-العمال غير المنظمين يواجهون كارثة بسبب عالم العمل المتغير والرأسمالية العالمية والانتقال الى الثورة الصناعية الرابعة-

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 11:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

انتخاب النقابية زينغيسوا لوسي رئيسة للاتحاد العام لنقابات جنوب افريقيا:
"العمال غير المنظمين يواجهون كارثة بسبب عالم العمل المتغير والرأسمالية العالمية والانتقال الى الثورة الصناعية الرابعة"




دعم للفلسطينيين
ضمن قرارت المؤتمر التي قُرئت في الجلسة الختامية، تم تخصيص فصل هام من القرارات للقضية الفلسطينية والتضامن مع الطبقة العاملة الفلسطينية وحركتها النقابية وعند قراءة هذا الفصل اعتلى الستة اعضاء الجدد برئاسة الرئيسة زينغيسوا لوسي منصة المؤتمر وهم متوشحون بالكوفية الفلسطينية، تأكيدا منهم ومن اعضاء المؤتمر الى العلاقة الخاصة والمميزة لشعب جنوب افريقيا وحركته النقابية مع الشعب الفلسطيني القائمة على الشراكة النضالية التاريخية.



على مدار اربعة ايام (١٧-٢٠ ايلول ٢٠١٨) عقد الاتحاد العام لنقابات جنوب افريقيا مؤتمره الثالث عشر في ميدراند، شمال العاصمة جوهانسبرج، في ظل ازمة شديدة خيّمت على نشاطات الاتحاد في السنوات الاخيرة في فترة رئيسه النقابي ل.سيدومو دلاميني الذي شغل هذا المنصب لمدة عشر سنوات وكان تسلمه من الرئيس السابق النقابي ويلي ماديشا، حالة الضعف التي سادت في فترة دلاميني ادت الى اصابة (الاتحاد) بحالة وهن تنظيمي من جهة وضعف في تواجده النضالي بين العمال من جهة اخرى، الامر الذي ادى الى خطر حدوث انقسام في الاتحاد.



*حضور دولي ومحلي رفيع المستوى

من الاطلاع على مجريات المؤتمر، يظهر اولا الحضور النقابي الدولي الحاشد لممثلي اتحادات نقابية من مختلف انحاء العالم وفي مقدمتهم الأمينة العامة للاتحاد الدولي للنقابات العمالية النقابية شاران بورو، وحضور رئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي (ANC)، ورئيس الجمهورية "سيريل رامافوزا" الذي القى كلمة هامة في افتتاح المؤتمر، ومن الوفود النقابية وفد الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ممثلا بعضوي الأمانة العامة عبد الهادي ابو طه وخالد بركات، كما حضر المؤتمر العديد من السفراء وبرز من بينهم السفير الفلسطيني في جنوب افريقيا هاشم الدجاني، حيث القى كلمة امام اعضاء المؤتمر ركز فيها على "الاوضاع السياسية والنقابية والمعاناة التي يواجهها شعب فلسطين وعماله في ظل الاحتلال الاسرائيلي العنصري، وسياساته الهمجية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية" واستقبلت كلمته بحرارة وتأييد من قبل اعضاء المؤتمر والضيوف.



*مؤتمر هام ونقاش صريح ومسؤول

معروف عن الاتحاد العام لنقابات عمال جنوب افريقيا المعروف باسم (كوساتو- Cosatu)
انه تنظيم نقابي مكافح وله مواقف نقابية داعمة للوحدة النقابية العالمية من جهة ولهموم وقضايا الطبقة العاملة على مختلف مركباتها ومهنها المحلية في جنوب افريقيا هذا بالاضافة الى مشاركة اعضائه وقيادته الناشطة في معركة التحرر من نظام الابرتهايد العنصري في البلاد. لذلك يعتبر منظمة نقابية تحررية.
وكما ذكرنا سابقا حالة الوهن بل التفسخ التي سادت خلال الفترة السابقة، ادت الى وضع اعضاء المؤتمر الى مواجهة مسؤولية كبرى بخصوص حاضر ومستقبل الاتحاد خاصة والحركة النقابية والطبقة العاملة في جنوب افريقيا ودورها النضالي عامة.
هذا مما دفع بمندوبي المؤتمر الى طرح هذه القضايا بجرأة ودون تأتأة وبمسؤولية، والتأكيد على ضرورة اعادة الدور الكفاحي والمركزي للاتحاد العام لنقابات جنوب افريقيا الـ " كوساتو" في ظل الهجمة القائمة على الحقوق العمالية من قبل قوى رأس المال المحلية والعالمية.



*لأول مرة انتخاب امرأة رئيسة وقيادة شابة معها

في ظل الاجواء المسؤولة التي سادت بين اعضاء المؤتمر، وطرح القضايا والهموم - كما ذكرنا سابقا- خيمت على اجواء المؤتمر حالة من الوحدة التي افتقدها اتحاد "كوساتو" خلال السنوات الاخيرة، بل حالة من النزاعات الداخلية المُعلن منها وغير المُعلَن، مما دفع بعدد من المرشحين لرئاسة الاتحاد، ومنهم الرئيس السابق النقابي ل. سيدومو دلاميني الى سحب ترشيحهم ودعم المرشحة النقابية المناضلة زينغيسوا لوسي وبالاجماع وانتخابها رئيسة للاتحاد العام لنقابات عمال جنوب افريقيا "كوساتو".



*التأكيد على اعادة الوحدة والدور النضالي
بعد اعلان انتخابها والستة اعضاء للقيادة وبالاجماع من قبل اعضاء المؤتمر وضعت زينغيسوا لوسي في كلمتها التي القتها امام المؤتمر العديد من الخطوط العريضة لمهامها في الفترة القادمة ومما قالته: " بان هذا المؤتمر كان مؤتمرًا فاصلا لـ Cosatu وهو يقوم بنقل رسالة واضحة للعالم عامة وللبلاد خاصة ان النساء في صفوف هذه الحركة النقابية الراديكالية على استعداد لتحمل المسؤولية الى ابعد حد من الصراع على توفير حال التحرر لجميع النساء في مجتمعنا". واكدت ان انتخابها يحملها ويُحمل جميع الاعضاء المسؤولية للنهوض بـ " كوساتو" من حال الـ "غرق" بسبب الشلل الداخلي واضافت : "يجب ان تتوحد الطبقة العاملة اذا ارادت ان تدافع عن نفسها ضد الاستغلال الواسع والمكثف" هذا "اذا كانت تريد – الطبقة العاملة - تحقيق تقدم للاشتراكية". وقالت مخاطبة المندوبين في المؤتمر "ان العمال غير المنظمين في البلاد يواجهون كارثة بسبب عالم العمل المتغير والرأسمالية العالمية والانتقال الى الثورة الصناعية الرابعة"، وحذرت من انهم سيفقدون الوظائف اذا ظلوا منقسمين وضعفاء.
واشارت الى ما قام به الرئيس السابق للاتحاد دلاميني من انجاز رغم الصعوبات المختلفة مثل "ادخال قانون الحد الادنى للاجور - والتغييرات في قانون العمل فيما يتعلق باجازة الامومة وصندوق التامين ضد البطالة".
وخلال فقرة خطابها الجريء وتقييمها لحالة اتحاد "كوساتو"، قالت: "انه بسبب الـ"تعثر" والشلل الداخلي وعدم الاستقرار، استمر استغلال العمال."
وقالت: ان المنتخبين حديثا للقيادة ككل ومسؤوليته المباشرة سوف يبذلون قصارى جهدهم للعمل مع بعضهم البعض ومع قادة فروع الاتحاد" بهدف النهوض التنظيمي والنضالي.
ولم تتردد في القيام ومن خلال خطابها باصدار التوجيهات الى مختلف هيئات الاتحاد- بما في ذلك قادة المناطق، والمنظمون، وممثلو النقابات مشيرة " الى ان الوقت قد حان للعودة الى الاساسيات (النضالية )، وان الوقت قد حان لكي يرتفع الاتحاد مرة اخرى".
وقالت: "نحن جميعا نهتف بصوت واحد، باننا سنقوم بتوجيه اتحادنا نحو توسيع آفاق جديدة. تؤكد لنا وعندما نجتمع مرة اخرى في المؤتمر الرابع عشر، سنصبح اقوى واكبر واكثر وضوحًا من الناحية الاستراتيجية".



• بيان داعم للشعب الفلسطيني

ضمن قرارت المؤتمر التي قُرئت في الجلسة الختامية، تم تخصيص فصل هام من القرارات للقضية الفلسطينية والتضامن مع الطبقة العاملة الفلسطينية وحركتها النقابية وعند قراءة هذا الفصل اعتلى الستة اعضاء الجدد برئاسة الرئيسة زينغيسوا لوسي منصة المؤتمر وهم متوشحون بالكوفية الفلسطينية، تأكيدا منهم ومن اعضاء المؤتمر الى العلاقة الخاصة والمميزة لشعب جنوب افريقيا وحركته النقابية مع الشعب الفلسطيني القائمة على الشراكة النضالية التاريخية.
ومما جاء في البيان الختامي المذكور اعلاه: "ندين الهجمة المستمرة على الشعب الفلسطيني من قبل الولايات المتحدة الامريكية حليفة نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ونحن في الكوساتو لن نهدأ حتى هزيمة نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني لحريته.

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات