أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زحايكة - رواية -عديقي اليهودي-فانتازيا واقعية














المزيد.....

رواية -عديقي اليهودي-فانتازيا واقعية


محمد زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


" عديقي اليهودي" .. فانتازيا واقعية
ترجمتها للعالمية ضرورة وطنية وقومية ..!
محمد زحايكة
استهوتني رواية " عديقي اليهودي " للكاتب والروائي الفلسطيني محمود شاهين الصادرة عام ٢٠١٨ عن دار الناشر مكتبة كل شيء- حيفا من حيث طبيعتها الفريدة وموضوعها المتميز الفكري والتاريخي والسياسي، وابحارها في عمق التاريخ، ومناوشتها للعقل وفكرة الوجود والخلق، وطرقها على كوابح السياسة برؤى قد تبدو " فانتازوية " اذا جاز التعبير، وقدرتها على توظيف المخيال الانساني وتعقيدات واقع الأرض الفلسطينية في ظل الاحتلال، وإلى ما قبل فجر التاريخ، وقدمت لنا طبقا شهيا من الفكر وفهم صيرورة هذا التاريخ على ارض البرتقال الحزين، وفق تسلسل تاريخي درامي مثير ومحّير في نفس الوقت.
ويمكن القول ان الرواية بأبطالها عارف نذير الحق الفلسطيني الكنعاني اليبوسي، ويعقوب وسارة التوراتيين او الاسرائيليين الحاليين، صورة صادقة لتفسير علمي قائم على الحقائق للنصوص الدينية التلمودية والتوارتية، وكشف مبهر عن طبيعة كم هائل من الاكاذيب والتزييف المهول الذي ينخر متون هذه النصوص، التي جرى استغلالها لفرض حقائق جديدة رغم انف التاريخ والجغرافيا السياسية الحديثة، ويصحبنا الكاتب بأسلوبه المشوق في رحلة ممتعة مع النصوص الدينية التوراتية؛ ليضعنا أمام قراءة واعية وجديدة لمعنى التاريخ الحقيقي، وأنه في النهاية لن يصح الا الصحيح.
وتنحى الرواية حسب فهمي المتواضع منحى واقعيا من خلال تمهيدها الأرضية لوقائع هذه الرواية في أرض البرية وفصولها على تخوم القدس، وفي القلب منها الخان الاحمر الذي يشهد صراع بقاء مصيريا هذه الأيام، وتنسج هذه الفصول ببراعة بحيث تمزج كل عناصر الرواية بأبعادها التاريخية والفكرية والسياسية ، عندما تتبدى ملامحها المثيرة في عكس البعد التاريخي القديم لطبيعة الحياة البشرية إلى اليوم الحاضر، حيث ما تزال ملامح الحياة القديمة ماثلة للعيان . . الأرض القفراء ورعي الأغنام والإبل ومضارب البدو وتفاصيل الحياة البسيطة، مما يخلق هذا الانشداد اللاواعي لروح الرواية ومضامينها ورموزها وألغازها البادية للعيان والاخرى المستترة.
وأزعم أن مطالعة الرواية تغني الكثيرين عن العودة مجددا الى قراءة نصوص التوراة أو العهد القديم من الكتاب المقدس، التي غالبا ما يشعر القارئ بالملل والضجر اثناء تصفحها للتكرار في العديد من فصولها أو اصحاحاتها، أو للصياغة اللغوية المتعبة للفهم السريع، أو لتناولها مواضيع حياتية ولاهوتية جافة ومملة، ولكن استعراض الرواية لأبرز هذه النصوص التوراتية وشرحها والتعقيب عليها وتفنيدها، قد أعطاها روحا جديدة بحيث دبت الحياة في مفاصلها، واستمتع القارئ أيّما استمتاع بأسلوب هذا التناول الجميل الذي لا يخلو من سخرية لاذعة ظاهرة أحيانا ومبطنة أحيانا أخرى.
ويفوح من الرواية عبق الأرض الفلسطينية البكر .. تلك الارض الخلاء الصافية التي تساعد على التخيل والتفكر في بديع صنع الخلق، ودور المادة والطاقة الأزلية في التحولات الكونية عبر مليارات السنين، وانعكاس هذا الفضاء اللامحدود على نمو افكار انسانية قائمة على المساواة والعدل والحق والخير والجمال، ولذا أزعم مجددا ان الرواية كانت موفقة في مشهد تصور أو تخّيل انقاذ الاطفال اليهود من الغرق في واد أبو هندي من برية القدس القريب من بعض المستوطنات، وهي صورة انطباعية في غاية الجمال والتوفيق ولا تتيح مجالا للانتقاص منها، انها ربما مستحيلة الحدوث على ارض الواقع ، وإن كنت أفضل عدم المبالغة في انقاذ هذا العدد الكبير من الأطفال من قبل بطل الرواية عارف نذير الحق الذي هو في منتصف الستينات من العمر، وهو ما برّره الكاتب بشيء مقنع على كل حال .. ولكن هذا هو حال الأدب ونمطه المتخيل الذي يشطح بعيدا في العادة.
ولعبت الرواية بذكاء حسب ما أرى، على تناقضات المجتمع الإسرائيلي، وأبرزت الصوت الاسرائيلي الحر المعارض للسياسات المتطرفة التي ستقود حتما الى الخراب والدمار، وإن كان هذا الصوت خافتا ومبحوحا خصوصا هذه الأيام، كما تبنت الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي المتوازن والعاقل والمعتدل ولكنه المتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، كما اقرتها الشرعية الدولية عبر عقود من الصراع والنضال والتضحيات، ويا ليت الجهات المسؤولة عن الثقافة الفلسطينية، تعمل على ترجتمها للغات الأجنبية وخاصة الانجليزية والعبرية لعلها تساهم ولو قليلا في الكشف عن معدن الشعب الفلسطيني الأصيل، وتطلعه الحق الى السلام العادل والدائم رغم ما تعرض له وما عاناه من كوارث منذ الغزوة الصهيونية الأولى، وبدء المشروع الصهيوني المدعوم من الغرب الامبريالي بقضه وقضيضه.
والحقيقة ان كل فصل من الرواية بحاجة الى الوقوف عنده وتأمله لما يحويه من عناصر ثراء وقيم رفيعة ومفاهيم انسانية راقية، ولا تغني هذه الانطباعات البدائية المبتسرة والمجتزأة شيئا عن ضرورة الولوج الى أعماق وكنه الرواية التي هي من طينة أو عجينة تكاد تكون فريدة من نوعها وغير مسبوقة، والبحث والغوص عميقا في مجاهلها ، لاكتشاف المزيد من كنوزها المخبوءة ودلالاتها ومراميها البعيدة. الرواية في كلمتها أو سطرها الأخير صيحة حرّى عاتية من قلب الانسان الفلسطيني الموجوع والمكلوم والمقهور، الباحث عن العدل والحياة الحرة الكريمة.. والمتطلع الى عالم انساني خالٍ من أسلحة العنف والكراهية والقتل والاحقاد، التي لا توّرث الا المصائب والكوارث. فهل ينتصر داود وجوليات العصر الحديث، لقيم الخير والجمال ويقبران رياح الموت والخراب مرة واحدة والى الأبد؟ هل ينتصران لهذه المعاني؟ لنعش ونرى.
31-8-2018



#محمد_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشواك البراري والجهاد في سبيل الحياة
- -ظلام النهار- رواية حقيقية جاءت متأخرة
- ملعون.. ملعون.. ملعون ..الى ابد الدهر...ّ!
- زمان -الشقلبة-..!
- حزب اعداء النجاح ..!
- مرحبا.. فضائيات..؟!
- شكرا.. فضائيات..غنائيات!
- -الجنة الان-..في البدء كانت الصورة..؟!
- حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملا ...
- خربة الاولياء .. تؤكد الحقيقة الغائبة -!لا شيطان الا بني آدم ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا........ تجليات صاخبة لعالم من الوا ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع وا ...
- الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف ...
- راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زحايكة - رواية -عديقي اليهودي-فانتازيا واقعية