أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودت ناجي الحمداني - اذا كانت المحاصصة الطائفيه هي الحل فلماذا الانتخابات؟















المزيد.....

اذا كانت المحاصصة الطائفيه هي الحل فلماذا الانتخابات؟


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 23:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد كانت الطائفية دوماً منهجاً لسلوك الحكام الدكتاتوريين في العراق في محاولة لاثارة النعرات والخلافات بين ابناء الشعب الواحد وبسط نفوذها. وبالرغم من البطش والاظطهاد الجسدي والفكري الذي انتهجته الدكتاتورية البغيضه لعشرات العقود، الا ان تلك الاساليب باءت بالفشل وسقطت في الحضيض.
ان نبذ الطائفية والمذهبية والقوميه الشوفينية والحفاظ على الهويه العراقيه ووحدة الوطن العراقي شعباً وارضاً كانت دوماً السمة التي تميز بها المواطن العراقي اياً كان دينه وقوميته وانتماءه السياسي,وهو الامر الذي شكل قاسماً مشتركاً لتعايش الاطياف العراقيه في خيمة التآخي والتضامن الاجتماعي كما شكل قاسماً مشتركاً للكفاح الوطني ضد استبداد الدكتاتورية وظلمها. وقد رأى العالم بأم عينه كيف تحدى العراقيون جبروت الارهابيين واجتازو الطرق الملغمة بالمفخخات والعبوات الناسفه للتصويت للديمقراطيه والحريه ,ومما لا جدال فيه ان الديمقراطيه هي الطريق الاكثر مثاليه للشعوب الطامحه الى التحررمن الدكتاتوريات المستبده ومن اجل اقامة النظام الديمقراطي التعددي .
وترتدي الديمقراطية في الظروف الراهنه في العراق اهميةً استثنائية بأعتبارها احد اهم استحقاقات ما بعد سقوط الدكتاتورية التي حرمت الشعب من ابسط ااشكال التعبير والحريه وحولت العراق الى سجن نازي لممارسة الاساليب الهمجيه بحق الوطنيين المناوئين لسياساتها القمعيه .كما ترتدي الديمقراطيه اهميه كبرى في انتخاب المؤسسات الرئاسيه في الدوله وفي الجمعيه الوطنيه التي ينبغي ان تمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً وتعبر باحساس مرهف بالوطنيه عن حقوقه الاقتصاديه والسياسيه وتقف بوجه المحاولات الراميه الى تجاوزه والتنكر للوعود التي اعلنتها في الحمله الانتخابيه.
ومن المفارقات العجيبه ان القوى التي حققت الاغلبيه في الجمعيه الوطنيه عبر شعارات الديمقراطيه وفصل الدين عن الدوله و عبر شعارات نبذ الطائفيه والمذهبيه, قد قفزت على هذه الشعارات وفضلت المحاصصه الطائفيه كأسلوب لتشكيل الهيآت الرئاسيه وهو ما اسفرت عنه نتائج الصفقات والمساومات التي دارت بين الثنائي الاسلامي الشيعي والقومي الكردي من وراء ظهر الشعب والتي ادت الى احلال المحاصصه الطائفيه بديلاً عن الديمقراطيه. وبالتالي فأن ما جرى في تشكيل الهيآت الرئاسيه لا يتعدى اكثر من عملية تجميع طائفي قومي مغاير لأرادة الشعب، وقد حسمت العمليه برمتها وفقا للتفاهمات الطائفيه التي دارت في الدهاليز المغلقه ,فالشعب يجب ان يطلع على الحقائق ويقيمها ويعرف فيما اذا كانت القوى التي منحها الثقه خذلته ام نفذت ارادته.

ولم يكن هذا النهج الطائفي منطلقاًمن عفويه سياسيه او كما يبرره منتهجوه لتوسيع المشاركه السياسيه وانما يسير وفقاً لحسابات سياسيه بعيدة المدى تتوخى :
1- تحشيد القوى الطائفيه بغض النظر عن كونها شيعيه او سنيه لأعاقة التوجه التقدمي في كتابة الدستور العراقي الذي ينبغي ان يجسد الحقوق المدنيه والسياسيه لكافة العراقيين دون أي تمييز قومي او طائفي ويؤكد على حقوق المرأة العراقيه المساويه للرجل. وهو الامر الذي سيجد المقاومه الشرسه من القوى المحافظه التي تسعى جاهدة الى الاكتفاء بدستورمحافظ يكرس العادات والقيم الرجعيه الباليه للمجتمع العبودي في سبيل الاجهاز على عملية التغيير الاجتماعي التي ينشدها المجتمع العراقي .
2- الالتفاف على النظام الديمقراطي التعددي وافراغه من محتواه السياسي والاجتماعي بأستخدام دكتاتورية الاغلبيه البرلمانيه التي تتشكل من القوى المناوئه للنظام العلماني وللتغيير الاجتماعي .
3- محاولة تحجيم التيار الديمقراطي المتمثل بالقوى الديمقراطيه واليساريه والعلمانيه والحزب الشيوعي العراقي في الجمعيه الوطنيه والتقليل من تأثيره على حركة المجتمع الجماهيريه الطامحه الى الغيير والانفتاح الاجتماعي والتحرر من القيم البالية التي خلفتها القرون الوسطي .
ومن الملاحظ انه على الرغم من مشاركة المرأة الفعالة في العمليه الانتخابيه وتمثيلها بنسبة 25 بالمئة في الجمعيه الوطنيه وفقاً لما نص عليه قانون ادارة الدوله فإن الرأة لم تتبوء اياً من المناصب السياديه سواء في هيئة رئاسة الدولة او في الجمعيه الوطنيه وهو امر طبيعي لنظام المحاصصه الذي انتهجته بعض القوى الاسلامية المتنفذه في الجمعيه الوطنيه والتي تنطلق من ايديولوجيه سلفيه تعامل المرأة على انها ناقصة عقل وناقصة دين وانها فتنة وعورة وهي النظرة التي ما زال الكثير من رجال الدين يتمسكون بها فكراً وسلوكاً رغم التطورات الفكريه والعلميه التي حققتها المرأة في العصر الحديث .
وعليه فالعمليه الديمقراطيه المعول عليها ان ترسي نموذجاً يحتذى به في المنطقه العربيه للتغيير وللتداول الديمقراطي للسلطه قد جائت بالضد من ارادة الشعب وأمنياته واصبح النموذج العراقي يثير المخاوف والاستنكار من الطائفيه والتعصب القومي .
ان طريق المحاصصه الطائفيه طريق مظلم ولا يؤدي الا الى تكريس المذهبيه والنعرة القوميه والى تجسيد المصالح الانانيه واضعاف الوحده الوطنيه، ومن هنا فمن حق المواطن ان يتسائل مثلما يتسائل السياسي لماذا الانتخابات ولماذا هذه المبالغه بنتائجها اذا كانت المحاصصه هي الحل؟.
ان هذا التوجه الانعزالي عن ارادة الشعب ينبغي ادانته وادانة المروجين له لأنه يطعن صميم الانتخابات وشرعيتها ويصادر ارادة الناخبين الذين جازفوا بأرواحهم من اجل الحريه والديمقراطيه للعراق .
ومن الواضح ان بعض القوى الدينيه والقوميه والقوى المواليه لها قد تبنت شعارات الديمقراطيه كتكتيك يساسر الرغبه الشعبيه للمجتمع العراقي المتطلع لبناء مجتمع حديث وحضاري,ونعتقد ان هذا التسويف والتخريب المحموم لنهج الديمقراطيه لم يستطع من اخراج مسرحية المحاصصة لولا الدعم والمباركه التي قدمتها الاداره الامريكيه للقوى المتبنيه لهذا النهج الخطير,
ان ما يهم الامريكان بالدرجه الاولى ضمان مصالحهم ونجاح سياساتهم، اما الديمقراطيه والحريه فما هي الا تسويق استهلاكي لا يشبع جائع ولا يكسي فقير وما تريده الاداره الامريكيه لا يتعدى الديمقراطيه المحجمه التي تخدم القوى التي تسير في فلكها وفي الحدود التي لا تهدد مصالحها وتفشل خططها، فالديمقراطيه الواسعه واطلاق العنان لقوى الشعب بأحزابه السياسيه وقواه التقدميه في التعبير عن ارادتها الحره سيقلب الطاوله على رؤس الامريكان ومن يسير في فلكهم وان التعايش مع الاحتلال امر مرفوض من كل وطني شريف.ولهذا فمن الطبيعي ان يحضى نهج المحاصصه الطائفيه بمباركة الادارة الامريكيه لان ذلك يؤدي الى :
1- تحقيق اصطفاف سياسي من القوى العربيه والكرديه في الهيآت السياديه للدوله من الموالين للسياسه الامريكيه والمروجين لها .
2-استيلاء القوى البرجوازيه والاقطاعيه وغيرها من القوى المحافظه على المناصب الرئيسيه في الدوله الامر الذي يشكل قاعدةً فكريه قويه لنشوء وتطور الرأسماليه والتوجه نحو التطور الرأسمالي .
3- دمج الاقتصاد العراقي بالسوق االرأسماليه العالميه وتعميق تبعية العراق الاقتصاديه والماليه والتكنولوجيه للاقتصاد الراسمالي العالمي.
4- ضمان حصة الاسد للشركات الامريكيه في عقود عملية اعادة البناء والاعمارالواسعه التي سيشهدها العراق في الفترة المقبله .
5- منح امتيازات التعاقد للشركات الامريكيه في مجال التنقيب عن النفط واعادة بناء الموانيء النفطيه بما في ذلك شراء معدات النفط التكنولوجيه.
وتتضح اكثر معالم هذا النهج من ابعاد الاحزاب والقوى الديمقراطيه من المشاركة في الهيئات الرئاسيه وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي الذي قدم من التضحيات ما لم يقدمه أي حزب سياسي . فالقوى القابضه على سلطة الدوله هي والديمقراطيه في عداء واما الخطب والشعارات الطنانه ماهي الا لذر الرماد في العيون.
ان القوى المحافظه تجد في انتصار الديمقراطيه تهديد لمصالحها وانتصارللقوى العلمانيه وللنظام العلماني. وقد وصلت حالات التلقين الديني للناس البسطاء الى حد التخدير العقلي واصبح رجل الدين يسيطر على قلوبهم وعقولهم، وباسم الدين يسيرهم كما يشاء واصبح العلم والثقافه في نظرهم مخالف للشريعه السمحاء.
ومن هنا نرى ان الايديولوجيه الدينيه كانت دائماً مساهمه في عملية الانغلاق الفكري والتحريض ضد العلم واثارة الرعب والريبه من الافكار التقدميه ومن الانفتاح الاجتماعي وتتخذ المواقف العدائيه للديمقراطيه و للنظام العلماني الذي يحترم الانسان ولا يسمح بالتجاوز عليه وعلى حقوقه مهما كان لونه او دينه او قوميته.

وعليه فمن المبدأيه بمكان ان يتم تشكيل الهيئات الرئاسيه والوزارت على اسس الكفائه المهنيه و الوطنيه بغض النظر عن الطائفه والقوميه .لان ذلك الطريق السليم الذي يوحد شعبنا ويجعل الولاء للوطن قبل الولاء للقوميه والطائفه .



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد الانتخابات والتخويف الديني في العراق
- من اجل وطن حر وشعب سعيد نصوت لقائمة اتحاد الشعب
- المشاركة في الانتخابات مهمة وطنية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودت ناجي الحمداني - اذا كانت المحاصصة الطائفيه هي الحل فلماذا الانتخابات؟