أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - كشكوليات على جدار الحرية














المزيد.....

كشكوليات على جدار الحرية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 18:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كشكوليات على جدار الحرية

( 1) : قال احدهم ( ثلاثة اخرجهم من حياتك ,من هانت عليه العشرة الطويلة , ومن استرخص مشاعرك ولم يعرف قيمتك ,ومن يتلذذ في تعكير مزاجك واحباطك , ابعدهم من حياتك ولا تبالي ).

قال مارتن لوثر كنج: ( في زمن الماديات اصبح الجلوس بمفردك اجمل من جلوسك مع اشخاص ينظرون الى ماركة حذائك قبل عقلك ).

في علم النفس وفي لغة الجسد ان من يقوم بتقليب القنوات الفضائية بسرعة مع توتر جسده دليل ازمة وقلق نفسي عميق مصحوبا بتوتر عصبي . من هذا المدخل اقول ان البعض يحاول التعويض عن دونيته وهامشيته عن طريق التهجم على الاخرين المختلف معهم فكريا ومحاولة احراجهم ,بحسب تصورهم ,باسئلة القصد منها احراج المقابل , حتى لو لم يكن هو نفسه يعرف الاجابة عنها .

في شبابي صادفت شخصا من هذا النوع وعرفت بعد سنوات طويلة انه مصاب بالشيزوفرينيا وانه توفي وهو شاب وطبيب .هنا يظهر دور الفصام النفسي والسلوكي وما يسميه الدكتور علي الوردي ب (ازدواج الشخصية ).الازمات التي مرت على المجتمع العراقي والحروب العبثية ,والضغوط النفسية المسلطة على الانسان العراقي تجعله يصاب بالاحباط والصدمات وما يصاحبها من هلوسات سمعية – بصرية .امثال هؤلاء من الاصدقاء اكتشفتهم بعد سنوات طويلة . وهكذا نجد ان الكثير من الامراض النفسية والعصبية باتت تنتشر في المجتمع العراقي , فكيف الحال في اوساط المثقفين ومنتدياتهم ومقاهيهم ؟

(2) : اثبتت الانقلابات العسكرية اكذوبة فكرة (الوطنية ). من المؤسسين الاوائل للدولة العراقية وللملكية الدستورية الملك فيصل الاول والباشا نوري السعيد , وقد قال لي احد اصدقائي بان باني ومؤسس الدولة العراقية الحديثة هو الباشا نوري السعيد , ومن جاء بعده كلهم عملاء .قد لااتفق مع هذه المقولة , لكنها بلاشك تحمل مقدارا كبيرا من الصحة .

الاحزاب العراقية عموما لم يعلنوا عن رفضهم للاستعمار العثماني الذي جثم على صدور العراقيين لعدة قرون من السنين ,في حين هاجموا رجال ومؤسسي العهد الملكي في العراق والذين استعاروا نظام المؤسسات من بريطانيا والذي يقوم على الكفاءة . انهم يصمتون عن ذكر الاحتلال العثماني صمت اهل القبور .

- يذكر توفيق السويدي في مذكراته ان احمد مختار بابان تلقى قبل ايام من حدث 14 تموز 1958 تقريرا من مدير التحقيقات الجنائية بهجت العطية وكان معه نوري السعيد رئيس وزراء الاتحاد الهاشمي , واطلعا الامير عبد الاله على التقرير ,وفيه قائمة باسماء (150 )ضابط مشتركين في الحركة الانقلابية , فشق عليه تصديق الامر , فاتصل برئيس اركان الجيش رفيق عارف والذي انكر المعلومات جملة وتفصيلا , ربما لانه كان يطمح باستلام الحكم بدلا من الزعيم عبد الكريم قاسم , اولانه كان مرتبطا بالمخابرات الامريكية او البريطانية او الناصرية.ان مخابرات الدول الكبرى عندما تساند ضباطا للقيام بانقلاب عسيكري , او انها تسمح بتمرير الانقلاب , فانها تدرس ملفات هؤلاء الضباط وتكوينهم النفسي والاجتماعي وطفولتهم , ومتى استلموا السلطة تحولوا الى حكام دكتاتوريين لقمع الشعب وتمرير مصالح الدول الكبرى .
هكذا كان حال العرق والذين صعدوا الى سدة السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية , وصولا الى الفئات البرجوازية الطفيلية التي استلمت الحكم بعد الغزو الامريكي .
رحم الله الباشا نوري السعيد ومن خدم العراق من صحبه.

(3 ) : بسبب تفكك الاسرة العراقية وكثرة حالات الطلاق والزواج القسري والزواج المبكر ,ولظروف العراق , ظهرت ظواهر جديدة في المجتمع العراقي منها مايخص المراهقين والشبيبة حيث بتنا نجد ان ملابسهم وقصات شعورهم والماكياج واختيار الالوان باتت تتشابه بحيث يصعب التمييز , في بعض الاحيان ,بين الشاب والشابة , واصبح هنالك تداخل بين الهوية الجنسية البيولوجية وبين الجندر وهو الهوية الثقافية.

لقد اصبح الشباب يقومون بنفس عمليات الماكياج التي تقوم بها الفتيات .من اساليب الاحتجاج التي يمارسها المراهق والمراهقة والشبيبة عموما هي اختيارهم للازياء الغرائبية وقصات الشعر والماكياج , وهي حالات تشير الى ان تلك الشبيبة تحتج بصورة غير مباشرة على اهاليهم وعلى المجتمع وعلى السلطة السياسية القائمة ,وهم يصرحون بما معناه :
(اننا نرتدي مايحلو لنا لبسه ولا تستطيعون منعنا ).

( 4 ) : عراقنا بيئة طاردة للاستثمار الاجنبي وللتنمية

ان اهم راسمال علينا استثماره هو الانسان العراقي , القائم على الحرية الفردية واستقلاله الفكري والاقتصادي . ان التنمية تبدا بالانسان . اليابان انموذجا على ذلك .بينما الانسان في العراق يقوم على ثقافة العقل الدائري, اي ثقافة القطيع الجمعي , وعالم الف ليلة وليلة , وعلى الخرافات والاساطير , وعلى التراتبية الهرمية العشائرية والحزبية .

ان المستثمر الاجنبي لايغامر بامواله في بيئة طاردة للاستثمار حيث المليشيات تلاحق المستثمر , وسيصاب بالدوار لكثرة تعقيدات قانون الاستثمار العراقي وبيروقراطية دوائر الدولة العراقية وكثرة السيطرات العسكرية والحواجز الاسمنتية.

ان المستثمر ولاغراض السياحة يحتاج الى ملاهي الاطفال , اي مدن الالعاب , وصالات القمار والمسابح والمسارح وصالات السينما والبارات . وهذه كلها مفقودة في العراق.

ان بلدا تكثر فيه الاغتيالات والعصابات والمليشيات والتفجيرات وقطع الشوارع لايمكن ان يدخله المستثمر الاجنبي , انه بلد طارد للاستثمارات الاجنبية وللتنمية .يعطى الموظف في العراق عطل رسمية لعدة اشهر في السنة , اي ان الموظف الحكومي لاينتج
شيئا يذكر .من مظاهر التقدم في المجتمعات المتطورة هي الموسيقى والغناء والفرح وكلها مفقودة في العراق .
البكاء لايصنع مواطنا منتجا ..
لذا نحتاج الى ثورة ثقافية وتعليمية في وقت واحد .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انثروبولوجية الهوية
- ظاهرة الفاشية الثقافية
- صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية
- صناعة البطل ومواصفاته
- صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا
- سلطة المثقف ومراكمة راسماله
- تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958
- انثرو بولوجيا السياسة
- تسليع الشعارات الثورية
- تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي
- بدايات ظهور الاسلام
- الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي
- محمد من مكة الى المدينة
- موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار
- بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958
- بعض الخفايا عن حركة 14 تموز 1958
- الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - كشكوليات على جدار الحرية