أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر المندلاوي - التوافق الوطني والإقصاء الطائفي















المزيد.....

التوافق الوطني والإقصاء الطائفي


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما هو متوقع، مرر مشروع الدستور الدائم بالكيفية المعهودة في إستفتاءات البلدان
المتخلفة، وفشلت أمريكا وشركاؤها العراقيون مرة أخرى (المرة الأولى كانت في
إنتخابات الجمعية الوطنية) في إشاعة الثقة بإمكان قيام تجربة ديمقراطية على غير
مألوفها في بلدان الديمقراطيات الموجهة، حيث تخضع الإنتخابات والإستفتاءات من
ما قبل ألفها إلى ما بعد يائها، لوهم إسترداد شرعية مفقودة بوسائل غير مشروعة،
تكنى على غير حقيقتها، إنتخابا وإستفتاءا.
إن لامشروعية الوسائل لا تكمن في الطبيعة غير الديمقراطية للإجراءات والآليات
الملازمة لها فحسب، وإنما تتعداها إلى أصول وغايات العملية السياسية برمتها.
وهذه الأصول وتلك الغايات محكومة بإرادة الإحتلال في إعادة تشكيل الخارطة
السياسية والإجتماعية في العراق، ولاحقا في عموم المنطقة، وفق متطلبات المشروع
الأمريكي في (الشرق الأوسط الكبير). ولما كانت الأصول والغايات على صفتها هذه،
فإن الوسائل النابعة من أصول تفتقر إلى التأصيل الوطني، وتجري في مستقر لها
نحو غايات غير وطنية، لا يمكنها إلا أن تكون على صفة أصولها وغاياتها. لذلك، فإن
الوسائل ( إنتخابات كانت أو إستفتاءات) تمتطي صهوة إجراءات وآليات تعسفية،
أدناها الإقصاء الطائفي والقومي والديني، وأقصاها غزوات قوات الإحتلال على المدن
والأمصار، وإرهاب الميليشيات المنسوبة إلى الدولة والدويلة. وما بين الأدنى والأقصى
تمتد سلسلة طويلة من الممارسات اللاديمقراطية، تبدأ بالفتاوي الواضحة ولا تنتهي
بعمليات التزوير الفاضحة. وحيث أن العملية السياسية على قياس ما ذكرنا، فإن
الإطمئنان الشعبي في جدواها لم يعد على سيرته الأولى يوم توجه الناخبون لإختيار
ممثيليهم في الجمعية الوطنية. والزيادة في نسبة المشاركة في الإستفتاء بالمقارنة
مع نسبتها يومذاك، ما هي إلا زيادة تضليلية، سرعان ما تشي بما يخالف ظاهرها.
فهي ناجمة عن المشاركة الواسعة للمناوئين للعملية السياسية، في إستهداف جلي
لمفرداتها، تمهيدا للإنقضاض عليها بوسائل تنتمي إلى نسيج العملية السياسية
ذاتها، فهي مشاركة ناقضة للعملية السياسية، وشأنها في هذا الأمر، من الناحية
الوظيفية، شأن تدني نسبة المشاركة في الإستفتاء عن نسبتها في الإنتخابات
السابقة في مناطق عديدة من العراق، ولا سيما في محافظة بغداد والمحافظات
الجنوبية. وهكذا، فإن مشاركة المقاطعين للإنتخابات السابقة في إستفتاء الدستور
لنقض العملية السياسية، ومقاطعة بعض المشاركين في الإنتخابات السابقة
للإستفتاء إياه للإعراب عن اللامبالاة بجدواها، ما هي إلا مؤشرات غير سارة
تضع مستقبل العملية السياسية في موضع التساؤل، وينبغي لها إستفزاز قدراتنا
للبحث عن آليات وإجراءات مغايرة، تنصرف بموجبها مشاركة المقاطعين في
في الإنتخابات القادمة إلى مشاركة معززة للعملية السياسية وليست ناقضة،
وتستعيد في الوقت نفسه، ثقة أولئك الذين فقدوا ثقتهم بها بعد أن خابت آمالهم
في تحقيق الأهداف المعلنة لها.
إن الإنطلاقة الحقيقية للعملية السياسية في العراق تبدأ لحظة الشروع في التأصيل
الوطني للمشروع السياسي، وهي لحظة بدء مفارقة العملية السياسية لإرادة
الإحتلال في الإصول والغايات. فمن دون الإقدام على هجر ثوابت الإحتلال في
تشكيل أبعاد العملية السياسية، ومن دون الإنفكاك عن أهدافه في جعل العراق
قاعدة للمشروع الأمريكي في المنطقة، لا يمكن الحديث عن آليات وإجراءات
مغايرة في النوع لتلك التي تسببت، ولا تزال، في مآزق لا حصر لها. والخطوة
الأولى بإتجاه لحظة الشروع هذه، تتمثل في إحلال التوافق محل الإقصاء، فمع
غياب التوافق الوطني لا يستقيم الأمل في بلورة مشروع وطني عراقي تعتمده
العملية السياسية كمرجعية عليا عوضا عن مرجعية الإحتلال، فالمرجعية الوطنية،
نابذة للطائفية والعرقية والجهوية، بينما مرجعية الإحتلال تشترطها جميعها لإدامة
الإحتلال المباشر أو بعض مفرداته الرئيسية بصيغ غير مباشرة. لذا، فإن الدعوة
إلى التوافق الوطني، هي دعوة لإعادة صياغة العملية السياسية إستنادا إلى
محددات المشروع الوطني، الذي يكفل الإستجابة الكاملة لمتطلبات المواطنة
العراقية، بديلا حتميا عن الإقصاء والتطهير الطائفيين، وجميع أشكال التمييز
الأخرى، قومية ودينية وغيرها كثير. فالمواطنة الصحيحة عنوان الوطنية الصادقة،
وهذه الأخيرة، جوهر الديمقراطية. وعليه، يحق علينا القول أن لا ديمقراطية في
العراق بمعزل عن الوطنية العراقية، أو بالتعارض معها. فالإحتلال والطائفية
والقومية الشوفينية والإنعزالية، تمثل الضد النوعي للديمقراطية بمدلول تضادها
النوعي للوطنية العراقية. فهي مجتمعة، حاضنة الإرهاب ومستجلبة الخراب،
لذالك، يحسن التذكير بأن المشروع الوطني في ممكنه الوحيد، مناهض للإحتلال،
مقاوم لوجوده في العراق، ملازم للديمقراطية ونابذ للإستبداد والإرهاب، موحد
للبلاد غير منافر.
هكذا تبدو إلينا محددات المشروع الوطني، والتنصل من بعضها أو جميعها، يحيل
التوافق الوطني المنشود إلى مساومات غير مشروعة بين الأطراف المتحاورة،
ويديم الأزمة في العملية السياسية. فليس هناك من وسيلة للخروج من عنق الزجاجة،
سوى إعادة تأهيل العملية السياسية وفق مقتضيات المشروع الوطني وثوابته البينة.
حينئذ، يمكننا الزهو بالأصابع البنفسجية، ومنحها الرمزية التي تستحقها في التعبير
عن وقائع على الأرض، تعجز الكلمات عن إستيعابها، فتنبري الألوان للبوح
بمكنوناتها، وحينئذ فقط، لا يكون موضع الأصابع البنفسجية من المنبهرين بها،
موضع الرأس من النعامة.



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية والمسألة القومية في العراق
- حكومة الجعفري...تحصيص بلا بصيص
- العصبية الطائفية والقومية
- قائمة إتحاد الشعب ضحية ظروف جائرة وسياسات خاطئة
- الإنتخابات البرلمانية والمشاريع المتعارضة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر المندلاوي - التوافق الوطني والإقصاء الطائفي