقي نقطة ، المي ببلدنا صارت شحيحة والابار معظمها نشفت وتبخرت ، والمياه الجوفية تلوثت من مخلفات المصانع والله ما رحمنا بالمطر لانو احنا مسرفين ، وين موارد المياه ببلدنا ؟؟ يعني بالعربي ما ظل عنا مي ، كلها اكم سنة ورح نتمنى حبة مطر تنزل علينا من السما ، يا جماعة اتقو الله ، المي نعمة والله رح يحاسبنا عليها ، ليش انتو مش مهتمين ولا سائلين ، يا رجل اول ما دخلت الحارة كلها برك مي وشلالات طالعة من البيوت ، كثير ناس بتسرق مي وبتهدر مي لانها مش دافعة فلوس ، يا جماعة في ناس غيركم في بشر بدهم يشربو ،
انتو وامثالكم سبب ازمة المياه بالبلد والله لو دافعين حقها مصاري لحافظتو عليها بعيونكم
( يبدو التأثر واضح علي ابو احمد وام احمد واحمد من خلال حديث الموظف )
ابو احمد : والله كل كلامك صحيح ، انا فعلا غلطان وما عرفنا قيمة المي وطول عمرنا مستهترين ، وانتي يا ام احمد مهو كلو منك يا نكدية يا مسرفة ، من يوم وطالع بمصع رقبتك اذا بظلك تستهتري وتصرفي مي علي الطالعة والنازلة

ام احمد : ليش وانتا ما بتفظي خزان مي على سيارتك لما تغسلها ،

ابو احمد : اسكتي يا مرة
( يتدخل احمد ليسكت الجميع ويوجه الكلام لوالده ووالدته )

احمد : انتا يابا وانتي يما طول عمري احكيلكم عن اسرافكم بالمي ، وطول عمري اترجاكم ما تهدرو بالمي ، هسة لما تدفعو غرامة ويفك عداد المي صرتو تعرفو الصح ، كان من الاول يابا ويما
( يتجه نحو الجمهوة ويوجه الكلام لهم )

احمد : وانتو كمان كل واحد فيكم لازم يشكر الله انه عنده نعمة المي ، بس انتو مش حاسين فيها ونسيتو كلام الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ، وخلقنا من الماء كل شيء حي ، صدق الله العظيم ) ونسيتو كلام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ( لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار ) عشان هيك مطلوب منكم تحافظو على المي ، نستعملها عند اللزوم وما نهدرها عشان بكرة ، عشان اولادنا يلاقو نقطة مي ، يا عالم في بعض البلدان والله ناس ماتت من العطش احمدو ربكم وحافظو علي نعمة المي
( يتجه ابو احمد نحو الجمهور )
ابو احمد : اه والله انا بعترف اني غلطان ما حافظت على النعمة ، بس هاظ كلو من ورا هالمرة الله لا يوفقها

ام احمد : هاظ مني ولا منك يا حرامي المي ، بس انا كمان ندمت ومن يوم وطالع وعد اني احافظ علي المي وما استعملها الا للضرورة
( تتجه بنظرها الى الموظف )
ام احمد : وانتا يا خالتي روح بلغ عنا لانو نستاهل ولازم ندفع المخالفة كمان مشان ابو احمد يتعلم ما يسرق مي بعد اليوم

الموظف : هالمرة يا خالتي عشان ندمتو وعرفتو الصح من الغلط رح اكتبلكم مخالفة بس ، وما رح افك عداد المي ، بس توعدوني وعد شرف ما في سرقة ولا هدر للمي

احمد وام احمد :( نوعدك وان شاء الله ما تتكرر )
ابو احمد : شو رايك انا اوعدك بعد ما اغسل السيارة
احمد وام احمد : ابووووووووووووو احمد شووووووو
ابو احمد : ييييييييييي بمزح معكم انا
( يتجه نحو الجمهور )
وانتو كمان اوعدونا ما في سرقة للمي ولا في هدر للمي ، وبلغو امياتكم بلاش يقعدو عشر ساعات سواليف مع النسوان والمي شغالة ببلاش

انتهى

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات