|
المسار - العدد 19
الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المسار- العدد (19) – آب/ أغسطس2018
الافتتاحية:
الصراع الأميركي-الايراني كمحدد لمستقبل المنطقة
----------------------------
النص النهائي لـ "قانون القومية" (قانون أساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي) الذي أقره الكنيست الاسرائيلي مؤخراً. ينص هذا القانون على ما يلي: 1- المبادئ الأساسية أ-أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل. ب- دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير. ت-ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي. 2- رموز الدولة أ-اسم الدولة "دولة إسرائيل". ب- علم الدولة أبيض وعليه خطان باللون الأزرق وفي وسطه نجمة داوود زرقاء. ت-شعار الدولة هو الشمعدان السباعي، وعلى جنبيه غصنا زيتون، وكلمة إسرائيل تحته. ث-النشيد الوطني للدولة هو نشيد "هتكفا". ج-تفاصيل رموز الدولة تحدد في القانون. 3- عاصمة الدولة القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل. 4- اللغة أ-اللغة العبرية هي لغة الدولة. ب-اللغة العربية لها مكانة خاصة في الدولة؛ تنظيم استعمال اللغة العربية في المؤسسات الرسمية أو في التوجه إليها يكون بموجب القانون. ت-لا يمس المذكور في هذا البند بالمكانة الممنوحة فعليًا للغة العربية. 5- لمّ الشتات تكون الدولة مفتوحة أمام قدوم اليهود ولمّ الشتات. 6- العلاقة مع الشعب اليهودي أ-تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودًا أو مواطنين في الدولة ب- تعمل الدولة في الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودي. ت-تعمل الدولة على المحافظة على الميراث الثقافي والتاريخي والديني اليهودي لدى يهود الشتات. 7- الاستيطان اليهودي تعتبر الدولة تطوير استيطان يهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته. 8- التقويم الرسمي التقويم العبري هو التقويم الرسمي للدولة، وإلى جانبه يكون التقويم الميلادي تقويمًا رسميًا. 9- يوم الاستقلال ويوم الذكرى أ-يوم الاستقلال هو العيد القومي الرسمي للدولة. ب- يوم ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل ويوم ذكرى الكارثة والبطولة هما يوما الذكرى الرسميين للدولة. 10- أيام الراحة والعطل يوم السبت وأعياد الشعب اليهودي هي أيام العطلة الثابتة في الدولة. لدى غير اليهود الحق في أيام عطلة في أعيادهم، وتفاصيل ذلك تحدد في القانون. 11- نفاذ القانون أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست. ________________________________-
عندما يتوه "المثقف": عدو عدوي صديقي يقول المثل القديم "عدو عدوّي صديقي" إن عدوّين يمكن، أو بالأحرى، يجب أن يتعاونا ضد عدوّ مشترك من أجل التخلص من تهديد أو خطر محتم. كما أن أحد أقدم التعابير المكتشفة عن هذا المفهوم ورد في وثيقة "أرتاشاسترا" باللغة السنسكريتية حول فن الحكم والكفاءة السياسية التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وفي بلادنا يقول المثل العربي المعروف "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب"، فيما عرف أول استخدام مسجل لمفهوم "عدو عدوّي صديقي" بنسخته الإنكليزية عام ١٨٨٤. استعمل المفهوم أيضاً من قبل الأمريكيين والبريطانيين والروس، في الحرب العالمية الثانية، عندما تعاونوا ضد النازيين، رغم الاختلافات المتأصلة والتوتر القائم بين الاتحاد السوفييتي والتحالف الغربي. إن تعاون الولايات المتحدة أيضاً مع نظام صدام حسين خلال الحرب الإيرانية -العراقية كاستراتيجية ضد الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩، يندرج أيضاً تحت مفهوم "عدو عدوي صديقي"، قبل أن تنقلب الولايات المتحدة على صدام حسين نفسه وتتسلم إيران زمام الأمور في العراق، بشكل غير مباشر، بعد عام ٢٠٠٣. إن الأمثلة كثيرة جداً حول هذا المفهوم ويصعب إحصائها عبر امتداد التاريخ الواسع. عسكرياً، قد يكون استخدام المفهوم تكتيكاً من أجل تحقيق نتيجة ما على المدى القريب، لكن على المستوى الثقافي والسياسي من المؤسف أن نجد كُتَّاباً و "مثقفين"، وأكثرهم غير مجبر على ذلك، يطبقون هذا المبدأ. هناك العديد الـ "مثقفين" اليساريين، مثلاً، يستميتون ويستمتعون في الدفاع عن أنظمة ديكتاتورية مستبدة تقمع الناس وتسجنهم وتعذبهم، وذلك بحجة أن هذه الأنظمة تقاتل في خندق واحد إلى جانب هؤلاء الـ "المثقفين" ضد الإمبريالية وأعوانها، أي أن جوهر الفكر اليساري في إنشاء مجتمع عادل ومتضامن ومستدام يهدف إلى تحرير الإنسان من الاستغلال ومن قيوده، يصبح أمراً لا معنى له لـ "المثقف"، مقابل صراع فاشل ومحسوم سلفاً ولا طائل منه، أمام عدو ضخم هائل ممسك، تقريباً، بكل مجالات الحياة، ولا يمكن الوقوف بوجهه إلا بإقامة مجتمع يعمل على خطط حقيقية بعيدة المدى يشارك في صنعها كل الأفراد وليس فئة محددة. هناك نوع آخر من "مثقفي الاستبداد" الذين يكون انتمائهم الديني أو الطائفي أو العشائري أقوى وأكثر تعبيراً عن هويتهم من انتمائهم الفكري أو السياسي أو الطبقي، وبالتالي يقعون في تناقضات ويعيشون بداخلها، محاولين إقناع أنفسهم بأنهم أصحاب تحليل صائب، وأن "المظلومية" الطائفية قبل عشرات وبل مئات السنين جذورها أعمق من المظلومية التي تتعرض لها الأغلبية المسحوقة في المجتمعات المعاصرة. إن موقف "مثقف الاستبداد" هذا يجعله يتناقض مع مبادئه وأفكاره، ويدخله في متاهة تسويق جميع الذرائع الممكنة واستخدام الحشو الإنشائي والشعارات الخشبية، إلى جانب "النضال" في إيجاد أية إشارة حتى لو كانت صورة أو كلمة أو شعار جديد يريح باله ويقنعه بأنه على المسار الصحيح، من أجل تبرير الجرائم المرتكبة بحق الإنسان والطبقة العاملة، من قبل هذه الأنظمة المستبدة، التي تقوم سياساتها فعلياً بسحق الناس وتهشيم كرامتهم وإنسانيتهم، حتى يصلون إلى مرحلة يرون فيها أن أعدائهم أرحم عليهم من أبناء جلدتهم، وبالتالي يتمنون فيها التعاون مع أياً كان فقط للتخلص ممن يكبت على أنفاسهم ويذلّهم، وحينها يقفز "مثقف الاستبداد" من الفرح مؤكداً صحة "نظريته" حول أن هؤلاء الناس هم "عملاء كامنون" وأنهم لا يستحقون الديمقراطية ولا الحرية، ولا حتى الحياة، وأن القادة الذي يدافع عنهم يستحقون شعباً آخر، دون أن يرى أن يأس الناس وسبب تحوّلهم ما هو إلا نتيجة حتمية لسياسات الأنظمة المستبدة الفاشلة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً قد يكون العديد من "مثقفي الاستبداد" مضطرين، مادياً، للوقوف مع المستبدين، لكن هذا لا يصنفهم إلا في خانة الارتزاق الثقافي. وهذه حالة مثقفي الدول النفطية القادمين من الدول الأخرى الأكثر فقراً، حيث يقف طرف ضد الطرف الآخر وفق مبدأ النكاية و "الفزعة"، ويشهّرون ببعضهم وكأنهم يدافعون عن دول ديمقراطية لها مبادئ، وليس عن واحة نفطية استبدادية في إطار مجتمع مكبوت متخلف يكون في الظاهر شيء وفي الخفاء شيء آخر، تحيطه هيئات حجرية تعمل تحت إمرة ديكتاتورية دينية قهرية تجلد وتقطع الرؤوس في الشوارع وتعتقل تعسفياً وتعاقب بالسجن لسنين طويلة مقابل قصيدة أو تغريده لناشط ما من كلمات معدودة، فيما وسائل إعلامها الهائلة تهاجم استبداد الدول الأخرى، وفق مبدأ "الانتقام العشائري" بعيدة عن أية مبدأ أو قيم أو حقوق إنسان. قبل ٢٨ عاماً تفاجئ العالم بانتقال العديد من "مثقفي الاستبداد" السوفياتي، الذين كانوا يستميتون في الدفاع عن جرائمه ومجازره وإعداماته التعسفية بحق الناس والفقراء وكل من ينتقدهم، إلى الضفة الثانية وأصبحت، فجأة، الولايات المتحدة بالنسبة لهؤلاء "المثقفين" قائدة العالم الحر والملهمة، وبالتالي فإن جرائهما ومجازرها الأخرى هي حقاً طريق إجباري لنشر "الديمقراطية" والقيم الليبرالية، فوق جماجم فقرائنا. يعلمِّنا التاريخ أنه لا يوجد نظام استبدادي استمر مدى الحياة وتمكن من هزيمة الإرادة البشرية، بل كل ما ازداد قهره للناس، كلما كانت نهايته أكثر مأساوية، وبالتالي لن يستغرب أحداً حين يرى انتقال "مثقفي الاستبداد" بجميع أنواعهم سواء كانوا طائفيين أو "محاربين متمرسين" للإمبريالية أو مرتزقة ماديين إلى الضفة الأخرى عندما يسقط أولياء نعمتهم. إن اتخاذ شعار "عدو عدوي صديقي" طريقاً في السياسة والثقافة سيجعل معتنقه يتماهى مع تناقضاته، بدل أن يتماهى مع مبادئه ومع الفئة التي يمثلها، ويؤدي بصاحبه من سفل إلى أسفل في هاوية لا قعر لها، حتى يضمحل في أكثر صفحات التاريخ نسياناً، دون أن يترك أي أثر للأجيال القادمة في درب تحرر الإنسانية. --------------------
الرأسمالية الروسية الجديدة يعتبر انهيار ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي ومن ثم تفكك الاتحاد السوفييتي من أهم الأحداث التي حصلت في القرن العشرين.هو بالنتائج يعادل الحرب العالمية الثانية (39-45) . كان من أهم عوامل هذا الانهيار عجز المعسكر الشرقي عن مجاراة التقدم الرأسمالي، وفشل رأسمالية الدولة الحاكمة في الشرق تحت تناقضاتها الداخلية المتمثلة في مجتمع يحتاج للتقدم وبين شكل يعتبر سداً حاجزاً أمام ضرورة التقدم فرض سباق التسلح في مرحلة ريغان على الاتحاد السوفييتي الدخول في مفاوضات أذعن فيها السوفييت ومن خلفهم لشروط أفصحت عن الواقع الحقيقي لهذا المعسكر وكانت بمثابة إعلان لانهيار دراماتيكي. نريد في هذه الدراسة الموجزة أن نؤكد على أمرين أولهما أنه رغم محافظة روسيا على مقعدها الدائم في مجلس الأمن كخليفة للاتحاد السوفييتي ورغم الدور العالمي الطاغي خاصة في منطقة الشرق الأوسط نقول رغم ذلك فإن دور روسيا في واقع الحال لا يُعبر عن إمكاناتها الحقيقية ولا أنها دولة ذات سيادة. والشق الآخر الذي نريد إثباته أنه يجري من السبعينات إعادة انتاج للهيمنة الدولية وفق حاجات النظام الرأسمالي المستجدة. حاول الروس في يناير 1992 القيام بعملية الانتقال نحو رأسمالية وطنية تملكه وتتحكم به طبقة من المنظمين الروس، يتم مساندته كما في الدول الرأسمالية الكبرى من قبل سياسات الدولة الاجتماعية والاقتصادية ولكن الغرب كان يخطط للصيغة المثلى لإخضاع الدب القطبي. أي كيف يستولي على الموهبة العلم التكنولوجيا، كيف يشتري الرأسمال البشري وكيف يستحوذ على حقوق الملكية الفكرية. كان الغرب يرى أن الرأسمالية هي العدو وليس الاشتراكية. وإذا كان العلاج الاقتصادي يعزز مصالح التجار الروس. و"مافيات" الأعمال فإنه عملياً يؤدي إلى قتل المريض، ويدمر الاقتصاد الوطني، ويدفع منشآت الدولة إلى الإفلاس، من خلال التلاعب المقصود بقوى السوق. حددت الإصلاحات قطاعات النشاط الاقتصادي التي سيسمح لها بالبقاء. لقد أوضحت الأرقام الرسمية حدوث انخفاض بلغ (27) بالمائة في الإنتاج الصناعي خلال العام الأول من الإصلاحات. وقُدر حجم الانهيار الفعلي للاقتصاد الروسي في العام 1992 بنحو 50%. تعتبر الإصلاحات التي قام بها البنك الدولي في عهد يلتسين، أداة لإضفاء طابع العالم الثالث. إنها نسخة كربونية لبرنامج التكييف الهيكلي الذي يفرض على بلدان أمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء. مع أن البرنامج كان معداً لتثبيت الأسعار، لكن الأسعار الاستهلاكية زادت في العام (1992) بأكثر من مائة مرة كنتيجة مباشرة لبرنامج مكافحة التضخم، حيث وجهت العملية التضخمية إلى حد كبير من خلال دولرة الأسعار المحلية وانهيار العملة وارتفع سعر الخبز (بأكثر من مائة مرة) من (13-18) كوبيك في ديسمبر 1991 قبل الإصلاحات إلى أكثر من 20 روبل في أكتوبر 1992، في المقابل زادة الأجور ما يقرب من عشر مرات – أي إن الدخول الحقيقية انخفضت بأكثر من 80 بالمائة. إن انهيار مستوى المعيشة الموجه نتيجة سياسة الاقتصاد الكلي لم يسبق له مثيل في التاريخ الروسي "كان لدينا طعام أكثر أثناء الحرب العالمية الثانية" وبمقتضى المبادئ التوجيهية لصندوق النقد الدولي – البنك الدولي كان على البرامج الاجتماعية أن تصبح ممولة ذاتياً: وصدرت تعليمات للمدارس والمستشفيات ودور الحضانة (بالإضافة للبرامج المدعومة من الدولة في مجالات الرياضة والثقافة والفنون) أن تولد مصادر إيرادات من خلال اقتضاء رسوم استخدام. وأصبحت أعباء إجراء عملية جراحية في المستشفى تعادل ما بين دخل شهرين وستة أشهر، مما يعني أنه لا يجريها سوى الأغنياء الجدد، ولم تدفع المستشفيات وحدها إلى الإفلاس بل كذلك المسارح والمتاحف، وتحلل وتغلق مسرح تاجانكا الشهير في العام 1992 ولم يعد لدى الكثير من المسارح الصغيرة أموالاً لتدفع أجور ممثليها. وأدت الإصلاحات إلى انهيار دولة الرعاية وقضي على الكثير من إنجازات النظام السوفييتي في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والفنون (والتي يعترف بها المثقفون الغربيون). ومع ذلك بقيت الاستمرارية مع النظام القديم، فتحت قناع الديمقراطية الليبرالية استمرت الدولة الشمولية دون أن تمس: مزيج دقيق من الستالينية والسوق الحرة وبين ليلة وضحاها أصبح يلتسين وأصدقاؤه أنصاراً متحمسون للنيو-ليبرالية، وحلت عقيدة شمولية محل أخرى وشوه الواقع الاجتماعي، وزيفت الإحصاءات. فقد زعم صندوق النقد الدولي أواخر 1992 أن مستوى المعيشة قد ارتفع، منذ بداية برنامج الإصلاح وادعت وزارة الاقتصاد الروسية أن الأجور تزيد بسرعة أكبر من الأسعار، لكن الناس ليسوا أغنياء فقد قالوا نحن لا نصدقهم فقد ارتفعت الأسعار مائة مرة. كان مبدأ تراكم الثروة في الاتحاد السوفييتي قائماً على "الأموال السريعة" السرقة من الدولة والشراء بسعر والبيع بسعر آخر. كانت بداية ولادة رجال الأعمال الروس من أيام بريجينيف حيث نمت وتطورت رأسمالية الأبارتشيك! "أكل آدم التفاحة، وسقطت الخطيئة الأصلية على رأس الاشتراكية" حظي برنامج صندوق النقد الدولي بمساندة سياسية غير مشروطة من قبل "الديمقراطيين" أي أنه تم دعم المصالح الضيقة لطبقة التجار الجديدة حيث دافعت حكومة يلتسين عن مصالح هذه الطبقة المدولرة حيث أدت إصلاحات صندوق النقد الدولي إلى سرعة إثراء فئة صغيرة من السكان وأدت الدولرة إلى فقدان الروبل لكونه مخزناً مأموناً للقيم. كل هذا أدى إلى تفكيك اقتصاد أمة مهزومة، ولم تكن غاية الإصلاحات كما يدعي الغرب بناء رأسمالية وطنية وإنما يريد تحييد عدو سابق. وهذا ما كان فقدتم الاستيلاء على كل شيء من قبل مافيات مدعومة من الغرب حيث تم الاستيلاء على الممتلكات العامة من خلال المزادات. وأدى ذلك إلى انتقال جزء هام من ممتلكات الدولة إلى الجريمة المنظمة وحسب التقديرات كانت هذه المافيات تشكل لوبي يتخلل جهاز الدولة حيث كانت نصف بنوك روسيا التجارية بحلول عام 1993 تحت سيطرة المافيات، ونصف العقارات العامة وسط موسكو في أيدي الجريمة المنظمة. كان انهيار الروبل هو الأداة في نهب موارد روسيا الطبيعية: فالنفط والمعادن غير الحديدية والمواد الأولية الإستراتيجية يمكن أن يشتريها التجار الروس بالروبل من مصنع الدولة ويعاد بيعها لتجار من الجماعة الأوربية بعشرة أمثال سعرها كما أن أعضاء بارزين في المؤسسة السياسية كان يقومون بنقل مبالغ كبيرة عبر التجار. تمت عملية الإصلاح في روسيا في ظل أزمة عالمية وسوق عالمي منكمش، حيث كان يجري إغلاق المصانع في أوربا وأمريكا الشمالية لم تجد الرأسمالية الروسية مكاناً لها في هذا الوضع العالمي وأدت الإصلاحات إلى دعم التصدي الحر غير المقيد للسلع الأولية، بما فيها النفط والسلع الإستراتيجية والمواد الغذائية الأساسية، في حين يتم الاستيراد بحرية للسلع الاستهلاكية بما فيها السيارات الفاخرة والسلع المعمرة، في ظل غياب أية حماية للصناعة المحلية، أو أية تدابير لإصلاح القطاع الصناعي، أو تحويل المواد الأولية حيث جُمّد الائتمان لشراء المعدات ومن ثم تحرير أسعار النفط والطاقة، وأسعار الشحن. كل ذلك أدى بالصناعة الروسية على الإفلاس. لقد وضعت خطط محكمة من قبل الغرب لإضعاف الاقتصاد الروسي رفيع التقنية، حيث وضعت شركة لوكهيد للصواريخ والفضاء، وشركة بوينغ، وشركة روكويل أنترناشيونال وغيرها من الشركات أبصارها على صناعات الفضاء والطيران وتمكنت شركات التقنية الرفيعة المستوى، الأمريكية والأوربية (ومقاولو وزارة الدفاع) من شراء خدمات كبار العلماء الروس في مجالات الألياف البصرية. وتصميم الحاسبات الآلية، وتكنولوجيا التوابع الاصطناعية والفيزياء النووية وغيرها بأجور أقل من (100) دولار شهرياً كما أن المجمع الصناعي العسكري الذي يقع تحت ولاية وزارة الدفاع والتي نفذت برنامج التمويل تحت إشرافها والتي تفاوضت مع الغرب بشأنها قد أدت إلى تفكيك هذا المجمع مع ذراعه المدنية. ومنعت روسيا من أن تصبح منافساً في السوق العالمية. وتعني خطط التمويل مادياً تفكيك قدرات روسيا الإنتاجية في المجالات العسكرية والطيران والتقنية الرفيعة مع تسهيل استيلاء رأس المال الغربي وسيطرته على قاعدة المعرفة الروسية (حقوق الملكية الفكرية) ورأس المال البشري بما فيه العلماء والمهندسون، ومعاهد الأبحاث، وبمقتضى صيغة تحويل معينة حول العتاد العسكري والأصول الصناعية إلى خردة بيعت في السوق العالمية، ثم أودعت حصيلة هذه المبيعات في صندوق تابع لوزارة الدفاع يمكن أن يستخدم في استيراد السلع الرأسمالية، أو في سداد خدمة الدين، أو الاستثمار في برامج الخصخصة. تبع ذلك الانهيار في الصناعة انهيار بالبنوك الدولية حيث لم يصمد سوى أقوى البنوك والمرتبط بالبنوك الدولية وبتشجيع هذا الوضع تغلغلت البنوك التجارية الأجنبية والبنوك المشتركة في النظام المصرفي الروسي واستولت على كل شيء. تلي تلك العملية وعن طريق صندوق النقد الدولي إلغاء منطقة الروبل وتقويض التجارة بين الجمهوريات السابقة حيث صكت عملاتها الخاصة وأقامت بنوكها المركزية بمساعدة فنية من صندوق النقد الدولي وعززت هذه العملية من البلقنة الاقتصادية وتفتحت القوى الاقتصادية الإقليمية التي تخدم المصالح الضيقة للطواغيث والبيروقراطيين المحليين وفي حين حررت التجارة مع العالم الخارجي أقيمت الحواجز داخل كومنولت الدول المستقلة. انهار كل شيء ووقعت روسيا فريسة للغرب أغلب إنتاجها يذهب لخدمة الدين الذي دُمرت به وتحولت إلى دولة من العالم الثالث تعيش على ريع النفط والخشب وسواه وأعيد إنتاج النظام السياسي ليصبح نظاماً وظيفياً توكل إليه المهمات المطلوبة كما نرى. لقد تمت عملية إعادة التكييف والهيكلة لمعظم دول العالم بما فيها العالم المتقدم. ولكن ما جرى في الدول الضعيفة إنها كانت عاجزة عن استيعاب هذه المتغيرات وأدى هذا ببعض الدول إلى الانهيار والحروب الأهلية كما جرى في الصومال، ورواندا ودول أميركية اللاتينية أما الدول المتقدمة استطاعت استيعاب الصدمة. كل ذلك تم لصالح نظام عالمي يقود العالم ويعمل على دوام مصالحه واستمرار هيمنته على الكون ومقدراته. -----------------
العلاقات الروسية-البريطانية منذ العام 1991: وجهات نظر متباينة House of Commons Foreign Affairs Committee ترجمة هيئة التحرير
تنبع التوترات الحالية بين روسيا والمملكة المتحدة في جزء كبير من تفسيرات مختلفة للأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وفقا للسرد الغربي السائد، الذي لخَّصه السَّفير البريطاني السابق في روسيا، السير رودريك لين، خلال التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحالي، "سعى الغرب إلى دمج روسيا بشكل تدريجي في المجتمع الأوروبي الأطلسي واتبع رؤية لشراكة استراتيجية"1 شملت هذه الجهود دعم روسيا، إلى جانب أعضاء آخرين في الاتحاد السوفييتي السابق، لتصبح ديمقراطية بالكامل وتطوير اقتصاد السوق، والتَّرحيب بها في مجموعة الثماني وإنشاء آليات مثل المجلس المشترك الدائم لحلف الناتو وروسيا (PJC). دمج روسيا في البنية الأمنية الأوروبية الأطلسية. إن الأدلة المكتوبة التي قدمتها وزارة الخارجية لهذا التحقيق، تضمَّنت هذا الفهم الغربي لفترة ما بعد الحرب الباردة. أخبرتنا وزارة الخارجية أنه، منذ نهاية الحرب الباردة، كان هدف الغرب الواسع هو محاولة تعزيز اندماج روسيا في النظام العالمي والاقتصاد العالمي، وبناء شراكة استراتيجية مع روسيا. كانت المملكة المتحدة في مقدمة هذا النهج. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، تحركت المملكة المتحدة بسرعة لإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد الروسي المستقل حديثًا وتطوير علاقة ثنائية قوية ومثمرة. لقد سعينا إلى معالجة مخاوف روسيا من تطويق حلف الناتو من خلال دعم إقامة علاقة رسمية من خلال "القانون المؤسس على العلاقات المتبادلة والتعاون والأمن" (الناتو -روسيا) 1997. نحن ندعم بقوة ضم روسيا إلى مجموعة واسعة من المنظمات والمجموعات المتعددة الأطراف، بما في ذلك مجلس أوروبا في عام 1996، ومجموعة الثماني في عام 199، وانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية. كما كانت المملكة المتحدة نشطة في تقديم الدعم التقني لروسيا في تحولها من اقتصاد مخطط إلى سوق واحد2 يقدم معظم المعلقين الروس رواية مختلفة تصف أحداث التسعينيات وأوائل الألفية الثانية. عندما زرنا روسيا في مايو 2016، أخبرنا السياسيون والخبراء الأكاديميون مرارًا وتكرارًا أنه من بين النخبة السياسية والجمهور الروسي الأوسع، يُنظر إلى التسعينات على أنها فترة من الاضطرابات الداخلية والإذلال الدولي. من المنظور الروسي الرسمي، استغل الغرب الضعف النسبي في روسيا بتجاهل مصالحه المشروعة في الفضاء ما بعد السوفيتي وفي غرب البلقان ورفض إعادة تنظيم البنية الأمنية الأوروبية الأطلسية لتشملها3 على سبيل المثال، اعتبر الاتحاد مجلس حلف الناتو -روسيا ليس ندين متساوين، بل منتدى حيث تم إخبارها بما يعتزم الناتو القيام به. علاوة على ذلك، من وجهة نظر روسيا، فإن التوسّع شرقاً للناتو في عامي 1999 و2004 حطمت الضمانات اللفظية التي أعطيت لروسيا في وقت إعادة توحيد ألمانيا وأحكام قانون تأسيس شراكة الناتو وروسيا لعام 19974 الأدلة المقدمة إلى تحقيقنا من قبل السفير الروسي في المملكة المتحدة، ألكسندر ياكوفينكو، حددت أيضاً سردًا لفترة ما بعد الحرب الباردة التي تناقضت بشكل حاد مع تلك التي قدمتها وزارة الخارجية البريطانية. شرح السفير ياكوفينكو كيف تنظر روسيا إلى تسعينات القرن الماضي وتبعات ما يعتبره سلوكًا عدوانيًا للغرب: "إن القرارات الأحادية الجانب التي اتخِذت في أوائل التسعينات (روسيا والغرب) وضعِت على مسار تصادمي، وقد حددت سلفاً، بطريقة داروينيّة إلى حد ما، هذه الديناميات السلبية [كذا]. وبدون إعادة النظر في تلك السلبية، لا يمكننا أن نواجه مشاكل اليوم. إنني أؤمن حقاً أنه بالنظر إلى تجربة السنوات الخمس والعشرين الماضية، يمكننا إيجاد حلول جماعية أفضل وحقيقية، والتي أوافق، ربما كان من الصعب التفكير فيها في مناخ "النشوة في الحرب الباردة". وغني عن القول إن نهاية الحرب الباردة لم تكن أبدا مستعدة فكريًا. ربما يتقاسم الجميع اللوم على ذلك. ولكن، من الطبيعي أن نتوقع قدرا أكبر من الإحساس والشهامة من أولئك الذين يتمتعون بالقوة والاستقرار على عكس أولئك الذين يعانون من اضطرابات خطيرة في مجتمعاتهم [...]. ثمة اعتقاد متزايد في مجتمع الخبراء وبين المراقبين السياسيين، أن الغرب ارتكب خطأً فادحًا، عندما قرر توسيع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق. لقد أدت استراتيجية التوسع المشترك بين الحلف والاتحاد الأوروبي إلى جعل الخطوط الفاصلة في أوروبا أقرب إلى حدود روسيا بدلاً من التخلص منها نهائياً. كان قصير النظر وذو ذهن صغير للتحوط ضد إعادة إحياء روسيا. لقد كانت بمثابة نبوءة محققة […] لو كنا قد فكرنا في الأمور من خلالنا بشكل مشترك، لوجدنا أنفسنا قادرين على أن ننقذ الجزء الأكبر من المتاعب الحالية، أولاً وقبل كل شيء أوروبا، ولكن أيضا في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. سيكون لدينا نظام أمن جماعي في أوروبا، يعمل ويتيح لنا العمل بشكل مشترك وفي الوقت المناسب في المحيط الأوروبي".5 اعترفت وزارة الخارجية بأن روسيا تنظر لفترة ما بعد الحرب الباردة بشكل مختلف عن الغرب، لكنها صوَّرت هذه القصة كمحاولة متعمدة، وحديثة إلى حد ما، من قبل القيادة الروسية الحالية لتبرير سياسة خارجية أكثر عدوانية: "ترى القيادة الروسية الحالية أن الفترة التي أعقبت الحرب الباردة مباشرة كانت بمثابة فترة من الإذلال استغل خلالها الغرب عمداً ضعف روسيا النسبي. أدى هذا التصور منذ العام 2000 إلى سياسة أكثر عدوانية واستبدادية وقومية، هدفها إعادة تأكيد المصالح الروسية بقوة أكبر وإمالة توازن القوة الاستراتيجية في اتجاهه. في هذه العملية، عرّفت روسيا نفسها بشكل متزايد من خلال معارضة الغرب"6 هذه النظرة الروسية إلى هذه الفترة موضع خلاف من قبل حلف الناتو نفسه، بالإضافة لحكومات الناتو الفردية والعديد من المعلقين المستقلين. على سبيل المثال، كتبت آن أبلباوم، الكاتبة الفائزة بجائزة بوليتزر: "لم يتم توقيع أي معاهدات تحظر توسع حلف الناتو مع روسيا. لم يتم كسر أي وعود. ولم ينبع الدافع لتوسيع حلف الناتو من "انتصار" واشنطن. على العكس من ذلك، تم رفض أول جهود بولندا لتطبيقها في عام 1992. عندما حدث التوسع البطيء والحذر في نهاية المطاف، بُذلت جهود مستمرة لطمأنة روسيا. لم يتم وضع قواعد الناتو في الدول الأعضاء الجديدة، وحتى عام 2013 لم يتم إجراء أي تدريبات هناك. وقد تضمنت وضمنت اتفاقية بين روسيا والناتو في عام 1997 بعدم تحريك المنشآت النووية، لا من مجلس حلف شمال الاطلسي أو روسيا. في عام 2002، رداً على الاعتراضات الروسية، كانت أوكرانيا وجورجيا قد حرمتا من عضوية حلف الناتو في عام 2008. وفي هذه الأثناء، لم تكن روسيا "مذلة" فقط خلال هذه الحقبة، بل أعطت "قوة عظمى" فعلية. إلى جانب المقعد السوفياتي في مجلس الأمن الدولي والسفارات السوفيتية. كما تلقت روسيا أسلحة نووية سوفييتية، نقل بعضها من أوكرانيا في عام 1994 مقابل اعتراف روسيا بحدود أوكرانيا. تعاملَ الرئيسان كلينتون وبوش مع نظرائهما الروس كزميلين لهما "قوة عظمى" ودعاهما للانضمام لمجموعة الثمانية -على الرغم من أنه ليس لدى روسيا، لا اقتصاد كبير ولم تتأهل ديمقراطيّاً بعد7 لقد ذهب معلقون آخرون إلى أبعد من ذلك في معالجة هذه النقطة. على سبيل المثال، ذكر المؤرخان كريستوفر كلارك وكريستينا سبور: " برزت في السنوات الأخيرة، النزعة إلى تشويه سمعة الماضي مثل الإذلال كواحدة من السمات البارزة في إدارة الكرملين للشؤون الدولية. بدأت القيادة الروسية وسط تبادل الاتهامات حول تدخلات الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في كوسوفو وليبيا وسوريا، في التشكيك في شرعية الاتفاقات الدولية التي يقوم عليها النظام الأوروبي الحالي. ومن بين هذه النقاط، تمثل معاهدة التسوية النهائية فيما يتعلق بألمانيا في 12 أيلول / سبتمبر 1990، والتي تعرف أيضا باسم معاهدة "2+4" لأنها وقعت عليها ألمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا. ومع ذلك، فإن الادعاء بأن المفاوضات من أجل هذه المعاهدة تشمل ضمانات لحظر حلف الناتو من التوسع في أوروبا الشرقية لا أساس له من الصحة. في المناقشات التي أدت إلى المعاهدة، لم يثير الروس مطلقا مسألة توسيع حلف الناتو، باستثناء ما يتعلق بألمانيا الشرقية السابقة. فيما يتعلق بهذا الإقليم، تم الاتفاق على أنه بعد انسحاب القوات السوفييتية، يمكن نشر القوات الألمانية المخصصة لحلف الناتو هناك، لكن قوات الناتو الأجنبية وأنظمة الأسلحة النووية لا تستطيع ذلك. لم يكن هناك التزام بالامتناع عن التوسع في شرق الناتو في المستقبل.8 هذه الرؤى المتباينة ليست جديدة كما قالت FCO. في شباط / فبراير 2000 لاحظت لجنة الشؤون الخارجية آنذاك بعد شهر واحد من تولي فلاديمير بوتين منصب رئيس روسيا بالنيابة وقبل شهر واحد من انتخابه الرسمي في المنصب أن: تحول الموقف المبكر المؤيد للغرب من نظام يلتسين نحو موقف "روسيا أولاً" أكثر استقلالية. تتجلى الصعوبات النفسية التي تواجهها النخبة السياسية والعسكرية الروسية في التكيف مع دور جديد في التسعينيات في محاولاتها لضمان أن العلاقات الدولية تقوم على عالم متعدد الأقطاب، في مقابل إما عالم ثنائي القطب في الحرب الباردة. أو إلى عالم أحادي القطب من التفوق الأمريكي.9 كما وثَّق تقرير FAC لعام 2000 نمو التوتر بين روسيا والناتو، مشيراً إلى أنه كان هناك "نظرة سلبية لحلف الناتو عبر الطيف السياسي في روسيا".10 حددت آنذاك FAC الأضرار الشديدة التي تسببت بها تحركات الناتو في كوسوفو في عام 1999للعلاقات بين الناتو وروسيا11. كما أشارت إلى أن توسيع حلف الناتو في عام 1999 ليشمل بولندا والمجر وجمهورية التشيك قد "نُظر إليه في روسيا على أنه تهديد لأمنها" وحذر من أن أي توسع مستقبلي سيحتاج إلى التعامل معه بحساسية: " نحن نقبل حجة الحكومة بأنه لا يمكن السماح لأي بلد ثالث باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد توسيع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن مع ذلك يوصي بأن يُنظر في توسيع العضوية بحساسية في سياق أمن أوروبا ككل. أحد العناصر المهمة في هذا هو علاقة روسيا بحلف الناتو، الأمر الذي أدى إلى إلحاق ضرر واضح.12 وكان الاستنتاج العام لتقرير عام 2000 هو أن وزارة الخارجية البريطانية "يجب أن تستمر وتطور مشاركتها الحيوية مع روسيا في المصلحة المتبادلة بين بلدينا الأوروبيين."13 وأصبح الاختلاف في وجهات النظر بين روسيا والغرب أكثر ترسخا بحلول عام 2007، عندما ذكرت تقارير وزارة الخارجية آنذاك. افتتح تقرير FAC لعام 2007 من خلال استكشاف كيف أن"الحزم الروسي المتزايد يتجلى في مجموعة من الطرق وعبر مجموعة من مجالات السياسة"14 وفسر الطرق المختلفة التي فسرت بها روسيا والغرب "الثورات الملونة" في جورجيا وأوكرانيا في 2003-2004. ولاحظ أن العديد من القادة الغربيين، "خاصة في الولايات المتحدة وضعوا الأحداث من حيث ما تعتبره الإدارة الأمريكية المعركة العالمية للحرية والديمقراطية".15 وقد ذكر تقرير FAC لعام 2007: "إن نظرة روسيا إلى العديد من التطورات الأخيرة في أوروبا والفضاء السوفييتي السابق كخسائر تعتمد على النظرة المستمرة للغرب باعتبارها منافسًا لروسيا، والسياسة الدولية كحالة صفرية، التفكير بحالة الصفر والمخاوف من التطويق عميقة الجذور هي عناصر النظرة الروسية المهيمنة التي تستمر في تفكير موسكو الجديد في السياسة الخارجية".16 لقد اعتقدت FAC في ذلك الحين أن السياسة الخارجية الروسية "الأكثر حزماً" ستستمر في المستقبل، على الرغم من أن فلاديمير بوتين كان من المقرر أن يتنحى عن الرئاسة وفقا للدستور الروسي. استنتج تقرير FAC لعام 2007 "مدفوعة بالتغييرات التي طرأت على الوضع الاقتصادي لروسيا، وجزئيا بسبب الآثار التراكمية لعلاقات البلد بعد الحرب الباردة مع الغرب، فإن نتائج إعادة النظر الأخيرة لروسيا في دورها الدولي من المرجح أن تستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس 2008".17 انتقد تقرير عام 2007 فهم وزارة الخارجية البريطانية لوجهة النظر الروسية: "يبدو أن نهج وزارة الخارجية البريطانية تجاه روسيا يتألف من بيانات عامة جداً لأهمية روسيا، مصحوبة بصفقات تتناول كل قضية على حدة [...] ونحن غير مطمئنين بأن وزارة الخارجية البريطانية تفكر بما فيه الكفاية، بطريقة متماسكة حول الآثار المحتملة من التحول في السياسة الخارجية لروسيا".18 تم تعزيز النظرة الروسية إلى التطويق من قبل الغرب من خلال نتائج قمة حلف الناتو بوخارست في نيسان/أبريل 2008. تمّ في هذا الاجتماع دعوة ألبانيا وكرواتيا للانضمام إلى الحلف. لكن لم تتم دعوة مقدونيا للانضمام بسبب نزاعها المستمر مع اليونان بسبب اسمها. وقد شجعهم التأييد القوي من الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وجورجيا على الانضمام إلى خطة عمل عضوية الناتو، التي اعتبروها خطوة نحو العضوية الكاملة في المستقبل. لكن نتيجة لمعارضة قوية من عدة دول أوروبية، وخاصة فرنسا وألمانيا، أعلن بيان الحلف "إن الناتو يرحب بتطلعات أوكرانيا وجورجيا الأوروبية -الأطلسية للانضمام إلى عضوية حلف الناتو. اتفقنا اليوم على أن هذه الدول سوف تصبح أعضاء في حلف الناتو".19 ومع ذلك، فقد تقرَّر مراجعة هذا الطلب في ديسمبر 2008. وقد اعتبر الكثيرون هذا القرار بمثابة انتصار كبير للرئيس بوتين، الذي ذكر في خطابه في قمة بوخارست أن "ظهور كتلة عسكرية قوية على حدودنا سيعتبر تهديدًا مباشرًا للأمن الروسي، وستعتمد كفاءة تعاوننا على ما إذا كان أعضاء حلف الناتو يأخذون مصالح روسيا في الاعتبار".20 بعد أربعة أشهر من قمة بوخارست، أدت العلاقات المتدهورة إلى حرب في أغسطس 2008 بين روسيا وجورجيا وجمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المدعومتين من روسيا. ومنذ ذلك الحين واصلت القوات الروسية احتلال هذه الأجزاء من الأراضي الجورجية، ووقعت روسيا الآن معاهدات لدمج اقتصاداتها وقواتها المسلحة في الاتحاد الروسي. في مؤتمرات قمة حلف شمال الأطلسي، منذ عام 2008، بما في ذلك في ويلز عام 2014، على الرغم من أن الناتو قد أعاد التأكيد باستمرار على استعداده من حيث المبدأ للاعتراف بجورجيا، إلا أنه استمر في التأكيد على أن الخطوة التالية نحو القيام بذلك هي خطة عمل تتضمن إصلاحات ومعايير أخرى قد يطالب بها أي اجتماع أم بيان لحلف النَّاتو. يجب أن تجتمع الدول الأعضاء لتقرر موضوع انضمام أي عضو جديد. حتى الآن، لم تعرض جورجيا ولا أوكرانيا رسمياً مثل خطة عمل البحر المتوسط ، إما لأن ذلك سيؤدي إلى تركيز واضح على الإطار الزمني للقبول، أو لأن الأعضاء الحاليين للناتو منقسمون حول ما إذا كانت الفوائد العسكرية والاستراتيجية لقبولهم تفوق الضرر لعلاقات الناتو -روسيا التي ستكون حتميّة. استغلَّت القوى الغربية من وجهة نظر روسيا، فترة من الضعف الروسي النسبي في عهد بوريس يلتسين في العقد الذي تلا انهيار الاتحاد السوفييتي لتوسيع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. تُعد العضوية في التحالفات السياسية أو الاقتصادية من وجهة نظر دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة، مسألة تتعلق بالقرارات السيادية من قبل الدول المتقدمة، هذا إذا كانت تفي بمعايير العضوية، ولا يمكن لروسيا استخدام حق النقض في مثل هذه الأمور. علاوة على ذلك، يعتقد كل من الناتو والاتحاد الأوروبي أنهما مدَّا يد الصداقة إلى روسيا في المساعدة في عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي والديمقراطية. تم صدّ هذه اليد بعد وصول الرئيس بوتين إلى السلطة. لقد تمَّ توثيق الأفكار السياسة الخارجية الروسية والغربية بشكل جيد، بما في ذلك تقارير لجاننا السابقة. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لا نعتقد أن صُنَّاع القرار السياسي قد نظروا بشكل كاف في الآثار الكاملة للاختلافات بين التفاهمات الغربية والروسية لهذه الفترة من التاريخ، أو أنهم استخلصوا الاستنتاجات الصحيحة، وإن كانت تلك الاستنتاجات غير مريحة. ومع ذلك، ونظراً للقيادة الواضحة التي تبديها القيادة الروسية لتطوير عقلية الحصار، فليس من المؤكد إلى أي مدى كان من الممكن أن تكون المشاركة البنّاءة ممكنة. هناك أيضا حاجة لفهم لماذا تشعر الدول على هامش الاتحاد الروسي بالتهديد، بما في ذلك المملكة المتحدة، يجب أن تقبل السياسة حصة من المسؤولية عن الوضع الحالي للعلاقات. -----------------------------------------------------------------------------------------------------------
كتاب "الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية"
كتب فريدريك انجلس كتاب "الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية" رداً على اوجين دوهرينغ الاستاذ المحاضر في جامعة برلين باعتناقه الاشتراكية وتقديمه لنظرية حول تحويل المجتمع. حصل ذلك فور اندماج كتلتي الحزب الاشتراكي في ألمانيا: كتلة الايزيناخيين وكتلة اللاساليين. الاشتراكية العصرية الحديثة خرجت من ملاحظة التناقضات الطبقية السائدة بالمجتمع العصري بين المالكين وغير المالكين بين الرأسمال والعمل هذا من جهة ومن جهة أخرى من ملاحظة الفوضى السائدة في الإنتاج الاجتماعي وتبدو هذه الاشتراكية من حيث شكلها النظري أكثر تطوراً لمبادئ المنورون الفرنسيون الكبار في القرن الثامن عشر وهي ككل نظرية جديدة تنطلق من المادة الفكرية المكدسة سابقاً ، فالمفكرين العظام في فرنسا أناروا العقول من أجل الثورة التي كانت تقترب ..فهم كانوا ثوريين فلم يقروا بأي سلطة خارجية وخضع الدين والطبيعة والمجتمع ونظام الدولة لأقسى الانتقاد واضطر كل شيء للمثول أمام محكمة العقل لكي يبرر وجوده او لكي يزول وغدا العقل المقياس الوحيد لكل ما هو موجود فأصبحت الاوهام والجور والامتيازات وكل ذلك يجب ان يخلي المكان الآن للحقيقة الخالدة والعدالة الخالدة والمساواة الخالدة النابعة من الطبيعة ذاتها وحقوق الانسان الراسخة ، فلم تكن سيادة العقل سوى سيادة البرجوازية المصورة بصورة المثال الأعلى والعدالة الخالدة تجسدت في العدلية البرجوازية والمساواة تلخصت في المساواة المدنية امام القانون والملكية البرجوازية اعلنت اول حق من حقوق الانسان ودولة العقد الاجتماعي الذي وضعه روسو قد رأت النور بشكل جمهورية ديمقراطية برجوازية فإن كبار مفكري القرن الثامن عشر شأنهم شأن جميع أسلافهم لم يكن بوسعهم تخطي الحدود الذي فرضها عصرهم من سان سيمون وفوريه وأوين ممثلي الاشتراكية الطوباوية ، فإلى جانب التناقض بين البرجوازية والنبلاء كان هناك التناقض بين المستثمِرين والمستثمَرين ببين الاغنياء والفقراء فهذا ما اتاح للبرجوازية ان تظهر كأنها ممثلة الإنسانية جمعاء ومصالحها الأساسية رغم ان الطبقة البرجوازية كانت مثقلة بتناقضها الخاص بحيث لا تستطيع البقاء والانتاج دون العمال الأجراء وزعمت البرجوازية ببعض الحق انها تمثل بصراعها ضد النبلاء الطبقات المُنتجة للثروة فقد كانت تقوم الى جانب كل حركة برجوازية كبيرة حركة مستقلة للطبقة المتطورة الى هذا الحد او ذاك للبروليتاريا العصرية ، بهذه التغيرات من القضاء على الملكية الاقطاعية والغاء مؤسسات الكنيسة حلت حرية الملكية من القيود الاقطاعية فهذه الحرية قد اصبحت للبرجوازي الصغير والفلاح حرية بيعها من جراء ضغط الرأسمال الكبير والملكية العقارية الكبيرة وجاء تطور الصناعة على الأساس الرأسمالي فجعل من فقر الجماهير وآلامها الشرط الضروري لوجود المجتمع وأخذ النقد يصبح أكثر فأكثر العنصر الجامع الوحيد و ازدادت عدد الجرائم وامام اقصاء العيوب الاقطاعية حلت العيوب البرجوازية وتشعبت بكثرة وتحولت التجارة إلى احتيال وتجسد الأخاء في الغش والحسد الناجمين من المزاحمة وحلت الرشوة محل الاضطهاد بالعنف وحلت النقود محل السيف وانتقل حق الليلة الأولى من الاقطاعيين الى البرجوازيين أصحاب الفبارك وانتشر البغاء وظل الزواج الشكل الشرعي الرداء الرسمي للبغاء واكتمل بفيض من الزناء الفاحش وظهرت المؤسسات السياسية والاجتماعية التي اقامها انتصار العقل البرجوازية . إن عدم نضوج الاسلوب الرأسمالي بالإنتاج وعدم نضوج العلاقات الطبقية قابلتها عدم نضوج نظريات فإن حل المعاضل الاجتماعية التي كان ما يزال في طيات العلاقات الاقتصادية قد لفق في الدماغ تلفيقاً فكان إزالتها قضية العقل المفكر فاصبح ينبغي ابتداع نظام جديد أرقى للبنيان الاجتماعي وفرض على هذا النظام على المجتمع القائم من الخارج بالدعاية وبمثال التجارب البنيانية لذا كان محكوماً على هذه الانظمة ألا تكون سوى طوباويات ، فاعلن سان سيمون في عام 1816 ان السياسة علم الانتاج والاوضاع الاقتصادية اساس المؤسسات السياسية وتنبأ بامتصاص الاقتصاد للسياسة وعرض بوضوح الفكرة بان حكم الناس سياسياً يجب ان يتحول الى إدارة للأشياء ولقيادة عمليات الانتاج اي إلغاء الدولة بعدم ضرورة وجودها ، ونجد عند فورييه انتقادا للنظام الاجتماعي القائم فهو يتمسك بالنظام البرجوازي ويكشف النقاب عن بؤس العالم البرجوازي المادي والمعنوي ويقارن هذا البؤس بوعود المنورين الخلابة السابقين بحضارة توفر السعاد للجميع ويفضح فراغ وصيغ الايديولوجيين المعاصرين الرنانة الزاهية ويصب جام سخريته على افلاس هذه التعابير التام ويرسم الروح التجارية الخسيسة التي اتصفت بها التجارة الفرنسية وانتقد بشكل لاذع الشكل البرجوازي للعلاقات الجنسية ووضع المرأة وهو أول من أعلن درجة تحرر المجتمع العام تقاس بدرجة تحرر المرأة فاشتراكية أوين وانتقادات فورييه وملاحظات سان سيمون وغيرهم يشكلون اشتراكية اختيارية عبارة عن خليط من ملاحظات انتقادية وموضوعات ومفاهيم اقتصادية فلأجل تحويل الاشتراكية لعلم كان لا بد من وضعها في سياق واقعي . نشأت الى جانب الفلسفة الفرنسية الفلسفة الالمانيةالتي توجت بهيغل ومأثرتها الكبرى أنها عادت إلى الديالكتيك بوصفه الشكل الاعلى للفكر ، لقد كان الفلاسفة اليونانيين ديالكتيكين لكن بالفطرة اما الفلسفة الجديدة على الرغم ان الديالكتيك اوجد له مكانا بينها الا انها بتأثير الفلسفة الانجليزية اخذت تنتقل للطريقة الميتافيزيائية الا انهم استطاعوا في خارج نطاق الفلسفة ان ينتجوا تحفاً ديالكتيكية ، فعندما نخضع الطبيعة او تاريخ البشرية ونشاطنا الروحي للمراقبة الفكرية فيتبين انه صورة تشابك غير متناه من الصلات والترابطات فلا شي ساكناً غير متغير بل كل شي يتحرك ويتحول ويصير ويزول وهذه الطريقة البدائية طريقة الفلسفة اليونانية القديمة وكان هيراكليت اول من صاغها إلا ان هذه الطريقة تقدم لوحة عامة لكنها غير كافية لتفسير التفاصيل فلأجل معرفة التفاصيل لا بد من ان ننتزع كل ظاهرة من علاقتها الطبيعية او التاريخية ونحللها كل بمفرده من حيث صفاتها واسبابها ومفاعيلها وتلك هي مهمة علم الطبيعة والدراسة التاريخية مهمة فرعين من العلم لم يشغلان لأسباب وجيهة الا المرتبة الثانية عند اليونانيين ولهذا فبواكير دراسة الطبيعة دراسة دقيقة لم يطورها لأول مرة الا اليونانيين في العهد الاسكندري والعرب في القرون الوسطى اما بداية علم الطبيعة الحقيقي فلا تعود الا للنصف الثاني من القرن الخامس عشر فالأشياء وانعكاساتها الفكرية بنظر الميتافيزيائي أغراض منفردة جامدة ثابتة اعطيت مرة واحدة وبصورة نهائية أغراض تنبغي دراستها الواحد دون الآخر والواحد بعد الآخر فبرأيه السلبي والايجابي لا يمكن ان ينفيا بعضهما وبنفس الوقت يتجاذبان والسبب والمفعول في تضاد جامد أما الديالكتيك فيرى الأشياء وانعكاساتها الذهنية بصورة رئيسية من حيث صلاتها المتبادلة وتشابكها وترابطها وحركتها وصيرورتها وفنائها فالطبيعة محك الديالكتيك فلا يمكن تصور الكون وترابطه وتطوره وصيرورة الإنسانية وانعكاس هذه الحركة تصوره دقيقاً إلا عن طريق الديالكتيك ، فالانقلاب في المفهوم عن الطبيعة لم يستطع ان يجري الا بقدر ما كانت الابحاث تقدم المواد الايجابية لأجل المعرفة وتفسير الظواهر فطرأت احداث تاريخية ادت لانقلاب حاسم في المفهوم عن التاريخ ففي 1831 نشبت اول انتفاضة عمالية في ليون ومن 1838 الى 1842 بلغت اول حركة عمالية وطنية حركة الشارتين الانجليز الذروة وبرز الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبرجوازية على مقدمة المسرح في اشد البلدان الاوروبية تطوراً وجاءت الوقائع لتكذب كل مذهب الاقتصاد السياسي البرجوازي القائل بوحدة مصالح الرأسمال والعمل والانسجام الكامل ورفاه الشعب المتولد عن المزاحمة ، فينت الوقائع الحديثة باستثناء الحالة البدائية ان التاريخ البشري تاريخ نضال بين الطبقات وهذه الطبقات المتصارعة نتاج علاقات الانتاج والتبادل البضاعي اي نتاجات العلاقات الاقتصادية في عصرها فالتركيب الاقتصادي للمجتمع في مرحلة معينة يشكل الاساس الفعلي الذي يفسر به في نهاية الامر كل البناء الفوقي فوجد السبيل لطرد التفسير المثالي عن التاريخ ليفرض المفهوم المادي وجوده فأصبح تفسير تفكير الناس بطريقة حياتهم بدلاً عن تفسير حياتهم بطريقة تفكيرهم ولهذا لا تعد الاشتراكية اكتشافاً لهذا العقل العبقري او ذاك بل نتيجة ضرورية للنضال بين الطبقتين الناشئتين الحديثتين البروليتاريا والبرجوازية ، فالاش تراكية السابقة انتقدت اسلوب الانتاج الرأسمالي لكنها لم تستطع ان تفسره وتتغلب عليه وبقدر ما كانت هذه الاشتراكية تستاء لاستثمار الطبقة العاملة يزداد عجزها عن تفسير قوام هذه الاستثمار واسباب نشوئه لكن القضية كانت تقوم في تفسير حتمية نشوء اسلوب الانتاج الرأسمالي في علاقته التاريخية واثبات ضرورته في مرحلة تاريخية وحتمية زواله وثانياً كانت تقوم القضية عن الطابع الداخلي الذي يصف اسلوب الانتاج والذي لا زال مخفياً واعطي الدليل على ان الاستئثار بالعمل غير الدفوع الاجر هو الشكل الاساسي لأسلوب الانتاج الرأسمالي واستثمار العمال الملازم له فالرأسمالي يبتز من العمال قيمة تفوق ما دفعه في سبيل الحصول عليها على ان هذه القيمة الزائدة في اخر المطاف مجموع القيم التي تنجم عنها كمية الرأسمال النامية بلا انقطاع والمتراكمة في ايدي الطبقات الحاكمة .
إن الفهم المادي للتاريخ ينطلق من الموضوعة القائلة ان انتاج المنتجات اول ثم تبادلها يشكلان اساس كل نظام اجتماعي وانه في كل مجتمع معني يدخل حلبة التاريخ يتحدد توزيع المنتجات ومعه انقسام المجتمع لطبقات وفئات بما يجري انتاجه وبكيفية انتاجه وبكيفية تبادل هذه المنتوجات ولنجد الاسباب وجب علينا ان نبحث عنها لا في رؤوس الناس ولا في معرفتهم المتنامية عن العدالة والحقية بل في تحولات اسلوب الانتاج والتبادل البضاعي اي نبحث عنها لا في الفلسفة بل في اقتصاد العهد المعني، فما هو اذن موقف الاشتراكية الحديثة؟ يعرف الجميع تقريبا ان النظام الاجتماعي القائم حالياً من صنع البرجوازية فلم يكن اسلوب الانتاج الرأسمالي يتلاءم مع نظام الامتيازات المناطقية والعلاقات الشخصية المتبادلة فكان لا بد من تحطيم الاقطاعيات وكل الروابط المرتبطة معه واحلال سيادة المزاحمة وحرية التنقل والمساواة امام القانون بين مالكي البضائع فليست الاشتراكية الحديثة سوى انعكاس هذا النزاع الواقعي في الفكر في رؤوس ابناء الطبقة التي تتألم مباشرة من هذه الاسلوب في الانتاج البضاعي ونعني بها الطبقة العاملة.
وختاماً نوجز ببعض الكلمات سير التطور الاجتماعي:
مجتمع القرون الوسطى: انتاج صغير فردي وسائل انتاج مكيفة للاستعمال الفردي بالتالي بدائية صغيرة محدودة المفعول انتاج للاستهلاك المباشر اما لاستهلاك المنتج واما لاستهلاك الاقطاعي وفقط حيث يتوافر فائض من المنتجات ويعرض هذا الفائض للبيع ويخل حيز التبادل الانتاج البضاعي في خطواته الاولى ولكنه يحوي بذرة الانتاج الاجتماعي. 2 - الثورة الرأسمالية : انقلاب في الصناعة اولاً عن طريق التعاون البسيط والمانيفاكتورة مركزة وسائل الانتاج في مشاغل كبيرة بعد ان كانت مشتتة مبعثرة اي تحويل وسائل الانتاج الفردية الى وسائل اجتماعية تحويل لا يمس شكل التبادل ابداً بالتالي بقاء اشكال التملك السابقة ويظهر الرأسمالي انه مالك وسائل الانتاج ويغدو الانتاج عملاً اجتماعياً وتغدو القوى التي تنتج المنتجات قوى ذات طابع اجتماعي فيستملك الرأسمالي الفردي منتوج العمل الاجتماعي وهذا تناقض ينبوع جميع المتناقضات التي يتحرك المجتمع في اطارها والتي تتضح بجلاء خاص في الصناعة الكبيرة . - انفصال المنتج عن وسائل الانتاج تضاد بين البروليتاريا والبرجوازية.
- ازدياد بروز وفعل القوانين التي تسيطر على الانتاج البضاعي صراع المزاحمة بلا رادع تناقض بين التنظيم الاجتماعي للإنتاج في كل مصنع بمفرده وبين الفوضى الاجتماعية في مجمل الانتاج.
- من جهة تحسين الآلات وقد جعلته المزاحمة قانوناً إلزامياً على كل صناعي ويعني في الوقت نفسه استبعاد العمال من المصانع بصورة متزايدة على الدوام تؤدي لنشوء جيش صناعي احتياطي ومن جهة اخرى توسيع الانتاج الى ما لا حد له ومن الجهتين نلاحظ تطور القوى المنتجة تطور لم يسمع بمثله من قبل زيادة العرض على الطلب فيض في الانتاج و اكتظاظ الاسواق وازمات تتكرر كل عشر سنوات حلقة مفرغة هنا فيض من وسائل الانتاج والمنتجات وهناك فيض من عمال بلا عمل ووسائل العيش غير ان هذين الرافعين للإنتاج والرفاهية الاجتماعية لا يمكن لهما ان يجتمعا لان شكل الانتاج الرأسمالي يمنع القوى الانتاجية من العمل والمنتجات عن التبادل الا اذا تحول اولاً لرأسمال ويبلغ هذا التناقض حد الخرافة بحيث يتمرد اسلوب الانتاج على شكل التبادل ويجلى عجز البرجوازية عن ادارة قواها المنتجة الاجتماعية بعد اليوم . - الاعتراف جزئياً بطابع القوى المنتجة الاجتماعية ويفرض هذا الاعتراف على الرأسماليين انفسهم استملاك المؤسسات الكبرى للإنتاج والمواصلات من قبل شركات مساهمة اولاً ثم من قبل التروستات ثم من قبل الدولة ويتضح ان البرجوازية طبقة زائدة إذ ان المستخدمين يقومون بجميع وظائفها الاجتماعية. -3 الثورة البروليتارية حل التناقضات فتستولى البروليتاريا على السلطة الاجتماعية وبواسطة هذه السلطة تحول وسائل الانتاج الاجتماعية المنزلقة من ايدي البرجوازية الى ملكية المجتمع بأسره وبهذا العمل تحرر وسائل الانتاج من كل ما كانت تتصف به بوصفها رأسمالاً وتطلق لطابعها الاجتماعي حرية التطور كاملة ومن الآن فصاعداً يصبح من الممكن تنظيم الانتاج الاجتماعي وفق برنامج موضوع سلفاً ، فأن تطور الانتاج يجعل من استمرار وجود الطبقات الاجتماعية المختلفة ظاهرة ولى زمانها ومع زوال فوضى الانتاج الاجتماعي تزول سلطة الدولة السياسية ويغدو الناس في أخر الأمر اسياد كيانهم الاجتماعي فيصبحون أسياد الطبيعة أسياد انفسهم أحراراً . إن الرسالة التاريخية الموضوعة امام البروليتاريا الحالية هي القيام بهذا العمل الذي يحرر العالم، اما رسالة الاشتراكية العلمية التي هي التعبير النظري عن الحركة البروليتارية فهي تحليل شروط هذا الانقلاب وتوضيح طابعه الخاص وحمل الطبقة المدعوة للقيام بهذا العمل الطبقة المظلومة على اداراك ظروف عملها وطبيعته إداراكاً تاماً. -------------------------------------------------- الاخبار هزيمة المعارضة السورية محمد سيد رصاص-الأربعاء 1 آب 2018 Top of Form Bottom of Form في 3 شباط 1930، تمّ تأسيس الحزب الشيوعي للهند الصينية. من رحم هذا الحزب، الذي جرى حله بعد هزيمة اليابانيين عام 1945، أتت التنظيمات الشيوعية في فييتنام وكمبوديا ولاوس. في الصراع ضد الأميركيين وحلفائهم في فييتنام الجنوبية وكمبوديا ولاوس، كانت التنظيمات (الفيتكونغ ــــ الخمير الحمر ــــ الباتت لاو) التي يقودها الشيوعيون تحت إشراف هوشي منه في فييتنام الشمالية، منخرطة في الصراع منذ أوائل الستينيات. عندما بدأ انهيار حلفاء واشنطن عام 1975، لم يستغرق الأمر أكثر من أربعة أشهر لسقوط كمبوديا (17 نيسان) وفييتنام الجنوبية (30 نيسان) ولاوس (23 آب) لحسم صراع استغرق أكثر من عقد ونصف عقد من الزمن. في علم السياسة، كان الأمر الأخير يشبه سقوط أحجار الدومينو عندما أحدث تغيير واحد سلسلة من التغييرات المجاورة بالتعاقب. في الأزمة السورية، هناك شيء شبيه: قادت هزيمة المعارضة المسلحة في حلب ــــ كانون الأول 2016 إلى الغوطة ــــ نيسان 2018 وإلى حوران ــــ تموز 2018. من المتوقع أن تكون حلقات إدلب وشرق الفرات بفواصل زمنية أقل عن فواصل المحطات الثلاث الأولى. كان يمكن لهزيمة المسلحين في حلب أن تكون هزيمة فقط للسلاح المعارض وللخط الإسلامي الذي كان ظلاً للمسلحين لو كان هناك خط معارض سلميّ ــــ تسووي ــــ ديموقراطي موازٍ، كما كانت الحال مع «هيئة التنسيق» في مواجهة «المجلس» و«الائتلاف» والتنظيمات المسلحة بين عامَي 2011 و2015. لم تستطع «هيئة التنسيق» أن تحافظ على هذا الخط أو أن تبرزه كخط مواز بعد انخراطها في «مؤتمر الرياض 1» في كانون الأول 2015 وما أعقبه من تشكيل «الهيئة العليا للمفاوضات»، حيث ضعف تمايزها رغم أن تلك «الهيئة» ليست تحالفاً سياسياً، بل هي كيان تفاوضيّ وظيفي تم استحداثه وفق مقررات لقاء فيينا في تشرين الثاني 2015، ثم صادق عليه في الشهر التالي القرار الدولي 2254. لو حافظت هيئة التنسيق على تمايزها وفق مقاييس 2011 ــــ 2015، لكان من الممكن ألا تكون هناك سوى هزيمة للإسلاميين ولخط السلاح المعارض ومن والاهما فقط، وليس هزيمة للمعارضة السورية كلها كما هي الحال الآن في صيف عام 2018. منذ بداية الحراك السوري المعارض، منذ درعا 18 آذار 2011، كان هناك خطان معارضان. خط إسقاط النظام عبر استجلاب التدخل العسكري الخارجي والسلاح المعارض، وكان الثاني عود ثقاب لاستجلاب الأول بعد إشعال الحريق. انخرط في هذا الخط الإسلاميون و«إعلان دمشق» الذين أسسوا «المجلس الوطني» في 2 تشرين الأول 2011، ثم وريثه «الائتلاف» عام 2012، وقد لاقى هذا الخط تأييداً من كثير من التنسيقيات ومن الفصائل المسلحة. الخط الثاني هو خط يرفض التدخل العسكري الخارجي وخط السلاح المعارض، ويقول بأن الحراك المعارض والأزمة السورية العامة يمكن أن يتيحا مجالاً للضغط على السلطة السورية من أجل عقد تسوية بين المعارضة والسلطة تتيح المجال لتعبيد طريق انتقالي نحو تغيير جذري في الأوضاع السورية القائمة باتجاه نظام سياسي جديد. كان هذا ما طرحته «هيئة التنسيق» في مؤتمر حلبون يوم 17 أيلول 2011، وقد تزامن هذا مع طرح المبادرة العربية وتلاقى معها بالمضمون، ثم مع بيان «جنيف 1» في 30 حزيران 2012. في خريف 2011، رفض «المجلس» المبادرة العربية، وفي مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية (2 و3 تموز 2012) رفض «المجلس» تضمين البيان الختامي للمؤتمر موافقة على بيان «جنيف 1» الصادر قبل ثلاثة أيام. كان «المجلس» مدعوماً من تركيا وقطر، وإلى حد «ما» واشنطن وباريس، وكان الإسلاميون الذين يقودونه يظنون بأن وصول الإسلاميين إلى السلطة في تونس والقاهرة «سيتثلث» في دمشق. كان دخول طهران في دعم السلطة السورية، ثم موسكو منذ «فيتو» 4 تشرين الأول 2011، مع الحذر السعودي المتوجس من صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في تونس ومصر، يقول بأن هذا التثليث مستحيل التحقق سورياً، وخاصة مع القاعدة الاجتماعية القوية للسلطة السورية التي شملت الفئات الغنية والوسطى من سُنّة المدن وكل الأقليات، ما عدا الأكراد، إضافة إلى تماسك بنية أجهزة السلطة في دمشق. على الأرجح، كانت واشنطن تدرك ذلك ولا تريد أن يتكرر ما حصل بمصر في سوريا، وكانت لا تريد من انخراطها في الصراع السوري أكثر من الضغط على دمشق للابتعاد عن طهران. وهذا هو ما كانت تريده العاصمة الأميركية في أزمة عامَي 2005 ــــ 2006 لما طرح أميركياً مطلب «تغيير سلوك النظام السوري وليس تغييره»، وهو ما لم تقرأه المعارضة بشكل صحيح لما كان تأسيس «إعلان دمشق» في 16 تشرين الأول 2005 مبنياً على توقع سقوط السلطة السورية. وعلى الأغلب، كان تقرب الدوحة وأنقرة وباريس من دمشق في فترة 2007 ــــ 2010 هدفه إبعاد العاصمة السورية عن إيران. الخطأ نفسه في قراءة الممكنات السياسية الذي ارتكبه على البيانوني ورياض الترك عام 2005. عاد رياض الشقفة ورياض الترك لتكراره عام 2011. لم يكفّ الأخيران عن الاستمرار في هذه القراءة لما اتفقت واشنطن وموسكو على تسليم الأخيرة الملف السوري منذ اتفاق موسكو في 7 أيار 2013 ونزع يدي تركيا من أن تكون وكيلة واشنطن في الملف السوري، وهو ما تزامن مع موافقة باراك أوباما على انقلاب السيسي على حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر يوم 3 يوليو 2013. تكرس اتفاق 7 أيار 2013 في اتفاق «الكيماوي السوري» الذي تجسد في القرار 2118 الذي قاد إلى «جنيف 2» (كانون الثاني 2014) ثم في الدخول العسكري الروسي في 30 أيلول 2015 الذي قاد إلى القرار 2254 الذي أنبنى عليه «جنيف 3». منذ اتفاق «الكيماوي» (14 أيلول 2013)، تم تبليغ دولي لـ«الائتلاف» و«هيئة التنسيق» بأن واشنطن قد تخلت عن مطلب تغيير الرئيس السوري. فشل «جنيف 2» بسبب التشاحن الروسي ــــ الأميركي مع اندلاع الأزمة الأوكرانية في شباط 2014، وفشل «جنيف 3» بسبب «الرباعي» (رياض حجاب ــــ فاروق طيفور ــــ جورج صبرة ــــ سهير الأتاسي) الذين قادوا عملية متعمدة، مع سكوت متعدد الأسباب من باقي أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» وأعضاء الوفد المفاوض المعارض، لتفشيل المفاوضات بدعم تركي ــــ قطري، وإيقافها من طرف واحد في نيسان 2016، في وقت كان قد اتفق فيه بين واشنطن وموسكو على أنه في حال استنفاد فترة ستة أشهر من المفاوضات من دون التوصل الى حل بين طرفَي المفاوضات السورية، أي في نهاية تموز 2016، أن يقوم الأميركيون والروس بتقديم حل مفروض على طراز حل دايتون في يوغوسلافيا عام 1995. وقد كان تغيير «جبهة النصرة» لاسمها في 28 تموز 2016، وهو ما كان متواطئاً فيه رياض حجاب، ثم البدء بعد أيام قليلة بالهجوم على الراموسة جنوبي حلب سوى من أجل تفشيل هذا المخطط الأميركي ــــ الروسي في مراهنة على مجيء هيلاري كلينتون للرئاسة الأميركية التي كانت توحي باتجاه الانقلاب على التفاهمات التي عقدها أوباما مع موسكو منذ 7 أيار 2013 عقب تركها منصب وزيرة الخارجية. كان ما جرى في حلب والغوطة وحوران تنفيذاً للتفاهمات الأميركية ــــ الروسية، وأيضاً التركية ــــ الروسية بعد انقلاب إردوغان على سياساته السابقة واتجاهه نحو موسكو منذ لقائه مع بوتين في 9 آب 2016. توحي تفاهمات بوتين ــــ ترامب حول سوريا خلال السنة ونصف السنة الماضية بأن هناك خلافاً بينهما لم يحل بعد حول الوجود العسكري الإيراني والقوات الموالية لإيران في سوريا فقط، وأن هناك تفويضاً أميركياً لموسكو في الملف السوري، وما الوجود الأميركي في شرق الفرات سوى لمقايضة إنهائه، مقابل موافقة موسكو على مواجهة طهران في سوريا. هذه التفاهمات الأميركية ــــ الروسية لن تقفز فوق بند «الانتقال السياسي نحو نظام حكم جديد» الذي قال به القرار 2254، حسب ما توحي الكثير من المؤشرات، باتجاه «حكومة وحدة وطنية» تقود إلى تغييرات في الحكومة وليس في نظام الحكم. ليس مهماً أن يتم هذا الانتقال عبر «هيئة حكم انتقالية» أو عبر «دستور جديد» يضع نظاماً جديداً للحكم يتم الوصول إليه عبر الانتخابات. هناك انتصار روسي في سوريا وهزيمة للمعارضة التي فشلت في تحقيق كل ما أعلنته عبر رأسها الذي كان هو «المجلس» ثم «الائتلاف». كان بإمكان هذه الهزيمة ألا تكون لكل المعارضة السورية لو كانت هيئة التنسيق قادرة الآن على أن تزيح «الائتلاف» عن مقود مركب المعارضة السورية، وهو ما لا توحي به المؤشرات القائمة. ليس هناك منتصر سوري في سوريا. إن استطاعت المعارضة أن تلمّ شتاتها بعيداً عن الإسلاميين (قادة الهزيمة مرتين)، فمن الممكن أن تجعل الرياح الدولية تلك الهزيمة ليست مترجمة ميكانيكياً في التسوية السورية النهائية للأزمة. ---------------------------------------------------
من شهداء الحركة الشيوعية العربية: عبد الخالق محجوب
المولد والنشأة ولد عبد الخالق محجوب عثمان يوم ٢٢ سبتمبر/أيلول ١٩٢٧ في مدينة أم درمان بالسودان، ودرس في مدرسة الهداية الأولية، ثم أم درمان الأميرية الوسطى، ثم في مدرسة وادي سيدنا الثانوية. الدراسة التحق بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقاً)، وخرج إلى مصر – إثر مظاهرات احتجاجية على الإدارة البريطانية – فدخل كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول حيث تعرف على الحزب الشيوعي المصري، لكنه فُصل من الجامعة في السنة الثالثة وسُجن لنشاطه السياسي، ثم أعيد إلى السوداني عام ١٩٤٦. التوجه الفكري كتب في مقال بعنوان “كيف أصبحت شيوعياً؟”: “إنني أنتهج السبيل الماركسي في ثقافتي وتصرفاتي، وأؤمن بالنظرية العلمية الشيوعية… وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة”. عُرف بانتقاده الشديد لما سماه “المؤسسة الطائفية” (يقصد بالتعبير طائفتيْ الأنصار والختمية)، ولجماعة الإخوان المسلمين في السودان التي وصفها بأنها “لا تؤمن بالنظام الديمقراطي. وفلسفتها تقوم على الإرهاب”. الوظائف والمسؤوليات انتخب ١٩٤٩ لوظيفة المسؤول السياسي لـ “الحركة السودانية للتحرر الوطني” (حستو) التي أصبح اسمها “الحزب الشيوعي السوداني” عام ١٩٥٦. تولى عام ١٩٥٢ منصب السكرتير العام لـ “حستو” ولاحقاً “الحزب الشيوعي السوداني” وظل في منصبه حتى إعدامه. انتخب عام ١٩٦٨ نائباً في البرلمان عن دائرة أم درمان الجنوبية. التجربة السياسية كانت نهاية الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ موعداً لانطلاق المسار السياسي في حياة محجوب، فخاض – عبر حركة “حستو” التي كان من أبرز منشئيها عام ١٩٤٦ – النضال السياسي لإجلاء الاستعمار عن السودان ومصر، وإتاحة حق تقرير المصير للشعب السوداني. أشرف على تسيير المظاهرات الطلابية ضد الجمعية التشريعية التي أقامها المستعمر الإنجليزي في ١٩٤٨، لكنه رفض انتهاج الكفاح المسلح ضد الاستعمار، داعياً إلى النضال الديمقراطي الشعبي الذي قاد في النهاية إلى إعلان استقلال السودان ١٩٥٦. اعتقِل مرات في العهد العسكري الأول أيام الفريق إبراهيم عبود (١٩٥٨ – ١٩٦٤) وسجن مع زعماء الأحزاب السياسية بمدينة جوبا في جنوبي السودان. رفض بعض القرارات التي اتخذها جعفر النميري إثر انقلابه العسكري في مايو/أيار ١٩٦٩ رغم دعم الشيوعيين لهذا الانقلاب، فنفته الحكومة إلى مصر في ٢٢ مارس/آذار ١٩٧٠، وحظرت نشاط الحزب الشيوعي والمؤسسات التابعة له. سُمح لمحجوب بالعودة إلى بلاده – بعد ثلاثة أشهر قضاها في مصر – بطلب من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. اعتقِل مرتين إثر رجوعه إلى السودان، كانت آخرها في ١٦ نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٧٠ في السجن الحربي بأم درمان ثم في معسكر للجيش جنوب الخرطوم. تم تهريبه من المعتقل في أواخر حزيران. وقع انقلاب ١٩ يوليو/تموز ١٩٧١ الذي قاده الرائد هاشم العطا المحسوب على الشيوعيين، لكن نميري أفشل الانقلاب واستعاد السيطرة على البلاد في ٢٢ يوليو محملاً الشيوعيين مسؤولية ما جرى، فاعتقِل محجوب مجدداً مع أبرز قيادات الحزب، وكان ذلك الاعتقال الفصل الأخير في حياته. آمن محجوب في كتاباته بأن “الفكرة الشيوعية تدعو في نهايتها إلى الاشتراكية حيث يمّحي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان”، وبأن الشعب السوداني سيصل إلى المجتمع الاشتراكي بطريقته الخاصة ووفق تقاليده. ومن أقواله: “هل صحيح أن الفكرة السياسية الشيوعية في السودان تدعو لإسقاط الدين الإسلامي؟ كلا، إن هذا مجرد كذب سخيف. إن فكرتي التي أؤمن بها تدعو إلى توحيد صفوف السودانيين ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبي، وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه”. ويضيف: “إن الفكر الشيوعي ليس أمامه من عدو حقيقي في البلاد سوى الاستعمار الأجنبي ومن يلتفون حوله، فأين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟”. المؤلفات ألف محجوب كتبا عدة، منها: “لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني”، و “حول الائتلاف الرجعي”، و “المدارس الاشتراكية في أفريقيا”، و “آراء وأفكار حول فلسفة الإخوان المسلمين”، و “دفاع أمام المحاكم العسكرية”. الوفاة حوكم بعد فشل انقلاب هاشم العطا أمام محكمة عسكرية قضت بإعدامه، فنفذ فيه الحكم يوم ٢٨ يوليو/تموز ١٩٧١. تقييم عام لمسيرة الشهيد محجوب لم يمنع اعتناق عبد الخالق محجوب للفكر الماركسي في القاهرة من خلال “الحركة المصرية للتحرر الوطني” بفترة ١٩٤٥ – ١٩٤٦ بزعامة هنري كورييل من أن يكون مؤيداً لاتفاقية ١٩٥٣ التي نادت بانفصال السودان عن مصر. كانت مشاركته في تأسيس “الحركة السودانية للتحرر الوطني” في آب ١٩٤٦ تعبيراً عن إدراكه بأن هناك طريقاً سودانياً ماركسياً خاصاً. كان الشهيد محجوب من أوائل الشيوعيين العرب الذين أدركوا ضرورة تفاعل الماركسية مع الثقافة الاسلامية وعدم التصادم معها، وضرورة أخذ التنوع السوداني الذي يجمع العرب والأفارقة في بوتقة سودانية واحدة بعين الاعتبار. لم يحد عن الخط الاستقلالي للشيوعيين السودانيين عن السوفيات واستشهد وهو على خلاف مع موسكو التي لم تكن راضية عن صدام الشيوعيين السودانيين مع نظام النميري. ---------------------------------------------------------------------------------------------------
تواريخ سورية: الحزب الشيوعي السوري-1924(الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي1972) الكتلة الوطنية-1928 الحزب السوري القومي الاجتماعي-1935 جماعة الإخوان المسلمين في سورية-1946 حزب البعث العربي-1947 الحزب الوطني-1947 حزب الشعب-1948 حزب البعث العربي الاشتراكي-1952 حركة الوحدويين الاشتراكيين-1961 حركة الاشتراكيين العرب-1962 حزب الاتحاد الاشتراكي العربي-1964 حزب العمال الثوري العربي-1965 رابطة العمل الشيوعي-1976(= حزب العمل الشيوعي-1981) -----------------------------------------------------------------------------------------------------
المفكر الماركسي سمير أمين، وداعاً
توفي سمير أمين في باريس يوم الأحد ١٢ آب ٢٠١٨.ولد في احدى قرى الدلتا عام ١٩٣١، ونال الدكتوراه عن أطروحة في الاقتصاد من جامعة السوربون عام ١٩٥٧ تحت عنوان “الآثار البنيوية للدمج العالمي للاقتصاديات ما قبل الرأسمالية” قدم فيها أطروحة ماركسية جديدة، مخالفاً نظرية ماركس عن الآثار التقدمية للاستعمار الانكليزي للهند، تقول إنه في عصر الإمبريالية لا يمكن للبرجوازيات القومية أن تتجاوز التخلف كما فعلت انكلترا ١٦٤٢ – ١٦٨٩ وفرنسا ١٧٨٩ نتيجة ارتباطها البنيوي التابع بالمركز الإمبريالي. في كتابيه “التراكم على الصعيد العالمي” (١٩٧٠) و “التطور اللامتكافئ” (١٩٧٣) هناك تطوير لتلك الأطروحة المقدمة عام ١٩٥٧ وبسط وشرح لها. في أثناء دراسته بفرنسا انتسب سمير أمين إلى الحزب الشيوعي المصري (الراية)، بقيادة الدكتور فؤاد مرسي، الذي اندمج مع فصائل شيوعية أخرى (“الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني – حدتو” و “تنظيم العمال والفلاحين”) في ٨ يناير ١٩٥٨ لتشكيل الحزب الشيوعي المصري. كان سمير أمين هو صلة الوصل لتنظيم “الراية” مع الحزبين الشيوعيين الفرنسي والايطالي. في فرنسا نشر كتاباً باسم حركي (حسين رياض) تحت عنوان “مصر الناصرية” في مرحلة ما بعد اعتقالات الشيوعيين في ١ يناير ١٩٥٩ في القاهرة ودمشق. لم يكن مناصراً لقرار الشيوعيين المصريين بحل الحزب عام ١٩٦٥ والاندماج في “الاتحاد الاشتراكي” بعد خروجهم من السجن. مال في فترة الخلاف السوفياتي – الصيني إلى الماوية بالستينيات. كان رأيه أن ما سقط في الاتحاد السوفياتي أعوام ١٩٨٩ – ١٩٩١ هو نموذج “رأسمالية الدولة” وليس “الاشتراكية”. كان الماركسي العربي الوحيد الذي اكتسبت أطروحاته الفكرية بعداً يتجاوز النطاق العربي، وهو يعتبر من كبار الاقتصاديين العالميين في القرن العشرين. كان مثالاً عن المفكر – المثقف الذي ينتظم في العمل الحزبي ونقيضاً قوياً لكثير من المفكرين والمثقفين الذين يرون تعارضاً بين الانتظام الحزبي والعمل الفكري-الثقافي. ظل محتفظاً بماركسيته ولم ينجرف في موجة ترك الماركسية التي مارسها الكثير من الشيوعيين والماركسيين في مرحلة ما بعد الانهيار السوفياتي. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فيسبوكيات: (من صفحة نصر شمالي) في التسعينيات، كان الملحق الصحفي، أو الثقافي، الأميركي، يتجول في المحافظات السورية علناً، يرافقه معارضون سوريون علناً، ويجتمع بالشخصيات المعارضة، في المحافظات السورية، علناً. ولم يعترضه أحد، ولم يسألهم أحد ! .. لماذا؟ .. لا أدري! وكان المعارضون السوريون، في التسعينيات، يزورون الولايات المتحدة، جماعات ووحداناً، ويجتمعون مع كبار شخصياتها، الفكرية والسياسية، يناقشون معهم: " مستقبل المنطقة العربية الليبرالي الديمقراطي". علناً .. من دون أن يمنعهم أحد، أو يسألهم أحد! .. لماذا؟ .. لا أدري! وفي العام ١٩٩٥، تحديداً، في اجتماع في أميركا، أداره الدبلوماسي الصهيوني، بول وولفويتز، التروتسكي السابق، ومن قادة المحافظين الجدد، حضره معارضون سوريون، وناقشوا، مع وولفويتز، وأمثاله، مستقبل البلاد العربية (المصدر الصحف) فقال أحد المعارضين العرب، أنه، وجماعته، يسلمون بالمصالح للولايات المتحدة، في البلاد العربية، على أنها حقها، لكنهم يسألون: -"متى تتناقض مصالح الولايات المتحدة، مع الأنظمة العربية، بعد أن تصبح هذه الأنظمة ليبرالية ديمقراطية. " أجابه وولفويتز: - "تعترض الولايات المتحدة أي نظام عربي، ديمقراطي أو غير ديمقراطي، في حالات ثلاث: عندما يتهدد أمن "إسرائيل"، وعندما يتهدد أمن النفط، وعندما يصل الإسلاميون إلى السلطة، ولو ديمقراطياً ..."! (المصدر الصحف) مثل هذه اللقاءات كانت تتوالى. وتنشر الصحف أخبارها .. وفي حينه، لم يعترض أحد، ولم يسأل أحد! .. لماذا؟ .. لا أدري! وبعد العام ٢٠٠٠، كانت السفارات الغربية، تتابع علناً نشاط المعارضين السوريين، لحظة بلحظة، وتزورهم، وتستقبلهم، وتحضر محاكماتهم، من دون أن يحول أحد دون ذلك! لماذا؟ .. لا أدري! - ولذلك، فإنني اليوم، غير متفاجئ بما أرى، وغير مستغرب ما أسمع! ---------- - من التأملات الكئيبة المعذبة، أول ليلة ١٦-٨-٢٠١٧
____________________
الأنظمة البرلمانية(دراسة)
يعد النظام البرلماني أحد اشكال الحكم الديمقراطية التعددية، وهو يقوم على التداخل والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. يوجد نوعان للنظام البرلماني، الاول، هو النظام االمزدوج المسؤولية، وفيه تكون الحكومة مسؤولة امام البرلمان وأمام رئيس الدولة، وفي هذه الحالة تستمد الحكومة شرعيتها من البرلمان ومن رئيس الدولة كما يستمد رئيس الدولة في هذه الحالة شرعيته وقوته من الشعب عبر الانتخاب المباشر اضافة الى منحه صلاحيات تنفيذية مع الصلاحيات التشريفية) النظام الفرنسي بعد التعديلات الدستورية التي حدثت عام ١٩٦٢ -الجمهورية الخامسة (الا انه فيما بعد ادخلت تعديلات اخرة لصالح رئيس الدولة فأصبح النظام نصف رئاسة او مختلط.
والنوع الثاني ويسمى نظام احادي المسؤولية، وهو سائد في أغلبية الدول الاوربية وفيه تكون الحكومة مسؤولة امام البرلمان فقط وتكون فيه صلاحيات الرئيس بروتوكولية ويمكن منحه في الدستور صلاحيات اخرى لا تمس اركان النظام البرلماني. ويمكن تعريف النظام البرلماني ايضا على أنه النظام السياسي الذي يعمل على الموازنة بين كافة الانظمة السياسية داخل الدولة ومؤسساتها وهو النظام الذي يعبر عن ارادة وأراء الشعب وهو النظام الذي يتم فيه التوازن والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويمنع استحواذ وتفرد السلطة التنفيذية على مقاليد الحكم. للنظام البرلماني اركان وخصائص ووظيفة ولابد ان تتحقق حتى يكون ناجحا ويقوم بدوره في المجتمع واما وظيفته الرئيسية فهي سياسية، اي يحب ان تمتد سلطات مجلس النواب او البرلمان الى محاسبة الحكومة وتقديم النصح والتوجيه نحو تصرف او موقف محدد كما تمتد هذه السلطة السياسية الى سحب الثقة عن الحكومة بكاملها او عن بعض افرادها ويتم ذلك بعد استجواب الحكومة او الوزير المعني. اما اهم اركان هذا النظام فيمكن اجمالها في. ١-وجود ثنائية الجهاز التنفيذي خاصة عندا يمنح رئيس الدولة بعض صلاحيات الحكومة اضافة الى صلاحياته البروتوكولية. ٢ -وجود التوازن والتعاون بين كل من السلطين التشريعية والتنفيذية. ٣ -وجود الجدية والصرامة الحزبية والانضباط الحزبي باعتبار الحزب الفائز هو الذي يشكل الحكومة وبالتالي يهم الحزب ان يحافظ على تقدمه وفوزه الدائم. ٤-المسؤولية السياسية تقع بالكامل على عاتق رئيس الوزراء وأعضاء حكومته امام البرلمان. ٥-الحزب الفائز او الكتلة السياسية الفائزة بأكثرية مقاعد البرلمان هي التي تشكل الحكومة. ٦-وجوب التعاون والتنسيق بين السلطات الثلاث. ٧-وجوب ان يكون اعضاء البرلمان منتخبين من الشعب مباشرة. ٧-ان تكون وظيفة البرلمان التشريع وان يحتكر تلك الوظيفة وان لا يتنازل عنها. ٨ -ان يكون من حق البرلمان تشكيل لجان خاصة من بين اعضاءه لمراقبة عمل الحكومة وأعضاء اللجان يتمتعون بالحصانة الكاملة في عملهم. ٩ -ان تكون العلاقة بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة ارشادية وتوجيهيه من قبل رئيس الدولة. ١٠ -ان ينتخب رئيس الدولة من البرلمان إذا كانت صلاحيته بروتوكولية. اما إذا كان له صلاحيات تنفيذية ففي هذه الحالة يتم انتخابه من الشعب مباشرة وتحدد صلاحياته التنفيذية في الدستور على ان تبقى صلاحيات الحكومة هي الاوسع. ١١-يمنح رئيس الدولة في بعض الدول البرلمانية صلاحية الموافقة مع مجلس النواب على تشكيل الحكومة او ان يضع الفيتو على أحد الوزراء المكلفين وذلك من اجل المحافظة على التوازن بين الحكومة ومجلس النواب. ١٢-توقيع رئيس الدولة على أي عمل من اعمال الحكومة غير ملزم، حيث في النظام البرلماني تسود فكرة (رئيس الدولة يسود ولا يحكم ( ١٣-إذا كان رئيس الدولة منتخب من الشعب، منح صلاحية حل البرلمان عند وقوع الازمات بين الحكومة والبرلمان، ويحدد له في الدستور عدد المرات التي يمارس فيها هذا الحق، كما له ان يسمي رئيس كتلة الاقلية السياسية ان يشكل الحكومة إذا عجز رئيس كتلة الاكثرية ان يشكل الحكومة. ١٤-الوزارة هي صاحبة الشأن الاعلى في البلاد وهي السلطة الفعلية وهي التي ترسم السياسة العامة وتكون مسؤولة عن تحقيقها ولها حق دعوة البرلمان للانعقاد خارج دورات انعقاده وبعض الدساتير تمنح الحكومة صلاحية حل البرلمان وبموافقة رئيس الدولة. ١٥-لا يصدر في هذا النظام اي قانون الا عبر مجلس النواب وبعد مناقشته وإقراره من الاكثرية. ١٦- كما صنف فقهاء القانون الانظمة البرلمانية استنادا على طريقة تشكيل الحكومة.
حيث نقول نظام الحكومة الفريدة او الاغلبية المطلقة وتكون عندما ينفرد الحزب او الكتلة السياسية الفائزة بأكثرية المقاعد بالحكومة دون مشاركة الكتل الاخرى فيها. بريطانيا احيانا. ويقال ايضاً، نظام الحكومة المركزة وفيه ينص الدستور على مشاركة كافة الاحزاب والكتل السياسية التي حازت على نسبة مقاعد في البرلمان في الحكومة. المانيا ويعمل ايضا بنظام الاقلية، ويكون عندما تكون الحكومة غير حاصلة على نصف المقاعد داخل البرلمان. ويوجد ايضا نظام حكومة الائتلاف، عندما يتشكل النظام من حزبين او أكثر لتأمين أكثر من نصف المقاعد في البرلمان -تركيا مؤخرا. هذا ومن مميزات النظام البرلماني. ١-المشاركة الشعبية في الحكومة وفي البرلمان عبر احزابها ومن خلال اللجان المشكلة. ٢ تأمين الحضور السياسي والحزبي في المجتمع والتفاعل معه. ٣-مرونة العلاقة بين السلطات الثلاث. ٤-تعاون السلطات الثلاث فيما بينها مع الحفاظ على استقلالية كل منها عن الاخرى. ٥-التفاعل السياسي بين كافة السلطات لخدمة سيادة الدولة واستقلاها. وقد تكلم الفقهاء عن عيوب هذا النظام بما فيهم المؤيدون له ويمكن حصرها في. ١-صعوبة حصول الحكومة على تأييد قوي وصلب من مجلس النواب. ٢-تكون فيه الحكومة خاضعة لتأثير الاحزاب السياسية. الا انه بقي المؤيدون يفضلونه على النظام الرئاسي او شبه الرئاسي لكثرة عيوب كمل منهما هذا وان أكثر من ثلث دول العالم تأخذ في هذا النظام. -----------------------------------------------------------------------------------------------------------
___________________
زوروا صفحتنا على الفايسبوك للاطلاع و الاقتراحات على الرابط التالي http://www.facebook.com/1509678585952833- /الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي على الإنترنت: www.scppb.org
موقع الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي على (الحوار المتمدن): www.ahewar.org/m.asp?i=9135
#الحزب_الشيوعي_السوري_-_المكتب_السياسي (هاشتاغ)
The_Syrian_Communist_Party-polit_Bureau#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسار - العدد 18
-
المسار - العدد 17
-
المسار - العدد 16
-
المسار - العدد 15
-
17 نيسان تجدد معركة الاستقلال
-
المسار - العدد 14
-
المسار - العدد 13
-
المسار - العدد 12
-
استبيان حول جريدة المسار
-
المسار - العدد 11
-
المسار - العدد 10
-
المسار - العدد 9
-
المسار - العدد 8
-
المسار - العدد 7
-
البرنامج السياسي ل (الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي)
-
المسار - العدد 6
-
المسار - العدد 5
-
المسار - العدد 4
-
المسار العدد 3
-
المسار العدد 2
المزيد.....
-
اليونيفيل ترصد -توغلات إسرائيلية في كل مكان- على طول الخط ال
...
-
روسيا: الغرب يقامر بآلام ومعاناة الملايين ويستخدمهم -أوراق م
...
-
إصابة أرملة روبرت كينيدي بسكتة دماغية
-
ليبيا.. الإفراج عن العقيد العجمي العتيري بعد احتجاجات واسعة
...
-
احرص على تناولها في وجبة الإفطار.. -أطعمة خارقة- تمنحك الطاق
...
-
الحرب بيومها الـ369: حملة عسكرية دموية و400 ألف تحت الحصار ش
...
-
عاصفة عنيفة تقتل أكثر من عشرين شخصا في البوسنة والهرسك
-
أول محادثة بين بايدن ونتنياهو منذ سبعة أسابيع.. ترامب سبقه و
...
-
حرب إسرائيل بغزة ولبنان.. فشل أمريكي ذريع
-
حليفا مصر.. رئيس الصومال يصل إريتريا لبحث تحديات القرن الإفر
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|