|
سفينة عراق الرافدين هو الوفاء لدجلة والفرات والموروث الحضارى والاتسانى
بسعاد عيدان
الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 00:24
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
تنتهي الغرابة وينضوي مفهوم العجائبية عندما يحنُ شخصاً ما لمكانهِ الصغير إذ لا بد له أن يعود من حيث لايدرى !!! حيث تناولت القصص والروايات كثيراً من هذه الأمثلة ....فمنها يبدأ التساؤل !! هل هو القدر ؟ أم اشتغالات الذاكرة الجمعية لذلك الشخص ؟ حيث ذكريات الطفولة الجميلة المشبعة بالسعادة والبراءة ، أم هي تلك الذاكرة المهنية له ؟ هذا هو صلبُ محاضرتنا في الأمسية الثقافية التي تم بها استضافت السيد مسؤول مشروع السفينة ( رشاد نزار سليم ) ابن أخ الفنان المرحوم ( جواد سليم ) مصمم وفنان نصب الحرية الخالد .... نشأ الفنان فى الخرطوم 1957من اي عراقى وام ألمانية وترعرع ( رشاد نزار ) في السويد وقضى طفولته مع والده الذي كان يشغل منصب سفير العراق في السويد ، حيث تعلم طباع السويد وعاش حياتهم بما فيها من جمال وحب وسعادة لاسيما طبيعتها الخلابة ، فدفعه شوقه إلى زيارة السويد مرةً أخرى ، أبتدأ ( رشاد ) محاضرته الموقرة صانعاً الجو الفلكلوري العراقي الخلاب حيث السجاد والايزار والغزل والصوف ، لاسيما توظيفه نماذج لقوارب صغيرة تكاد تكون اقرب الحقيقية لخلق الجو النفسي العام الذي يتماشى مع تراث العراق الجميل .... جاءت زيارة ( رشاد ) ضمن الدعوة التي وجهها متحف البحر الأبيض المتوسط فى ستوكهولم حيث التقت الصدفة بأن مشروع هذا المتحف عن نهر دجلة وهو يلتقى بالاهتمام والخطوط مع مشروع السفينة للفنان رشاد سليم فى إحياء القوارب المائية والسفن البردي التي تسمى مثلا الكفة أو الطبك والمشحوف ، إذا ماعلمنا هي في طريقها إلى الاندثار .فيستمر في عطائه وحلمه لبناء قارب كبير مشابه للقوارب السابقة الصغيرة ، ولكن بحجم كبير ، حرصاً من إنشاء سفينة مشابهة إلى سفينة ( نوح ) لكن برؤية جديدة حداثوية وفي حجمها الكامل . من اجل إعادة صناعة الأعمال اليدوية التراثية من ايزارات وفرش وسجاد مصنوعة من الأصواف التراثية لفتح باباً مصغرة إلى المقيمين في تلك المناطق على نهر دجلة واستقرارهم وبث الحياة واستمراريتها في مناطق الاهوار والمناطق المحيطة بنهري دجلة والفرات...فهو ينوى التعريف بالمشروع على نطاق عالمي ، إذ بدا بحملة الرافدين على نهر التايمز (لندن) كما يحاول الأستاذ ( رشاد ) في مشروعه سفينة بلاد الرافدين خلق حوار عالمي البنية ذاتُ تواصل مع كل الدول الأوروبية التي كانت تستعمل التقنيات المشابهة او المقربة من القوارب المذكورة ، ولكن قوارب يسودها التجديد والحداثة ، على مجمل اشكالها ، على العلم تقارب السفن العراقية ( المشحوف ) والتقائها شكلاً مع القوارب السويدية القديمةو الانكليزية في زمن القراصنة ، ساعيا ( رشاد ) من خلق نوع من تبادل الخبرات وتقاربها بين الثقافتين ، حيث جاء ذلك بسبب المشروع الكبير الذي سعا إليه الاستاذ رشاد و متحف البحر المتوسط لذلك توجب عقد مثل هذه اللقاءات المنمية إلى تلك الفكرة وأطروحاتها . سلط هذا المشروع الضوء على نهر دجلة والفرات وما يسوده من بؤس حتمي وتردي الخدمات فيهما خلال الخمسة عشر سنة الماضية ، مما أدى سلفاً إلى ظهور حالة الجفاف التدريجي إليهما ، ومن ثم القضاء على معالم الحياة البيئية الطبيعية في المنطقة حيث أن الماء هو سبب الوجود مما يؤثر على مستقبلاً على أجيالنا القادمة وأحفادنا. لااخفى عليكم وانا فى المحاضرة أصابنى بعص الذهول والخوف بسبب الوضع الخطير الذي يمر بهما النهرين الخالدين ، إضافة إلى حالات التلوث والتسمم التي حدثت بسبب ذلك الإهمال ، وما أنتجته من حالات ومضاعفات سلبية مجتمعية ، وتحدث ايضاً عن ما حل بالنهرين من حالات تعسفية في الفترة الأخيرة بسبب سياسات دولة إيران وتركيا..واستغلالهما ضعف وتخبط الحكومة العراقية ... وهنا بدأ الحرص يجوب في أعماقنا من خلال وضع كافة التدابير والاحتياطات اللازمة من حيث عمل البحوث من خلال الاشخاص المختصين عسى ان نصل الى نتيجة ايجابية لحل هذه الازمات المائية ، واسترجاع الحياة المائية إلى وضعها الطبيعي . ومن هذه المعطيات انطلق ( رشاد ) بمشروعه الإنقاذي إذ انه لم يأتي عبطاً بل من خلال تلك التجربة الكبيرة التي قام بها في السبعينيات مع عالم وباحث نرويجي ومجموعة كبيرة من الباحثين من جميع دول العالم .. بين عامي 1977-1978 فكانت تلك التجربة عبارة عن رحلة قاموا بها في رحلة القارب حيث كانت تلك الرحلة في نهر ( دجلة ) إذ بدأت من منطقة القرنة في شط العرب ..وتم حصاد البردي وبناء السفينة في شهر آب ١٩٧٧ وتم تجفيف البردي في أيلول وتشكيل جسم القارب في تشرين الأول لتبدأ رحلتها التي استغرقت ستة أشهر لتنتهى فى جيبوتي في الشهر الرابع 1978. حيث كانت الرحلة على تلك السفينة المصنوعة من البردي من نهر دجلة... وانتهت الرحلة بحرق السفينة ورجوع الجميع الى بلدانها بسبب وصولهم الى مكان قريب لنشوب الحروب اى قرب الصومال ولسلامتهم قرروا إنهاء الرحله حينها ولكن تعلموا من الرحلة الكثير من الدروس والعبر. أما الآن فان الأستاذ رشاد يتهيأ لرحلته الجديدة ... التي بدأت: خريف 2017-2018 مرحلة الإعداد للرحلة وبناء القوارب ربيع 2018 رحلة نهرية تنطلق من الحلة إلى البصرة صيف 2018 نقل القوارب إلى المملكة المتحدة (بريطانيا ) خريف 2018 حملة الرافدين على نهر التايمز (لندن)
ملاحظة ان من الطبيعي في هكذا مشاريع وطنية كبيرة وضخمة تتطلب مساعدتنا جميعا من خلال الدعم لها بوساطة شخصيات ومنظمات ومؤسسات المجتمع الدولي والجامعات ومراكز البحوث والمركز القومي . لأنه مشروع وطني يكافح الأمن البيئي والملاحي وإحياء تلك المناطق والمشاركة بهذا المشروع ، حيث لابد من دعمه ماديا ولوجستياً واعلامياً وهو يدعوا في النهاية الجميع إلى المشاركة في تلك الرحلة التاريخية البيئية في الرافدين لاسيما انه يدعو ايضاً الاحتفاء بأرضنا وطبيعتنا وتراثتا. وهي دعوة ايضاً إلى الجهات العراقية المسؤلة التي ثارت غرابتنا عند الاتصال فيها ولم نحصل على أي دعم ، وهذا مؤشر جهل القوى الحاكمة ومدى إهمالها وعدم حرصها على أبناء جلدتها ووطنها ، وجهلها بمدى الخطورة لأجيالنا القادمة .. الرجاء من الجميع الاهتمام وللمزيد لمعرفة االمشروع اقرأ الرابط. www.safinaprojects.com رشاد سليم رئيس الرحلة النهرية [email protected] وأخيراً الشكر والتقدير للفنان والباحث رشاد سليم لاهتمامه بموروثنا الحضاري وبكل مايعمل من اجل إحيائه وشكرا على المحاضرة الممتعة والرحلة التاريخية الرائعة عبر حضارة وادي الرافدين. وشكر وتقدير لجمعية بغداد الثقافية وبالتعاون مع جمعية التشكيليين العراقيين في السويد لإقامة الأمسية بالرغم من قصر فترة وجوده في السويد .. وقد حضرت مشكورة فرقة طيور دجلة تلك المحاضرة القيمة لشعورنا بأهمية وكبر الموضوع . دام العراق ودام مبدعيه . قلم / بسعاد عيدان
#بسعاد_عيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش نضال المرأة
-
لسنا بضاعة ...تباع وتشترى
-
ان نطقت المرأة كلمة حرة أهتزت الارض وان مارست دورها وقف العا
...
-
ياساسه العراق...اريد بلادى حضاريا
-
نوال السعداوى (الفرعونه الابديه):الموت جزء من الحياه
-
نوارس دجلة...نساء عراقيات يصنعن إنجازا مشرفا في السويد
-
نوارس دجله...صوره جميله لاراده المرأه العراقيه فى الغربه
-
جمعيه المراه العراقيه فى ستوكهولم,,,نقله نوعيه جديده فى طرح
...
-
ماذا يعنى لى يوم الثامن من اذار؟
-
اغتيال الابداع...هو اكثر انواع العنف شيوعا
-
هل الصمت شكل من اشكال العنف؟ وردا على مقاله- حين عشقنى زوجى-
-
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح6تجرأ ان تحلم بأسلامستان!
-
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح5
-
ياساسه العراق ....اتحدوا!
المزيد.....
-
للمرة الأولى.. -حزب الله- يستهدف قاعدة استخباراتية إسرائيلي
...
-
دوري أمم أوروبا: فرنسا تتأهل بتعادل سلبي أمام إسرائيل وسط إج
...
-
إيران تقترب من امتلاك القنبلة النووية.. ترامب أمام تحدي الحو
...
-
فوز ترامب الساحق.. غموض وتوازنات جديدة في السياسة الخارجية
-
هل بدأت ملامح سياسة ترامب الخارجية تتضح؟
-
البنتاغون تصدر تقريرا عن -مشاهدات لأجسام طائرة مجهولة-
-
إسبانيا: فيضانات تاريخية في ملقا تُصيب المدينة بالشلل وتُشرّ
...
-
تحقيقات فيدرالية تكشف عن اختراق شبكات اتصالات أمريكية من قبل
...
-
متهم بالاتجار الجنسي.. مرشح لتولي منصب وزير العدل الأمريكي
-
تقارير: إدارة بايدن تسلم لبنان مسودة لمقترح هدنة مع إسرائيل
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|