أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر المندلاوي - الإسلام السياسي في العراق















المزيد.....

الإسلام السياسي في العراق


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 01:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التفجير الآثم للمرقدين الشريفين في سامراء، وما تبعه من إعتداءات سافرة على المساجد ـ حرقا وتدميرا وإستيلاء ـ وإشاعة الأجواء المضطربة بالشروع الفوري في عمليات القتل الفردي والجماعي على الهوية، دفع الكثيرين إلى إمعان العقل والنظر في مآل الوضع الراهن، وإحتمالات إنزلاقه إلى حرب أهلية معلنة، بعد إبتداء بوادرها الخفية في صمت مريب لا يشقه سوى ما يطرق مسامعنا من نتف الخبر في تسريبات تتشح بالمآرب الدنيئة، دون الحرص على سلامة البلاد والعباد.
فبينما تعالت الأصوات محذرة من الإنزلاق إلى حرب أهلية، إنزلقت أقلام كثيرة، وزلت ألسن هذرة، إلى مستنقع الإتهامات المجانبة للأدلة، لتتسع دائرة المتهمين في إحاطة لا طائل منها، تليق بأصحابها في دأبهم على نحر الوطن من الوريد إلى الوريد. فالجاني طرف واحد أو مجموعة أطراف، والنية الجرمية متوفرة لديه أو لديهم، والمصلحة متحققة له أو لهم، فهو هم، وهم هو، فالأمر سيان، ولا نخوض مع الشاتمين الشامتين، الموالين للإحتلال وبعض المناوئين، وإنما نخوض فيما ينبغي، ونجول النظر فيما بطن وفيما ظهر من أمر الإسلام السياسي في العراق، فهو ( في شقيه المماليء والمناويء) من بعد الإحتلال، بيت الداء وعلة البلاء.

(1) الإسلام السياسي إصطلاحا


في حديث تلفزيوني، إستنكر الشيخ القرضاوي على العلمانيين إستخدامهم لمصطلح (الإسلام السياسي)، وعد هذا الإستخدام منافيا لحقيقة الإسلام، والمصطلح بدعة العلمانيين في تجزئة الإسلام الواحد الموحد إلى إسلام سياسي، وإسلام إقتصادي، وهلمجرا. فوفق تلميحات الشيخ القرضاوي، فإن السياسي في الإسلام حقيقة، بينما (الإسلام السياسي)، كإصطلاح، إختلاق وبدعة، في توصيف مغرض للسياسي في الإسلام، الذي ينتمي إلى النسيج الموحد لمنظومته الفكرية الإيمانية، في علاقة عضوية لا فكاك منها بين جميع مكونات الفقه الإسلامي في شقيه العبادات والمعاملات. وحيث إننا نستخدم هذا الإصطلاح (المنكر) في هذه المتابعة للأحداث في العراق على خلفية التداعيات الطائفية، إرتأينا التوقف برهة لتوضيح ما إلتبس على الشيخ الجليل في تعليله للإستخدام الواسع لمصطلح (الإسلام السياسي) من قبل العلمانيين، في محاولة منا لرد الشبهات، وتقويم الأفعال والأقوال بلا مبالغات، أو أي قصد آخر قد يندرج تحت بند الرغبة في الإفتعال. وإبتداءً نقول بأن المصطلح، أي مصطلح، لغة، كل كلمة يراد بها معنى معين متفق عليه بين العلماء في علم ما. وفي المسألة التي نحن بصددها، فإن (الإسلام السياسي) إصطلاح في علم السياسة، ويشترط الإتفاق علىالمعنى المراد به بين علماء السياسة حصرا، وبالتالي فإن مخالفة علماء الدين والطب والرياضيات والكيمياء وغيرهم للمعنى المتعارف عليه بين المشتغلين في السياسة، لا يخرج (الإسلام الساسي) من حقيقته كإصطلاح، يراد به الحركات السياسية التي تنشط وفق القراءات الخاصة بها للسياسي في الإسلام، بمعزل عن باقي مكونات المنظومة الفكرية الإيمانية للإسلام، وفي أفضل الأحوال، وفق قراءات تبالغ في دور السياسي على حساب المكونات الأخرى، بحيث تبدو هذه المكونات توابع هزيلة تبرر القراءات الخاصة لما هو سياسي في الإسلام ليس إلا. وفي كلتا الحالتين، فإن النتيجة المؤكدة هي مفارقة (الإسلام السياسي) للسياسي في الإسلام، بل وللإسلام كله. وعليه يمكننا القول بأن مصدر الإلتباس لدى الشيخ القرضاوي، والذين على موقف سماحته من إستخدام مصطلح (الإسلام السياسي)، إنما يكمن في إفتراض المطابقة الخاطئة بينه وبين السياسي في الإسلام، في حين نحن لا نذهب إلى إنكار المطابقة بينهما فحسب، وإنما إلى إعتبار (الإسلام السياسي) عامل نفي للإسلام برمته. وقولنا هذا ليس فيه إفتعال، بل هو تقرير لواقع الحال، ويمكن الإستدلال عليه بما يلي:
نقطة البدء في عملية الإستدلال تبدأ من القول بأن لا إفراط ولا تفريط في الشؤون التي يتناولها الإسلام، وغالبا ما يكرر الشيخ القرضاوي هذا القول للتعبير عن وسطية وإعتدال الإسلام، وذلك بالدعوة إلى أن يزن الفرد المسلم (والجماعة المسلمة) الأمور وفق موازينها بلا زيادة أو نقصان. وحقيقة نفي الإفراط والتفريط تتجلى في عموم الإسلام للحفاظ على تناسق وإنسجام مختلف أوجه النشاط الديني والدنيوي للفرد والجماعة. فمن وجهة النظر الإسلامية، فإن الإسلام نظام شامل يحكم حياة الأفراد والجماعات في ترابط وثيق بين ما هو ديني وما هو دنيوي، فلا وجود للسياسي في الإسلام بمعزل عن الإقتصادي والإجتماعي، ولا وجود لها مجتمعة بمعزل عن العقائدي، وهكذا مع جميع أوجه النشاط الفردي والجماعي للمسلمين. فوفق وجهة النظر هذه، فإن المقاصد الإلهية من الإسلام لا تتحقق ما لم تتحقق الموازنة الدقيقة بين عديد هذه الأوجه، وأي إفراط في جانب، يقابله تفريط في الجوانب الأخرى، والعكس صحيح. وفي صياغة أخرى، فإن كل جزئية من هذه الجزئيات تنتظم في نسيج المنظومة الإسلامية، وتفعّل لخدمة الإسلام كقصد إلهي، وحيثما تعطل مبدأ لا إفراط ولا تفريط، تخالفت المعادلة، واصبح الكلي في خدمة الجزئي. وهذا هو بالتحديد ما فعلته قوى (الإسلام السياسي)، التي وضعت الإسلام في خدمة حركتها السياسية، عوضا عن تفعيل الجزئية السياسية في الإسلام لإعلاء شأنه وتحقيق مقاصده. والنتائج العملية لهذه المعاكسة للعلاقة بين الجزئي والكلي، كانت التضحية بالمباديء الإسلامية لحظة تعارضها مع الهدف السياسي لهذه القوى، وتاليا، تقديم الدين الإسلامي على غير حقيقته، فيبدو تارة، مهادنا للطغاة والجبابرة، وتارة أخرى، رافضا متمردا، غير عابيء بالقيم الدينية و الإنسانية. والحصيلة كما نعايشها، إساءة بالغة للإسلام والمسلمين، ذروتها الرسوم المسيئة للرسول الكريم(ص)، والتي نؤمن، بلا ريب أو مواربة، بأن (الإسلام السياسي) موجدها صورة ومعنى، قبل أن تتشكل في هيئة رسوم ساخرة بريشة الرسام الدنماركي.
خلاصة القول في هذا الشأن، إن (الإسلام السياسي)، وجود حقيقي، والإصطلاح في شأنه لم يكن بدعة علمانية لمناوئة الإسلام، وإنما صياغة لمعنى هذا الوجود في تعارضه للإسلام ومناوئته للمسلمين. أي أنه إصطلاح مطلوب لتحقيق التمييز بين ما هو إسلامي، وما هو غير إسلامي، ينشط سياسيا لإنجاز أهداف خاصة في إستخدام شاذ وإستثنائي لنصوص القرآن الكريم، وللسنة النبوية الشريفة، وتخرجهما من وظيفتهما في تحقيق مقاصد الشريعة، إلى تحقيق أهداف حركية لجماعة سياسية، في تعارض بيّن مع تلك المقاصد.
ـ يتبع ـ



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق الوطني والإقصاء الطائفي
- الفيدرالية والمسألة القومية في العراق
- حكومة الجعفري...تحصيص بلا بصيص
- العصبية الطائفية والقومية
- قائمة إتحاد الشعب ضحية ظروف جائرة وسياسات خاطئة
- الإنتخابات البرلمانية والمشاريع المتعارضة


المزيد.....




- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر المندلاوي - الإسلام السياسي في العراق