أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل فى مصر(مثقفون) وفق التعريف العلمى؟















المزيد.....

هل فى مصر(مثقفون) وفق التعريف العلمى؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أفراد ثالوث: الشعب، الحكام والإنتيليجنسيا يحملون نفس الجينات والخصائص المُـميزة لأى شعب أم يختلفون؟ البديهى أنهم (مُـتشابهون) وهنا يبرزالسؤال الشائك: فلماذا- إذن- يختلفون فى أهم محوريـُـنظــّـم العلاقة بيبن الحاكم والمحكومين؟ محورالحرية والعدالة؟
وعن هذا المحور: لماذا توجد أنظمة بها درجة عالية من الاتساق والتوافق بين الشعب والحكام، وفى أنظمة أخرى يسود التناقض لدرجة التنافر؟
وعند تطبيق السؤال الأخيرعلى شعبنا (المصرى) يبرزالتنافرالذى يؤكد غياب الحرية والعدالة. فمادورالإنتيليجينسيا فى هذا المحور؟
إنّ أى شعب يتوق للحرية والعدالة، وتاريخ شعبنا شهد العديد من الثورات، أبرزها فى العصرالوسيط (ثورة البشموريين) وفى العصرالحديث (ثورة1919) وعن الأولى كانت الهزيمة الكاملة، وعن الثانية كانت (بعض المكاسب) وكان السبب فى الثورتيْن (خيانة الإنتيليجنسيا) للجماهير، حتى إنّ سعد زغلول الذى صنع الشعب (زعامته) روّجتْ له صحف الوفد الأساطير، ومن بينها أنّ بعض النباتات مكتوب عليها ((يحيا سعد)) ومنها أنّ طبيبـًـا وضع أذنه على بطن سيدة حامل فسمع الجنين يهتف ((يحيا سعد)) (د. هيكل- مذكرات فى السياسة المصرية- مكتبة النهضة المصرية- عام1951- ص169) وأنّ قراءة صحيفة السياسة محرّمة على الوفديين. وكان سعد يقول علنـًـا أنه ((يقرأ الصحيفة بالنيابة عن جميع المصريين)) (ص184) وأنّ حزب الوفد عندما تولى الحكم لم يستقرفى البلاد عدل، ولم يحترم سعد القانون، ((ولم يـُـحقق لمصرقليلا ولاكثيرًا من الاستقلال الذى تغنى به)) (ص197) وما كتبه د. هيكل كتبتْ مثله هدى شعرواى فى مذكراتها. وفى مجال حرية الفكر، وقف سعد ضد على عبدالرازق وضد طه حسين، وانتهتْ التجربة بالانشقاقات. وهذا دليل على أنّ الإنتيليجنسيا تفتقد أدنى درجة من (المبدئية) وتطغى عليها ألاعيب السياسة وأطماعها.
وفى عام1968خرج العمال والطلبة للاحتجاج على الأحكام القضائة الهزيلة ضد الضباط الذين تسببوا فى هزيمة1967، وكان شعارهم ((لانريد كبش فداء من صغارالضباط.. نريد محاكمة الكبارالذين قرّروا دخول الحرب بلا استعداد)) تمّ القبض على البعض، وهرب البعض من البوليس، وامتصّ النظام الانتفاضة بحقنة تخديرية عن إعادة المحاكمة (التى لم تحدث) فهل كان للإنتيليجنسيا أى دورفى هذه الانتفاضة؟ الإجابة لا، لأنه فى تلك الفترة بالذات صمت الشرفاء، بعد أنّ سمعوا عن ضحايا المعتقلات من تعذيب حتى الموت.
وفى يناير1977خرجتْ الجماهير(من الإسكندرية إلى أسوان) رافعة نفس الشعارات، كأنما (قوة مجهولة) وحـّـدتْ الجماهيراعتراضـًـا على قرارت رفع الأسعار. فلجأ السادات إلى حقنة تخديرية بأنْ أعلن تراجعه عن قراره السابق، وبلع شعبنا (الطــُـعم) وبعد ستة شهورارتفعتْ الأسعارتحت شعار(تحريك الأسعار) تنفيذًا لتعليمات صندوق النقد الدولى، وكانت الوسيلة الاحتفاظ بالسعرالقديم مع تخفيض وزن السلعة. فهل كان للإنتيليجنسيا دورفى هذه الانتفاضة التى كادتْ أنْ تكون (ثورة)؟ الإجابة لا. وقد اعترف عضوقيادى فى حزب التجمع (اليسارى) أنّ الحزب أصدربيانــًـا قال فيه إنّ الأحداث ((كانت رد فعل تلقائى من الجماهيرالتى تعانى من تعقد الظروف المعيشية..إلخ)) (حسين عبدالرازق: مصرفى18و19يناير- دارشهدى للنشر- عام1985- ص93) ولأنه توجد علاقة وثيقة بين الحاكم والإنتيليجينسيا، كان عبدالرازق أمينــًا عندما ذكرأنّ السادات امتداد لعبدالناصر، وأنّ ماحدث هو((صراع على السلطة بين جميع ورثة الدولة الدكتاتورية التى أقامها عبدالناصر)) (ص385)
وما حدث فى يناير77تكرّرفى يناير2011ولم تحصد الجماهيرإلاّ المرارة، وكان (الطــُـعم) هوبيان عمرسليمان الشبيه بوعد بالفور(من لايملك أعطى لمن لايستحق) وهكذا أطلق المجلس العسكرى الإسلاميين للسيطرة على مصر. ومع ذلك تقاعستْ الإنتيليجينسيا عن أداء دورها فى تحذيرالجماهيرمن مخطط ثالوث الشر: الإدارة الأمريكية والمجلس العسكرى والإسلاميين.
مصطلح الإنتيليجينسيا فى علم الأنثروبولوجى المقصود به (الطليعة المُـثقفة) وأنّ (المُـثقف) هو((الطليعة الروحية لشعبه)) لذلك فإنّ الأنظمة الوطنية تشهد صراعات وخلافات بين السلطة والمُـثقفين، ولكنها صراعات وخلافات من أجل الوطن. أى أنّ (الوطن) خط أحمرعند الجميع. ففى إسرائيل يمين ويسار، أصوليون دينيون وعلمانيون، البعض مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والبعض ضد ذلك، ولكن (كلهم) مع استقرارالدولة الإسرائيلية واستمرارها وتقدمها. وفى إيطاليا توحـّـد الشعب والمثقفون والسلطة من أجل إظهارالحقيقة فى موضوع مقتل روجينى. وعندما قتلتْ الفتاة الفليبينية (ساره فرجار) الأميرالعربى الذى حاول الاعتداء عليها، وصدرالحكم (الشرعى) بإعدامها (دون تحقيق) انتفض الشعب الفلبينى والمثقفون ضد هذا الحكم وطالبوا بعودة سارة إلى الفلبين مع دفع الفدية المطلوبة. ورغم أنّ الحاكم (فى هذا الوقت منذ أكثرمن عشرسنوات) دكتاتورعسكرى اسمه (فيدل راموس) فإنه استجاب لهذا التوحد الشعبى، وصرّح فى أكثرمن خطاب علنى بأنّ العرب لايعرفون معنى (القانون) ويـُـطبـّـقون شرائع الصحراء الهمجية، وطالب بضرورة عودة سارة للفلبين، وبالفعل عادتْ سارة لوطنها بعد أنْ جمع الشعب والحكومة مبلغ الفدية المطلوبة. وبعد ستة شهورمن عودة سارة إلى وطنها، شاهد محبوالسينما فى المهرجانات الدولية، الفيلم الفلبينى عن سارة والأميرالعربى.
وعندنا فى مصرآلاف من ضحايا التشريعات السعودية (من جلد وقطع يد وقص رقبة) ومع ذلك لاتخرج مظاهرة (واحدة) ولومن خمسة أشخاص ضد هذا الظلم السعودى. وكنتُ أقول لأصدقائى اليساريين الذين يجمعون زجاجات الزيت وأكياس الأرزمن الفلاحين (المُـعدمين) من أجل الفلسطينيين، لماذا لاتخرجون فى مظاهرة ضد جلد المصريين فى السعودية؟ فكانوا يسخرون من كلامى. وأرجوأنْ لا أكون مُـتشائمًـا عندما أقول أنه لايوجد أى حزب فى مصرأوأى جمعية أهلية بإمكانها تسييرمظاهرة من خمسة أشخاص ضد تلوث النيل.
لذلك أعتقد أنّ المُـتعلمين (= المثقفين) هم سبب الكارثة (مع اعترافى بوجود شرفاء كاستثناء) وأنّ الظلم الواقع على شعبنا، سببه أنّ النظام يعتمد على جيش من الإنتيليجينسيا (= المثقفين) الذين يـُـروّجون لقراراته (تيران وصنافير- نموذجـًـا) ويـُـبرّرون تصرفاته، وأنّ تلك الإنتيليجنسيا تتقـدّم الصفوف قبل الشرطة والجيش.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالاتى الممنوعة من النشر (1)
- فتوة الحارة وفتوة العالم
- تجربتى مع صحيفة الدستور- الإصدارالأول
- الإعلام والثقافة السائدة ومساندة الإرهابيين
- رابعة والنهضة وغياب التحليل الموضوعى
- ما مصدرقوة الحزب المقاوم والمعادى للشيطان
- من تجاربى مع الثقافة المصرية السائدة
- نماذج من تجاربى مع الثقافة المصرية السائدة (1)
- نفى الآخر بالمعتقد الدينى
- لماذا لايستثمرالنظام عقول العلماء المصريين؟
- العرب وإسرائيل وموضوع (الدولة الدينية)
- الحزب المُعادى للشيطان وصفقة القرن
- علاقة الضباط بالمجتمع المدنى
- الشعب اليمنى المنكوب ومفارقة القومية العربية
- العلاقة العضوية بين الرأسمالية والأصولية الدينية
- رحلات الحمساويين المكوكية
- سكينة فؤاد : نموذج رائع لعشق الوطن
- مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين
- أكذوبة إجماع الأمة والهوس بها وترويجها
- الحضارة المصرية فى رسالة من توفيق الحكيم إلى طه حسين


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل فى مصر(مثقفون) وفق التعريف العلمى؟