أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - أسباب العجز العربي عن إنتاج الدولة الحديثة في كتاب للدكتور فارس تركي محمود














المزيد.....

أسباب العجز العربي عن إنتاج الدولة الحديثة في كتاب للدكتور فارس تركي محمود


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


أسباب العجز العربي عن إنتاج الدولة الحديثة في كتاب للدكتور فارس تركي محمود

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

كم أفرح ، وأبتهج ، وأنا ارى أحد طلبتي ، وهو يتجاوز الحد المسموح في الدراسىة الاكاديمية ، ليصل الى البدء بمحاولة التحليل ، والتنظير لما نحن فيه . واليوم ، وأنا أتسلم نسخة من كتاب الاخ العزيز الدكتور فارس تركي محمود الموسوم : (الدولة المستحيلة :محاولة لفهم العجز العربي عن انتاج الدولة الحديثة ) ممهورة بتوقيعه الجميل ، وبعبارة جميلة أعتز بها وأشكره عليها ، أحسست لا بل ، وتأكدت ان ( فارس تركي محمود ) يبدأ مشروعا فكريا ، كم نحن بحاجة اليه ونحن نعيش ليس حالة من العجز السياسي ، بل وحالة من الفشل ، والاحباط ، واليأس من عدم قدرتنا على خلق النموذج الأمثل من ( الدولة الحديثة ) دولة المواطنة ، ودولة حقوق الانسان ، ودولة القانون ودولة الحرية .

والعرب - وإن نجحوا قبل قرن في تأسيس دولهم القطرية ، بمساعدة دول الغرب - إلا انهم لم يستكملوا ترصين ، وترسيخ أُسس هذه الدول بحيث تستطيع المقاومة للتحديات الخطيرة سواء أكانت داخلية أم خارجية ، وها نحن اليوم نشهد بأنفسنا وصول هذه الدول الى نقطة لا أعتقد انها ستكون صالحة للديمومة في وسط كل هذه التجاذبات ، والثورات المعلوماتية ، وتحول العالم الى قرية صغيرة . ولابد ان يقوم من يشعر أن لديه القدرة على التفكير السليم بواجباتهم في تشخيص أسباب العجز ، وعوامل الانهيار ، وظروف التدهور في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والثقافية وحتى الامنية ، والعسكرية .فاليوم - انا اشك في ان يستطيع اي بلد عربي ان يواجه اي تحدٍ خارجي ، كما كان الامر عليه مثلا في السبعينات فالفشل طاغ ٍ ، واليأس اصبح واضح لكل ذي عينين .
الاخ الدكتور فارس تركي محمود يحاول في هذا الكتاب ان يضع يديه على الجرح ليصف العلاج ، وهو يبتدأ بسؤال منطقي مكمل لما بدأه المفكرون التنويريون العرب قبل 100 سنة :لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا ؟ واليوم نسأل لماذا لم ننجح في تأسيس دولة حديثة تتوفر فيها شروط الدولة ؟ وانا عن نفسي اقول انني حاولت ان أجيب عن هذا السؤال في بحث سابق نشرته قبل قرابة 10 سنوات عن الدولة في المفهوم الغربي وكيف فشلنا نحن ان نخلق دولة مدنية مثل الدول التي انشأها غيرنا ولماذا فشلنا ؟
أقول ، وانا اتابع مفردات وتفاصيل المشروع التنظيري للدكتور فارس تركي محمود ، وهو يعالج مشكلة العجز العربي في انتاج الدولة الحديثة اننا - للاسف الشديد - لانؤمن بالتراكم الحضاري ، ودائما نبدأ من الصفر ، وكلما دخلت أُمة لعنت أُختها .
نعم اننا بشر ، ولنا تاريخ ، ولنا حضارة لابل لنا حضارات ونحن من علمنا العالم الحرف والكتابة والتقويم والزراعة ، لكننا لانؤمن بالتراكم الحضاري ، والخلل ليس في بيئتنا فهي قد شهدت ميلاد حضارات يعتز بها العالم ، والخلل ليس في سماتنا البدوية ، والخلل ليس في عاداتنا وتقاليدنا .اقول هذا لاخي وتلميذي الدكتور فارس تركي محمود وهو يصل الى خلاصات واستنتاجات تضع اللوم على (سماتنا البدائية ) ، و(ظروفنا الجغرافية ) ، و(حرصنا على النفع ) .
ليسمح لي اخي الدكتور فارس تركي محمود أن اقول له ان ( سماتنا البدائية ) لايمكن ان تحول دون تشكيل (الدولة الحديثة ) .. ابدا فالبداوة حضارة بالمعنى الواسع لمفهوم الحضارات ، ولااريد ان ادخل في التفاصيل : البداوة حضارة والبدو لهم حضارة كما للاسكيمو مثلا حضارة والعرب في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بنوا دولة ، ووضعوا دستورا ، وقدموا حلولا ، واجتهدوا ، وأعملوا العقل ، لكن المصيبة ليست في ما يتوفر لنا أو بما نتميز به من خصائص ، بل المصيبة هي في من يتولى تطبيق هذه المفاهيم .. لا بل المصيبة في من ينحرف بهذه المفاهيم لمصالحه الذاتية .
هذه اولا ، وثانيا (الظروف البيئية ) هي من ساعدتنا على ممارسة ديناميكية التحدي والاستجابة بالمفهوم التوينبي ( نسبة الى ارنولد توينبي ) ، وكل حضارات العراق ومنها حضارات سومر واكد وبابل واشور وحتى حضارة مصر وحضارة الفنيقيين البحرية كلها قامت على مبدأ التحدي والاستجابة ونجحت أيما نجاح ولااريد ان ادلل على ذلك فالمؤرخون الغربيون ومنهم المؤرخ ول ديورانت اقر بذلك .
ونأتي الى العامل الثالث الذي يراه الاخ الدكتور فارس تركي محمود واحدا من اسباب العجز في عدم قدرتنا على خلق الدولة الحديثة وهو (التعامل بمبدأ المنفعة ) ، وهذا الاسلوب واقعي ، ومنطقي وكل انسان في كل العالم يجب ان يخضع مشروعه الى هذا المعيار :الربح والخسارة ، وهو معيار مشروع وفي تراثنا الكثير مما يمكننا ان نعود اليه ومن ذلك ما يسميه العز بن عبد السلام (المصالح المرسلة ) .
اذا سبب عجزنا ليس تراثنا البدوي ، وليس بيئتنا ، وليس ما نبغيه من مصالح اخي العزيز الدكتور فارس تركي محمود السبب هو في ( قياداتنا العاجزة .. في زعماءنا العاجزون .. في مثقفينا السطحيون .. في انساننا المهزوم تحت وطأة الجوع والفقر والمرض ) ، وهذه كلها جاءت بسبب ما نحن عليه من تخلف وجهل كانت وراءه قوى داخلية وخارجية ارادت لهذه الامة ان تظل منكسرة ، وان تظل عاجزة ، وان تظل مأزومة ، ومهزومة .
ما العمل ؟ السؤال الذي سأله المفكر الروسي لينين .العمل هو نشر الوعي بأهمية النهوض ، والسعي بإتجاه خلق الزعامات التي تمتلك الاهداف ، وتمتلك الستراتيجيات . واذا ما استطعنا ان نفعل ذلك فسوف ننهض ونتقدم كغيرنا من البشر وهذا ما يجعلنا ندعو الى الثورة على حكامنا ، ونكشف الاعيبهم في تسطيح الثقافة ، وتزييف الوعي، وتشويه التاريخ وان نبدأ بالتأكيد على اننا بحاجة الى (الرغبة ) في النهوض ، و( الهمة ) للنهوض، و( الارادة ) .انها محددات نهضتنا الجديدة في إقامة دولتنا الدولة التي تجعل الانسان محور عملها .
اتمنى للاخ الدكتور فارس تركي محمود كل توفيق ونجاح فقد اجتهد وله نصيب من اجتهد .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الثورة ............كتاب الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم
- آراء أبي العلاء المعري الفلسفية كما عرضها معروف الرصافي
- مقالات في الادب والثقافة ..كتاب جديد للناقد العراقي الكبير ا ...
- موقف الولايات المتحدة من تركيا اردوغان
- الدكتور زكي صالح 1908-1986
- القيارة بين الماضي والحاضر
- فخري كريم ومدرسة ( المدى )
- موجز تاريخ العراق ودور تجربة الموصل فيه
- أوثان لزجة ...............رواية للروائي الاستاذ سالم صالح سل ...
- الاستاذ عبد القادر العيداني وكتابه عن معتقل وسجن ( نقرة السل ...
- شهاب احمد الحميد من عامل طباعة الى مؤرخ للطباعة العراقية في ...
- كلمة التاريخ في كارل ماركس والماركسية بعد 200 سنة على ميلاده
- كلمة التاريخ في سدود ومشاريع الري في العراق
- موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 للاستاذ ماجد ح ...
- المومي إمارة آخر البدو ...سيرة اجتماعية
- وافرة والحصان ................رواية جديدة للروائي الموصلي ال ...
- ابراهيم عبد القادر المازني في بغداد
- الاجواق المسرحية المصرية في العراق
- (الفكر السياسي عند نعوم تشومسكي ) كتاب للاستاذ مصطفى مرشد
- ( السابعة بتوقيت زحل ) المجموعة القصصية الجديدة للقاص الموصل ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - أسباب العجز العربي عن إنتاج الدولة الحديثة في كتاب للدكتور فارس تركي محمود