المناضل المبدع الفنان التشكيلي الفلسطيني الفرنسي / سمير سلامه في دار الخلود

محمود خليفه

الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 00:52
المحور: الادب والفن
    

لعصامي ابن الاسره الفقيره المهجر قسرا من صفد الى درعا ...شارك شقيقته المربيه الفاضله صليحه في اعالة الاسرة الواسعة حينها التحق بكلية الفنون الجميله في جامعة دمشق وعمل في كثير من اعداديات وثانويات دمشق وريفها بدءا من اسعد الجابري الى دوما ويبرود والقطيفه والنبك وعين يبرود وحتى دير عطيه ....مثل المنظمه الطلابيه للجبهه الديمقراطيه بين عامي 1969-1972 في فرع سوريا للاتحاد العام لطلبة فلسطين وبعدها في وحدة دمشق واستلم اللجنه الفنية والاجتماعية فيه وفي اللجنه الطلابيه لكلية الفنون الجميله في السادات حينها ....مثل منظمة الشبيبه الديمقراطيه في مهرجان الشباب العالمي العاشر بمشاركة عشرة رفاق اخرين وبقيادة الاخ الشهيد ابو جهاد الوزير في برلين (الشرقيه حينها ) اب/ 1973 وشارك الجوقه الشبابيه العالميه حينها في اداء نغمة ولحن نشيد الشباب العالي باللغات المختلفه وابدع في الانخراط مع العديد من الفنانين العالميين الشباب بمناقشة الفنون والرسم وغيره من اهتماماته التحق منتصف السبعينيات بدائرة الاعلام للمنظمه في بيروت وساهم مع غيره في اعادة الاعتبار لاتحاد الفنانين التشكيليين وعمل مع فروع الهلال الاحمر الفلسطيني في سوريا ولبنان والقاهره وساهم في تجهيز وانشاء الاقسام الفنية واعداد المعارض الفنية المحلية والدوليه وصار مستشارا لرئيس الهلال الاخ الشهيد فتحي عرفات لسنوات طويله بعد هجرته الطوعية الى اوروبا وعودته الى الوطن مرات متعدده ...عمل في الكثير من المؤسسات والجهات الاعلامية والفنية ومنها اليونيسكو ونظم عشرات المعارض
سمير سلامه ....الرفيق العصامي المناضل المبدع سلام لك وسلام لروحك وسلام لاسرتك والطمئنينة والهدوء والسكينة لقلبك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا ....ليسترح قلبك ولتهدأ روحك في السماء......انا والراحله نهايه و مفرق جوبر وابو الراتب حيث عشنا معا لسنوات ...وليلى ابراهيم حيث عملت انت في القطيفه ... وطير الورور الذي احببت انت وهي.... لازال ياتي من جبال القلمون الغربية الى النبك حيث ترقد هي بسلام وطمءنينه.... يبكونك ويهدونك السلام ويدعون لك بالرحمه وسيشتاقون لكل ما كان فيك قبل الرحيل الابدي .....وداعا سمير وسنبقى نذكرك مع من هزجت معهم "ينشر السلم شباب كالاسود ودنى البغضاء تطوى لن تعود" ...و"كونوا شبابا والووا الصعاب وابهجوا الايام ...ان الشباب يلوي الصعاب ويبهج الايام .."حيث انت كنت وبقيت ورحلت وانت تحاول نشر المحبة والتسامح والسلام للجميع وانت وعيت باكرا اهمية جيل المستقبل والشباب منذ حينها حيث كنت كهلا بالمسؤولية والهم الخاص والعام .وكنت شابا وفتى في السلوك وفي الممارسة والتفكير وحتى يوم رحيلك الحزين
رحلت روحه...الدكتور سمير سلامه "الى باريها.. وهو رحيلها الابدي الى السماء ...وترك سمير في باريس من يحمل اسمه وفي كل مكان مر به ما يحمل ذكراه ...ترك لنا ليس سيرة ذاتية ساميه ورسالة انسانية نبيلة فحسب .بل ترك فنا وتاريخا ومسالك وطيب ذاكرة وذكرى من الصعب بل الاستحالة ان تنسى . ترك لانا العصامية والشعور بالمسؤوليات الخاصة والعامه واساليب التوفيق والمصالحة بينهما دون طغيان او نسيان او تغليب احد منهما على الاخر ...حيث كان في زمنه موديل التباهي بلبس الخاكي المتسخ ...واطلاق اللحى وارخاء شعر الراس علامة على العمل العام ...صفات سمير ومسلكه وتواضعه ووعيه العميق بكثير من الاشياء ....صفات ومكونات قل ان تجتمع في شخص واحد....لكنها مكونات سمير سلامه واجتمعت بشخصه ..فنانا مبدعا مناضلا مبدئيا انسانا بالمعنى الواسع للانسانيه ...قل من يعرف غير اهله وذويه نوع وطبيعة الاشغال التي مارسها في طفولته وشبابه ليعين اسرته على تعليمه وتعليم اشقائه وابناء اسرته ...وقل من يعرف طبيعة ونوعية العلاقات المبنية على الاحترام والمسؤولية والشعور الانساني بينه وبين طلابه في مدارس القلمون ودمشق وهو استاذ التربية الفنية لهم والاشغال والنشاطات حينها ليتحدث لهم عما كان يسمى فلسطين وصار يسمى وسيبقى اسمه فلسطين
سمير سلامه له من اسمه واسم عائلته كل النصيب ...وله من سيرته ومن طيب ذكراه ما يجعل امر نسيانه مستحيلا منا نحن من عملنا وعشنا وناضلنا معه ومن شاركنه السفر والترحال القسري وتقاسمنا معه شعور التوق والشغف الى سد الرمق حينا وامتلاك القليل من الاحتياجات الاساسية احيانا اخرى ...نحن من عشنا في سوريتنا وشامنا الحبيبه ايام من كان يمتلك منا المائة ليره سوريه يكون الثري المقتدر والواجب عليه فرد الولائم وتنظيم الاحتفالات الحوارية بين الزملاء والرفاق ...نحن من عشنا معا يوم كانت اجرة الشقة في ساحة العباسيين ومفرق جوبر لا تزيد اجرتها عن المائة ليره سوريه ولثلاثة اشخاص ....نحن من كدحنا معا وقرانا معا وناضلنا معا وتحملنا ظلم ذوي القربى قبل وبعد ظلم الهجرة والاقتلاع وتحمل المسؤولية الاسرية والعامة منذ نعومة الظفار او منذ تفتيح عيوننا
عليك الرحمة يا انبل الناس ويا اشرف الناس ويا ادمث الخلق ,,,,ولذكراك المجد ولذكرك الخلود





محمود خليفه -ابو امجد

#محمود_خليفه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات