أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لا للتجنيد الإجباري!















المزيد.....

لا للتجنيد الإجباري!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين حين وآخر، وخاصة عندما تمر ذكرى تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني/يناير من كل عام، نقرأ بعض الدعوات تطالب بإعادة التجنيد الإجباري الذي انتهى بعد سقوط النظام البعثي في 9 نيسان/أبريل 2003. لا شك أن أغلب هذه الدعوات تصدر من عراقيين لا يُشك بوطنيتهم، وحسن نواياهم. وحجتهم في ذلك أن الخدمة العسكرية الإلزامية هي مدرسة للوطنية، يتعلم فيها العراقيون على حب الوطن، وتغرس فيهم الاستعداد للتضحية دفاعاً عن بلادهم، وعن حدودها من الأعداء، وتنمي فيهم الشعور بالمسؤولية ازاء الشعب والوطن، كما و تعوِّدهم على الانضباط. أما التجنيد الطوعي وبراتب مغري كمصدر رزق للجندي يعتمد عليه في معيشته، ومعيشة عائلته، فهذا قريب من الارتزاق في رأيهم. ولتأكيد هذا الرأي، يستشهدون بما حصل في يوم 10 حزيران/يونيو عام 2014 عندما امتنع الجيش العراقي عن حماية الموصل والمحافظات الغربية الأخرى من الاحتلال الداعشي، رغم أن القوات الأمنية العراقية (الجيش والشرطة) المرابطة هناك كانت تفوق الدواعش بمئات المرات في العدة والعدد. وعليه يستنتجون أن التجنيد الإجباري كما كان قبل عام 2003، هو الحل الصحيح لمنع تكرار ما حصل من احتلال داعشي.

ورداً على هذا الموقف أعلاه، كتب لي صديق قائلاً: "بمناسبة الذكرى البهيجة لتأسيس الجيش الذي ذاق على يده أبناء الشعب المر والهوان ،،،، طلع علينا تنظيم سياسي بالدعوة للعودة الى نظام التجنيد الإلزامي سيء الصيت والذكر ،،،،، متناسيا ان التجنيد الإلزامي هو استعباد حقيقي اذاق أبناء الشعب انواع الذل والقهر" وأضاف: "طبعا أبناء المسؤلين يعيشون في الخارج حفظهم الله، وهم غير مشمولين بالتجنيد الإلزامي الذي يدعو اليه ذلك التنظيم وفقه الله!!). انتهى

وكاتب هذه السطور يؤيد ما جاء في رسالة الصديق، إذ يرى أن التجنيد الطوعي ليس السبب في سقوط المحافظات الغربية بيد داعش، ولا التجنيد الإجباري يعطي الضمانة والحصانة ضد تكرار الاحتلال الداعشي، إذ لا يمكن إلقاء اللوم على الجنود فيما حصل، فالجنود مأمورون بتنفيذ أوامر الضباط، سواءً كان التجنيد طوعاً أو إجباراً. وغني عن القول أن الضباط في جميع العهود من تاريخ العراق، هم متطوعون اختاروا الخدمة العسكرية كمهنة لهم بعد دخولهم وتخرجهم في الكليات و المعاهد العسكرية، وانضموا إلى الجيش كعسكريين محترفين بإرادتهم الحرة، سواء كان قبل عام 2003 أو بعده. وهم الذين يعطون الأوامر للجنود (المتطوعين أو الإجباريين)، ويتحملون النتائج. فالجندي ملزم على تنفيذ أوامر الضابط ، وبخلافه يعاقب وفق القوانين العسكرية الصارمة قد تصل العقوبة إلى الاعدام رمياً بالرصاص.
أما احتلال المحافظات الغربية من قبل الدواعش عام 2014، فقد تم بالتواطؤ بين بعض القيادات السياسية المشاركة في العملية السياسية، وبين الضباط من أبناء تلك المناطق بحجة الإقصاء والتهميش، ودون إطلاق رصاصة واحدة كما بات معروفاً لدى القاصي والداني ولا علاقة له بكون الجنود كانوا متطوعين. و قد كتبنا عن ذلك عدة مقالات، وعلى سبيل المثال نشير إلى مقالنا الموسوم: (تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ)*، أكدنا فيه أن سقوط هذه المناطق بيد (داعش)، كان بسبب مؤامرة محلية و دولية، شارك فيها ضباط قياديون في الجيش بدوافع طائفية وعنصرية، كان ولاءهم لقياداتهم السياسية، وليس للقائد العام للقوات المسلحة الذي هو رئيس الوزراء في العراق الديمقراطي. وهؤلاء الضباط هم الذين أمروا الجنود بالذهاب إلى بيوتهم في إجازة مفتوحة، أما هم (الضباط)، فإما ذهبوا إلى بيوتهم أو لجأوا إلى أربيل، أو انضموا إلى تنظيم "داعش" الذين سموهم بالثوار.

ليس هذا فحسب، بل ارتكب هؤلاء الطائفيون الدواعش مجزرة بشعة ضد طلبة الطيران في القاعدة الجوية في تكريت، عُرِفت بمجزرة سبايكر، راح ضحيتها نحو 1700 شهيد بدوافع طائفية انتقامية لا لشيء إلا لأنهم من الطائفة الشيعية. ولنفس السبب قتل الدواعش نحو 670 سجيناً في سجن بادوش في الموصل على خلفيات طائفية.

ومن جانب آخر، أبلت فصائل الحشد الشعبي، بلاً حسناً مضحين بأرواحهم، في سبيل تحرير الأرض والعرض من دنس داعش، وهم متطوعون استجابوا للفتوى الجهاد الكفائي، مع بقية القوات الأمنية المسلحة الباسلة التي تم تطهيرها من الضباط المتخاذلين، والمتواطئين.

كذلك نرى معظم الدول الديمقراطية العريقة في العالم تخلصت من التجنيد الإجباري، وأسست قواتها المسلحة من المتطوعين، وبذلك بنت قوات عسكرية قوية محترفة للفنون القتالية بجميع الصنوف و المراتب. وبهذه الجيوش المحترفة حققت هذه الدول انتصارات ساحقة في الحروب. أما في العراق، وفي جميع العهود ما قبل 2003، كان الجندي الإجباري أول ما يتم تجنيده ينذر الذبائح لتسريحه سالماً، ويكون يوم تسريحه عيداً سعيداً له ولأهله لما كان يعانيه من الإذلال في الجيش.

ومن كل ما تقدم نستنتج أن سبب انتصار، أو هزائم الجيوش في الحروب ليس بسبب كون التجنيد فيها على أساس إجباري أو طوعي، بل على مدى إيمان الضباط برسالتهم الوطنية، وبالقضية التي يدافعون عنها، وإخلاصهم للشعب والوطن، وانضباطهم العسكري وما تلقوه من تدريب.

لذلك ، نهيب بالمسؤولين في الدولة العراقية، وعلى رأسها الرئاسات الثلاثة والبرلمان بعدم الاستجابة للدعوات المطالبة بعودة التجنيد الإلزامي، لأنه مضيعة للوقت والجهد، بينما الجيش المبني على التطوع يكون أكثر مهنياً وإنضباطاً، والتزاماً برسالته الوطنية، وهذا واضح مما حققته قواتنا الباسلة من انتصارات ساحقة على الإرهاب الداعشي بعد أن توفرت لها القيادات المخلصة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــ
* رابط لمقال ذو صلة
* د. عبد الخالق حسين: تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=656



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما يجري في إيران هو استنساخ للسيناريو السوري؟
- الحشد الشعبي ما بعد داعش
- لا لمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات
- المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
- عودة إلى مقال: الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ(2-2)
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (ثانية)
- السماح بالزواج من القاصرات جريمة ضد الطفولة ومخالَفة للدستور
- لماذا العراق غير قابل للقسمة؟
- تحية لقواتنا الباسلة على تحريرها كركوك
- لعبة إستخباراتية أجنبية لضرب الوحدة الوطنية
- نعم لاستقلال كردستان، لا للتنازلات لبارزاني
- حذارى من (التحرش) بقانون الأحوال الشخصية!
- الكرد أول ضحايا الاستفتاء
- مخاطر محتملة لما بعد الاستفتاء
- استفتاء كردستان العراق، حق تقرير المصير أم ابتزاز؟
- هل حقاً أمريكا قامت بحل الجيش العراقي؟
- العراقيون ولاؤهم لمن ولماذا؟
- الصراع العربي-الإسرائيلي وتهمة معاداة السامية
- نادية مراد بحاجة إلى من يحميها من الزلل
- هل حقاً كان العهد الملكي ديمقراطياً، واعداً ومستقراً؟


المزيد.....




- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...
- الحرس الثوري: بداية نهاية أسطورة الدفاع للجيش الصهيوني.. سيط ...
- رئيس الإمارات يعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران
- -تلغراف-: الصين أرسلت سرا طائرات نقل إلى إيران
- زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعم بلاده لروسيا خلال لقائه مع شويغ ...
- صاروخ -فتاح-.. رسالة إيرانية تفوق سرعة الصوت تهز إسرائيل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لا للتجنيد الإجباري!