إيهاب فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 00:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله": وقرأ {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
هل الله وحده يعلم ما في الأرحام؟
مفهوم الحديث الشارح للآية أن الله وحده يعلم ما في الأرحام.. صحيح انه، وكما يقول المدلسون، ما لا نعلمه في الأرحام كثير، ولكن أهم ما لا نعلمه هو نوع الجنين، وهو ما ينصرف إليه الذهن عند سماع الآية او الحديث، ولكن لمّا أصبحنا الآن نعلم ما في الأرحام (ذكرا كان أم أنثى) بل أصبحنا نحدد نوع الجنين، قال الملفقون، انه ليس المقصود هو علم نوع الجنين فحسب، بل علم رزقه واجله وشقي ام سعيد. رغم ان هذه الأشياء لا نعلمها لا عن الجنين ولا عن الإنسان، او حتى الحيوان، بشكل عام، فلماذا يخص محمد ما في الأرحام بالعلم إلا إذا كان يقصد علم النوع.
وهذا هو ما فهمه المفسرون كالقرطبي حيث قال: فَنَبَّهَ سُبْحَانه عَلَى اِنْفِرَاده بِعِلْمِ الْغَيْب، وَالْإِحَاطَة بِالْبَاطِنِ الَّذِي يَخْفَى عَلَى الْخَلْق، فَلَا يَجُوز أَنْ يُشَارِكهُ فِي ذَلِكَ أَحَد، فَأَمَّا أَهْل الطِّبّ الَّذِينَ يَسْتَدِلُّونَ بِالْأَمَارَاتِ وَالْعَلَامَات فَإِنْ قَطَعُوا بِذَلِكَ فَهُوَ كُفْر...
فلم يكن وقت القرطبي من الاختراعات الحديثة ما يمّكن الأطباء من الإخبار يقينا بنوع الجنين، فلذلك حكم، بكل اريحية، بكفر من يجزم بمعرفة نوع الجنين.
أما الآن، وقد اصبح معرفة نوع الجنين سهلا بفضل العلم، فقد اتسعت دائرة الترقيعات، والتبريرات.
العلم ليس فقط قادرا على معرفة نوع الجنين، بل وتغيير نوعه، كما يمكنهم الآن تجنب الأمراض الوراثية المحتمل ان يصاب بها الجنين لاحقا.
#إيهاب_فتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟