سقط الطغاة والدكتاتوريات وأعتلى الحزب الشيوعي قمة المجد

عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 13:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

سجلت ولادة الشيوعية في العراق في الحادي والثلاثين من آذار عام 1934 منعطفاً تاريخياً مجيداً في تاريخ العراق الحديث ,فقد شكل الكفاح الوطني التحرري من السيطرة الاستعمارية وفك اسر العراق من الاحلاف الاستعمارية وبناء دولة حديثة وتنامي دور الطبقة العامله احد الظروف الموضوعية لولادة الحزب الشيوعي العراقي الذي امتدت جذورة في اعمق اوساط المجتمع العراقي .
وقد شكل انعقاد المؤتمر الأول للحزب الشيوعي العراقي بقيادة مؤسس الحزب الخالد فهد تحولاً كبيرا في تاريخ الحركة الوطنية العراقية وانجازاً عظيماً في تجميع وتوحيد خلايا الحزب السرية العاملة في ظروف العمل السري في مدن العراق واريافه واهواره الممتده من شمال العراق الى وسطه وجنوبه .
ولقد رسخ الحزب وحدته الفكرية والتنظيمية وربى رفاقه ومنظماته الحزبيه والديمقراطيه على المباديء الأمميه وعلى حب الوطن والاخلاص له والتضحيه في سبيله ,فالوطنيه والأمميه بالنسبه الى الشيوعيين وجهان لعمله واحده , ولهذا انخرط في صفوف الحزب خيرة ابناء وبنات العراق من مختلف القوميات والأقليات والأديان , فأنضم الى الحزب , المواطن العربي و الكردي والتركماني والصابئي واليزيدي والمسيحي والمسلم الشيعي و السني,وبذلك اتسعت مساحة الحزب السياسية والتنظيمية لتستوعب كافة اطياف الشعب العراقي .
فمباديء الحزب الايديولوجيه تنبذ التعصب القومي والطائفي والمذهبي وتعزز مبدأ الأممية بين ابناء العراق الواحد , وتؤمن بالمواطنه كبديل للطائفيه والمذهبيه والعرقيه, وانطلاقاً من مبدأ الأمميه وحق الأمم في تقرير مصيرها أقر الحزب الشيوعي وناضل ببساله من اجل اقرار الحقوق القوميه للشعب الكردي وحقوق كافة الاقليات العراقية الأخرى .
وقد ربط الحزب تحقيق الحقوق القوميه والوطنيه بالنضال من اجل الديمقراطيه, ولهذا تبنى الحزب شعاره الستراتيجي (الديمقراطيه للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان ) الذي اصبح فيما بعد شعار الحركه القوميه الكرديه باجمعها . وقد ادرك الحزب منذ وقت مبكر ان ضعف الحركه الوطنيه وتصدعها وتشرذمها سوف يضعف النضال الوطني ويؤخر انجاز مهام الثورة الوطنيه الديمقراطيه .
وانطلاقاٍ من الشعار الذي وضعه مؤسس الحزب (قوو تنظيم حزبكم قوو تنظيم الحركه الوطنيه ) دعم الحزب الحركه الوطنيه العراقية وعمل على توحيد صفوفها , فالحزب يدرك اكثر من غيره ان أي حزب سياسي مهما كانت قوته السياسيه والجماهيريه لا يستطيع بمفرده ان ينجز بنجاح التحولات الاقتصادية والاجتماعيه لمرحلة الثورة الوطنيه الديمقراطية . ولهذا فالحزب اول من دعا الى اقامة التحالفات الوطنية بين الاحزاب والقوى السياسية لأقامة حكومة وطنيه تضع العراق على طريق التحولات الديمقراطية وتضع حداً للانظمة الدكتاتوريه .
ان الحزب الشيوعي العراقي يجمع في نضاله بين الاهداف البعيدة المدى المتمثلة بالاشتراكيه والشيوعيه وبين الأهداف الآنيه المتمثله بأقامة حكومة الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات الديمقراطيه والتصدي الحازم لمشكلة الارهاب والفساد والبطالة الآخذه في الاتساع وتصفية مخلفات الدكتاتورية الفاشية والأحتلال الأجنبي والشروع بالتنمية الأقتصادية التي تضع العراق على طريق البناء والأعمار.
لقد حضى الشيوعيون طيلة مسيرتهم النضاليه بحب واحترام الشعب العراقي ,لان الحزب الشيوعي خيمة العراقيين يمثل اطيافهم ويدافع عن حقوقهم السياسيه والقومية والدينيه بغض النظر عن الانتماء الديني والقومي والمذهبي مثلما يدافع عن وحدة العراق ارضاً وشعباً ويدين بشدة الدعوات التي تحرض على العنف الطائفي والمذهبي , ولهذا فشلت مخططات الحكام الدمويين والتكفيريين والقوميين المتعصبين في الأنتقام من الحزب الشيوعي .
وبسبب مواقف الحزب المبدئية الثابتة من قضايا الشعب العراقي وعدم التفريط بها تعرض الحزب منذ نشأته قبل 72 عاماً الى حملات أباده وتصفيات جسديه وأعتقالات مستمره والى حملات اعلاميه مفتريه لتشويه قيمه ومبادئه , غير ان الحزب في كل أنتكاسه مريره ينهض وهو اكثر قوة وصلابه بسبب التفاف الجماهير الواسعه حوله وحول مبادئه واهدافه , فالجماهير سياجه وجيشه الذي لا يهزم . ولهذا برز الحزب كطليعه مقدامه لقيادة نضال الطبقه العامله والفلاحين الفقراء وسائر الكادحين والمسحوقين العراقيين من اجل تخليصهم من الاستغلال الرأسمال في القرية والمدينة ومن اجل الأقرار بحقوق الكادحين في الاجور العادله وفي تامين العمل الأنساني الذي يحقق لهم مستوى معيشي لائق وفي الضمان الاجتماعي الذي يكفل لهم حياة انسانيه كريمه .
لقد استطاع الحزب ان يعزز علاقاته الواسعة بالجماهير فأحترامه لعادات المجتمع العراقي وتقاليده وقيمه الاجتماعيه عزز مكانته وهيبته بين اوساط الشعب واكسبه ثقته ,فمن بين وصايا الحزب لرفاقه المثبتة في النظام الداخلي ما يلي : (ايها الرفيق احترم تقاليد شعبك , احترم العلماء والأدباء و. . . الخ)
وعمل الحزب في اطار برنامجه الايديولوجي على نشر الوعي الاجتماعي والثقافي بين فئات الشعب العراقي المختلفه , فللحزب يعود الفضل في تاسيس اولى النقابات العماليه والفلاحيه والمنظمات الديمقراطيه ,الطلابيه والشبابيه والنسويه , وساهم بدور كبير في تاسيس النوادي الثقافيه وبذلك غدا الحزب مدرسه ثوريه لأعداد المناضلين والمبدعين ولهذا وهبه الشعب ابرع الشعراء والادباء والفنانين وخيرة الأكاديميين والمفكرين وأوعى المناضلين من ابناء الطبقة العامله والكسبه والفلاحين وغير ذلك من المثقفين الثوريين .
ان الشيوعيين وحلفائهم التقدميين والوطنيين وكافة قوى الشعب الخيرة , اذ يحتفلون بالذكرى الثانية والسبعين لولادة الحزب الشيوعي العراقي فأنهم ينحنون اجلالاً الى شهداء الحزب الأماجد الذين تحدو الموت والمشانق والسجون وكافة انواع التعذيب الجسدي والنفسي من اجل مباديء الحزب وقضية الشعب ويحيون هذه الذكرى العطرة وكلهم ثقة وأمل بأنتصار الاشتراكية والشيوعية في العراق .(ان الشعوب ستصل حتماً الى الأشتراكية ولكن بطرق مختلفه )
فالشيوعيين العراقيين في مقدمة القوى المناضله من اجل اقامة مجتمع عراقي ومتحضر, قوامه دولة العداله والقانون , وهم اكثر اصراراً وثباتاً على مواصلة النضال من اجل اقامة المجتمع الخالي من استغلال الأنسان للأنسان.
فالشيوعيه في العراق تحيا وتعيش في قلوب العراقيين , فقد سقط الطغاة وسقطت الدكتاتوريات وأعتلى الحزب الشيوعي قمة المجد .

#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل