أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما الذي يجري ل (النظام السياسي الفلسطيني ) ؟














المزيد.....

ما الذي يجري ل (النظام السياسي الفلسطيني ) ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5985 - 2018 / 9 / 5 - 22:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن وجود تسوية سياسية جديدة تسمى صفقة القرن حتى أصيبت مكونات ما يسمى (النظام السياسي الفلسطيني) المأزوم أصلا بالذعر بالارتباك . تواترت التصريحات من القوى السياسية كل منها تتهم الطرف الآخر بالتساوق مع الصفقة حتى قبل أن تتضح كل تفاصيلها ، وأخطاء كل الأطراف وخصوصا السلطة الفلسطينية و حركة حماس والتي تراكمت خلال سنوات الانقسام وعدم الانسجام ما بين ممارساتها على الأرض من جانب وتصريحاتها المبالِغة في رفض الصفقة والتحذير من خطورتها من جانب آخر جعل شُبهة التعاطي مع الصفقة تلاحقهما ، فسقط ما تبقى من أوراق توت تخفي عورات النظام السياسي .
بتنا أمام مشهد فلسطيني يزداد تعقيدا والتباسا وفيه تتوه بوصلة العمل الوطني ويختلط الحابل بالنابل وتغرق الأحزاب في التفاصيل والجزئيات على حساب الأصول والثوابت ، تنشغل بتداعيات الحدث عن الحدث ذاته ، ينسى أو يتناسى البعض العدو الرئيس الذي يحتل الأرض ويدنس المقدسات ويهين كرامة الشعب كل يوم باستيطانه وعربدة مستوطنيه وبحصاره للقطاع وقتله الممنهج لمواطنيه بسبب وبدون سبب ، ويتعاملون باستخفاف مع الخطر الداهم الذي عنوانه صفقة القرن وما يجرى في المنطقة من تحركات مشبوهة تحاول تغيير طبيعة الصراع وأطرافه في المنطقة لإخراج إسرائيل من معسكر الأعداء لتصبح شريكا أو حليفا في مواجهة معادلة صراع جديد وأعداء جُدد ... ، ينسون أو يتجاهلون كل ذلك ليصطنع البعض أعداءً من داخلنا فتصبح حركة فتح والسلطة عدوا لحركة حماس ومَن يواليها ، وتصبح حركة حماس عدوا لحركة فتح والسلطة ومن يناصرهما .
يزداد المشهد ضبابية والتباسا عندما تعلو الأصوات وتخرج مظاهرات في الضفة الغربية تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة رواتب الموظفين وكأن السلطة هي من تحاصر غزة وكأن الحصار بدأ مع قطع رواتب موظفي السلطة والإجراءات الأخرى التي بدأت منذ سنة تقريبا !! ، وفي نفس الوقت تخرج مظاهرات ومسيرات وتتعالى الأصوات في قطاع غزة منددة بسلطة حماس ومُحمِلة حركة حماس المسؤولية عما وصل إليه الحال في القطاع فيما حماس تحمل السلطة الفلسطينية وإسرائيل المسؤولية عن تردي الأوضاع في غزة ، وفي الحالتين يتم قمع التحركات الشعبية وكأن الطرفين ينتابهم الخوف من الشعب وتحركاته وكأن تنسيقا ضمنيا بين السلطتين على إدامة الانقسام .
أما حركة فتح والسلطة ومنظمة التحرير والذين من خلال الحكومة مدوا قطاع غزة طوال أكثر من عشرة سنوات بكل مقومات الحياة من رواتب ومشاريع تنموية وتعليم وصحة الخ يتحولون في نظر حركة حماس وبعض فصائل منظمة التحرير إلى أعداء سببوا دمار غزة وجوع أهلها بسبب إجراءات السلطة تجاه غزة من تخفيض رواتب ومساعدات ، ويتم تجاهل حكم حماس للقطاع طوال هذه السنوات والتداعيات المدمرة لفشل تحالفات ومراهنات حماس الخارجية على القضية الفلسطينية وعلى قطاع غزة بالخصوص !!! .
ويزداد الأمر التباسا لا يخلو من شبهة عندما يحدث اصطفاف وتتقاطع مواقف حركة حماس ومصر وقطر وميلادينوف ممثل الأمم المتحدة وواشنطن وتل أبيب على صيغة ما لصفقة سياسية يسمونها هدنة وتقف حركة فتح والسلطة خارج المعادلة ، صفقة هدفها ابتزاز فصائل المقاومة تمهيدا لتصفيتها مع تكريس الانقسام .
أما حال منظمة التحرير التي يفترض أنها الخيمة التي تظلل الجميع والاحتياط الاستراتيجي للوطنية وهوية وثقافة الشعب فقد فشلت في استنهاض نفسها بما يساعد على استيعابها لكل القوى السياسية بل إنها بتركيبتها القديمة تتجه نحو مزيد من التمزق بعد رفض الجبهتين الشعبية والديمقراطية حضور الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني ، مع التباس كيفية لملمة نصاب هذه الدورة والتباس مخرجاتها وعدم تنفيذ قراراتها .
وفي محاولات مستميتة للرد على تصريحات أمريكية وإسرائيلية لإرباك الفلسطينيين وزيادة الغموض حول الأهداف النهائية للإدارتين الامريكية والإسرائيلي ترد قيادة منظمة التحرير بتصريحات تزيد المشهد إرباكا كالحديث عن الدولة الواحدة ردا على قانون القومية اليهودي ، والحديث عن كونفدرالية ثلاثية ردا على اقتراح الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية ، بينما تستمر القيادة في الاشتغال على حل الدولتين ، وحماس تشتغل على تسوية دولة غزة ! .
إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولتان عن حصار غزة حيث الأولى تحاصرها برا وجوا وبحرا والثانية اقتصاديا ومن خلال وضع حركة حماس على قائمة الارهاب ، هاتان الدولتان تتباكيان وتتألمان بسبب الوضع الإنساني لسكان قطاع غزة وتتحولان فجأة لرجال انقاذ وتتنافسان على تقديم مشاريع لحل الوضع الإنساني ، فيما دماء آلاف الشهداء طرية رطبة شاهدة على جرائم إسرائيل وحروبها العدوانية وجريمة واشنطن الأكبر بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة لها بالإضافة إلى تصفية قضية اللاجئين من خلال تصفية الأونروا . فكيف تتباكى إسرائيل على أهالي غزة وهي تحاصر غزة ؟! وكيف تتباكى واشنطن على أهالي غزة في الوقت الذي تقطع التمويل عن منظمة الأونروا المخصصة للاجئين وثلاثة أرباع سكان غزة من اللاجئين ؟ ! .
أسباب داخلية كثيرة أدت لهذه الصيرورة للنظام السياسي : عدم تجديد النخب السياسية ، التباس مفهوم المصلحة الوطنية والثوابت والمرجعيات ، الهدف من وجود السلطة ووظيفتها ، انقسام السلطة إلى سلطتين بأيديولوجيتين ومرجعيتين مختلفتين ، تداخل الصلاحيات بين مكونات النظام السياسي – المنظمة والسلطة والمجلس التشريعي والأحزاب السياسية - الخلط بين المهام النضالية والمهام الوظيفية ،ضعف السلطة الرقابية ،وغياب المحاسبة من السلطة/السلطتين للموالين لهما والعاملين فيهما ، الارتباطات الخارجية ودورها في تشَكُل النخبة وفي التأثير على القرار الفلسطيني .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى فصائل المقاومة الفلسطينية المجتمعة في القاهرة
- اتفاقية هدنة أم صفقة القرن ؟
- الحركة الوطنية الفلسطينية : أين أخطات القيادة الفلسطينية
- الحركة الوطنية الفلسطينية : شرعية المنطلقات والتباس الممارسة ...
- حتى لا تنجح سياسة كي الوعي فيما فشلت فيه الحرب
- المصالحة الفلسطينية : تغيير في أولوياتها واطرافها
- قانون القومية الإسرائيلي والميثاق الوطني الفلسطيني
- المثالية والواقعية في الصداقة والسياسة
- المصالحة الوطنية الحقيقية كالسلام يصنعها الأقوياء
- العالم مع عدالة القضية الفلسطينية وليس مع حزب بعينه
- تفكك المعسكر الغربي بعد انهيار الشرقي
- قطاع غزة بين الحل الوطني والحلول غير الوطنية
- فشل محاولات كي وعي الشعوب العربية تجاه فلسطين
- صفقة القرن وسباق الدبلوماسية والحرب
- الانقسام وشماعة العقوبات على غزة
- مظاهرات رام الله وانقلاب حماس وحكم العسكر
- المساعدات الإنسانية ليست مقياسا للمواقف السياسية
- المشكلة ليست فيمن يقاوم الاحتلال بل في الاحتلال ذاته
- حرب حزيران 1967 بين روايتين
- ضرورة الخروج من عبثية حوارات المصالحة إلى خطة انقاذ وطنية


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما الذي يجري ل (النظام السياسي الفلسطيني ) ؟