أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - نجاح الانتخابات انتصار للعراق الديمقراطي















المزيد.....

نجاح الانتخابات انتصار للعراق الديمقراطي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5872 - 2018 / 5 / 14 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كل حملات التخويف والتهديد بتفجير مراكز الاقتراع، التي أصدرتها خلايا البعثيين الدواعش النائمة، و النداءات والمقالات الهستيرية من أعداء الديمقراطية، والعراق الجديد، لإقناع الناخبين بعدم المشاركة في التصويت، إلا إن الانتخابات البرلمانية الرابعة التي جرت يوم السبت 12/5/2018، قد جرت في جميع أنحاء العراق وخارجه بهدوء وسلام ونجاح، ذلك بفضل القوى الأمنية، ونضج وعي المواطنين، واحترامهم للقوانين والإجراءات المطلوبة. ولعل الشيء الوحيد الذي يؤسف له أن نسبة المشاركة في التصويت 44.5% كانت أقل مما في عام 2014 التي بلغت نحو 60%. ولكن وفق الأعراف والمعايير الديمقراطية في العالم، فهذا الهبوط في نسبة المشاركين في الانتخابات لا يقلل من شرعية نتائجها. فالناخبون لهم الحق في المشاركة أو عدمها. والمعروف أن نسبة المشاركة في دولة ديمقراطية عريقة مثل سويسرا نادراً ما تتجاوز 30%. ولكن في حالة المقاطعة يكون المقاطعون هم جردوا أنفسهم بإرادتهم من حقهم في تغيير السلطة كما يشاؤون.

وهناك أسباب عديدة لانخفاض نسبة المشاركة، وعلى رأسها، وكما أشرنا أعلاه، الحملة الهستيرية من أعداء الديمقراطية، محاولين بشتى الوسائل إقناع الناخبين بمقاطعة الانتخابات، إضافة إلى تهديدات خلايا الدواعش النائمة، بالانتقام من المشاركين، وكذلك إلى تعقيدات الوضع العراقي ما بعد سقوط حكم البعث، والتركة الثقيلة من المشاكل التي ورثها العهد الجديد من الحكم الساقط الجائر، ومعاناة المواطنين من الفساد، ونقص الخدمات، وارتفاع نسبة البطالة، والفقر والأزمات الاقتصادية...الخ.

والجدير بالذكر أنه جرت حملة منسقة وبمنتهى الخبث والدهاء والمهنية في الشر، لتضخيم سلبيات العهد الجديد واختلاق الأكاذيب والافتراءات، ونشر روح اليأس والتشاؤم بين المواطنين، والإيحاء لهم أن العهد البعثي هو أفضل عهد عرفه الشعب العراقي. إذ كما جاء في تقرير نشرته (المسلة) بعنوان: (مشروع إعادة إنتاج البعث...)، جاء في مقدمته: (بعد أن رصدت " المسلّه " تدوينات و أفكار متفرقة في وسائل التواصل الإجتماعي، حول خطة عمليه بإدارة متخصصين وممولة بشكل جيد، لإعادة تأهيل البعث و تشويه العمليه السياسية بعد 2003 ، تأكدت " المسلّه" عبر مصادرها الخاصة من صحة المعلومات عن مشروع إعادة إنتاج حقبة صدام من جديد، والعمل على مسح جرائمه من الذاكرة العراقية، مقابل تضخيم حالات الإخفاق والفشل بعد 2003، والتعتيم على إنجازات الديمقراطية والحرية، وإرتفاع المستوى المعيشي، والقضاء على داعش، والإيحاء إلى المواطن العراقي بأن مستقبله "ميئوسٌ" منه وإن لا جدوى من كلِّ ذلك إلّا بإعادة إنتاج البعث.)(1)

ولذلك يجب أن لا نستغرب من انخفاض نسبة المشاركة في التصويت لهذه الدورة. ولكن يجب أن يعرف المواطن الواعي بواجباته وحقوقه، أن هذه المشاكل المتفاقمة لا يمكن حلها بمقاطعة الانتخابات، لإن المقاطعة تصب في مصلحة أعداء الديمقراطية. فالانتخابات هي الثورة السلمية الحضارية الراقية التي تمارس فيها الجماهير حقها عن طريق صناديق الاقتراع فتستخدم قصاصة ورقة لتغيير الحكومة إلى أخرى تلبي لهم طموحاتهم وتحقق آمالهم، بدلاً من الرصاص والدبابة، وبدون سفك قطرة من الدماء.

لذلك نهنئ شعبنا العراقي البطل، وخاصة أولئك الذين تحدوا تهديدات الدواعش، ولم يتأثروا بالحملات التضليلية، نهنئهم على هذا النصر، كما ونعزي أعداء الديمقراطية والعراق الجديد من البعثيين وأشباه البعثيين الذين حاولوا في البدء تأجيل الانتخابات، وإقامة حكومة صرف الأعمال من أجل شل عمل الحكومة ومنحهم مجالاً للتخريب. ولما فشلوا في التأجيل، لجأوا إلى طريقة أخرى فقد تصاعدت نداءات من قبل البعض منهم، وعلى رأسهم البعثي السابق أياد علاوي، زعيم إئتلاف الوطنية، بعد أن عرف فشله فطالب بإلغاء نتائج هذه الانتخابات، مع إبقاء الحكومة الحالية لتصريف الاعمال، لحين توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات جديدة..." (2).

الملاحظ أن هذه المطالبة سبقتها محاولات بعض كتبة المقالات التي بذلت قصارى جهودها لإفشال العملية السياسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشر المدعو سيار الجميل نداءً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: (من أجل تشكيل جبهة الرفض الشعبية العراقية وتأسيس كتلة تاريخية)، جاء فيه: (يا ابناء العراق الغيارى، تحياتي الكبيرة لكم، كتب لي قبل قليل الاخ الاستاذ المهندس مصطفى الامارة [اسم وهمي]، الرسالة التالية ونشرها على صفحتي قائلا : "بعد النتائج المنخفضة والمعلنة للمشاركين في الانتخابات و اعداد المقاطعين الذين يزيدون على ضعف المشاركين... ندعوكم الى المبادرة لتشكيل جبهة الرفض الشعبية ورص الصفوف تحت قيادة كتلة تأريخية سيفجرها الجمر الذي تحت الرماد وتسعى للتغيير خارج مؤسسات العملية السياسية هذه (الحكومة والبرلمان) وليعلم المحتلون والمتنفذون في أرض الرافدين أن الشعب قد سئم ألاعيبهم ومل سياساتهم الفاشلة ويعد بالثورة السلمية للحفاظ على الوطن والشعب والثروة. ". وبعد أن يطرح الرسالة الملفقة باسم وهمي، يضيف سيار الجميل متظاهراً بالتعقل، قائلاً: "انني اطرح هذا " المشروع" عليكم جميعا، سواء كنتم من المقاطعين ام من المشاركين، وبنهج ديمقراطي هادئ واضح، متمنيا معرفة ارائكم خدمة للعراق واهله الكرام،" ثم ينصح: "بعيدا عن التشهير وعن العواطف الساخنة من اجل التغيير الجذري وبناء المستقبل...اخوكم سيار الجميل). انتهى

وهكذا (من هل المال حمل جمال)كما يقول المثل العراقي. وإني أخاطب هؤلاء المخربين، أيها السادة، لقد جربكم شعبنا منذ إنقلابكم الإسود في 8 شباط 1963، الإنقلاب الذي أدخل العراق في نفق مظلم لم يخرج منه إلا بعد سقوط نظامكم البعثي الفاشي يوم 9 نيسان/أبريل 2003. ومنذ ذلك اليوم بذلتم كل مساعيكم، وتعاونتم مع الإرهاب والدول التي تموِّل وترعى الإرهاب، لإفشال العملية السياسية، ووأد الديمقراطية الوليدة، ولكن شعبنا تحمل كل كوارثكم بصبر أيوب، وأصر على إنجاح العملية السياسية والحفاظ على الديمقراطية. وها أنتم يا "فرسان البيان" لقد سخرتم كل إمكانياتكم الكتابية للتضليل، وبدوافع عنصرية وطائفية التي تغلبت على ثقافتكم التي تتباهون بها، ولكن ما ينقصكم هو الضمير والأخلاق والوطنية. فأنتم على استعداد للتعاون مع الشيطان في سبيل إعادة حكم البعث الفاشي، وتحت مختلف المسميات. لقد أثبتم أنكم لم تأخذوا من الحضارة إلا قشورها واخترتم الجانب الخطأ من التاريخ والإنسانية، وحقاً ما قاله أفلاطون قبل ألفين وأربعمائة سنة: (الإنسان يحتاج إلى تعليم جيد وطبع جيد، لكي يصبح الأقدس والأكثر تمدناً من بين كل الحيوانات، ولكن إذا ما لم يتثقف، أو تثقف بثقافة خاطئة، سيكون الأكثر وحشية وهمجية من جميع الحيوانات.) لذلك نراكم تعاونتم مع الإرهاب المتوحش في سبيل إعادة حكم البعث المتوحش.

خلاصة القول، لقد نجحت الانتخابات رغم محاولاتكم التخريبية. إن هذه الانتخابات هي عبارة عن دورات دراسية عملية يتعلم فيها شعبنا قواعد الديمقراطية، إلى أن تصبح جزءً لا يتجزأ من ثقافته الاجتماعية الموروثة، ويتقبل نتائجها المواطن وحتى لو كنت ضد حزبه أو مرشحه. فكما قال حكيم: (الديمقراطية هي ليست الغاية فحسب، بل هي أيضاً الوسيلة لتحقيقها.) وها هو شعبنا بدأ يتعلم الديمقراطية، وأصر على إنجاحها، ولن يتخلى عنها مطلقاً. وموتو بغيظكم يا أعداء العراق الديمقراطي، فالقافلة تسير ولا يضيرها نبح الكلاب.
[email protected]
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- مشروع إعادة إنتاج البعث، هذه آلياته وهؤلاء القائمون على تنفيذه
http://almasalah.com/ar/News/135911

2- ائتلاف الوطنية يطالب بإلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة تصريف الاعمال
http://www.akhbaar.org/home/2018/5/244086.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، أسبابه وتداعياته
- مرة أخرى، لماذا نؤيد أمريكا في العراق ونعارضها في سوريا؟
- شيطنة العدو لتبرير إبادته
- تهمة الكيمياوي السوري ذريعة لتدمير المنطقة
- مّنْ المستفيد من معاداة أمريكا؟
- قانون شركة النفط الوطنية أكبر جريمة بحق الشعب العراقي
- علي الوردي وفالح عبد الجبار: هل فاق التلميذ أستاذه؟
- سلامة موسى.. داعية الحرية وفن الحياة
- ما البديل عن مؤتمر الكويت لاعمار العراق؟
- ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟
- لماذا المشاركة في الانتخابات واجب وطني؟
- حذاري من تأجيل الانتخابات!
- لا للتجنيد الإجباري!
- هل ما يجري في إيران هو استنساخ للسيناريو السوري؟
- الحشد الشعبي ما بعد داعش
- لا لمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات
- المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
- عودة إلى مقال: الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ(2-2)
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (ثانية)
- السماح بالزواج من القاصرات جريمة ضد الطفولة ومخالَفة للدستور


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - نجاح الانتخابات انتصار للعراق الديمقراطي