أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد زحايكة - حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملائكية تصدح في الفضاء...!














المزيد.....

حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملائكية تصدح في الفضاء...!


محمد زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 08:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


انبهار .. اندهاش.. حيرة وارتباك.. هذا ما خالط نفسي وانا اتصفح "خفايا الحياة" مع حكايات خالدة غوشة.. تلك الحكايات "الطازجة" الساخنة كأنها رغيف طابون خارج على التو من "التنور".. مذاقها لذيذ مسكر دون خمرة.. فيكفيها انها مليئة بخمرة القدس والحياة..! وانا التهم سطور الحكايات والقصص والخراريف كانت تلفح وجهي حرارة الصدق والمعاناة المرسومة في ثنايا هذه الكلمات المعجونة بالوان الصدق ودفء اللواعج الداخلية التي تعتمل في قلب الانسان المظلوم المقهور الذي عاش في بيئة قاسية متقلبة لا تعرف الهدوء والاستقرار والسكينة.. كلمات وعبارات موجعة قاسية تقطر صدقا وانسانية..!

من هذه الكاتبة التي تصرخ من "صماصيم " قلبها المترع بعذابات الكون..؟! من هذه التي تعرينا من كل اصباغنا ومساحيقنا لتكشف حقيقتنا المرة المخجلة..؟! من هذه التي تحمل في قلبها كل هذا الحب رغم جبال المرارة والحزن المدفون في حنايا قلبها..؟! من هذه "المجدلية" التي تغني اغنية المسيح الخالدة.. " تعالوا الي يا كل المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم"..؟! من هذه "العدوية.. المريمية" التي تقابل الاساءة بالاحسان..؟! من هذه الصبية الجميلة الطالعة من شجيرات السرو والصنوبر المقدسية.. الصاعدة من ازهار الفل والياسمين والورد الجوري في حدائق امنا القدس؟! من هذه الانسانة او الجنيةالشفافة التي تهدي احلامها وعذاباتها الى وطنها الاكبر القدس..! من هذه الساحرة "الممسوسة" من عوالم الجن والملائكة التي تملأ جرتها عسلا وتوزعه على المحرومين والغلابا وتشفي به الموجوعين والمكلومين..!

سيقولون ان هذه الكلمات ليست من بنات افكار خالدة..! وسيقولون ان الافكار ربما من عندها ولكن هناك من كتب لها..؟! وسيقولون انها "استكتبت" شخصا ما..؟ وسيقولون ان "الولية" راكبها عفريت من الجن هو الذي يوحي اليها بهذه الحكايات والاساطير المدهشة..؟! سيقولون انها ثلاثة ورابعها جني او عفريت من الجان..؟! سيقولون انها اربعة وخامسها ابليس..؟! ولكنني اقول.. انا البدوي الجريح.. على رسلكم..! ها انتم تعترفون ولو بصورة غير مباشرة بمدى جمالية "خفايا الحياة"..! دعوني اجيبكم على شكوككم وتساؤلاتكم..! انا شخصيا اصدق حتى العظم ان مثل هذه الحكايات لا يمكن ان تصدر الا عن انسانة اكتوت بنار الحياة منذ طفولتها الاولى..! وهذه الحكايات الجريئة لا تصدر الا عن انسانة متمردة قوية الشخصية تواجه الفشل والخوف وتضرب عرض الحائط بكل القيم والعادات المتخلفة البالية..! انسانة لا تعيش لنفسها فقط..! او تعيش لتأكل وتستمتع بالحياة ومظاهرها الخادعة الكاذبة ونزاوتها وملذاتها الفانية.. وانما انسانة "روحانية" الى ابعد حد.. عشقت الحياة ولم ترهب الموت.. فالموت بالنسبة لها هو بداية الحياة الحقيقية..! انسانة تعطي ولا تأخذ.. انسانة تنشر الحب والفرح على الاخرين وقلبها من الداخل يدمي ويبكي..! ربما .. لا اعرف شخصية الكاتبة على حقيقتها.. ولكنني هنا اناقش ما بين دفتي الكتاب والاثر الذي تركه ذلك في نفسي..! فأزعم ان هذا الكلام وتلك العبارات لا يمكن ان تصدر الا عن انسان عاشق مرهف الحس محب للبشر على اختلاف اجناسهم والوانهم..! هناك من سيحاول او ربما حاول فعلا "شيطنة" الكاتبة الانسانة وتحميلها كل موبقات وشرور العالم..! فأقول لهؤلاء كما قالت الكاتبة على لسان السيد المسيح.. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر..!

وانا بين دفتي كتاب الحكايات.. شعرت انني في محراب راهبة متعبدة..! انسانة عاشقة حتى النخاع للصدق ولعذوبة الحياة.. انسانة كارهة للدجل والنفاق ومسح الجوخ.. انسانة متفهمة لعذابات الاخرين ولنزواتهم وسقطاتهم.. فهم بشر وليسوا ملائكة..! لا ادري اذا كنت مبالغا.. فقلت.. ان حكايات خالدة غوشة اخذتنا الى عوالم ساحرة.. عوالم الروح والنفس والجسد..! اخذتنا الى عوالم ارضية واخرى سماوية.. غربت بنا وشرقت.. شطحت بنا وهي تصور بعبقرية مشوقة خلجات نفسها الداخلية وما يمور في اعماقها من احاسيس واحلام عجائبية وغرائبية..! اني أكاد اسمع الحانا واصواتا ملائكية تملأ روحي وجوانحي وانا استذكر قصصا وحكايات من لدن انسانة مقدسية ثارت على الواقع السيء ورفضته بكل الق وعنفوان..! ان حكاية خالدة هي حكايتنا جميعا.. نحن ضحايا القهر والاحتلال والتربية العقيمة السيئة التي اوصلتنا الى هنا..!

هناك الكثير الكثير مما يعتمل في صدري ازاء هذا العمل الادبي الفني او الى اي جنس ادبي اخر تريدون ان تصنفوه..! ولا يمكنني البوح بكل ما جاش في صدري الان..وانا بانتظار الجزء الثاني من هذه الحكايات التي تفتح عيوننا على بعض ما خفي من حياتنا.. فالمخفي اعظم..! يجب ان اعترف ان حكايات خالدة غوشة قد سرقت النوم من عيني.. وجعلتني اهيم في السموات العلى.. ما ان اضع جسدي المنهك على سرير النوم حتى احس بأن روحي قد انفصلت عني وراحت تحلق في "سديم لامنتهي" بحثا عن حياة اجمل.. حياة ليس فيها لغو ونميمة وحروب اشاعات.. حياة ابدية سرمدية..! ولكن يبقى ان اقول ان اهم شيء قد كشفته لي هذه الحكايات النورانية الصاخبة.. هي انني انا محمد ابن جميل ولد زحايكة من عرب السواحرة المعروف "بالصاحب"..! هي انني ميت منذ زمن.. وان ما ترونه امامكم هو جثة متحركة لا غير..! نعم.. انا جثة متحركة ( وكلنا كذلك) ولكنني، اتكلم الان بالنيابة عن نفسي فقط..! لذلك من كان منكم يحترمني ويحبني.. فليسرع ويأخذ جثتي ويهيل عليها التراب.. الا تقولون ..ان اكرام الميت دفنه.. ارجوكم ان تفعلوها وبسرعة قبل ان تنتشر رائحتي في كل مكان..! وسامحك الله يا خالدة.. لانك كشفت سر موتي..موتنا جميعا، قبل الاوان..؟!



#محمد_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربة الاولياء .. تؤكد الحقيقة الغائبة -!لا شيطان الا بني آدم ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا........ تجليات صاخبة لعالم من الوا ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع وا ...
- الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف ...
- راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد زحايكة - حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملائكية تصدح في الفضاء...!