أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لا، لم يحن الوقت بعد لذبح البقرة السعودية!















المزيد.....

لا، لم يحن الوقت بعد لذبح البقرة السعودية!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا على أيدي رجال الأمن السعوديين يوم 2 أكتوبر الجاري، يعتبر جريمة بشعة لا مثيل لها في الوحشية، يندى لها الجبين، أثارت غضب واشمئزاز واستنكار العالم كله، خاصة وقد أكدت الحكومة التركية أن لديها أدلة بالصوت والصورة، عن وقائع الجريمة، وليس بإمكان الحكومة السعودية إنكارها. كذلك اهتمام الاعلام العالمي والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة بهذه الجريمة، مما أضطر حتى الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، الصديق المقرب للعائلة السعودية الحاكمة، إلى استنكار الجريمة وإدانتها، وتهديده بمعاقبة السعودية عقاباً شديداً إذا ما ثبت ضلوعها بالجريمة! و"لكن بدون إلغاء صفقات السلاح"!!(1)
ورغم أن مقتل صحفي ليس بالأمر الجديد، إذ هناك عشرات الصحفيين يُقتلون سنوياً في مناطق مختلفة من العالم، بل وحتى هناك شعوب تتعرض للإبادة كما الحرب السعودية على الشعب اليمني الآن، ولم يثر هذا الاستنكار والإدانة العالمية، إلا إن الطريقة الوحشية الهمجية البشعة التي مارسها المسؤولون السعوديون في قتل الخاشقجي، هي التي أثارت كل هذا الاستنكار والاشمئزاز، حيث تم قتله إثناء التحقيق معه تحت التعذيب الوحشي، ومن ثم تقطيع جسمه بمنشار عظام جلبه فريق الأمن السعودي معهم، جاؤوا خصيصاً لتنفيذ هذه الجريمة حسب تقرير مراسل بي بي سي (BBC Radio4 صباح يوم 16/10/2018) ليسهل عليهم التخلص من جثة القتيل وإخفاء معالم الجريمة.

وإزاء تهديدات ترامب ضد السعودية، استبشر الناس في العالم خيراً أن نهاية مملكة الشر قد دنت، خاصة وأن أمريكا لم تعد بحاجة إلى النفط السعودي، وذلك لوجود مصادر الطاقة المتجددة، وغيرها، وأنه (ترامب) قال مراراً خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016، وبعدها، أن السعودية هي البقرة الحلوب، وإذا ما جف ضرع البقرة فإنها ستذبح. وقد حان الوقت، وهاهي أمريكا تتهيأ لذبح البقرة السعودية بعد جفاف ضرعها، وتصاعد وتيرة جرائمها ضد الإنسانية وتدهور سمعتها إلى الحضيض.

في الحقيقة السعودية لم يجف ضرعها بعد، إذ مازالت وحسب تصريحات ترامب نفسه، أنها تملك أموالاً هائلة، وعليها أن تدفع لأمريكا تكاليف حمايتها، وأنه لولا الحماية الأمريكية لما صمدت السعودية يوماً واحداً...الخ. كذلك تشكل السعودية مع إسرائيل الذراع الضاربة لأمريكا في المنطقة، فالسعودية ليست تملك أموالاً هائلة فحسب، بل ومازالت أمريكا والغرب بحاجة إلى النفط السعودي، إضافة إلى العقيدة الدينية الوهابية التي بواسطتها تمت برمجة وتسميم عقول مئات الألوف من الشباب المسلمين، وتحويلهم إلى قنابل بشرية، وتشكيل منظمات إرهابية مثل القاعدة وطالبان وداعش وغيرها كثير، تشكل ما يسمى بـ(الجيل الرابع) في شن الحروب، واستخدامها هراوة تضرب بها أية حكومة تهدد أمن إسرائيل، ومصالح أمريكا في العالم.

لذلك، فأمريكا مازلت بحاجة إلى النظام السعودي، وما تهديدات ترامب للسعودية إلا مسرحية لذر الرماد في العيون، والإستهلاك المحلي، فقد أشغلت الإدارة الأمريكية نفسها في الأيام القليلة الماضية في عملية إيجاد طريقة للخروج من المأزق، وذلك بإيجاد ذريعة تبرئ بها القيادة السعودية العليا من الجريمة، وبالتالي تبرير عدم معاقبتها.
فقد قال ترامب للصحفيين بعد مكالمة هاتفية أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز، إن العاهل السعودي نفى تماما علمه بما حدث لخاشقجي. و إنه بعث وزير خارجيته، مايك بومبيو، إلى السعودية لإجراء محادثات عاجلة مع الملك سلمان.(نفس المصدر-1)

وماذا نتوقع من هذه التهديدات والاتصالات؟
لا بد أنه تم الاتفاق بين أمريكا والسعودية على إيجاد ذريعة لتبرئة القيادة السعودية والتي هي كالتالي: أن تعترف السعودية بأن الصحفي جمال الخاشقجي فعلاً تم قتله في القنصلية السعودية في تركيا إثناء التحقيق معه على أيدي بعض الموظفين في القنصلية، ولكن بدون علم القيادة السعودية العليا. وأن قتل الصحفي المعارض حصل خطئاً كحدث طارئ (by accident)، إثناء التحقيق بواسطة موظفين مارقين (Rogue officials). وربما سيتم معاقبة عدد منهم واتخاذهم اكباش فدى، وتبرئة الملك سلمان، وابنه محمد ولي العهد المهيمن على كل شيء في السعودية. فهل يُعقل أن هكذا جريمة تحصل في سفارة دولة بوليسية مثل السعودية، بدون أوامر أو حتى علم من الملك وابنه؟ هذا مستحيل.
هذا مجرد تبرير واهي لإيجاد طريقة إعادة العلاقة بين أمريكا والسعودية إلى حالتها الطبيعية الودية. وقد قالها ترامب صراحة عندما سأله الصحفيون عن نوعية العقوبة التي يهدد بها السعودية، وهل تشمل تصدير السلاح؟ أجاب قائلاً: كلا، لأننا في هذه الحالة نعاقب أنفسنا ونخسر عشرات المليارات الدولارات سنوياً.
وهكذا نستنتج أن السعودية تحتاج إلى أمريكا لحمايتها من شعبها، وأمريكا بحاجة إلى السعودية لحلب ضرعها الي مازال يدر لها المئات من مليارات الدولارات.

السعودية لن تسقط على يد أمريكا، بل إذا شاء لها السقوط فإنها ستسقط على يد شعبها، وبالأخص بسبب الصراع الدائر بين أمراء العائلة الحاكمة أنفسهم، وتذمرهم من تصرفات الطاغية ولي العهد محمد بن سلمان الذي أثبت أنه نسخة من صدام حسين في تهوره، واستبداده، وتعامله مع كل من يعارضه في الرأي بمنتهى القسوة.
وفي هذا الخصوص تفيد الأنباء أن أحد الأمراء، واسمه خالد بن فرحان آل سعود (41 سنة)، اللاجئ حالياً في ألمانيا، كشف أن السلطات السعودية قد وعدت بإعطائه مبالغ كبيرة من الدولارات مقابل الذهاب إلى القنصلية السعودية في القاهرة، والتحدث إلى السلطات، إلا إنه رفض خوفاً من أن يلقى مصير الخاشقجي. وقال إن خمسة من أفراد الأسرة الملكية حاولوا رفع صوتهم ضد اختفاء خاشقجي، وقد تم احتجازهم على الفور، وادعى أن هناك العديد من الأمراء في السجن الآن في المملكة العربية السعودية. وأضاف أنه قبل خمسة أيام حاولت مجموعة من الأمراء زيارة الملك سلمان، للإعراب عن خوفها على مستقبل عائلة آل سعود، وذكروا قضية السيد خاشقجي، فتم وضعهم جميعاً في السجن ولا يُعرف مصيرهم، وأن الجميع خائفون.(2)

ومن كل ما سبق، نعرف أن غضب ترامب على السعودية، وتهديداته بالعقوبة الشديدة ما هو إلا مسرحية من نوع الكوميديا السوداء، وأن البقرة السعودية لم يجف ضرعها، ولم يحن الأوان بعد لذبحها، بل كل الأمل في انهيارها هو من الداخل، وذلك بسبب ما يرتكبه ولي العهد المتهور، محمد بن سلمان من جرائم بشعة ضد الشعب السعودي، وبحق الإنسانية جمعاء، ومصيره ونظام حكمه سيكون كمصير أي طاغية في التاريخ.
[email protected]
ـــــــــــــ
مصادر
1- تقرير بي بي سي: ترامب: قتلة خارجون عن السيطرة ربما كانوا وراء اختفاء خاشقجي
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-45864878

2- خمسة أمراء من العائلة المالكة مفقودون في السعودية
5 members of Royal family missing in Saudi Arabia: Royal prince
https://www.siasat.com/news/5-members-royal-family-missing-saudi-arabia-royal-prince-1420427/

رابط ذو صلة:
د.اسامة فوزي: ذبحوه ومحمد بن سلمان شخصيا حقق معه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديو)
https://www.youtube.com/watch?v=7gYp8mTZV1Y



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب من السيد عادل عبد المهدي تلبية مطاليب الشعب لا الأحز ...
- ماهي مبررات ترشيح الاستاذ الدكتور محمد الربيعي لوزارة التعلي ...
- مرحى لسروة عبدالواحد رئيسة لجمهورية العراق
- حول لصوص الكلمة مرة أخرى
- لأهل البيت ربٌ يحميهم
- الأزمة الأخلاقية هي أم الأزمات في العراق
- البصرة المنكوبة بالعطش والقتل بالرصاص
- هل يمكن للحكومة العراقية التخلص من (تهمة) المحاصصة؟
- لماذا العراق أولاً؟
- التظاهرات التخريبية دائماً تبدأ بمطالب مشروعة!
- ومتى كان العراق مستقراً؟
- منجزات ثورة 14 تموز 1958*
- العراقيون ضحية مثالياتهم
- ذكاء العراقيين المدمر
- حول تحالف الشيوعي العراقي مع التيار الصدري الإسلامي
- حول قرار البرلمان لمعالجة تهمة تزوير الانتخابات
- المقاطعون انتصروا على أنفسهم!!
- في وداع المناضل عادل المراد
- لماذا يجب أن نقبل نتائج الانتخابات وإن بدت مخيبة لآمالنا؟
- نجاح الانتخابات انتصار للعراق الديمقراطي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لا، لم يحن الوقت بعد لذبح البقرة السعودية!