بمناسبة صدور العدد الأول من جريدة الغد الاشتراكي

نزار عقراوي
(Nazar Akrawi)

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 01:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بمناسبة صدور العدد الأول من جريدة الغد الاشتراكي

وضع منظمة البديل الشيوعي مهمة تأسيس حزب سياسي شيوعي بروليتاري في صدر مهامه، وأكد على العمل بكل جدية لإنجاز هذه المهمة في مستقبل ليس ببعيد، ولإنجاز هذه المهمة التاريخية لابد من تأمين مستلزماتها، وإن إحدى أهم هذه المستلزمات هي الجريدة الثورية ، (وغيرها من وسائل التواصل والإعلام الإليكترونية الأخرى)، إن الجريدة تحتل مكان الصدارة من بين الوسائل التي تساهم في عملية بناء وتأسيس حزب شيوعي اجتماعي للطبقة العاملة ، بدون الجريدة لا يتمكن المنظمة من التوغل الى داخل الحركة العمالية و الجماهيرية العفوية ، و بناء أوثق العلاقات و الروابط مع القادة العماليين و نشطاء و قادة الحراك الجماهيري و الحركة النسوية التحررية و حركات الشبيبة الثورية ، و كذلك مع القوى الماركسية على مستوى الحلقات و المنظمات و الأفراد من خلال نشرها لرؤيتها وتحليلها للأوضاع القائمة ، ونوعية الحزب الذي يحتاجه الطبقة و الجماهير لتنظيم صفوفها في داخلها ، وآليات عملها، من المؤكد دون تجميع و توحيد القادة الاشتراكين للطبقة و المناضلين الماركسيين وقادة الحركة النسوية والشبيبة الثورية على صعيد البلد وكسبهم الى جانبها ودمجهم في عملية الجدال و الصراع النظري و السياسي و بشكل علني و شفاف ،حول مشروع و عملية بناء الحزب و صياغة سياساتها و استراتيجيتها و تكتيكها و برنامجها و نضامها الداخلي ، لن تثمر الجهود الساعية لتأسيس حزب شيوعي اجتماعي فعال و مؤثر وقادر على إحداث التغير في توازن القوى الطبقية لصالح الحركة العمالية و الجماهير الثورية الاشتراكية في البلد. » ينبغي أن يكون هدفنا الفوري إنشاء صحيفة للحزب تظهر بانتظام وترتبط بصلات وثيقة بكل المجموعات المحلية. ونعتقد أن نشاط الاشتراكيين الديمقراطيين كله ينبغي أن يوجه نحو هذا الهدف خلال كامل الفترة القادمة. فبدون مثل هذه الصحيفة سيظل العمل المحلي متسمًا بطابع الهواية الضيقة «،» إن تأسيس الحزب سيبقى وإلى حد معين، مجرد كلمات إذا لم ينظم تمثيل هذا الحزب على نحو صحيح في صحيفة معينة. « . لينين وظائف ومهمات الصحافة الثورية، مهماتنا العاجلة (الأعمال الكاملة، المجلد 4، ص 221 – 226، عام 1899)
يجب على جريدة الغد الأشتراكي أن تهدف منذ اليوم الأول من ولادتها و في كل خطوة تخطوها في مسيرتها النضالية وفقًا للهدف الذي وضعته أمامه ، على العمل، على ضم أوسع الفئات الواعية و الثورية من داخل الطبقة العاملة و الجماهير الثورية ، والتسريع في عملية تحويل المنظمة الى منظمة يقودها قادة البروليتاريا الثورية ، و القادة الجماهيريين، التي من دونها لا يمكن تحول الحزب إلى حزب طبقي اجتماعي لعموم الطبقة و الجماهير الثورية ، و من المؤكد ، إن هذه العملية لا يتم إلا عبر تمثيل البديل للخط الثوري الاشتراكي و أهدفها ، و عبر آلية العمل الثوري الاجتماعي التي تبرهن لعموم للطبقة العاملة و الجماهير الثورية ضمان تطور الحركة الثورية و المضي بها قدما نحو إنجاز الثورة الاجتماعية
الجريدة منظم لنشاط الحزب
أن الجريدة يشكل حلقة وصل ناجحة بين المنظمة أو الحزب والطبقة العاملة والمجتمع بشكل عام من جهة ، و من جهة أخرى بين القيادة وبقية المنظمات المحلية ، لتنظيم نشاطها بشكل متزامن من خلال تسليحها بالسياسة والأفق الاشتراكي للمنظمة وتوجهاتها السياسية والنظرية والتنظيمية ،وأيضا من خلال تقديمها للحلول العملية لجميع معضلات نشاطها وعملها والعوائق التي تحول دون تقدم حركتها وتطورها ، وكذلك من خلال نقل الجريدة للخبرات النضالية للطبقة العاملة و مختلف الفئات و الشرائح الجماهيرية الثورية المكتسبة من العمال أنفسهم و من قادتهم الى أعضاء المنظمة والقطاعات الأخرى للطبقة العاملة ، وربط أنشطتها ونضالها مع البعض على مستوى البلد ، للدعاية للأفكار الماركسية والتوجه السياسي والنظري للمنظمة وطرح حلولها واستراتيجيتها للأوضاع القائمة بشكل عام، وتكتيكها لمواجهة مختلف مراحل النضال الطبقي والجماهيري المشخصة.
أن الجريدة الحزبية ، تتميز عن بقية وسائل التواصل والإعلام الإليكتروني الأخرى، كونها تتعقب قضية مشخصة إلا و هي الصراع و النضال الطبقي ، وفي الوقت نفسه، تستطيع الجريدة تأليف أواصر و علاقات حية و مباشرة بين القراء و موزعي الجريدة ، الذين هم أعضاء وكوادر المنظمة أو الحزب، و هم بدورهم يشكلون حلقة وصل بين القراء و المنظمة وقيادتها ، هذا بالإضافة الى آلية توزيعها و نشرها في أماكن حياة و عمل العمال، وفي المناطق التي يتجمع فيه العمال بعد الانتهاء من أوقات العمل أو المحال الترفيهية الذي يجتمعون فيه أيام العطل، كفيلة بكسب المزيد من القراء و الداعمين لها ماديا و الكتابة لها، أن ارتفاع نسبة مشاركة العمال و الماركسيين الثورين و كذلك أعضاء و كوادر المنظمة أو الحزب وعلى كافة المستويات في الكتابة لها بحرية و المشاركة الفعالة في الجدالات حول بناء الحزب و مؤسساتها التنظيمية ومراقبة تمسكها المبدئي بالماركسية في سياساتها و نشاطها الاجتماعي ، كفيلة بتفادي ظهور البيروقراطية و مظاهر العمل الفردي ، وتسرب الانتهازيين الى داخل قيادة الحزب أو المنظمة و منظماتها المحلية أو التحكم بالحزب و تحريفها عن مسارها وأهدافها الذي أسس من أجلها.
الجريدة داعية ومحرض للثورة الاشتراكية
أن الجريدة تشكل دعامة رئيسية للمنظمة الشيوعية في خوضها للنضال على كافة الأصعدة، يجب أن يكون الجريدة داعيا ثوريا و مبدئيا في نشر النقد الماركسي الديالكتيكي لمنظومة علاقات الإنتاج الرأسمالي و آلية عملها و احتكارها لثروات المجتمع واستغلال لقوة عمل العمال، و ما ينتج عنها من تقسيم للمجتمع الى الطبقات المضطهِدة و المضطهَدة، وأن أحد المهام الأساسية للجريدة هي التركيز في موادها على نشر الوعي و الثقافة الطبقية بين العمال، و حثها على أهمية توحيد صفوفها و تنظيمها في إطار نقاباتها و منظماتها المهنية ، و المنظمة الحزبية أيضا ، و كذلك توعيتها بحقوقها وسبل النضال للظفر بها ،عبر تنظيم نفسها و التسلح بآفاق النضال الكفيلة بانتصار نضالها و كفاحها ، و الدعاية لسياسات و برنامج المنظمة و التكتيك النضالي للمنظمة في كل مجابهة و تصادم مع أرباب العمل أو مع الدولة ، و في ذات الوقت يجب أن تكون الجريدة منبرًا يساهم في تثقيف و تطوير الجدال النظري والسياسي والطبقي والاممي لأعضاء المنظمة .
أحد المهام الأخرى الذي يجب على الجريدة أن يضطلع بها ، هي أن تقوم بدور تحريضي اجتماعي ، على صعيد المجتمع بشكل عام و على صعيد الحركة العمالية و الجماهيرية الثورية ، وحث المجتمع للوقوف بوجه فساد السلطة و دجل الأحزاب البرجوازية بمختلف أطيافها في خلق التشتت و التنافر بين صفوف الجماهير على أسس طائفية أو قومية أو دينية أو جنسية، و إفشال أجنداتها السياسية الرجعية و المناهضة للتحرر و المساواة، و فرض التراجع عليها في كل جولة من الصراع و النضال ، وسد الطريق عليها للتطاول على حريتهم و حياتهم عبر قوانينها الجائرة و الرجعية ، و تحالفاتها مع القوى و الأنظمة الإمبريالية و الرجعية ، أن جريدة كهذه وحدها كفيلة بقيادة الطبقة العاملة و المجتمع صوب الثورة الاشتراكية و القضاء على النظام الرأسمالي و بربريتها.

نزار عقراوي
الأول من أكتوبر ٢٠١٨

#نزار_عقراوي (هاشتاغ)       Nazar_Akrawi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات