أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - هل يستطيع الاتحاد العربي للنقابات (ATC) إحداث تغيير في الواقع النقابي العربي؟















المزيد.....

هل يستطيع الاتحاد العربي للنقابات (ATC) إحداث تغيير في الواقع النقابي العربي؟


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 11:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



السؤال المركزي
هل يستطيع "الاتحاد العربي للنقابات" إحداث تغيير حقيقي في ‏الازمة وفي الحال النقابي بالعالم العربي اليوم، أم أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرا استعراضيا فقط ‏لا غير. وهنا أتذكر مقولة للمفكر المصري د. سمير أمين قالها عن المثقفين العرب أختزل منها كلمة ‏المثقفين وأكتب مكانها كلمة نقابيين: "اليوم نلاحظ أن المثقفين في مواجهة الأزمة، إما أنهم ‏صامتون تمامًا ، وإما أنهم انتهازيون موزعون بين تحقيق للمكاسب المالية، نزلاء فنادق النجوم ‏الخمس، وبين مختارين لمهادنة أو معاونة النُظم القائمة .." ‏‏(ملحق الاتحاد ٢٧كانون الثاني ٢٠٠٦). ‏


يستعد "الاتحاد العربي للنقابات" الى عقد مؤتمره الثاني في مدينة مراكش المغربية يومي ٣-٤ تشرين الاول – أكتوبر ٢٠١٨ تحت شعار هام ألا وهو "من أجل حركة نقابية عربية متجندرة ومتجددة". ووفق المعلومات الصادرة عن الهيئة التحضيرية للمؤتمر يجري التأكيد بأنه سيكون محطة نقابية هامة في الحراك النقابي العربي ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر٥٠٠ مندوب وضيف من مختلف النقابات العمالية في العالم.



ما هو هذا الإتحاد؟
بدأت المبادرة لتأسيس هذا الاتحاد في صيف العام 2013 حيث عقدت جلسات تحضيرية لذلك في كل من تونس والاردن وغيرها من الدول العربية ، وكانت المبادرة لتأسيسه قد أتت بدعم من الاتحاد العالمي للنقابات ال (ITUC) ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل تحت شعار الحرية للحركة النقابية العربية وضرورة خروجها من حال هيمنة و"رعاية" مؤسسات الدولة وأهمية المحافظة على استقلاليتها، وانضم لهذا الاتحاد عند تأسيسه كل من الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغربي للشغل واتحاد عمال المغرب ، الاتحاد العام لنقابات عمال الاردن، الاتحاد العام لنقابات عمال العراق ، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، الاتحاد العام لنقابات عمال سلطنة عُمان، اتحاد العمال الموريتانيين، الكونفيدرالية المغربية للشغل،الكونفيدرالية العامة المستقلة لعمال الجزائر، اتحاد عمال مصر الديمقراطي، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الكونفيدرالية الحرة لعمال موريتانيا، الكنفيدرالية العامة لعمال موريتانيا، الكنفيدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، اتحاد نقابات عمال ليبيا الحرة (بصفة مراقب).
نلاحظ أن عددا غير قليل من الاتحادات النقابية في العالم العربي لا تندرج ضمن هذه القائمة وهذا ليس بالصدفة وسنأتي على أسباب ذلك لاحقًا.



* المؤتمر التأسيسي والدستور.
على أثر الدعم القوي الذي حصلت عليه هذه المبادرة من "الاتحاد العالمي للنقابات"(سابقًا الحرة)، تواصلت الاجتماعات التحضيرية لهيكلة الاتحاد الجديد ووضع الأسس لدستوره والخطوط العريضه لنشاطاته ، وتم تحديد العديد من المواعيد لعقد هذه الورشات التي تتوجت بعقد "الاتحاد العربي للنقابات" مؤتمره التأسيسي الأول يومي ١-٢ تشرين الاول أكتوبر ٢٠١٤ في العاصمة الأردنية عمّان ، حيث جرت المصادقة على الدستور واللجان الفرعية وانتخاب الرئيس والنواب. وكتبت صحيفة الدستور الاردنية في عددها الصادر يوم ٢ اكتوبر ٢٠١٤: "شارك 56 مندوبًا ومندوبة، يمثلون 18 منظمة ونقابة عمالية بالمنطقة العربية، في المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العربي للنقابات، الذي التأمت أعماله أمس الأربعاء في عمّان، بحضور أكثر من 200 من قيادات نقابية عربية وممثلي عن منظمات نقابية دولية." وفي نهاية الخبر إياه جاء:" وتم خلال المؤتمر، الذي ترأس أعماله رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن مازن المعايطة، انتخاب مكتب المؤتمر التأسيسي، ولجنتي النظام الداخلي والصياغة وإقرار جدول أعمال المؤتمر."
كما أشار الموقع الالكتروني لصحيفة "دنيا الوطن" الفلسطينيه في خبر نشر يوم الخميس ٣ اكتوبر ٢٠١٤ الى ما يلي : "انتخب مساء أمس في العاصمة الاردنية عمان حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي رئيسا للاتحاد العربي للنقابات وشاهر سعد أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين نائبا أول له وخاتون الطرادي من اتحاد نقابات البحرين نائبا ثانيا .
وتم انتخاب مكتب تنفيذي للاتحاد ضم ثريا الحرش ومحمد شراد وإبراهيم قرفة من الاتحادات العمالية النقابية المغربية ، وعلي سالم من اتحاد عمال اليمن وحيدر رشيد من اتحاد نقابات عمال الأردن وقاسم عفية من اتحاد الشغل في تونس وعائشة حموضة من اتحاد نقابات عمال فلسطين فيما حصلت موريتانيا باتحاداتها النقابية على عضوين بالتناوب واتحاد مصر الديمقراطي على عضو واحد. كما انتخب المؤتمر النقابي العربي مصطفى التليلي سكرتيرًا تنفيذيًا للاتحاد." وهكذا انطلق الاتحاد العربي بعد هذا المؤتمر التأسيسي، من الصعب الحُكم على هذا الاتحاد إذا تمكن خلال أربع سنوات من النشاط حظيت برعاية نقابية دولية من "الاتحاد الدولي للنقابات" اذا تمكن من ترك بصمة هامة في الحراك النقابي بمختلف الدول العربية ، مع تقديرنا لما يقوم به الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغربي للشغل وغيرهم من نشاطات هامة في المجال النقابي والدفاع العنيد من أجل حماية حقوق الطبقة العاملة .
وللحقيقة أقول كنت أتوقع أن يكون لهذا الاتحاد دور أكثر فاعلية وأن نسمع صوته ونضالاته أكثر مما هي عليه اليوم وألا تكون خجولة في العديد من المواقف خاصة عندما تقوم السلطة الحاكمة بالتدخل ووضع اليد على مؤسسات حركات واتحادات نقابية منها أعضاء لديه ، خاصة وأن هذا "الإتحاد العربي" نقش على صدر وثيقة مهامه ما يلي:
1. الدفاع عن حق جميع العمال في التنظيم النقابي وممارسته بكل حرية، وتشجيع بناء منظمات نقابية ديمقراطية ومستقلة تعمل في كنف الشفافية.
2. العمل على توحيد الحركة النقابية العربية الديمقراطية؛ لمواجهة مختلف التحديات المستجدة التي تعترضها ومساندة مسارات التحول الديمقراطي في الدول العربية." كما ذكرنا حدث العديد من الخروقات للحرية النقابية ولم نسمع صوتا قويا مناهضا لتلك الخروقات ."

كما وأن قضية تأسيس هذا الاتحاد جاءت كخطوة من أجل العمل على ضمان استقلالية الحركة النقابية العربية ومعارضة، بل متهمة لدور "الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب " الذي مقره دمشق ، بادعاء أن هذا الاتحاد ينضوي وينشط تحت راية الحكومات ولا يعمل بإستقلالية عنها، علينا أن نذكر هنا بأن "الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب " كان وما زال عضوًا في "الاتحاد العالمي للنقابات" الذي كان مقره السابق في مدينة براغ واليوم مقره في العاصمة اليونانية اثينا ، والاتحاد العالمي للنقابات كان وما زال يطرح طروحات مختلفة عن طروحات "الاتحاد الدولي للنقابات" الذي ينشط من بروكسل . ومن لا يرى علاقة في هذا الأمر فهو لا يصيب الحقيقة.



• "من أجل حركة نقابية عربية متجندرة ومتجددة"
برأيي أن شعار المؤتمر المذكور هذا يحمل في طياته قضايا هامة جدًا ، فقضية الجندر ومساواة المرأة وضرورة احترام دورها في المشروع النقابي عامة وفي قضايا العمل وتحقيق المساواة لها في الاجور وفي فرص وشروط العمل وفي الحياة الاجتماعية والسياسية عامة قضية هامة جدًا ، آمل أن تعطي أبحاث المؤتمر الثاني القادم ثمارها وبزخم في هذا المجال .
كما أن قضية التجدد هامة ، ومهم المحافظة عليها ، كي لا يتحول هذا الاتحاد الى هيئة نقابية تسيطر عليها البيروقراطية كما هو الحال في العديد من الحركات والاتحادات النقابية في العالم العربي، وان تكون أكثر ديمقراطية وأكثر استقلالية.



• "ملاحظة لا بُدّ منها"
يبقى السؤال المركزي المطروح هل يستطيع "الاتحاد العربي للنقابات" إحداث تغيير حقيقي في الازمة وفي الحال النقابي بالعالم العربي اليوم؟، أم أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرا استعراضيا فقط لا غير وهنا أتذكر مقولة للمفكر المصري د. سمير أمين قالها عن المثقفين العرب أختزل منها كلمة المثقفين وأكتب مكانها كلمة نقابيين: "اليوم نلاحظ أن المثقفين في مواجهة الأزمة، إما أنهم صامتون تمامًا ، وإما أنهم انتهازيون موزعون بين تحقيق للمكاسب المالية، نزلاء فنادق النجوم الخمسة المشاركين في الندوات والاحتفالات وبين مختارين لمهادنة أو معاونة النُظم القائمة .." (ملحق الاتحاد ٢٧كانون الثاني ٢٠٠٦).
كنت أتوقع أن يُضاف لشعار المؤتمر عدد من الكلمات التي تتطرق لما تتعرض له المنطقة العربية من عدوان يأتي بالويلات الوخيمة على الطبقة العاملة العربية كما هو الأمر في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين، فمؤتمر نقابي يُمثّل حركة نقابية عربية ومن بين المؤسسين اتحادات نقابية من الدول المذكورة، تحصر شعار المؤتمر بقضية الجندرة ( مع أهميتها) والتجدد ولا يتطرق شعار المؤتمر للمصائب التي تُلحقها الدول الإمبريالية والصهيونية بالدول العربية والمناطق العربية والطبقة العاملة العربية التي تنطلق منها هذه الاتحادات فهذا أمر يُثير العجب والغضب، فهل من يسمع؟



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة العُمّال في مهب الريح
- وحدتنا ونضالنا هما صك الأمان لمواجهة السياسة العنصرية للحكوم ...
- غياب الدور النضالي الوطني التقدمي للحركة النقابية العربية
- من سيدفع الثمن؟
- حكومة إسرائيل: عنصريّة بلا حدود
- في ظل جشع الرأسمالية تتواصل ملاحقة الحركة النقابية
- هل يحترم البعض مقولة :-أمريكا رأس الحية-؟
- -بلغت البطالة في الأَرض الفلسطينية المُحتَلّة أَعلى مُستوَى ...
- أهمية الاتفاقيات الجماعية للعاملين في الفروع التشغيلية غير ا ...
- الطبقة العاملة في ظل استشراس قوى رأس المال
- كلمة حق في ذكرى المناضل الشيوعي الرفيق محمد فضل حسّان
- هل يقف العالم الرأسمالي على شفا الهاوية؟
- رفض الفكر الصهيوني والفكر الإحتلالي الإسرائيلي ومقاومته هو م ...
- رجال في الثلج مع إعتذاري للكاتب غسَّان كنفاني
- رفيق الدرب الإعلامي النقابي الفلسطيني عاطف سعد رحلت عنّا بدو ...
- الحكومة التونسية تقرر خصم أيام الاضراب من العاملين: اعتداء ع ...
- شروط وحقوق عمل الشبيبة والطلاب خلال العُطلة المدرسية
- عنصرية الاحتلال تلحس قرارها العنصري
- عمالنا شهداء لقمة العيش
- الاطفال المتسولون ضحايا لمجرمين كبار


المزيد.....




- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للجنة الحقوق والحريات في نقابة الم ...
- Greece: Militant protest cancels US Army Concert in Greece – ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - هل يستطيع الاتحاد العربي للنقابات (ATC) إحداث تغيير في الواقع النقابي العربي؟