أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الدور الإيراني في الشرق الأوسط (5)















المزيد.....

الدور الإيراني في الشرق الأوسط (5)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 04:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل الرابع والأخير: التحديات والتوقعات

أولا: التحديات ،وهي تتعلق بمكامن القوة الأمريكية والسعودية في الشرق الأوسط بوصفهم أعداء، فهي قوة ضخمة تفوق قدرة إيران على مجابهتها، إنما لا تفوق قدرتهم على احتوائها، بمعنى أن الإيرانيين نجحوا في تحييد واحتواء هذه القوى في عدة ملفات.

فمثلا: القوة العسكرية الأمريكية في سوريا نجحت إيران بوقفها عبر تحييدها قانونيا في التنسيق مع الأسد وبوتين في تشكيل حلف سياسي قانوني مهمته الأولى مجلس الأمن والأمم المتحدة، هذا نزع الغطاء الشرعي عن تدخل أمريكا في الشرق الأوسط، وأعطى حجم ونفوذ أكبر للروس والإيرانيين شكل قاعدة بعد ذلك لحضور عسكري بإنشاء قواعد إيرانية وتجمع يزداد يوما بعد يوم للحرس الثوري الإيراني، وهذا لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين كما عرضت له منذ قليل.

وكذلك القوة المالية السعودية نجحت إيران في وقفها بعدم التدخل في سوريا والعراق إلا بعد استفحال خطر الجماعات المسلحة، وتحويل عامل المال السعودي لنقطة ضعف ومنبر اتهام دائم لهم بدعم الإرهاب، وأتصور أن تدخل الإيرانيين منذ البداية في كلا الملفين كان يعطي الحجة القانونية والأخلاقية للمال السعودي، بالضبط كما حدث في الفتنة السنية الشيعية عام 2006 بعد تصريحات الملك عبدالله ووزير خارجيته سعود الفيصل أن السعودية مسئولة عن حماية السنة العراقيين من الخطر الإيراني، هذا أعطى درس للإيرانيين باحتواء هذه القوة وعدم الوقوع في نفس الخطـأ..

نفس الشئ احتووا به القوة الدينية للمملكة بإظهار جرائمها في اليمن والبحرين، هذا ساهم في إضعاف المملكة سياسيا وفض التحالفات معها وانحصاره إلى 4 دول فقط الآن يمثلون عصب التحالف ضد قطر، إضافة لتسويق اتهام المملكة بدعم الوهابية والمتطرفين السنة..هذا أيضا نقل تلك القوة الدينية لنقطة ضعف بإثبات علاقة السعوديين بالمتطرفين أولا، ثم إثبات جرائم المتطرفين وانسحاب ذلك على الداعمين بالضرورة..

ثانيا: التوقعات، وهي ختام تلك الورقة البحثية وأجملها في قدرة إيران عدم التورط عسكريا في سوريا، فالقدر الحالي بوجود مستشارين وخبراء وبعض مقاتلي الحرس الثوري ليس كبيرا بالمعنى الذي نقول فيه تورط أو مستنقع، لكن أفترض لو نقل الإيرانيون جحافل الحرس الثوري لسوريا ربما تحدث معركة كبرى مع إسرائيل وحلفائها الغربيين، وربما ينحاز الجيش الأردني معهم وتأخذ المعركة جانب أبعد من المواجهة مع إسرائيل، وظني أن قادة إيران ليسوا بالسذاجة التي تحملهم على التورط في سوريا، فأساليبهم حتى الآن تجمع بين القانون والندية.

فبالقانون نجحوا في التواجد عسكريا بسوريا، وبالندية جعلوا تطوع الجهاديين السنة سببا لتطوع الجهاديين الشيعة، وبالتالي انتفي السبب الأخلاقي والعقلي لاتهامهم بتطويع شيعة لإبادة السنة، بل الظاهر أن هذا رد فعل لذاك، فلو رحل الجهاديون السنة يرحل نظرائهم الشيعة بالضرورة.

كذلك توقعي للدور الإيراني يعتمد على قدرة الأنظمة العربية على الاستجابة للأفكار الواردة في هذا المقال، فعلى الحكومات العربية أن لا تعطي الذريعة للتدخل الإيراني، لا تكفي فقط مهاجمته، بل يجب عليهم نشر العدالة الاجتماعية والمساواه وعدم التطبيع مع إسرائيل بوصفها قوة احتلال سرقت أراضي وثروات الفلسطينيين، هنا التطبيع يعني إعانة للسارق ليس نصحا، وتماديا في الغي وخلق المشاكل لا حلا لها، فعلى الأنظمة العربية الكف عن نشر الطائفية وحصار الأبواق المذهبية ، وتجريم الكراهية والعنصرية قانونيا، هذا يساهم في الحد من النفوذ الإيراني الذي يعتمد في جوهره على مظلوميات الأقليات الشيعية، وفي تقديري أن هذا المطلب صعب تحقيقه، فالأنظمة العربية في غالبها معادية للقيم العلمانية، وتفضل في أكثر الأحيان أن تتحالف مع رجال الدين لأسباب بحماية سلطتهم والتقرب للشعوب.

وباختصار شديد: لو لم تستجيب الحكومات العربية لنداءات التنوير ونشر القيم العلمانية والديمقراطية والمدنية ستتوغل إيران أكثر، ونفوذها سيتضخم، فكما أن أمريكا توغلت عربيا بدعوى الخطر الشيوعي، إيران تتوغل بدعوى الخطر الوهابي السلفي ، إضافة للدعوة الأبرز "الخطر الصهيوني" وربط كلا المفهومين "الوهابية والصهيونية" في نَظم واحد بهدف إثبات العلاقة بين السعودية وإسرائيل في تهديد الشرق الأوسط، ورأيي أن قيادة المملكة الآن وحلفائها في الإمارات والبحرين يخطئان خطئا كبيرا بدعاوى التطبيع مع إسرائيل ونصرتها على خصومها في سوريا (تصريح وزير الخارجية البحراني بدعم هجوم إسرائيل على إيران أمس نموذج)

لقد أثبت هذا الخطأ صحة دعاوى إيران بوجود علاقة بين الوهابية والصهيونية، حتى لو لم توجد هذه العلاقة بشكل حقيقي فقد أوجدها الحكام العرب بالتقرب لإسرائيل والتحالف مع ترامب وشراء الأسلحة الأمريكية بالمليارات، وهذا في رأيي عامل يسلب الكثير من قوة العرب، فإسرائيل دولة محتلة قانونيا، وأخلاقيا دولة سارقة ، ودينيا هي عدو للمسلمين، فالمبعث كبير على ازدراء الإسرائيليين بين العرب، وأساسه ثقافي بحت لعوامل التاريخ واللغة والدين، وكما أن هذه العوامل نفعت الدور الإيراني أضرت أيضا بخصومه، فعلى من يريد استشراف ومستقبل دور إيران فليركز أولا على قضية فلسطين، فهي كانت وستظل محور هذا الدور وسلاحه الرئيسي والجوهري في الانتشار والنفوذ.

وأخيرا: على العرب مراجعة مفاهيم وشعارات ومبادئ عصر القومية العربية، فما يحدث الآن أكبر من فهمه بعقول الخمسينات والستينات، فالمنطقة الجغرافية المسماه بالوطن العربي متعددة الأعراق واللغات والأديان والمصالح، فشعوب المغرب بدأت تستعيد روحها الأمازيجية بعد تعثر وفشل العروبيون، نفس الشئ في مصر دعاوى لإحياء ثقافات ولغات الماضي الفرعونية والقبطية، والسوريان في سوريا ولبنان، هذا حنين لجذور مختلفة عن قيم العروبة لم تخرج هباء، وبنظرة دقيقة نرى أن حرب اليمن وسوريا حدثت بمسميات عروبية ، ومن قبلها غزو العراق للكويت، ومشاكل جانبية عدة بين الدول الحاضر الأساسي لها رفع شعارات العروبة كالموقف من قطر مثلا واتهامها بالولاء لخصوم العرب والتغاضي عن مصالح القطريين الاقتصادية بإحياء نعرات لا يعترف بها عصر حقوق الإنسان.

إذن المواجهة الحقيقية الآن ليست بين عرب وغيرهم، بل بين عرب وعرب، فالأمم الكبرى المجاورة لم تتضرر من حروب الشرق الأوسط كأثيوبيا وتركيا وإيران..رغم أن دوافع تلك الحروب تتعلق غالبا بالدول الثلاث، وهذا سياسيا يعني عوامل هدم ذاتية يعاني منها العرب الآن تتعلق بالثقافة والتراث الديني والموقف من الحضارة المعاصرة، والتقدم التكنولوجي، وهي نفس الملفات والمحاور التي شغلت بال الباحثين منذ عقود، ومعظم توقعاتهم حدثت وتحدث الآن بطريقة مثيرة للجدل.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (4)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (3)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (2)
- الدور الإيراني في الشرق الأوسط (1)
- حقيقة الجن في الإسلام
- خواطر فلسفية لتربية الأطفال
- نظرات في زنا المحارم
- خلق الإنسان من تراب
- رسائل من انتخابات الرئاسة المصرية
- نشأة العباسيين..نظرية تاريخية جديدة
- بين الفيلسوف والكاهن شعرة
- د.مراد وهبة: المثقفون خانوا السيسي والرئيس يروض الرأسمالية
- مشاكل زينون مع طغاة العرب
- عن حبس الإعلامي خيري رمضان
- كيف تكون واقعيا؟
- الأرض مسطحة..اكتشاف جديد..!
- العرب ومخاطر ترجمة القرآن
- عن حروب الجيل الرابع
- تضامنا مع الشيخ نشأت زارع
- نظرات في الاقتصاد الإسلامي


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الدور الإيراني في الشرق الأوسط (5)