رشا اهلال السيد احمد
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 00:07
المحور:
الادب والفن
مدائن العشق
كيف ترى بلاهة ما حولك فيما قلبك الذي يحتوي مدائن عشق يتشظى ؟!!
هل لمست قتلك ذات حين في المرايا التي تدفع عمركَ كله من أجل أن تبقى سالمة لا لشيء فقط لتقول لكَ أني هنا بكل قامتي ...... ؟؟!
آووواااه أيها الوجع الذي يغتال المسافات فينا !!!
إذا كنت قد أسكنتُك الروح والنفس كيف لا أرااك.. يا للرجال المشاكسين ,
كيف لا يقتلني الحنين ذات هجوم مباغت فيما قلبي معلق على جمر الشوق الصاخب
كيف يتقن الرجال قسوة الغياب هكذا ؟
هذا الفجر يبدو مكتئبا كقلبي المعجون بفراقك كما قلب مقاتل عاد منكوبا من حرب الوطن العجفاء فيما راح يعلق دمعه المتحجر فوق مشجاب القصص الندية .. الندية حد القتل , تلك التي لا تفارقه وهي تدق طبول القلب بأصابع حروفك الجمر كل حين
لم يكن شيء يثيرني في حفل المدينة مساء البارحة , أكثر من ابتسامتك التي تهاجمني بعبثيتها بين جدران الصخب الاحتفالي الذي حولي لتهمسني بتسلطك الغيابي على قلبي الصغير فيما عيناي ترفرف حولك قصائد شوق
يا لقلبك كما طفل صغير يعابثني بحب شديد ثم يسرق قلبي ويكذب علي بالمجيء مرة تلو مرة فيما يبتعد لاهياً بين ردهات الكون وهو يعلم أنني سأظل أنتظره على مائدة السهر .
أمر ترتيب الوقت الذي سرى بيننا بجنون تعبرني الكلمات كشلالات الياسمين
ـ " يا فلقة الروح أن قطعت العوالم وحضرت لا آمن نفسي عليك وآية الله أمامي تصيبني بحسنها كل حين ستخونني نفسي وتخون كل حيطتي ولسان الشاعرة ذاك لا آمن له أكثر قد يعصف بي بمجاز استوائي في لحظة .. الشعراء لا آمان لهم في كل الأحوال , ألسنتهم قاتلة في المدح والهجو ولا مقاومة لروح تعشقك
أيا أشعرَ من خلق ربي أطمأن قلبي الصغير لا يجرح أبدا
ـ قلبكَ كبير أراه جيدا
لكنه هدبك الفتاك ومراياك التي قتلتني بطرفها ذات سمر اسطوري , وأنا الذي لم يصبني يوما ً طرف إمرأة في مقتل كما فعلت بقلبي ولا كل نساء الأرض يوماً فعلت
فروحي معلقة مع الله , ثم كيف آمن مقام الربيع في الأحداق تلك التي اغتالتني كحسام أثلم قلبي حباً ؟؟!! "
ـ لست إلا شاعرة عاشقة تعابث الشعر وتعابث قلبك حبا ً وتعابث جمال القمر البعيد في عينيك
ـ لا تحاولي طمأنتي أني أحُسِنُ تقدير المواقف جيدا لدي خبرتي القتالية
ثم أنتِ مقاتلة لا تقبل بغير خسارة الخصم أمامها لأنك تحسنين استخدام كيف ومتى وأين ولماذا
ـ وأنتَ تحسن كيف تجعلني أنسى اللغة أمامك وأسئلتها بحيث تتطاير الكلمات حولي فراشات كبيرة تداعبني بأجنحتها حتى لو كنت أشعل القمر بقصيدة ذات ضياء .
هل أدخل معكَ بساحة نزال بماذا تحب أن أنازلك
ـ نازليني بكل شيء إلا عينيكِ !
هل تذكرين عالمنا البعيد كعيون مجرة
يا للقتل لقلبي كل الوقت!!
أخبار الوطن في رأسي ساعة تنثر في قبة السماء وردا وساعة قرمزية حمراء .. يا للوطن الذي أغتالوا سلامه بجهلهم وغرورهم الذي فتح الباب للغرباء ليدخلوا الوطن بكل جشعهم لقد حرثوه من كل الجهات بينما الشرفاء يقاتلون ليل نهار على ترابه
صحائفنا السرية المخطوطة عن الوطن أخبئها في قلبي
أجلس في صالة المسرح الجميلة , المسرحية كانت كوميدية جدا لكن ضحكاتي كانت تخرج مكتئبة جدا
تلك المحاربة داخلي لا تنفك تجابه الكون وتتحدى وتكتب لحظاتها الإلهية في أتون الوقت الجميل على وجه السماء بخط عريض شفيف , أشيح بعينيَّ عن الممثل الإيطالي الذي نزل بين الجمهور وأقترب ينثر أسئلة جميلة , فلا كلمات تخرج من بين شفتي هذا المساء
جئت هنا أحط عني هجمة الكآبة المفاجئة تلك التي أحتلتني بقوة هذه الفترة رغم الأعياد حولي
لا شيء في هذا الوجود يقتلنا مثل كآبة باردة تجمد كل شيء داخلكَ حزناً حين ترى قلبك يتهاوى ويتشظى أمامكَ كمرآة تتطاير في كل إتجاه , كأني أجري في سهل من الرؤى الجميلة الجميلة باختلاف في هذا الكون وأصحو على موتي المباغت
لا أعرف كيف تستطيع أن تخبأ قبلاتنا الفجرية من عينيك وأنت تعبر الجموع , كيف تخبأ حمرة الشوق المطبوعة على خدك وشفتيك التي كان ينثر قلبي عليهما القبل مشاكسا كلما اقترب منك
لقد ألقيت بكل مراكبي في البحر وأتجهت إليك حين وجدتك تتنزل في رؤي قديمة أسقطَتكَ أمامي فجأة بكل أبعادكَ وتضاريسك الجغرافية تلك وبكل حروف قلبك الأنيقة
وددتك أنت من الكون ولا غير وددتك معي .. لأنك قدري الذي تمنيته وأتاني
وددت ذلك فقط لأسطر تلك الرجولة على صدري آيات حب لا تموت , تلك التي زارتني قبل سنين بعيدة في هيئة رؤية إلاهية تمر أمامي كفيلم سينمائي كلما طرقت بابها
كل أتون الحرب الغاشمة لم تستطع مسحها من ذاكرتي
أجبني كيف تستطيع أن تُسكت نار الشوق في صمت الغياب وهي تتحداك في كل وقت ؟!
كيف تسكت جوع نفسك لقداسة الحب في قلبي وشغبه حين يداهم صدرك بأيدي طفل لايعرف السكوت , لقد علمك الغابُ أن تتحدى الكون كله , لكنه حتما لم يعلمك كيف تتحدى قلبكَ ؟!
نحن روحان متعالقتان كتعالق القمر والأرض
أخبرني أيها الشاعر النوراني ماذا تخبر قلبك قبيل آية المساء حين يبحث عني في الجهات هل تخترع له قصة جميلة محبوكة بإتقان ؟!
هل يستطيع وضوء الفجر أن يغسل عن جغرافيتك قبلاتي المعجونة بكل أجزاؤك بكيد ؟!
هل يستطيع أن يغسل القبل الباذخة من عينيك ؟
هل استطاعت قصصكَ عن فوضى الوطن أن تمحو قُبَلَ الفجر المباغتة من شفتيك ؟!
أما أنا فكل بحار العالم وأنهاره لا تستطيع أن تغسل عني قُبل الشوق وعطر الجسد
كيف تغسل قلب مازجته بك وأحتللته بجيوشك الفتاكة وأنت المحارب القديم ؟!
أخبرني الآن كيف تستطيع بالبعد أن تبعد عن روحك رائحة عطري ذاك الذي يصيبك بلسعة نار كلما لمس قلبك صبح مساء يصلني مدها من خلف الآفاق .. ؟!
أتعلم ..
الحرب في الوطن لا تنسيني كوؤس الشوق لكَ تلك التي أشربها مع الوقت حارة رغم أنها تقتلني , الحرب تربطنا أكثر بمن نحب لأنهم للنفس سكن وملاذ و للقلب آمناً
يا لكَ من رجل سرق آماني وفرحي في لحظة قاتلة وأحتجب خلف قوس قزح .. يطالعني خلف السنين !!!!!
وجه السماء كان قريبا مني هذا المساء حتى ظننت أنني سأمسك تلك الغيمة البيضاء التي تطالعني بوجهها المدور بحنان بالغ , إنها إشارة حب من السماء ورعاية أقرأ ذلك
وتأتينا الحياة كما أمواج البحر لا نعرف ماذا تحمل لنا في أتونها
أحتاج أن أمسح من ذاكرتي كل هذا الكون وأبقيك وحدك دون أي شيء يعكر صفوي رغم كل هذا الإنشطار داخلي ..
لا شيء أكثر قتلا من وجه يقتلك بإحتلاله حبا ويتركك تموت دونه في البعد
لا شيء أكثر وحشية حين تسرق إمرأة من ذاتها وتتركها تبحث عنها وعنك في زحمة الحياة
أتعلم ؟!
الرصاص الذي تقذفه الحرب أكثر رحمة من عيون تفتك بك كل وقت فقط لأنك تعلم أنها لك مهما افتعلت وأبعدها الكون
كنت أساند صديقتي الروائية تلك وهي تكتب عن حبيبها الذي خطفه الموت , وراحت تعاقر الحياة بكره شديد والكتابة بجنون شيطاني .. لكنها أفضل مني تحقد على الموت , أما أنا لا أستطيع أن أحقد عليك فهذه النفس لا تملك ألا أن تحبك وبلؤم شديد رغم أنك خطفت قلبي وأحتجبت خلف البحار تطالعني بإبتسامتكَ التي تخبرني بالكثير عن نفسي التي سكنتك , و أنت تعلم جيدا أنك كأس ارتوائي ولا غير فيما أنا هنا أموت عطشاً ...
حتى ماء القلب داخلي لا يصلح أبدا لغيرك مها حاولت .
رشا هلال السيد أحمد
درزدن . ألمانيا
#رشا_اهلال_السيد_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟