أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين














المزيد.....

مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 22:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاء قانون المصادفة أننى عملتُ بوزارة المالية لعدة سنوات..ومع بداية عهد السادات تفتــّـق ذهن (ترزية القوانين) المُـنتشرين كالطاعون فى المحليات والهيئات والجامعات إلخ إلى تحايل شيطانى يمنع وصول الموارد المالية التى كانت تذهب إلى وزارة المالية..وكان البديل (بدعة/ كارثة الصناديق الخاصة) فمثلا النشاط الاقتصادى الذى يـُـدارفى المحافظات (وبعضه استثمارات أجنبية) فإنّ عائده المادى كان يذهب إلى وزارة المالية..والحصول على شهادة التخرج أوعلى أى مستند من أية جامعة أوهيئة حكومية، يكون بمقابل مادى..وعائده يذهب إلى وزارة المالية..ولكن المجرمين من (ترزية القوانين) نجحوا فى حجزتلك الأموال لتكون تحت تصرف المحافظ أورئيس الهيئة أورئيس الجامعة إلخ.
وأشهد بأنّ وزراء المالية (ومن بينهم صلاح حامد وآخرين) اعترضوا على حرمان الوزارة من تلك الموارد التى كانت بالمليارات..وكنتُ أعمل بمكتب مستشاروزيرالمالية (د.أحمد سالم) الذى كان شديد الحرص على المال العام والنزاهة والتواضع..وعندما جاءتْ موافقة مجلس الوزراء على إنشاء الصناديق الخاصة، حوّلها الوزيرإلى د.أحمد سالم لإبداء الرأى..فكتب الرجل (الحاصل على أكثرمن دكتوراه فى المالية العامة والمحاسبات والقانون) مذكرة قوية مُـستندة إلى قانون الموازنة العامة للدولة..وإلى القوانين المُـشابهة بعض الدول الأوروبية، التى تنص على أيلولة (كل) الموارد العامة (مهما صغرشأنها) إلى الخزانة العامة للدولة.
وللأمانة فإنّ وزراء المالية الذين عاصرتهم (قبل إحالتى للمعاش عام2002) كانوا يعتمدون مذكرة المستشارد.أحمد سالم..وإرسالها إلى مجلس الوزارء الذى تجاهل رأى وزارة المالية..والجهازالمركزى للمحاسبات الذى تضامن مع وزارة المالية..وعندما بدأتْ بعض الصحف (مثل الأهالى) وبعض المجلات (مثل روزاليوسف) وبعض أصوات الاقتصاديين المحترمين فى إثارة الموضوع من جديد فى عهد مبارك، تجـدّد السيناريوالذى شهده عهد السادات: العرض على وزارة المالية لإبداء الرأى..الوزارة ترد بضرورة إلغاء الصناديق الخاصة وضم أموالها للوزارة..ولكن كما يقول شعبنا الأمى فى أهازيجه البديعة ((ودن عليها طين والتانيه عليها عجين))
ولم تكن كارثة الصناديق الخاصة هى الكارثة الوحيدة..وإنما تبعتها كارثة جديدة هى تنازل وزيرالمالية (على ما أذكرمع بداية عهد مبارك) عن اختصاصاته بشأن موارد كل من وزارتىْ الداخلية والعدل، لتؤول تلك الاختصاصات لوزيرىْ هاتيْن الوزارتيْن..وهكذا تـمّ (خنق) وزارة المالية..خاصة لوعلمنا أنه بالرجوع إلى مجلدات الحساب الختامى بوزارة المالية والاطلاع على الموارد التى كان يستقبلها (قطاع التمويل بالوزارة) يتبيـّـن حجم الأموال التى تـمّ حجبها عن وزارة المالية، وما نتج عنه من عجزدائم ومتراكم سنويـًـا فى الموازنة العامة للدولة..ولعلّ المواطن (غيرالمُـتخصص فى الاقتصاد) يعلم حجم الأموال التى تحصل عليها وزارة الداخلية (مخالفات المرور، التصريح برخصة قيادة، تجديد الرخص إلخ) أما وزارة العدل فيكفى تبعية مصلحة الشهرالعقارى لها وتلال الأموال المُـحصلة من المواطنين يوميـًـا، سواء لعمل توكيل أوسحب التوكيل، وتسجيل براءة اختراع، أوتسجيل عقارأوأراضى بناء أوأراضى زراعية أوالتنازل من شخص لآخرعن أى عقارأومنقول (مثل التنازل عن سيارة على سبيل المثال) فلوحسبنا الأموال المُـتدفقة على وزارتىْ الداخلية والعدل (يوميـًـا) فإنّ مقداراها بالمليارات..ونظرًا لأننى تركتُ وزارة المالية عام2002فلا أستطيع الجزم: هل تنازل وزيرالمالية عن اختصاصاته وأيلولتها لوزيرىْ الداخلية والعدل، مازال ساريـًـا أم لا..وهذا مع ملاحظة أن ّ تلك الموارد التى دخلتْ خزانة الداخلية والعدل، ترتب عليها رفع مبالغ المكافآت والحوافزللعاملين بهاتيْن الوزارتيْن..ولكن المهم هوربط ذلك بأنّ (باب المكافآت ومجمل الأجورالمُـتغيرة) التى تمنحها وزارة المالية للوزارات والهيئات، ظلّ ساريـًـا على وزارتىْ الداخلية والعدل..ولم يــُـفكرأحد فى تصويب هذا الخطأ الفادح والغيرقانونى..وعندما اقترحتُ على د.أحمد سالم تقديم مذكرة بهذا الشأن للوزير..قال لى: إنت يا طلعت يا ابنى عاوزنا ندخل عش الدبابير(كان رئيس الوزراء فى ذاك الوقت عاطف عبيد الذى باع شركات القطاع العام بالقيمة الدفترية وليس بالقيمة السوقية..منذ أنْ كان وزيرقطاع الأعمال..فكانت مكافأته منصب رئيس الوزراء) وقال لى المراقب المالى بحامعة القاهرة أنّ ضباط الحراسة بالجامعة يجمعون بين مكافآتهم من وزارة الداخلية..ومكافآتهم من صندوق الجامعة.
وفى عام2018تجـدّد موضوع الصانديق الخاصة بمناسبة ما قاله النائب محمد الشريف (وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب) وذكرأنّ الصناديق الخاصة تشهد حالة من الفوضى..رغم تقاريرالجهازالمركزى للمحاسبات ووزارة المالية. وقال إنّ عشرات الآلاف من هذه الصناديق ليس لها ((ضابط أورابط والكثيرمنها بلا لائحة وبلا إشراف من وزارة المالية ولامن الجهازالمركزى للمحاسبات (جريدة الشروق المصرية- 3/8/2018)
ونظرًا لغياب الشفافية فى الحصول على المعلومات، تضاربتْ البيانات الخاصة بحجم ودائع الصناديق الخاصة..فقـدّرتها وزارة المالية والجهازالمركزى للمحاسبات بنحومائة مليارجنيه، بينما بعض الاقتصاديين الوطنيين (مثل الخبيرالاقتصادى عبدالخالق فاروق) يرون أنّ الودائع أكثرمن ذلك..وكان من رأى الراحل الجليل د. صلاح جودة أنّ الرقم يصل إلى3ترليون جنيه..فى الوقت الذى يستجدى النظام صندوق النقد الدولى للحصول على قرض مُـحمّـل بالشروط القاتلة لغالبية الشعب.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة إجماع الأمة والهوس بها وترويجها
- الحضارة المصرية فى رسالة من توفيق الحكيم إلى طه حسين
- الإخوان المسلمون وعقوبة الإعدام
- لماذا لم يكن لليسارالمصرى جماهيرية شعبية؟
- تجديد الخطاب الدينى والتعليم الجامعى
- هل صدفة الميلاد مبررلسجن الإنسان فى عقيدة والديه؟
- نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية
- توحد لغة أنظمة الاستبداد
- إهدار المال العام وخطورة مناهج التعليم
- هل يهتم نظام الحكم بترسيخ الفضيلة أم الرذيلة
- الأدب الأوروبى والدفاع عن الشعوب الإفريقية
- آثارمصر بين الاعتزاز بالتراث والدونية القومية
- دور الصهيونية والتخويف بالعداء للسامية
- انعكاس الثقافة القومية على الموقف من المرأة
- عودة القتيل للحياة ورومانسية الوهم المريض
- الزراعة المصرية والتضييق على الفلاحين
- مغزى تجديد الإسلام كل مائة سنة؟
- الحياة السياسية المصرية قبل وبعد يوليو1952
- هل أخطأ الزعيم الفلسطينى فى حق اليهود؟
- لماذا كانت ظاهرة التكرار فى القرآن؟


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين