أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ذكريات من ايام النضال الحلقة التاسعة مقهى منگاش وشهداء الشعر الشعبي















المزيد.....

ذكريات من ايام النضال الحلقة التاسعة مقهى منگاش وشهداء الشعر الشعبي


سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


ذكريات من ايام النضال
الحلقه التاسعة
مقهى منگاش وشهداء الشعر الشعبي
لم تكن زلت من لسانی و آنما زلة سياف المدينة
في الحكم الملكي كانت تسمى الفيصلية، نسبة الى الملك فيصل الثاني غير اسمها الى الجمهورية بعد ثوره 1958 لقد ضاعت بين هذا و ذلك فلا النظام الملكي رد عطش وجوع ابنائها ، لا النظام الجمهوري انقذها من وحش الجياع ،فلا الرجعية ولا اعداء الاستعمار تفقدوها في يوم من الايام سوى تغيير الاسم ( هاذي عاتج بهيلة) بيوت متلاصقة تماماً يفصل احدهما عن الاخر جدرا ضعيف واطئ ، بيوت مصطفة كالاسماك في علب السردين على خطين متوازيين يفصلها شارع ترابي طيني و كثيرا ما يصبح مستنقع عند اي زخة مطر تسمى لاينات تمتد الى اربع جهات تبدا من شركه نفط البصرة الى تقاطع طريق بغداد، الاف البيوت وهذه المحلة الوحيده التي لا يمر فيها او يخترقها نهر على الرغم من انهار البصرة التي لا تعد ولا تحصى كما لا توجد فيها اي حديقة عامة او منتزه و لا يوجد حتى في البيوت اي شجرة او نخلة لقد شح نخيل البصره الكثير على مدينتي بالكامل لا يوجد فيها اي معمل او مركز صناعي اوحتى مبنى عالي او بناية من عدة طوابق لا يوجد فيها سوى طيبة وحنية و شجاعة اهلها ووفائهم الى مبادئهم وقيامهم ودفاعهم المستمت ضد كل ما هو باطل لا يوجد فيها ليل او نهار لقد توقف الزمن هذه البقعة فهم ليس بحاجة الي حسبان الزمان في هذا المكان المهمل و ان وجد فيها شيء فهي مبادرات شخصية فردية متفرقة وليس جوهرية ولا تغير من واقعها المتعب بل قل الميت و كثيرا ما اتجهز الشرطة الحكومية وعساكرهه بمهاجمت هذه المدينة وناسها واهلها بسبب معارضتهم الحكومات المتعاقبه تقدم يهدم بيوتها على رؤوس ساكنيها و قتل ابنائها و لا يعلموا ان الموت ليست نهايه المطاف فقد كانوا جميع الحكام جهلاء في قراءة تاريخ هذه المدينة نعم بيوتها قديمة و فقيره اغلبها طابوق من طين و بردي وصرائف من الاشجار و سعف النخيل كانت السيارات العسكريه و السرية( رجال الامن) لا تفارق شوارعها مطلقا فقد شكلت قلق دائما للحكومات و الانظمة في جميع المراحل والازمنة فمنذ الخمسينات والجمهورية في معارك مستمره مع السلطات و على طول ايام السنة سكانها يتجلى فيهم النسيج العراقي،
محلة وفاء رائعة يتجلى العراق و العالم اجمع فيها صورة نموذجية ابوابها مفتوحه و لا توجد نوافذ وان وجدت فهي مشرعة على الدنيا باكملها في الجمهورية يعيش الاسلام و المسيحيين و الصابئة و الاكراد و العجم و التركمان خليط غريب عجيب الكل اهل و حبايب يمتزج عيد نوروز عيد الفطر واحفالات راس السنة حيث تجمهر العوائل قرب الكنائس انها اعياد على شكل قوس قزح ملون الاطياف يحزن الجميع في عاشوراء و نفرح عند فرحة الزهره و نشعل الشموع بعيد زكريا نشأنا بقلب واحد ومصير واحد وكان دولاب الحياه قدم زرع في اهلها وساكنيها لغة الخير و المحبة شبابها في ثانويه واحده تظم جميع الاطياف الاجتماعية و السياسية فا الشباب اليساري معروف وذات الاتجاه القومي و البعثي معروف اصطدامات وهتافات دائمية من الجانبين في الليل تجمعنا مقهى فنكاش اسست هذه المقهى عند منتصف الخمسينات اساسها المرحوم محمد حسن مثنى وبعدها استلمها الحاج جمعه منكاش وسمية المقهى بأسم ابيه و كان نلتقي لوجهاء المدينه و المناطق و شخصياتها مثل الحاج محمد الجوراني و جبار اللامي و كذلك ملتقى البعثيين المعروفين من قبل الجميع وهم محسن هاشم الزبيدي و اخوانه ياسين الزبيدي امر الحرس القومي والمدرس جبار صنكور و ستار ذرب و عبد الامير ثجيل ومالك الديراوي و قاسم محمد وكذلك كانت مقر و اجتماعات للشعراء الشعبيين وكذلك لبعض الشخصيات التي تدعى البطولة و النضال مثل مسلسل سلام المعروف في نضاله الوهمي والشعراء وهم مهدي السوداني و نوري حياز و علي الكعبي و فالح الطائي و صبري شامخ و ذياب كزار( ابو سرحان) و عبد الحسن الشذر و مهدي محمد علي واحيانا يحضر عباس جيجان كانت عباره عن صالون ادبي علنى تلقى فيه القصائد دون خوف او وازع او هروب من رجال شرطة الامن الذين نعرفهم جيدا وهم كذلك يعرفوننا كان الصوت العالي الذي يهدد قصائد النواب و بعض قصائد عريان اين ذاك هو الشاعر الشهيد فالح الطائي و المعروف في المحلة فليح كان دائما يرتدي كوفية كما هو حال الجواهري، الغريب في الامر اكثر من ستة شعراء تم اعدامهم و وسوف اذكرهم بصورة مختصرة لنبدأ بشاعر الحزن الشهيد ابو سرحان (ذياب كزار) حيث استشهد في بيروت يقول هذا الشاعر و هو اصغر سجين سياسي دخل الى سجن العمارة و كنت انا معه في العمر وقد ثبتت اعمارنا لجنة سويديه لحقوق الانسان زارت سجن العماره سنه 1966 يقول ابو سرحان :-
بوسط روحي حضنتك طيف
تطرد وحشة الغربه
و عله رموشي
أوكفت خيال
تضحك بيدك التفكه
و انا غيلك ...
يرد عليه الشهيد فالح الطائي:-
مرني بشمع زفتك ..مرني مرني
بذكرى فهد و حسين
ودني علي باقي العمر و ادني ودني ودني
اتوسد الطيبين
ستار شتلة ورد
محمد بيابي العين جرحي عليهم جرح
بالكلب اله نياشين
اما الشهيد صبري شامخ الشاعر الهادي :-
محبوب ياضحكه شمس غابت گبل الغروب
يانجمة فكر جبار حنت للشعوب ادروب
غم الگال صوتك مات
واشموعك مرار لتذوب
وانه اديرك لو نخل العراق
ايعير كله اسطور
مايكفي الوصف منك يبوا الثوار
الشاعر الشهيد عبد الحسن الشذر:-
لما خسر الزنج الفقراء المعركة الاولى
انتزع البحاره من جسدي
ايقونة من اهواه و رائحة الجمر
البرية صوت غريب في البحر
و البحر غريباً صار
حتى عينيه الماء حزينا
مثلي كان الماء
في البحر
علقت قميصي فوق الماء
ودعت طيور النورس
مأخوذا لمجئ الفجر
ليتحمل..
الشاعر الشهيد مهدي محمد علي :-
شاعر البراءة و الوضوح
حين تصبح المدينه سجينا كبيراً
ينبغي ان تكون حذراً مثل السيوف
بسيطاً كحبة قمح
و صبورا كالجمل ايها الجندي
اسود كنت ام ابيض
على لوح الشطرنج
ام على ارض المعركة
فان مصيرك الموت
اما الشاعر الشهيد فوزي السعد:-
كيف تقضين وقتك
في عالم اللحظة الجامده
لا انيس هناك
تسليك من غربة
لا نهار يشد خطاك
وليل يلم
تشتت رقدتك الهامدة
هل تحوكين صوف الظلام...
لقد كانت نهايه هؤلاء الاخوان والاصدقاءجميعهم دروب الشهادة ،
وباقية مقهى منكاش وذكرى سرمدية خالدة يتذكرها ناس محلة الجمهرية
وروادها القدماء شموع الى الاجيال القادمة فقد سقوا بدمائهم دروب الحرية وأضائوا دياجير الظلام وشاهد على مر التاريخ ضد ظلم الدكتاتورية
بتضحياتهم المجيدة الباقية الى الابد نيرة زاهية في عيون اهالي المدينة عاشقي الحرية و مجد الانسان و برهان ساطع علي همجي التتار في سفر هذا العالم التعيس كما سيبقون بيارغ عالية وشواهد حية في ذاكرة الوطن وأحاديث الناس الشرفاء.



#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من ايام لنضال الحلقة الثامنة الدكتور جبار ياسر صكر سم ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة مهاوش السبتي حاتم الطائ ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عبدالله والشرطة
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة المناضل الوالد عگاب
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة الوالد والمسبحة الحمراء
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة المرحوم ابو علي يعود ال ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية ام جواد شهادة للتاريخ
- سليم فارس عجمي شاعر وبيرغ الخميسية الخالد
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الاولى
- اضواء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...
- اضواء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...
- اضزاء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...
- الدللول اغاني الامهات الخالد الحزين
- الشعر العامي العراقي يقاوم طبول الحرب
- الشرارة الاولى للشعر العامي العراقي
- لميعة عباس عمارة شاعرة الحب والجمال والرقة والشعر العامي الع ...
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الخامس
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الرابع
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الثالث
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الثاني


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ذكريات من ايام النضال الحلقة التاسعة مقهى منگاش وشهداء الشعر الشعبي