أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - اتفاقية بحر قزوين..جدار الحياه














المزيد.....

اتفاقية بحر قزوين..جدار الحياه


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقع بحر قزوين في قارة آسيا ملامسا لشواطئ خمسة دول هي " روسيا – إيران – أذربيجان – تركمانستان – كازاخستان" تم تسلط الضوء على البحر بعد مؤتمر تاريخي للدول الخمس في كازاخستان في أغسطس الماضي، وضع هذا المؤتمر أساس اتفاقية كبرى ومفاوضات مرحلية تضع حد للخلافات على البحر آخر 20 سنة..

ويبدو لي أن الاتفاق جاء مزامنة مع عدة أحداث سياسية مما يعني أن الغرض من الاتفاق أكبر من مجرد حل خلافات، أو تقاسم ثروة كما يُشاع، علما بأن المؤتمر لم يفضي إلى اتفاق خاص بتقاسم الثروة في البحر، إنما وضعوا أساس مفاوضات بشأنها مستقبلا عبارة عن مبادئ عليا دستورية لهذا التقاسم ، إنما الذي تم هو إجراء احترازي أمني موجه ضد الولايات المتحدة وأوروبا ، خاصة بعد قرب انتهاء أزمة سوريا ومحاولات أمريكا إشعال حرب خليجية إيرانية.

قديما كان يحد بحر قزوين دولتين فقط هما "إيران والاتحاد السوفيتي" لكن بعد تفكك الاتحاد تمخض البحر إلى حدود 5 دول في بقعة جغرافية ضيقة خلقت العديد من المشاكل لم تتطور لصراعات عسكرية أو حتى سياسية، بل مجرد خلافات حول الثروة والأمن تم حل تلك الخلافات بشكل شبه نهائي في مؤتمر كازاخستان الأخير..

تم وضع أساس أمني لدول الشاطئ القزويني مبدأ دستوري ملزم لجميع الأعضاء، وهذا يعني أن أكبر مستفيد أمني من الاتفاقية هما روسيا وإيران تحديدا في ظل صراعهما مع أمريكا في عدة مناطق، وفي ظل طموح إمبراطوري قديم للولايات المتحدة بالسيطرة على البحر كجزء من مشروع أضخم بالسيطرة على كل بحار العالم المهمة، ورغم أن بنود الاتفاقية الأمنية لم يتم إعلانها بشكل واضح وكامل إلا أنه أعلن عن منع أي تواجد عسكري لدول أجنبية – غير قزوينية – داخل حدود الدول الخمس، مما يعني قطع الفرصة على أمريكا بعدم إنشاء قواعد عسكرية أو استخدام مطارات أو أي وجود عسكري غربي هدد إيران وروسيا تحديدا.

وعن ثروات البحر فهو يضم أغلى الأسماك وهو "سمك الحفش" المستخرج منه طعام الكافيار أغلى طعام في العالم، كما يعد أكبر منطقة بحرية في آسيا – مع الخليج – إنتاجا للنفط والغاز، ومنطقة هامة كذلك تصبح مطمع ومصدر ثابت للخلافات لو لم يتمتع أحد عناصرها بالحكمة ويقرر التنازل عن بعض حقوقه المختلف عليها، وفي رأيي أن ذلك حدث مع إيران بالتنازل عن بعض حصتها المقررة (بالخُمس) لصالح كازاخستان صاحبة أطول شاطئ مطل على البحر يحوي ثاني أكبر حقل نفطي في العالم "حقل تنجيز"..

لكن المكسب من وراء الاتفاق أكبر من ثروات بحر قزوين، حيث أن الاتفاقية الموقعة بين الدول الخمس تمثل مدخل إيراني هام للوجود في آسيا، وتشكيل حائط صد قزويني أمام أحلام أمريكا بالتوسع، إضافة لحماية ظهرها في حين نشب صراع عسكري بين السعودية وإسرائيل مع إيران، وهذا يعني أن فرص تبرير الاتفاقية وقبولها في الداخل الإيراني كانت أكبر من دعاوى تفريط الدولة في حقوقها المختلف عليها في بحر قزوين..

ومن ناحية روسيا ، فقد وافقت على مد أنبوب غاز يمر من تركمانستان إلى أذربيجان ثم إلى تركيا، وهذا كان محل رفض روسي في السابق، كي لا تتضرر الحصة الروسية للغاز في أوروبا، ولأن هذا التنازل الروسي يمنح مزيد من الثروات لتركمانستان فالروس وقعوا على الاتفاقية لمكاسبها الأمنية في المقام الأول بغض النظر عن الربح المشروع لتركمانستان، في وقت تحتاج فيه تركيا هذا التواصل مع تركمانستان كجزء من علاقات الشعبين (العرقية) بوصفهما شعوب تركية متصلة حضاريا ولغويا وثقافيا..

إذن يظهر لنا أن الجميع مستفيد من الاتفاقية، إيران وروسيا مستفيدين من الناحية الأمنية، تركمانستان وكازاخستان وأذربيجان من الناحية الاقتصادية، تركيا هي المحور الخارجي المستفيد أيضا إضافة للصين التي وضعت دول بحر قزوين ضمن أكبر خطة تجارية في طريق الحرير، ومشروعات استثمارية محفزة في الدول الأعضاء لتطوير الاتفاقية التي من المتوقع أن تتحول من مجرد اتفاق توزيع ثروات وحماية إلى تجمع اقتصادي وأمني في المستقبل.

هذا مؤشر إلى أن سياسة ترامب العدوانية تجاه معظم دول العالم كانت سببا وعاملا مساعدا في توقيع الاتفاقية، فمن ناحية إيران وروسيا قد وجدوا ظهيرا أمنيا لهم إضافة لفرصة التفاف على العقوبات ستتطور حتما لتبادل اقتصادي كبير مع أوروبا وتركيا يصبح بديلا لهيمنة أمريكا على السوق الأوروبي.

إضافة إلى أن الاتفاقية قضت تماما على سياسة أمريكا - في عصر أوباما - بإيجاد مورد نفطي بديل لدول الخليج، مما يعزز هيمنة النفط الخليجي على السوق الأمريكي ، علما بأن سياسة أمريكا الاقتصادية لم تنفصل يوما عن العسكرية والسياسية، فتواجدهم العسكري الأوروبي وفي الناتو يحمي نفوذهم الاقتصادي في أوروبا، وتواجدهم العسكري كذلك في الخليج يحمي نفوذهم الاقتصادي هناك، أما الآن فاتفاقية بحر قزوين لن تسمح بتواجد عسكري أمريكي في محيط البحر مما يعطي الحرية الكاملة لأعضاء الاتفاقية بحرية التصرف وفقا لمصالحهم.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ليست للبيع ياتركي
- دونالد ترامب..المشكلة والعلاج
- فلسفة عاشوراء..دراسة نقدية
- الهيمنة الذاتية والموضوعية في الحديث النبوي
- تعلموا من الشيوخ
- تطور الصهيونية
- أكذوبة المهدي المنتظر
- في الذكرى الخامسة لفض اعتصام رابعة
- اضمحلال العلاقة بين السعودية وكندا
- حروب سوريا واليمن..السبب والمعادل الموضوعي
- معضلة الوصول في قضايا الإيمان
- لماذا فشل الحزب العلماني في مصر؟
- الفلسفه في سطور
- الرد على نفي السببية
- وعلى الذين يطيقونه فدية..هل حدث تلاعب؟
- فلسفة التوحيد في الأديان الثلاثة
- من وحي الدولة المدنية
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (5)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (4)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (3)


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - اتفاقية بحر قزوين..جدار الحياه