أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - الدللول اغاني الامهات الخالد الحزين















المزيد.....

الدللول اغاني الامهات الخالد الحزين


سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


الشعر الشعبي والدللول
اغاني الامهات الخالد الحزين

الغناط العراقی هو غناء حزين یحکی قصص الالم والصور الحالكة المظلمة والمتمثل في الدللول و هو أول صور الفن التي يواجهها الطفل وهو بين ذراعي أمه وهو يستمع الى شكوى أمه من الزمن والاهل وقصص غاية في الاتقان والسرد والعزف والحديث عن أغاني المهد هو حديث عن الأم من أي بقعة كانت من العالم وخاصة العالم العربي . والغناء للأطفال عند الشعوب هو الترنُّم بالكلمات الموزونة التي تصحب عادةً مداعبة الطفل وملاعبته وتحريكه في المهد لينام. وهو جزء من الغناء الفولكلوري العام المجهول النشأة، الذي جرى على ألسنة العامة من الناس في الأزمنة القديمة. وفي معاجمنا اللغوية، ألفاظ كثيرة تدلّ على الحركات التي كانت تأتي بها الأم أثناء تنويم طفلها وملاعبته ومضاحكته، منها: التنزيه، والبأبأة، والهدْهَدة، والترقيص والدللول . وأغاني الأطفال ذات قيم ثقافية وتربوية، وهي من الأجناس الأدبية في التراث الشعبي باعتبارها صوتاً له إيقاع ووزن ومعنى يستجيب لمواقف معينة. والأصوات الموسيقية هي أول ما يمارسه الطفل اجتماعياً.

راسي وجعني كومي شديه
شد الغريبه ما يمض بيه
يسعود كلفه من يداويه
والاخو گطعي واخو مرته
او تنشد بدموع الصمت والصبروالكبرياء وتناشد رضيعها بالوفاء لها وللقيم الانسانية
شعري عره ويريد شيلة
يبني شيمتكم جليلة
ماغمضت العين ليلة
والجفن بيه العمى غزر
وتستمر الام بعزف الحان الحزن وسمفونية الالم التي لا تنتهي :-
ما غمضت عيني بلياك
احضني يابني وگول عيناك
يادرة حليبي ومضغة ارباك
بروحي العزيزة يمه اشراك
ومن خلال أغاني المهد التي ترنّمها الأم لطفلها، تصبح الموسيقى في أصواتها المختلفة وإيقاعاتها المتنوعة ومفرداتها اللغوية أول إنتاج إنساني يخترق عالم الطفل. تبدأ هذه الأغاني، وخصوصاً عندما تساعد الأم طفلها على النوم، بكلمات بسيطة على إيقاع صوتي خاص يمهّد للنوم، ويساعد الأم في أدائها حروف المدّ الليّنة في كلمات الأغنية. فإذا كانت تنقص الكلمات حروف المد المعروفة (الواو والألف والياء)، تعمد الأم إلى مدّ حركات الإعراب (الفتحة والكسرة والضمّة). فليس مهمّاً أن تلفظ الأم الكلمات لفظاً سليماً، وليس مهماً حفظ الأغنية، فهناك أمهات يردّدن اللحن بتمتمات تحافظ على الإيقاع الصوتي. وعرفت كل شعوب الارض.
ردتك تجبلني المنيه
وجنازيايمه اليه
ماريد غربة اتمن عليه
الموت من ايدك هديه
لتگول يوليدي شبديه
الشور شور العگل يمه
وتقول بنار الحرقة والشوق والبعد والفراق الذي لا مفر منه حيث تشكي الى الزمان والدهر الذي لا يرحم البشر: -
ادريك يايمه المدلل
من البچي هدمي تبلل
المرض لگليبي تسلل
ظلام ياوليدي ولونه
وتُنشد أغاني المهد عادة، عند تنويم الطفل، وأثناء الحمّام، وأثناء مساعدته على المشي، أو عند ملاعبته، أو إرضاعه. ومن مسمّياتها المناغاة، والتهاليل، وأغاني الترقيص. وفي ما يأتي نماذج من أغاني الأمهات لأطفالهن، وثمة أوجه تشابه واختلاف بينها وبين أغاني المهد في البلدان العربية مع العلم ان هذا النوع من الغناء موجود في جميع انحاء العالم وغالبا ما يكون حزين مبكي يحكي قصة مأساة وألم :
يسعود بعد انه وبناتي
شلي بعدعينك حياتي
ردتك ذخر لأمي وخواتي
تحضرني من تدني المنيه
فالهز والاهتزاز احتفالىبالطفل وجماليته وبراءته ويتم تصغير بعض الكلمات والتلاعب بلفظها واستخدام كثير من المعاني الجميلة والتشبيهات المحببة وكذلك وصف الحزن العميق والبخت الضائع السئ والحظ العاثر :-
دللول يالولد يا ابني دللول
عدوك عليل وساكن الچول
يمه انه من اگول يمه ايموت گلبي
يمه يحقلي لاصير دلي
ترى وطلگ الدنيا واولي
على ظليمتي من دون حلي
ومن الأغاني والأناشيد ما تتغنى به الأم بطفلها الصغير في مرحلة المهد وتدعو بقية النساء ليشاركنها الفرحة والاحتفال بصغيرها وتدعو بالويل والثبور على من لاتشاركها ولاتهتم بهذا الطفل العزيز كما في المقاطع التالية وكذلك العتاب ووصف اشتيقها حنيتها الى الاحباب ووصف كامل لعدم حاجتها المادية بل انها بحاجة الى المحبة وصلة الرحم والقربة وتوصف لوعتها بالفراق ومعاناته وكما يلي :
هب الهوى وفتكت الباب
حسبالي يايمه دشت احباب
ثاري الهوى والباب چذاب
وتستمر في تدوين كبرياءها وعطائها : -
خويا ما ريد من جدرك غموس
ولا ريد من جيبك افلوس
ردتك انا هيبة وناموس
لا بدّ من الإشارة إلى أنه في أغاني المهد التي تُسمّى الدللول لدى العرب قديما تند مج النغمات مع الكلمات في وظيفة شديدة الخصوصية تتمثّل في مساعدة الطفل على النوم وهو ليس بالأمر الهيّن دائما فاللحن والصوت أساسيان للاضطلاع بهذه الوظيفة التي تشغل بال الأم، والوالدين عموما، في المرحلة الأولى من نموّ طفلهما إن أغاني الدللول لا مثيل لها في تلقائيتها وعفويتها وفي سهولتها شكلا ومضمونا. هي في الآن ذاته وسيلة نفسية، بمثابة مهدّئ لا نظير له، وذات غاية تربوية في توجهها إلى الطفل، كما هي وسيلة للتأمل والتفكير بالنسبة إلى الكبير، إضافة إلى كونها مرآة عاكسة للمجتمع وقضاياه ولعلاقة الأم بطفلها وعلى هذا النحو ليس من قبيل الصدفة أن تكون الدللول الأكثر شيوعا في الثقافة الشعبية العراقية التي مازالت تحفظها الذاكرة الجماعية، وهي التي مطلعها إن الدللول من قبل الأم والأب ليس من محض الصدفة، إنما هو إثبات لهوية الطفل عند دعوته إلى النوم، وإبلاغه ـ وهذا هو الأهم ـ أنهما هنا حاضران قريبان منه يرعيانه ويحميانه وينشغلان به، بل إن شغلهما الشاغل هو ولا أحد غيره أما إذا كان لا بد من ذكر غير الأم والأب، فإنه عادة ما تذكر الأشياء والكائنات التي تخلب ألباب الطفل في السنوات الأولى من عمره مثل الحيوانات الأليفة التي تسترعي انتباهه، ولعل ذلك يعود من ناحية إلى مشابهته له في صغر حجمها، ومن ناحية أخرى إلى استطاعتها أن تقوم بما يعجز عنه وما يتمنى القيام به كالجري بسرعة عجيبة (القطط) أو الطيران وتحاول تسمعه و تبعد عنه كل الاشياء الغريبة التي لها علاقة بالنوم واليقظة وتبعد عنه الاساطير والمخلوقات الشريرة كا الطنطل وام الليف وغيرها انها تخلق جوا مريح للنوم الهادئ هذا هو اللحن الحزين الخالد الذي سمعناه منذ زمن قديم يقدر بعمر البشرية حتما .



#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر العامي العراقي يقاوم طبول الحرب
- الشرارة الاولى للشعر العامي العراقي
- لميعة عباس عمارة شاعرة الحب والجمال والرقة والشعر العامي الع ...
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الخامس
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الرابع
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الثالث
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الثاني
- الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الاول
- القديسة التي علمتني الشعر الجزء الثالث
- القديسة التي علمتني الشعر الجزء الثاني
- القديسة التي علمتني الشعر
- قصيدة اعز الناس
- قصيدة نجوى
- قصيدة صديق الاربعاء
- الشهيد صلاح الدين احمد الجزء الخامس
- الشهيد البطل صلاح الدين احمد الجزء الثالث
- الشهيد صلاح الدين احمد القسم الثاني
- الشهيد صلاح الدين احمد
- من التراث المندائي القديم الشاعر سوادي واجد جثير الجزء الثام ...
- من التراث المندائي القديم الشاعر سوادي واجد جثير الجزء الساب ...


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - الدللول اغاني الامهات الخالد الحزين