أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الحلوى والبيضانسي...














المزيد.....

الحلوى والبيضانسي...


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلوى والبيضانسي...

يأكلون الحلوى، داخل البرلمان وخارجه، وكل أشكال الحلوى وحتى الجيفة، مجازا واصطلاحا؛ وخاصة ثروات بلدنا الحبيب. ولن تنسينا الحلوى أو حكاية الحلوى (المصطنعة والموجهة) مرارة الواقع الفاسد والنهب الفظيع للثروة وصلب المعركة التي تنتظرنا...
ومقابل ذلك، الشعب المغربي يأكل البيضانسي، وهنا اصطلاحا وليس مجازا؛ ليس فقط داخل السجن، بل خارجه أيضا (داخله في جميع الأحوال).
وما معنى البيضانسي؟
البيضانسي بلغة السجن هو "الخبز" (الحافي) الذي يقدم للمعتقلين، وكثيرا ما يكون "خبزا" ملوثا وقديما (خبز بايت بالدارجة المغربية) ومعرضا لعربدة الحشرات. فتناول البيضانسي كتناول السم (القتل البطيئ).
تذكرت البيضانسي لأن رائحته تقترب مني (استدعاء ولاية الأمن بمراكش وتبعاتها). فليلتهموا الحلوى، وليلتقط المتخاذلون الفتات...
أما نحن فمصيرنا البيضانسي مكرهين..
وهذه لوحة من الماضي البعيد/القريب عن البيضانسي (مقتطف من كتابي الثاني بعنوان "مجموعة مراكش: تجربة اعتقال قاسية"):
"... وكان أن توصلت بنصيبي مضبوطا: بيضانسية واحدة، وقبل أن أعرف فيما بعد أنها تسمى كذلك، كنت أسميتها "خبيزة بايتة". وما حصل، هو ما كان يحدث في نفس التوقيت بالتقريب من كل يوم بعد أن يسمع صوت محرك سيارة ينقل بواسطتها البيضانسي من السجن (بولمهارز) الى الكوميساريا؛ ليس إلينا فقط، بل الى ضيوف قبو كوميسارية جامع الفنا الرسمي والعلني، أي جيول (Geôle). ويستضاف في هذا الأخير كل من طالته مخالب أصحاب الوقت، ويعتبر موردا ماليا مهما لجيوب المحظوظين...
بيضانسية واحدة طيلة أربع وعشرين ساعة. وتجوع حتى يصبح صوت محرك السيارة بمثابة جرس السوفياتي بافلوف (Ivan Pavlov). وترى البيضانسية اللئيمة قطعة شوكولاتة من الصنف السويسري الممتاز (...). لم أشعر بالجوع في يومي الأول أمام "كرم" الضيافة و"حسن" الاستقبال، وأدخلت بيضانسيتي القبيحة التي اشمأزت منها نفسي حتى قبل أن تراها عيناي (كنت معصوب العينيين) أو يتذوقها لساني، في "قب" الجلابة (كنت لحسن حظي أرتدي جلابة صوفية من إهداء أبي الراحل مشكورا)، واتخذتها وسادة لا يوجد أحسن منها هناك؛ جلابة ووسادة أغبط، وقد أحسد عليهما بدون شك في تلك الحقبة الصقيعية بمدينة مراكش..."... كم تنكرت لي هذه المدينة المشاكسة.. أغرقتني في 15 سنة سجنا نافذا وتبحث عن المزيد... أكلت شبابي وتسعى الى قضم مشيبي..
عموما، والى حين، لهم الحلوى ولنا ولشعبنا البيضانسي...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام: وقفة رمزية
- مسيرة 07 أكتوبر 2018 بالرباط: الأمل الحاضر والغائب
- النظام القائم بالمغرب -قماش وعضاض...-
- أطر التوجيه والتخطيط التربوي وأطر الإدارة التربوية: واقع واح ...
- الأب مزياني: حضوركم معنا بمثابة حضور ابننا الشهيد مصطفى
- ماذا ينتظرنا؟
- كيف كان -عيدنا- سنوات الاعتقال؟
- الشهيد عبد الحق شبادة (الذكرى 29) من حقك أن تصرخ في وجوهنا..
- المعتقل السياسي بين الأمس واليوم...
- مسيرة -الشياطين- ومسيرة -الملائكة-!!
- عندما ندعي القوة ونمارس الضعف..!!
- مسيرة 08 يوليوز 2018 بالدار البيضاء، وماذا بعد؟!
- اتحاد كتاب المغرب: إطار -ثقافي- فاسد
- الأحكام الانتقامية بالدار البيضاء
- أي معركة بدون أفق قد يكون مآلها الفشل...
- فاتح ماي بالمغرب: ماذا ستقدم النقابات للعمال؟!!
- المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف: أي جديد في مؤتمر جد ...
- كيف كنا نخلد ذكرى يوم الأرض (30 آذار)
- مرة أخرى، جرادة (المغرب) تفضحكم/تفضحنا...
- وقفة 8 مارس أمام البرلمان بالرباط!!


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!
- أغذية تحمينا من كسور العظام عند الشيخوخة
- اليوم السادس للتصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تد ...
- إيران تشن هجمات صاروخية متتالية على إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء لسكان إحدى المناطق في ...
- الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو بدأ الآن موجة من الهجمات في طهرا ...
- الحرس الثوري الإيراني يصدر تحذيرا بإخلاء منطقة -نيفيه تسيدك- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الحلوى والبيضانسي...