أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجيب الخالدي - هنيئا لك عودتك... إلى بيتك الثاني














المزيد.....

هنيئا لك عودتك... إلى بيتك الثاني


نجيب الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 6003 - 2018 / 9 / 24 - 16:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


عزيزي التلميذ
ها أنت تعود إلى مدرستك من جديد بعد طول غياب، والأفق يملأ رحاب عينيك بما ستجود به هذه السنة الدراسية، والأمل يحذو طموحك لتحقق الأفضل وتفتح فتحا جديدا في سجل عملك الدؤوب. أنت تفكر الآن في مسافة ألف ميل التي ستقطعها مع أساتذتك وزملائك بين أحضان الفصل الدراسي الذي لا يحيا إلا بوجودك، ولا ينعم إلا بوشوشتك التي لا تنتهي لأنها من صلبك...
أراك الآن، والغبطة تغمرك في صمت، وخطواتك تخطو بك في ثبات نحو مدرستك، لأنك قطعت على نفسك عهدا لا تنكث الوفاء به أبدا، هو الحفاظ على هذا الرباط المقدس الذي يجمعك بهذا المكان الجميل الرائع، تنهل من فيض عيونه ما طاب من زلال العلم والمعرفة وحسن الخلق، وتنسج من وارِف ظلالِه هذه الأحاسيس التي هي الآن جزء من نبْض قلبك، يفضحها عناقك الحار لزملائك، ومصافحتك المفعمة بالاحترام والتقدير وردِّ الجميل لأساتذتك. لكن رغم هذه الغبطة ودبيب هذا الإحساس السعيد في عروقك، يخيّمُ على ذهنك توَجُّس يشرد بك، ليبث في نفسك ظنونا حول الأساتذة الذين سيدرِّسونك، كما أنك تتساءل عن محتويات المقرر التي ستُشرِّع أبوابَها أمام مهاراتك وقدراتك تغذيها وتشحذها، تنمّيها وتقوّمها، وأيضا تفكيرك في ما ينتظرك من فروض وامتحانات حاسمة لا يمكنك خوضها إلا بزاد العمل والجد و وروح المسؤولية، لا سيما وأنت تحفظ عن ظهر قلب المثل السائر على الألسن "عند الامتحان يُعز المرء أو يُهان " مما سيزيد في قوة عزمك فتروم "العِزة" بدل "الإهانة "، ولأنك نبتة من غراس والديْك اللذيْن يسهران على طيب خلقك، لا يفوتك أيضا التفكير في زملاء سيجمعك بهم الفصل والمدرسة وأنت لا تَقبل أحدهم صديقا ورفيقا إلا إذا كان من طينة حسن أخلاقك وسداد تربيتك، لأنك مؤمن كل الإيمان بمقولة "الرفيق قبل الطريق "... ظنونك هذه عادية وطبيعية لأنها من صميم المسؤولية التي تحسّ بها، ومن عُمق الإجلال الذي تكنّه لمدرستك التي أنت عائد إليها ليس عبثا، ولكن لأنك تؤمن بأنها النور الذي سيهديك إلى مستقبل محترم تفتخر به أمام نفسك وأهلك ووطنك...

عزيزي التلميذ
هنيئا لك عودتك إلى بيتك الثاني تلميذا موهوبا توّاقا إلى التألّق والتميّز، سفيرا لنبل الخلق وحسن التأدب أوّلا، وللجدّ والمثابرة والتنافس الشريف ثانيا، فكن خير ممثل لسموّ هذه القيم، محافظا على أثاث مدرستك ومعدّات فهمك وإفهامك، مبجّلا أساتذتك المُتهَجِّدين في سبيل تربيتك وتعليمك، مصغيا إلى رُشد نصائحهم وسداد توجيههم، مستدلا بسراج علمهم ومعرفتهم، فهم أدرى بخيرك وفَلاحك في مسارك الدراسي، محترما زملاءك إخوتك في الفصل مَهما اختلفت أفكارهم معك، مؤمنا بأنّ "الاختلاف لا يفسد للودّ قضية"، مُتجنبا في ذلك كل أشكال العنف التي تجعل من الإنسان حيوانا لا يحتكم إلا للقوة والافتراس، كنْ متسامحا ودودا مُحبا للسلم والسلام ، لا الخنوع والاستسلام، قدوةً للتضامن والتآزر والاتحاد من أجل حق يعلو ولا يُعلى عليه، اطلبْ دوْما العلا وارسمْ طريقه بالجِدّ والكدّ والعمل والمثابرة:
بقَدْرِ المجدِ تُكتسَبُ المعالي ** ومَنْ رام العُلا سهر اللّيالــــي
ومنْ طلب العلومَ بغير كدّ ** أضاع العمرَ في طلَب المُحالِ

عزيزي التلميذ
قد تكون الآن في القسم تقرأ أو تصغي إلى هذا الخطاب الموجز الذي يمكن أن يطول دون أن ينتهي، فالتواصل معك يقتضي الدوام والاستمرارية، لأن المدرسة بيتك الثاني بدون جدال، وخِدمتك التربوية والتعليمية أساس وجودها لتنعم أنت بنضج قطافها ، فكنْ في مسؤولية هذه الخدمة النبيلة التي تقدمها لك، وهذا الحضْن الحنون الذي يضمك دون ملل أو كلل، لتكون الأفق المشرق الذي نتوق إليه جميعا نحن أبناء هذا الوطن...



#نجيب_الخالدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرهونة قصة قصيرة


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجيب الخالدي - هنيئا لك عودتك... إلى بيتك الثاني